موسم الأمراض المدرسية ينتعش.. الجدرى والغدة النكافية يهاجمان التلاميذ.. انتشار الفيروسات فى المدارس بسبب زحام الفصول وسوء التهوية.. وزيادة الأمراض فى المحافظات

نقلاً عن العدد اليومى الأمراض المدرسية مشكلة تتكرر كل عام فى مصر، فمع بداية فصل الشتاء وانتشار الفيروسات، يصاب التلاميذ بعدد من الأمراض التى تجد البيئة الملائمة للانتشار مع زحام الفصول وسوء التهوية وغيرهما. وكشفت إحصائيات لوزارة الصحة صدرت فى الآونة الأخيرة عن إصابة 13 طفلا فى أسيوط بالغدة النكافية، وكان للجدرى المائى نصيب الأسد فى أعداد الطلاب المصابين به فى عدة محافظات منها سوهاج بواقع 25 مصابا، ودمياط بواقع 21 تلميذا بدمياط، وحالتان فى البحيرة. ولا يتوقف الأمر عند هذين المرضين بطبيعة الحال، فهناك أمراض أخرى تجد بيئة خصبة فى المدارس لتنهش أجساد الطلاب. «اليوم السابع» فتحت الملف فى السطور التالية لتسليط الضوء على أشهر الأمراض التى تنتشر بين طلاب المدارس، وكيف نحميهم منها.. الجدرى المائى.. التطعيم هو العلاج الوحيد الجدرى المائى من أكثر الأمراض شيوعا بين الطلاب، ومن حسن الحظ أنه يصيب الإنسان مرة واحدة فى العمر، ورغم عدم خطورته، فإنه يقلل من مناعة الطفل مما قد يصيبه بمضاعفات ومشكلات متعددة. وتقول الدكتورة أميرة سالم، أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية: الجدرى المائى عدوى فيروسية، وهو من الأمراض القديمة التى لا تزال تصيب الأطفال فى المدارس، إلا أنها تصيب الإنسان مرة واحدة، ثم يكتسب منه مناعة مدى الحياة، ويفضل أن يصاب الإنسان به فى الصغر، وتحدث الإصابة نتيجة العدوى، وفى الغالب يصيب الأطفال قبل عمر 12 عاما، ولأنه ينتقل عن طريق الرذاذ، والسعال، فإنه ينتشر سريعا بالمدارس، مشيرة إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن الطفل يكون ناقلا للمرض حتى بعد أسبوع من الشفاء، لذلك يُنصح بضرورة حصوله على الراحة التامة فى المنزل، حتى بعد الشفاء بأيام. وتظهر أعراض الإصابة على هيئة طفح جلدى تليها حبيبات صديدية، وهى العلامة المميزة للجدرى، وارتفاع درجة حرارة الطفل، مؤكدة أنه لا داعى للقلق، فنسبة الشفاء تصل إلى %100 ولا تحتاج إلى رعاية أكثر من 10 أيام، والتطعيم ضد المرض هو الحل، ولكن يجب الحذر أثناء المرض خوفا من حدوث مضاعفات مثل الإصابة بالالتهاب الشعبى. الحمى الشوكية.. اللقاح هو الحل الحمى الشوكية من الأمراض التى تنهش أجساد الأطفال، وعنه تقول الدكتورة سناء أحمد فؤاد، أخصائية سميات وأمين صندوق نقابة أطباء القاهرة، إنه من الأمراض التى تصيب التلاميذ بكثرة، مشيرة إلى أن الإصابة قد تكون فيروسية أو ميكروبية وتسبب التهابا فى أغشية المخ. ويعد الحمى الشوكية - وفقا للدكتورة سناء - من الأمراض المعدية التى تنتقل عن طريق رذاذ الهواء الناتج عن العطس، ومخالطة المصابين، وترجع خطورة الإصابة به إلى مضاعفاته، حيث يمكن أن يسبب العقم، وقد يؤثر على بعض الحواس الضعيفة عند الطفل كالسمع، والبصر، وفى الحالات الشديدة قد يصيب النخاع الشوكى ويسبب الشلل. وتظهر الأعراض على هيئة ارتفاع فى درجة الحرارة، مع الشعور بالصداع الشديد وتصلب بالعنق، وتتطور الأعراض بعد ساعات إلى قىء مستمر مع الصداع، وعدم قدرة الطفل على تركيز البصر، والدخول فى غيبوبة، يصعب الاستيقاظ منها فى بعض الأحيان، ويتم علاج الطفل بمضادات حيوية ومخفضة للحرارة، مع عزل الطفل عن زملائه بالمدرسة أو المنزل، وأخذ اللقاحات السنوية التى تعلن عنها وزارة الصحة وتعطى لمن هم أقل من عامين مرتين خلال ثلاثة شهور، أما البالغون فيمكنهم أخذ اللقاح مرة كل 3 سنوات. بأمر الطبيب.. 4 أعراض تجبرك على إبقاء الطفل بالمنزل الفيروسات والبكتريا من الكائنات التى تنتشر فى الأجواء، وبمجرد دخولها الجسم تتفاعل وتنتشر بسرعة مذهلة، لذلك هناك بعض الأعراض تستوجب بقاء الطفل داخل المنزل وعدم ذهابه للمدرسة، حتى لا تتدهور حالته ولا ينقل العدوى لغيره. وهذه الأعراض يحددها الدكتور أحمد رمزى، أخصائى طب المناطق الحارة والأمراض المتوطنة والمعدية، فى: ارتفاع درجة الحرارة وله أسباب كثيرة، مثل التهابات الجهاز الهضمى، والأمراض التنفسية وغيرها. الإسهال والقىء، وعند إصابة الطفل بهما يجب تعويض جسمه بالسوائل ووضعه تحت الملاحظة لمدة 48 ساعة، مع توفير الراحة والهدوء له. الطفح الجلدى بظهور حبوب أو نقط حمراء قد يكون مؤشرا للإصابة بمرض معدٍ مثل الحصبة الألمانى، ويفضل الراحة حتى يتم تنشيط الجهاز المناعى. التهابات العين.. عندما يلاحظ الوالدان احمرار عين الطفل ووجود إفراز ذى لون أصفر بها عليهما إبقاؤه فى المنزل، لمنع تعرضه للأتربة والبكتريا وعدم نقل مرضه عن طريق العدوى للآخرين. الحصبة.. العدوى تبدأ قبل ظهور الأعراض رغم قدم مرض الحصبة، فإنه لا يزال ينتشر بين طلاب المدارس، ويقول الدكتور أحمد رمزى، أخصائى طب المناطق الحارة والأمراض المتوطنة والمعدية واستشارى بهيئة الأمم المتحدة، إن  الحصبة من أكثر الأمراض المعدية، وهو فيروس ينتشر من طفل إلى آخر عن طريق التنفس والرذاذ، مضيفا: خلال الإصابة يمر الطفل بمرحلتين الأولى يطلق عليها الأعراض المنذرة وتبدو كالإصابة بالأنفلونزا، حيث يصاب الطفل بسعال جاف، وعطس، ورشح، مع التهاب عينيه وإصابته بحساسية شديدة للضوء، بينما تبدأ المرحلة الثانية من الإصابة بظهور طفح جلدى، وظهور نقط حمراء فى كل أجزاء الجسم. ويحذر الدكتور أحمد رمزى: الحصبة من الأمراض شديدة العدوى حتى قبل ظهور الأعراض وأثناءها، وبعد الإصابة، ونسبة المضاعفات قليلة، وهو مرض يصيب الإنسان مرة واحدة فى العمر، مؤكدا أن الحصبة ليس لها أى علاج، ولكن يعطى للطفل علاج لتقليل الأعراض المصاحبة للمرض، والاهتمام بتغذية الطفل، والراحة كى تساعد الجسم على تنشيط المناعة، مشيرا إلى أن الوقاية أهم طرق الحماية من الحصبة، إضافة إلى التطعيم الإجبارى لمن يتراوح عمرهم بين سنة و18 شهرًا. الغدة النكافية.. نسبة الشفاء %100 الغدة النكافية، من الأمراض التى تصيب الأمهات بالهلع، خاصة أن من أعراضه تورم الوجه وارتفاع درجة الحرارة، وعنه يقول الدكتور محسن مختار، استشارى أمراض الأنف والأذن والحنجرة، إنه مرض يسببه فيروس يهاجم الغدة النكافية الموجودة خلف الوجنتين وأسفل الأذنين، وينشط خلال تغيرات الفصول الجوية، ويصيب الأطفال من عمر 5 أعوام إلى 14 عاما، ويهاجم الذكور أكثر من الفتيات. وتظهر أعراض المرض- وفقا للدكتور محسن- على شكل صداع دوار، والعلامة الأكثر تميزا هى تورم خلف الأذنين، فقدان الشهية، وقد تتطور الإصابة إلى التهاب فى الحلق وصعوبة بالبلع، وتستمر فترة الحضانة من أسبوع إلى 3 أسابيع. وكعادة الأمراض الفيروسية، لا توجد أى أدوية تعالج تضخم الغدة النكافية، وإنما تتم العناية بالطفل، والراحة التامة، وإعطاء أدوية لتخفيف الأعراض الظاهرة، مثل ارتفاع الحرارة، لافتا إلى أن نسبة العلاج من المرض تصل إلى %100. والوقاية من هذا المرض- يقول د. محسن- تكون بالتطعيم، فالطفل يجب أن يحصل على تطعيمين، الأول عند عمر عام، والثانى بعد 6 أشهر من «الأول»، وهذا يحمى من الإصابة بالفيروس بنسبة تتجاوز الـ%95. تبدأ قبل ظهور الأعراض التعامل السليم مع المرضى يضمن عدم انتشار المرض والوقاية من العدوى، كما يعجل بشفاء المريض، وينصح الدكتور مجدى بدران، استشارى أمراض الأطفال وعضو الجمعية المصرية للمناعة وحساسية الصدر بعدة أمور للوقاية من هذه الأمراض تتمثل بالنسبة للمنزل فى الراحة التامة للطفل، ويفضل أن يحصل على إجازة تتراوح بين 10 و15 يوما حسب شدة الإصابة ومضاعفاتها، والاهتمام بالتهوية الجيدة بالمنزل، والفصول المدرسية، وإبعاد الطفل عن إخوته وأفراد العائلة ومنع الزيارات الأسرية إذا كان المرض معديا، وإذا كانت الإصابة تتعلق بمرض جلدى، كالحصبة، أو الجدرى، فيجب قص أظافر الطفل، لأن تلك الحبوب تسبب الحكة ولا يمكن السيطرة على الطفل، وبالتالى ينقل الفيروس عن طريق الأظافر من المكان المصاب إلى آخر سليم مع الحذر عند استخدام الأدوات الشخصية وخاصة المناشف، والالتزام بالأدوية وتعليمات الطبيب بالنسبة للتغذية المناسبة للطفل المريض. وفى المدارس ينصح د.بدران بألا يقل عرض الممر بين المقاعد فى الفصول عن 2.5 متر مربع فى حالة الفصول من جانب واحد، وعن 3.5 متر مربع فى حالة وجود الفصول الدراسية من الجانبين، ويفضل أن تكون الفصول والمعامل على أشكال منتظمة رباعية الأضلاع متوازية، وتسمح بالرؤية لجميع الطلاب، ويراعى توفير تجهيزات خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة مثل دورات المياه، منحدرات، وألا يقل نصيب الطالب بالفصل الدراسى عن 1.2 متر مربع. ويرى د.بدران ضرورة توفير ممرات آمنة بين الصفوف للوقاية من احتكاك الطلاب بالمقاعد، وارتفاع الفصل يجب ألا يقل عن 3.2 م لضمان إضاءة وتهوية مناسبتين، وألا تقل مساحة النوافذ عن %22 من مساحة أرضية الفصل، ويفضل تصميم الفصول بنوافذ من جهتين متقابلتين للحصول على تهوية مستمرة أفضل، مع وجود مسافات بين المقاعد للتقليل من العدوى. الحكومة وزارة الصحة وزارة التربية والتعليم 


المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة