جثمان وردة فى مطار القاهرة !


الاهرام - كلمات - اخبار الفن - وردة

كلمات - حسين الزناتى - الاهرام


وفى مطار القاهرة ، كان هو اللقاء الأول ، ولكنه كان الأخير أيضاً .. هو اللقاء الذى لم يتم إلا بعد وفاتها ، وبعد أن أصبحت جثماناً ، داخل نعش خشبى ، كنا نتصور يوماً أنه لايمكن أن يليق بتلك النجمة ، التى صالت وجالت ، وأشعلت قلوب ، وآهات الملايين من أهل العرب .


هى التى أحببنا الحُب على صوتها ، وكرهنا الكره على نبرات حنجرتها .. معها عشنا لحظات صدق ،وشعلة مشاعر الشباب ، بل والطفولة أيضاً
أتذكر بنت الجيران ، وهى تحاول أن ترفع صوت الراديو على أغنية « أوقاتى بتحلو»،فى السبعينات ، رُبما أفهم ، أو حتى تسمع صوتى وأنا أردد معها نفس الكلمات ، ولكنى كنت لاأفهم ، ولا أستطيع أن أُغنى .. هى كانت تريد أن تقول لطفل - أحبك وهى الأكبر منه بعامين ، فكانت طفلة تُحب طفلاً مثلها ، ولكن الأهم أن ما سيجمعهما هو صوت وردة ! نعم هوصوت وردة التى داعبت حتى مشاعر الأطفال،التى عاشت سنوات عمل وشهرة وموهبة ، وشهدت كل بريق الحياة ومباهجها
هى أطربت ، وفتحت فى قلوب مُستمعيها دروب من العشق والهوى،جعلتهم يميلون ميلا،وتعصف بعقولهم الآهات ، والإحساس بالكلمات..هى هذا الجمال الشرقى الآخاذ والجسد الممشوق ، والرقبة الشهيرة ،
كنت أتمنى أن آراها منذ أن كنت طفلاً، فى حى الجمالية ، بصورتها التى وضعهاعم «عارف « البقال ، لكن القدر أراد أن أراها داخل هذا النعش الذى جاء إلى مطار القاهرة منذ ثلاثة سنوات !
الصندوق الخشبى الذى كان فيه جثمان وردة كان ملفوفاً بعلم مصر والجزائر فى طريقه إلى بلدها الأول ، أخذت أنظر إلى الصندوق الذى تركوه كثيراً فوق طاولة على الأرض فى قرية البضائع ، إنتظاراً لإنهاء إجراءات شحنه ، على الطائرة العسكرية التى أرسلتها حكومة الجزائر لنقله ، وفى داخله « وردة» .. لكنه كان نعشاً ، وكانت هى جُثماناً ، والمكان كان فى قرية البضائع . .. وقتها قلت لنفسى اليوم لا شهرة ، ولا مال ،ولا جمال .. اليوم هو حساب على كل هذا .. وقتها قلت ولازلت أدعى لوردة التى أسعدت مشاعرنا الإنسانية ، بأن تكون سعيدة فى عالمنا الآخر .. اليوم وفى ذكرى وفاتها الثالثة ،إدعوا معى لـ « وردة» فلن ينفعها إلا الدعاء !



المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة