آليات تفعيل مبادرة الرئيس لعلاج مليون مريض بـ فيروس سى


الاهرام - اخبار الصحة و الطب - فيروس سي

تمثل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لشركات الدواء واحدة من الخطوات للتصدى لانتشار العدوى الفيروسية التى تفتك بأكباد ملايين المصريين حيث طالب بتوفير جرعات دوائية لعلاج مليون مريض سنويا.


وأشار إلى أن معدلات العلاج الحالية ليست بالقدر الكافى، خاصة فى ظل وجود ملايين المرضى الذين يعانون من مضاعفات المرض. ومن المفترض حال تفعيل تلك المبادرة أن تسهم فى الإتاحة الأكبر لجرعات الدواء فى علاج أعداد أكبر من التى تستهدفهم وزارة الصحة حاليا (150 الف مريض سنويا)، مما يسهم فى خفض البرنامج الزمنى للتغلب على الفيروس فى مصر من 10 أو15 عاما إلى 4 سنوات ليصبح الفيروس تحت السيطرة. وتأكيدا على أهمية المبادرة وسعيا لسرعة تفعيلها فإنه من المهم الالتفات للنقاط التالية:
أولا: تمثل مصر كعكة كبيرة لشركات الدواء ليس فقط بسبب زيادة عدد المصابين بالفيروس ولكن أيضا لزيادة معدلات الإصابة السنوية (150- 200 ألف حالة سنويا)والتى تعد الأعلى عالميا طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية وهو ما يضمن للشركات سوقا متجددة من المرضى بحاجة للدواء. وطبقا للتقارير الدولية هناك أكثر من 12 دواء جديدا لعلاج الفيروس من المتوقع أن تظهر فى الأسواق بنهاية العام الحالى تتبارى بها شركات الدواء العالمية بهدف توفير علاجات مضادة للفيروس وعالية الكفاءة فى التغلب على مختلف الفصائل الجينية لفيروس سى بما فى ذلك الفصيل الجينى الرابع المنتشر بمصر. ومع توالى الشهور المقبلة من المتوقع أن تعتمد الهيئات الأوروبية والأمريكية أدوية أكثر لتكون بمثابة فرصة للأطباء والهيئات العلمية لتشكيل أكثر من بروتوكول علاجى للمريض بما يتناسب مع ملفه الطبى وحالته الصحية والأمراض الأخرى المصاب بها. وبالتالى فإن هناك فرصة كبيرة أن تكون لكل الأدوية سوق فى مصر، وكلما زادت كفاءة الأدوية فى علاج المريض خلال مدد زمنية أقل بفاعلية أكبر وآثار جانبية أقل ارتفع سعرها كما هو متوقع. وعلى ذلك فإنه مع ترحيب الشركات بالمشاركة فى إنتاج الأدوية من المهم معرفة مدى قدرة النظام الصحى المصرى من كوادر طبية وفنية على علاج مليون مريض خلال عام طبقا للمعايير العلمية التى وضعتها اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التى تعد بالغة الأهمية للحفاظ على فاعلية وكفاءة الأدوية ولتجنب دخول المرضى فى مضاعفات صحية بسبب سوء استخدام الدواء أو تحور الفيروس.
ثانيا: من المهم حال إبرام الصيغ التعاقدية الأخذ فى الاعتبار التطور المتلاحق فى صناعة الأدوية حيث من المنتظر خلال الشهور القادمة أن تظهر علاجات أكثر فاعلية تساهم فى شفاء المريض خلال مدد زمنية أقل مما تتيحه العلاجات الحالية.
ثالثا: فى ظل وجود أكثرمن شركة محلية لجمع وتعبئة الدواء الشبيه وتنافسها للفوز بتعاقد البيع لوزارة الصحة فإنه من المهم تشديد آليات الرقابة والتأكد من مصدر المادة الخام للدواء ورصد سلامة مراحل التصنيع، ومدى جودة وفاعلية المنتج المحلى مقارنة بالأجنبى كما يجب تعزيز البحوث التى قد تسهم فى امتلاك مصر لدوائها.
أخيرا من المهم أيضا التركيز على مشكلة الزيادة السنوية فى عدد المصابين بالفيروس(200 ألف حالة سنويا) حيث يسهم القطاع الطبى بنصيب من هذه الكارثة بسبب غياب التفعيل الأمثل لنظم مكافحة العدوى بالمستشفيات وعدم وجود تشريع قانونى لمحاسبة المتسبب فى نقل العدوى إضافة لضعف الوعى المجتمعى بسبل تجنب الإصابة بالفيروس، وتلك هى القضية الأكبر وبيت الداء الذى يحتاج لتضافر جهود المجتمع كافة للحد من الإصابات الجديدة حتى لانستنزف موارد الدولة وأكباد المصريين فى حربنا ضد فيروس سى.


المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة