وزير البيئة : الخريف هذا العام اسوأ من قبله والانعكاس الحرارى سيؤدي إلي تلوث الهواء


أكد الدكتور خالد فهمى وزير البيئة أن من اهم العوامل المسببة لنوبات تلوث الهواء الحادة باقليم القاهرة الكبرى هى ظاهرة الانعكاس الحرارى..مشيرا الى انه عند غروب الشمس وعند تقابل الهواء الهابط من أعلى والهواء الصاعد من سطح الأرض تكون درجة الهواء الصاعد أقل من درجة حرارة الهواء الهابط من أعلى , ونتيجة تقابل تلك الكتل الهوائية تتكون طبقة تسمى بمنطقة الانعكاس الحرارى أو الانقلاب الحراري , ويترتب على ذلك عدم استمرار تصاعد الهواء إلى أعلى وتراكم الملوثات فى طبقة لا يتعدى ارتفاعها فى بعض الأحيان 25 مترا فوق سطح الأرض مما يؤدى لزيادة الإحساس بهذه الملوثات وحدوث نوبات تلوث الهواء.
وأوضح فهمى – فى تصريحات على هامش جولته التفقدية لمنظومة تجميع قش الارز بالشرقية – أنه بدارسة العوامل الجوية للسنوات السابقة من 2003 حتى 2013 من حيث النسب المئوية لعدد ساعات سكون الرياح وجدنا أن عام 2014 سوف يكون أكثر سكونا للرياح من عام 2013 , وبمقارنة صيف 2014 مع صيف العشر سنوات الماضية وجدنا اننا أشبه بالحالة الجوية لعام 2008 , وطبقا للدراسات السابقة متوقع أن يكون خريف 2014 مشابه لخريف 2008 فى الحالة الجوية وهى أسواء من خريف 2013.
كما اكد وزير البيئة أنه يتم خلال الفترة الحالية متابعة المقالب العمومية والعشوائية، وتوفير معدات دائمة للحد من الحرق المكشوف بمحافظات إقليم القاهرة الكبري وهى (شق الثعبان – النهضة (القاهرة)، شبرامنت (الجيزة)، أبو زعبل (القليوبية)، الروبيكي (الشرقية / العاشر من رمضان).
وأضاف فهمى، فى تصريحات له على هامش جولته بمحافظة الشرقية اليوم السبت، “إنه يتم كذلك متابعة المقالب العمومية والمقالب العشوائية بمحافظات الدلتا, وهى مقلب قويسنا (المنوفية), ومقلب ميت غمر (الدقهلية), ومقلب بلبيس (الشرقية)”.
وأشار إلى إنه يتم التنسيق مع شرطة الحماية المدنية للسيطرة الفورية علي مواقع الحرق المكشوف، كما يتم أيضا شن حملات متابعة ليلية لمواقع التراكمات والحرق المكشوف بالتنسيق مع شرطة البيئة والأجهزة المعنية بالمحافظات.
كما أعلن وزير البيئة ان هناك أربعة مصادر رئيسية لتلوث الهواء بالقاهرة يساهم كل منها بنسبة معينة ..مؤكدا ان أول مصدر هو المخلفات الزراعية(خاصة قش الأرز فى فصل الخريف).
وقال فهمى فى تصريحات على هامش جولته بمحافظة الشرقية للوقوف على آخر تطورات الوضع والموقف التنفيذى بشأن العمل بمنظومة المخلفات الزراعية من قش أرز ،إن هذا المصدر يساهم بنسبة42% فى نوبات تلوث الهواء الحادة(فصل الخريف)ويواكب حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري خلال هذه الفترة تواكب موسم حصاد الأرز وإنتاج كمية كبيرة من القش تصل إلى حوالي 4 ملايين طن خلال فترة لا تتجاوز50 يوما وتحمل الرياح الشمالية والشمالية الشرقية(والتي عادة ما تكون سائدة خلال الخريف )الملوثات الناتجة عن الحرق المكشوف من الدلتا إلى القاهرة الكبرى مما يعنى أن هذا المصدر يتضاعف تأثيره إلى سبعة أضعاف خلال نوبات تلوث الهواء في فصل الخريف.
وأضاف فهمى ان المصدر الثانى هو حرق المخلفات البلدية الصلبة..ويساهم هذا المصدر بنسبة12% خلال نوبات تلوث الهواء الحادة(فصل الخريف)والناتج عن الحرق العشوائي للتراكمات من المخلفات الصلبة سواء بالاشتعال الذاتي أو الممارسات غير المسئولة للتخلص من هذه التراكمات.
وأشار فهمى الى أن المصدر الثالث هو المصادر الصناعية..ويساهم هذا المصدر بنسبة23 %خلال نوبات تلوث الهواء الحادة(فصل الخريف)حيث تضم القاهرة 52%من المصانع على مستوى الجمهورية وتتركز معظم هذه الصناعات في حلوان وشبرا الخيمة وتشمل صناعات الحديد والصلب والنسيج والسيارات والأسمنت والكيماويات وتكرير البترول والسماد والطوب الطفلي والصناعات المعدنية غير الحديدية(خاصة المسابك).
وأوضح فهمى ان عوادم المركبات هى المصدر الرابع..حيث يساهم هذا المصدر بنسبة23%خلال نوبات تلوث الهواء الحادة(فصل الخريف) ويمثل هذا المصدر احد المصادر الرئيسية لتلوث الهواء فى المدن الكبرى ذات الكثافة المرورية العالية خاصة إقليم القاهرة الكبرى…إضافة إلى هذه العوامل إستخدام المازوت فى محطات الكهرباء وقيام بعض الصناعات بإستبدال الطاقة بطاقة أخرى مثل(الزيت المرتجع الكاوتش المازوت.
هذا وقد أكد وزير البيئة الدكتور خالد فهمى أن الإطار التنفيذى لمواجهة أزمة السحابة السوداء وحرق قش الأرز خلال الفترة القادمة يتضمن استخدام تكنولوجيات الأقمار الصناعية والإنذار المبكر وشبكات الرصد البيئى ونظم المعلومات فى رصد هذه الظاهرة ووضع حلول عملية لمواجهتها.
وأضاف الوزير أن استخدام التكنولوجيا سيسهم أيضا فى التفتيش البيئى على المنشأت الصناعية (الصغيرة- المتوسطة- الكبرى) بجانب التوعية البيئية والتدريب والعديد من البرامج، ومنها برنامج فحص عوادم السيارات وبرنامج التعامل مع المخلفات البلدية وقش الأرز, بالإضافة إلى برامج الرصد البيئى لملوثات الهواء ومراقبة الأنشطة الصناعية.
جاء ذلك خلال قيام وزير البيئة يرافقه الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية بجولة تفقدية فى المحافظة للوقوف على آخر تطورات الوضع والموقف التنفيذى بشأن العمل بمنظومة المخلفات الزراعية من قش أرز وخلافه, فضلا عن تفقد مواقع الشركات للجمع والنقل ومواقع الحرق المكشوف, وذلك فى إطار جهود وزارة البيئة المتواصلة للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة المعروفة بالسحابة السوداء فى تلك الفترة الموسمية من كل عام.
وأوضح فهمى أن الزيارة تهدف إلى التعرف على نماذج من تجارب ومساهمات المجتمع المدنى فى منظومة جمع ونقل وتدوير المخلفات الزراعية والصلبة, منوها بأنه سيتم عقد لقاء موسع مع المزارعين والمجتمع المدنى بالجمعية الزراعية بقرية الصنافين لمناقشة أهم المشاكل والمعوقات بشأن المخلفات الزراعية.
وأشار إلى أنه سيقوم بزيارة ميدانية لمواقع تجميع قش الأرز بالزنكلون مركز الزقازيق ضمن تنفيذ بروتوكول وزارتى الزراعة والبيئة بشأن تجميع 200 ألف طن, وتفقد موقع تدوير المخلفات الزراعية من أعلاف وأسمدة عضوية بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية, وذلك تفعيلا لبروتوكول المزارع الصغير مع وزارة الزراعة بشأن تجميع 100 ألف طن.
يشار إلى أنه سيتم فى نهاية الجولة عقد مؤتمر صحفى موسع لوزير البيئة بالفرع الإقليمى للجهاز بمحافظة الشرقية للتعرف على إجراءات وجهود الوزارة للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة من خلال الإدارة المركزية للطوارىء والأزمات، حيث سيتم استعراض أسباب تلك الظاهرة, ومن أهمها مواكبة الاحتباس الحرارى وسوء الأحوال الجوية لموسم حصاد الأرز وطبيعة وطبوغرافية المكان.




المصدر ايجى نيوز


تعليقات

المشاركات الشائعة