اشتعال أزمة "رفع المصاحف" داخل صفوف الإسلاميين.. فكر الخوارج يظهر من جديد.. الدعوة السلفية: استهانة بحرمتها.. و"البحوث الإسلامية": كلمة حق أريد بها باطل.. وكرم زهدى: إعادة لما فُعل مع رابع الخلفاء

د. خالد سعيد القيادى بالجبهة السلفية 

اشتعلت معركة "المصاحف" داخل التيار الإسلامى خلال هذه الأيام، تزامنا مع دعوات أطلقتها الجبهة السلفية لما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" فى 28 نوفمبر الجارى، ومطالبة أنصارها برفع المصاحف، خلال الفعاليات، واشتعلت معركة كبيرة داخل صفوف الإسلاميين حول ذلك، بعد الهجوم الذى شنته الدعوة السلفية وذراعها حزب النور على تلك الدعوات، مؤكدين أن المطالبة برفع المصاحف استخفاف بحرمته، مع وصف من يقوم بذلك بـ"الخوارج". كان أول حادث تم فيه رفع المصاحف ما فعله الخوارج أمام رابع الخلفاء الراشدين، سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه، وقاموا بتكفيره ومعه بعض الصحابة، وذلك فى معركة صفين، التى كانت سببا فى مقتل رابع الخلفاء، ومن هنا بدأ يظهر فكر الخوارج. من جابنه يقول الشيخ كرم زهدى مؤسس الجماعة الإسلامية إن دعوة الجبهة السلفية برفع المصاحف خلال مظاهرات 28 نوفمبر هو سير على نهج الخوارج فضلا عن عقيدتهم، عندما رفعوا المصاحف أمام سيدنا على بن أبى طالب وقال لهم كلمة حق أريد بها باطل. ويضيف زهدى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدعوات الحالية هى إعادة لما فعله الخوارج أمام سيدنا على بن أبى طالب، وستؤدى إلى مزيد من سفك الدماء بجانب استهزاء بالمصحف ذاته. ووجه "زهدى"، رسالة إلى الداعين لمظاهرات 28 نوفمبر قائلا: "عليكم أن تتقوا الله فى بلدكم وفى دينكم، وفى أهلكم وتتوقفوا عن تلك الدعوات". يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت الدعوة السلفية رفضها التام للدعوة التى أعلنتها، مؤكدة أنه استبان للجميع ومن خلال الأحاديث الإعلامية على قناة الجزيرة، التى بين فيها الداعون لهذه المظاهرات أن غرضهم ليس إلا إنهاك الدولة، ما يبين أن الشعارات المرفوعة كالشريعة والحرية والمساواة ما هى إلا نوع من الخداع. واستنكرت الدعوة السلفية فى بيانها، الثلاثاء، دعوة منظمى هذه الفعاليات لحمل المصاحف مع ما هو متوقع من حدوث هرج ومرج وكر وفر لا تخلو منه مثل هذه الأحداث، ما يمكن أن يعرض المصحف للوقوع على الأرض أو التمزق أو غير ذلك وهذا من الاستخفاف بحرمة المصحف، كما أن هذا قد يؤدى إلى حدوث فتنة كبيرة بين الشرطة والمتظاهرين، كما حدث فى أحداث سنة 1947 من الاشتباك بين جوالة الإخوان وبين قوات الشرطة فى قسم الخليفة بناء على إشاعة ترددت بين الإخوان أن مأمور القسم قد مزق المصحف الخاص بأحدهم ولم تكن إلا إشاعة. وتساءلت الدعوة السلفية فى البيان: "هل الدعوة إلى حمل المصاحف فى المظاهرات هو نوع من عدم التعلم من أخطاء الماضى أم تكرار متعمد؟". كما أهابت الدعوة السلفية بكل مسئول عن الأمن أن يحرص على المصلحة العامة وأن يلتزم بجميع القواعد المقررة فى مثل هذه المواجهات، وأن تكون التعليمات المشددة بالحفاظ على قدسية المصحف، حتى إن كان فى حوزة معتد أو مخرب "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء. من جانبه أكد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية إن دعوات ما تسمى "الثورة الإسلامية" فى 28 نوفمبر دعوات هدامة، تتستر بشعارات إسلامية، وتعبر فى الواقع عن فكر الخوارج. وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن من يدعون إلى رفع المصاحف فى هذه المظاهرات هم من تسببوا فى إحداث الفتن التى يعانى منها الوطن الآن، والهدف من تلك الدعوات هو هدم الوطن وأسقاط ضحايا وتشتيت مصر.



المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة