أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
Twitter
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
عمر الشريف : أكره كلمة "زهايمر"
تتربع الابتسامة على وجه الفنان العالمى عمر الشريف، ابتسامة كفيلة بأن تمنح الحياة للآخر.. وعندما يبدأ الحديث تكتشف أنه «تاجر السعادة» الذى أفلس بعدما تقدم به قطار العمر، ورحل عنه الأصدقاء. نعم تحاصره الأضواء ويتزاحم الناس لرؤيته لكنه يود أن يسبح فى محيط بعيد عن كل شىء.. لا يريد العودة للماضى لأن الذكرى يهددها النسيان، ولا يعلق أملاً على المستقبل لأنه يظن أن الموت أقرب إليه من الحياة.يرى عمر الشريف، أن رصيده فى بنك الأحلام نفد، لأن سنوات العمر معدودة، ومساحة الذاكرة تتآكل. قرر اعتزال التمثيل والابتعاد عن الأضواء.. ويقول إنه ينتظر ساعة الرحيل، ورغم ذلك يطارد السعادة مثل مطاردة طفل صغير لفراشة فى فضاء واسع، فقد علمته التجارب أن يقاتل حتى آخر نفس.رفض عمر الشريف فى البداية إجراء حوار لأنه يعتقد أن الكلام لا يفيد وأنه مثل كثير من الناس يحتاج أن يسمع ويتعلم.. وبعد إلحاح طويل أقنعته بأن كلامه مهم ومفيد لأنه يمتلك تجربة خاصة.. فى فندق شهير جمع بيننا اللقاء، كان استقباله رائعاً ويحمل علامات ودلالات الود. سألته من أين نبدأ فقال ضاحكاً.. لا تسأل رجلاً ينتهى عن ضربة البداية. < يملأ حضور عمر الشريف إلى القاهرة بعد فترة طويلة من الغياب الدنيا بالضجيج والصخب.. ورغم ذلك تحاول الابتعاد عن الناس والاختفاء عن العيون.. ما السبب؟- أنت الآن فى مرحلة الشباب لديك أحلام ولديك طاقة كبيرة.. أما أنا فقد شبعت من الحياة، وفى أبريل القادم سوف يصل عمرى 83 عاماً.. أصبحت عجوزاً وأنتظر الموت، عندما استرجع شريط العمر اكتشف أن هناك عدداً كبيراً من الأصدقاء رحلوا عن الدنيا مثل رشدى أباظة وأحمد رمزى.. ويتملكنى الحزن فترة ولكن بسرعة اكتشف أننى سوف أذهب إليهم، إن طال الأجل أو قصر سوف أموت وسوف أدفن تحت التراب، لم أعد أقدر على التصوير مع الجمهور ولا الوقوف أمام الكاميرا.< الجميع ينتظر الموت.. فهل ذلك مبرر لليأس وتشييد جسور عالية بينك وبين المستقبل؟- من قال إننى أعانى من اليأس، أنا أحب السعادة والفرحة، وأبحث عنهما فى وجوه الأصدقاء وفى جلسات السمر.. أنا مثل الطفل الصغير الذى يبحث عن السعادة، فبدون الفرحة الحياة جحيم.. لا تظن أننى أشعر بالحزن عندما أتكلم عن الموت فقد شبعت من النجاح والشهرة والحياة. فى أوقات كثيرة أحسد رشدى أباظة لأنه فارق عالمنا سريعاً، الشيخوخة أمر مؤلم، تصور شعورك عندما تجد نفسك لا تستطيع فعل أشياء كنت فى سن الشباب تقوم بها بسهولة ودون عناء.< الحديث عن النهاية أمر مؤلم.. لذا سوف أعود بك إلى شاطئ الماضى فما هى الذكريات العالقة فى وجدانك حتى الآن؟- يضحك بصوت عالٍ ويقول: لا تحاول التفتيش فى جراب ذاكرتى، فقد أصبحت عرضةَ للتآكل، ولكنى أتذكر أمى دائماً، كانت تكرهنى لأن كنت «سمين أوى» وشكلى ليس لطيفاً، وكانت تخجل من شكلى أمام صديقاتها وتحبسنى فى غرفتى.. بعد تفكير طويل قررت أمى أن تقدم أوراقى فى مدرسة إنجليزية وكانت تأتى لزيارتى كل شهر مرة.. وفى المدرسة الإنجليزية تعلمت الحفاظ على مواعيد الطعام وعدم الإفراط فى الوجبات وشيئاً فشيئاً أصبح شكلى لطيفاً ووزنى مثالياً.. كنت أخاف من أمى، أما والدى فكان رجلاً طيباً كما لا يعبأ إلا بالعمل فقط..< ما هو الأكثر تأثيراً فى حياتك.. الأم بشخصيتها القوية أم الأب بطيبته الزائدة؟- تعلمت من أمى لعب القمار، وهذا أسوأ شىء تعلمته فى حياتى.. كانت تهوى اللعب بشكل يومى، أما الشىء الإيجابى الذى ورثته عنها فهو الإصرار، فقد ورثت منها هذا الأمر، لذا كنت حريصاً على التميز وإدراك النجاح.. ورثت من والدى التسامح خلال رحلة حياتى الطويلة لم أدخل فى معارك مع أى شخص، أعمل فقط وأحاول الاستمتاع بحياتى.. أنا رجل قدرى جداً ولا أحب أى منغصات تهدد حياتى.< الشرب والقمار.. شيآن يلتهمان من عمر الإنسان وثروته فهل أثرا على حياتك وهل أنت نادم عليهما؟- فى بداية حياتى، كنت أحب جو الشرب ولكن لا أحب تناوله.. بمرور الوقت تجرأت وأصبح الشرب عادياً وكذلك لعب القمار.. بكل تأكيد تأثرت حياتى وصحتى بهذه الأمور، ولو عاد بى قطار العمر سوف أراجع حساباتى وأبتعد عن هذه الأشياء.. ودائما أنصح الشباب بالحفاظ على الصحة لأنها ثروة الإنسان الحقيقية< يقال إن عمر الشريف مازل يلعب القمار حتى هذه اللحظة؟ - هذا الكلام غير حقيقى، فقد توقفت عن لعب القمار منذ عشر سنوات.. فى لحظة تخيلت أن القمار كارثة وأنه سوف يفقدنى ثروتى التى ادخرتها لمواجهة أعباء الحياة فى مرحلة الشيخوخة.. لذا ابتعدت وحسمت الأمر بينى وبين نفسى.< وهل كان هذا القرار سهلاً أم شعرت بمعاناة كبيرة؟- أمر طبيعى أن أشعر بمعاناة عندما أقرر الإقلاع عن أمر أقوم به من سن الشباب، ولكن بصراحة شديدة شجعنى ابنى طارق على هذا الأمر وشجعنى أيضاً على تخفيف الشرب كما وقف بجانبى عدد كبير من الأصدقاء من أجل الحفاظ على صحتى.. والحمد لله أصبحت الآن أفضل.< قال لى الراحل أحمد رمزى إنك كنت دائم الخلاف مع رشدى أباظة وإنه حاول كثيراً تقريب المسافات بينكما وباءت محاولاته بالفشل؟- ليس معنى كلام «رمزى» أن رشدى أباظة كان يكرهنى.. كانت هناك حالة من الغيرة الفنية، لكن رابطة الصداقة كانت قوية وليس صحيحاً ما تردد عن أننى أخذت فرصة رشدى أباظة فى العالمية.. فقد اختارنى المخرج ديفيد لين وتمسك بى وذلك بعد نجاحى فى الاختبارات ومن حسن حظى أننى قمت ببطولة فيلم «لورانس العرب»، كان هذا الفيلم بمثابة حجر الزاوية فى حياتى، حيث انتقلت بعده إلى السينما العالمية وتفتحت أمامى أبواب الشهرة.. وفى هوليوود اكتسبت خبرات جديدة وتعلمت أن التمثيل موهبة قبل أن يكون ملامح جميلة.< عمرو واكد، خالد النبوى، وغيرهما من جيل الوسط يحاولون وضع أقدامهم على خريطة العالمية.. فهل تشعر بوجودهم؟- بصراحة شديدة لم أشعر بوجودهم، ولكنى أحترم محاولاتهم الجادة.. هناك أزمة تحاصر الفنانين العرب الباحثين عن الشهرة فى هوليوود فأغلبهم يتم ترشيحه فى دور إرهابى عربى.. أنصح أبناء الجيل الجديد بالبحث عن أدوار مختلفة وعدم الاستسلام لنظرة المنتجين الأجانب للفنانين العرب.. لا يوجد نجاح مجانى، فقد تعبت من أجل أن أمشى فى شارع النجومية.< تردد أنك تريد أن تحذف كل أفلامك العربية من تاريخك لعدم الرضا عنها.. صح أم خطأ؟- ليس صحيحاً.. قلت إننى لا أحب مشاهدة أفلامى القديمة لسببين، الأول كانت هناك حسنة قديمة فى وجهى وكنت غير راضٍ عن شكلى وهى تحتل وجهى.. السبب الثانى موضوعات الأفلام كانت كئيبة ولا تحمل أى حالة من حالات البهجة.. لا ذنب للمتلقى أن يشاهد فيلماً زمنه ساعتان، والأحداث كلها تدعو للبكاء والحزن. السينما متعة وترفيه وليست وسيلة تعذيب.. فى الخارج يحاول الكتاب تقديم أفكار براقة ومختلفة فتجد فيلم سينما أبطاله رسوم متحركة والأصوات لنجوم كبار.. وأفلام الخيال العلمى والأفلام الأكشن.. أما فى مصر السينما فدائمًا تسيطر عليها الظاهرة، تارة نشاهد أفلام حرب وتارة أخرى أفلام مقاولات وثالثة أفلام مخدرات.. فكثير من الذين يشتغلون بالفن يتعاملون معه على أنه باب رزق وليس رافداً للإبداع.< سمعنا أنك تفكر فى كتابة مذكراتك وأن هناك شركة إنتاج متحمسة لتقديم قصة حياتك فى مسلسل درامى طويل؟- لم أسمع هذا الكلام، ولا أرى أى ميزة فى حياتى حتى أكتب مذكراتى، وتتم صياغتها فى مسلسل. لست جيفارا حتى أكتب مذكراتى أنا ممثل عادى، ولكنى محب لعملى ومؤمن بأن للجمهور الحق فى مشاهدة أعمال جيدة..< لماذا فضل عمر الشريف عدم الزواج بعد الانفصال عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. وهل كانت هناك علاقات حب لم تكتمل؟- فاتن حمامة.. أم ابنى طارق.. وهى سيدة محترمة وأنا أحترمها ومعجب بها مثل ملايين المصريين.. وأندهش عندما تُنشر تصريحات على لسانى تؤكد أننى مازلت أحبها لم يصدر هذا منى.. فقد انفصلت عنها ولا تربطنى بها صلة، وأتمنى لها دائماً التوفيق وهى متزوجة من رجل احترمه وأقدره..بعد انفصالى عن فاتن حمامة لم أفكر فى الزواج رغم إيمانى الكامل بأن للمرأة دوراً مهماً فى حياة الرجل، لكننى فضلت الحياة بمفردى.. سنوات طويلة عشتها خارج مصر لم أرتكب أى شىء أخجل منه ولم أدخل فى علاقات سيئة.. عشت حياتى بإرادتى ولم أحاول تشويه أى شىء بداخلى.< كيف ترى نظرة المجتمع للمرأة فى مصر وكيف تراها فى الخارج؟- المرأة فى مصر مظلومة لأن الرجل ينظر لها باستهانة، فهى تحتاج إلى إنصاف من المجتمع.. أسمع أنها وصلت إلى مراكز مهمة، ولكن لا يوجد أى تأثير للأمر فى الواقع.. المرأة فى بلدنا لإنجاب الأطفال فقط وهذه نظرة خطأ.. يجب أن نضع المرأة فوق رؤوسنا لأنها الأم والأخت والمعلمة.. وهذا هو الفرق بين نظرة المجتمع للمرأة فى مصر ونظرة المجتمع الغربى لها.< منذ سنوات توقفت عن العمل.. فهل تخشى مواجهة أزمات مالية مستقبلاً؟- لا يعنى توقفى عن العمل أننى مفلس، فقد ادخرت أموالاً كثيرة من عملى فى أفلام أجنبية وليس صحيحاً أننى خسرت ثروتى فى لعب القمار، هذا كلام فارغ وغير حقيقى.. كما أن نجلى طارق رجل أعمال ناجح وله بيزنس مهم فى بعض المطاعم مع شركاء آخرين ويقف بجانبى ولا يتخلى عنى.< سمعنا أن الفنان عمر الشريف أصيب بألزهايمر مؤخراً.. الأمر الذى جعلك تبتعد عن التمثيل لعدم القدرة على حفظ الحوار.. ما حقيقة ذلك؟- أعانى بالفعل من نسيان أشياء مهمة، وهذا أمر طبيعى لأننى فى أبريل القادم سوف أبلغ 83 سنة.. مشوار الحياة مرهق والرحلة طويلة والإنسان مثل الماكينة يتأثر بمرور الوقت والجهد.. لكن لم أبتعد عن التمثيل بسبب عدم القدرة فقط ولكن لتراجع مؤشر صحتى للخلف وعدم الوقوف ساعات أمام الكاميرا.< سافرت إلى شمال فرنسا بعد ثورة يناير وقبل إجراء الانتخابات الرئاسة التى أدت إلى فوز الإخوان بالحكم.. والآن عدت بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية الحكم.. كيف ترى مصر الآن؟- سافرت فعلاً بعد قيام ثورة يناير بشهور وكانت هناك حالة من الفوضى وأثناء إقامتى فى الخارج تابعت الانتخابات الرئاسية وفوز الإخوان بالحكم بصراحة تملكنى الخوف وقلت إن مصر سوف تنهار لكن الحمد لله الشعب صحح المسار وقام بثورة جديدة واختار عبدالفتاح السيسى ليحكم مصر.. لا أعرف السيسى لكنه رجل وطنى ويحب البلد والشعب كله يعلق آمالاً عليه.. والحقيقة أنه استطاع أن يعيد الهدوء إلى مصر التى يحاول الإرهاب تشويه جمالها وزعزعة استقرارها.. مصر تمشى فى الطريق السليم لكن يجب على الناس العمل بجهد والصبر لأن البناء يحتاج وقتاً طويلاً.< كيف يرى العالم مصر بعد ثورتين؟- لا أعرف لماذا ننشغل بالآخر.. من الضرورى أن نواصل العمل ولا نفتش فى النوايا بكل تأكيد الغرب لا يريد للشرق النهوض وهناك مؤامرة على الوطن العربى وتحديداً مصر لأنها نبض العروبة النابض بالحياة.. أتمنى أن نتوقف عن الانشغال بالآخر ونركز فى العمل والإنتاج، لأن العمل هو السبيل لإجبار الغرب على احترامنا والانحناء أمامنا.. مصر دولة كبيرة وسوف تنهض وتتقدم بإرادة شعبها.
تعليقات
إرسال تعليق