سيدة المهام الصعبة !

الاهرام - بريد الجمعة يكتبه احمد البرى

أكتب إليك طلبا لاستشارتك فيما أستطيع أن أفعله لكى أتخلص من الكابوس الجاثم فوق صدرى منذ سنوات طويلة. ولا أعرف وسيلة للتغلب عليه، فأنا مهندسة تعديت سن الثلاثين، تزوجت منذ عشر سنوات من صيدلى يعيش فى محافظة غير التى نقطن بها،


 وعلى صلة قرابة بزوج أختي، وقد حدثتنى عنه كثيرا، ووصفته بأنه قمة فى التدين والأدب والالتزام. وأن أباه رجل دين، كما أثنى زوجها عليه بكلمات إطراء ومديح جعلتنى أوافق عليه، فكل ما كنت أتطلع إليه هو أن ارتبط بشخص يراعى الله فى تعامله معي، وإذا اختلفنا حول أمر ما يكون الخلاف بيننا فى حدود الاحترام، وتمت خطبتى له، واتفقنا على تحديد موعد الزفاف بعد أن ينتهى من تجهيز صيدليته الخاصة، وبعد شهور شكا لى من أن العمل فى الصيدلية يسير ببطء شديد، وأن العمال يتأخرون فى إنجاز الأعمال المكلفين بها، ثم طلب منى إتمام الزواج على وعد بأن يفتتحها خلال أسبوعين، إذ وقتها سوف تستقر أوضاعه، ويصبح بإمكانى مساعدته فى اتمام تشطيبات الصيدلية، ونزلت على رغبته، وتزوجنا فى شقة منفصلة بمنزل عائلته، حيث يعيش والداه فى الشقة الواقعة أسفل شقتنا، ومنذ اليوم الأول ظهر الوجه الآخر لزوجي، إذ وجدته شخصية شديدة العصبية، ولا يستطيع السيطرة على نفسه، ولا على ردود أفعاله، وقد يثور فجأة وتنتابه موجة من الغضب بلا سبب، ويكون رد فعله عنيفا سواء بالتعدى اللفظى أو الجسدى وأحيانا بتكسير الأشياء، فلا يترك أى قطعة أثاث أو أداة من أدوات المنزل التى يجدها أمامه فى تلك اللحظة إلا ويحطمها، ووجدته أيضا ابنا عاقا لوالديه، ويعاملهما أسوأ معاملة، ويحملهما كل مسئولياته، ولم أجد منهما إزاء تصرفاته اللا عقلانية سوى السلبية الشديدة، وإذا ثار ضدى يصمتان ولا يحركان ساكنا، وكل ما يفعلانه هو أن يطلبا منى الصبر والتحمل، ويخشيان مواجهته تجنبا لرد فعله عليهما، ولا أجد من أبيه رجل الدين سوى الكذب.
ومضت حياتى بينهم بلا طعم. وازدادت أنانية زوجي، فهو يرى نفسه على صواب، وان مكانه دائما فى المقدمة، ويأتى بعده الآخرون، ومن حقه أن يخطئ دون أن يحاسبه أحد.. واحترت فيما يمكن أن أفعله معه أو أن أتجنب مواجهته، ولم يكن أمامى سوى الصبر، عسى أن تعلمه الحياة دروسها وعبرها، لكنه لا يتعلم أبدا.
ثم وجدتنى حاملا فأيقنت أن الأمور اختلفت، وليس أمامى أى بديل سوى أن أعاونه عسى أن تنصلح حاله، وترددت معه على الصيدلية لمساعدته فى ترتيبها، وفرشها، وشجعته على سرعة افتتاحها، برغم خطورة الأمر على صحتي، إذ أمرنى الطبيب بالراحة التامة لظروف حملي، لكنى آثرت أن أعاونه، أملا فى أن تتغير معاملته، لكن هيهات له أن يتغير، بل زادت إهاناته لى ولأهلي، وانتابته شكوك فى تصرفاتي، وتصرفات كل من حولنا.
وعندما اقترب موعد الولادة، ذهبت إلى محافظتى لأضع طفلى تحت رعاية والدتي، وأمضيت فترة لدى أسرتى استعدت فيها بعض صحتي، وسهرت أمى على راحتي، ولم تدعنى أشاركها فى أعمال المنزل حتى الأشياء البسيطة، ثم عدت إلى شقتى من جديد، فوجدت العذاب فى انتظاري، وخارت قواي، وسقطت على الأرض من كثرة الإعياء، وذات ليلة بكى الطفل بشدة، وكان ينام فى سرير مجاور، فطلبت من زوجى أن يحضره لي، لإصابتى بألم شديد فى الظهر يجعلنى طريحة الفراش، وأنى سآخذ مسكنا يساعدنى على الوقوف على قدميّ، لكنه رفض، وتركنا وخرج من المنزل، وهو يردد كلمات السباب المعتادة!.. وتحاملت على نفسى ورتبت البيت وأعددت طعام الغداء، وعاد من الصيدلية، فوجدنى أرضع الطفل، فنظر إلىّ نظرة حادة وقال لي: «هاتى الغدا» فطلبت منه أن يمهلنى دقائق حتى أنتهى من إرضاع ابننا، وبدلا من أن يضع لنفسه الطعام الجاهز على المنضدة، فوجئت به يتقدم نحوى ثائرا، ثم شد الطفل من على صدري، ووقف أعلى الفراش يهزه بعنف، فبكيت ورجوته أن يتركه، لكنه تمادى فى هزه، وصرخ بأعلى صوته، وجاء أبواه، وشاهدا ما حدث، ورجوتهما أن يأخذا منه الطفل الذى لم يكمل ثلاثة أشهر، وأدركت وقتها أنه لا يدرك ما يفعل، وتركتهما معه، وذهبت إلى المطبخ، وأتيت له بالغداء على صينية ــ بيدين مرتعشتين ــ فسقط بعض الطعام عليها،. وما أن وضعتها أمامه حتى زاد غضبه، وثارت ثائرته مرة أخري. وبدأ موجة جديدة من السباب لى ولأهلي، وتحطيم كل ما حوله من أشياء.
وإزاء ذلك تركت البيت، وطلبت الانفصال، وجمعت أسرتينا جلسة عائلية أثنى فيها أهله على أخلاقى وحسن تصرفى معه، ووصفونى بالزوجة المثالية، وانه دائم الخطأ، وأننى لم أقابل فعله معى بأى إساءة، واستمرت المفاوضات لمدة عام ونصف العام، دون أن نصل إلى حل نهائى لهذا الوضع الذى لا يتحمله بشر، ورفعت فى تلك الفترة قضية خلع، وادعى زوجى وقتها أمام المحكمة أنه دفع لى مهرا ثلاثة أضعاف ما دفعه بالفعل على غير الحقيقة، ومع ذلك وافق والدى على أن يعطيه المبلغ الذى ذكره، مادام فى ذلك خلاصى منه، ولما وجد أبى جادا فى كلامه، وأن المسألة المادية لا تعنيه، فكل ما يريده هو راحتي، جاءنا بوفد من أهله، وألح عليّ بالعودة إليه، مع تعهده بأن يغير نفسه، وأن يصبح إنسانا ملتزما لا الشخص الكاذب العصبى الذى فوجئت به بعد الزواج، وترك لى أهلى حرية الاختيار بين الخلع والعودة إليه، فوافقت على الصلح من منطلق أن ما حدث قد لقنه درسا لن ينساه، وبالفعل التزم بوعده لفترة، ثم عادت الأمور إلى ما كانت عليه من عدم تحمل المسئولية، والإهانة، والضرب، وكان والده هو الذى يصرف علينا، وعشت وضعا تأباه أى زوجة، وخجلت من أن أطلب أى شىء، لأن زوجى يعيش عالة على والده.
وبينما نحن على هذه الحال، وضعت مولودى الثاني، فزاد العبء، ولم تكن لى حيلة إزاء كل ما أتعرض له، ففكرت فى أن أجرب حلا مختلفا عسى أن يأتى بنتائج طيبة تغير تركيبته العجيبة، فطلبت منه أن نزور معا طبيبا نفسيا، لكنه رفض حتى مجرد مناقشة هذا الأمر، وتجددت المشاكل، مما دفعنى إلى أن أترك المنزل للمرة الثانية بعد أربع سنوات، ومعى طفلان، وتكرر ما حدث فى المرة الأولي، حيث جدد تعهداته بحسن معاملتي، والتزامه بعمله، وعدت إليه أملا فى حدوث تغيير، ولو طفيف بعد أن أصبح أبا مسئولا عن طفلين وزوجة، والمفروض أن يكون حريصا على تربية ولدينا فى أسرة طبيعية بين أبويهما، ولم أيأس من محاولاتى معه لزيارة الطبيب. وبعد جهد كبير وافق على طلبي، وفى العيادة جمعنا لقاء طويل، تعرف فيه الاستشارى النفسى على كل شىء، وقال إن ما يعانيه زوجى من مشكلات عديدة، يرجع إلى ظروف نشأته وتربيته وتدليله الزائد، ومعاملة أبويه له على انه «ملك فوق الجميع»، وتكررت زياراتنا للطبيب، وتحسنت حالة زوجى بعض الشىء، ثم حدث أن سافر هذا الطبيب إلى الخارج، ورفض زوجى أن ننقل العلاج إلى طبيب آخر، مدعيا انه كما هو ولم يتغير شىء، وانه يتصرف بشكل طبيعي، ولا يرى فيما يفعله أى مرض، وساءت أوضاعه كما هى العادة، وكثرت إهاناته اللفظية والجسدية، حتى إن العلاقة الخاصة بيننا، أصبح يستخدمها كعقاب لى عندما يغضب عليّ، ويشعرنى باستمرار أن ما ينفقه على البيت والأسرة، هو مقابل لهذه العلاقة، وبلغ ابنى الأكبر ثمانى سنوات، ولاحظ تصرفات أبيه، وتأثر بما يفعله معنا، وسألنى ذات مرة إذا كان والده يكرهه أم لا، بل وقال لى أنه يشعر بكره تجاهه، وبدأ فى مواجهة أبيه بما يفعله.. وهنا شعرت بخوف شديد من أن ينشأ أبنائى فى هذا الجو الغريب، وتتأثر تربيتهم بما يلاحظونه من تصرفات غير مسئولة من أبيهم، وراودتنى فكرة الانفصال التى كنت أتراجع عنها كلما أحسست بشعاع من الأمل فى أن يتغير، ثم أوقفت التفكير فى الطلاق عندما توفى والده، ورأيت أن من واجبى مساندته ومساعدته، وانه قد يشعر بالمسئولية بعد رحيل من كان يعتمد عليه فى كل شيء، ويستيقظ ضميره، ويدرك أن له أسرة تحتاجه حتى لا تتشرد وتتعرض للضياع، ولكن هيهات أن يعى ذلك، وقد ورث عن أبيه مبلغا كبيرا، ولا نعلم ماذا يفعل به، إذ ازداد بخلا وغموضا فى تصرفاته، وساءت نفسية إبنى الأكبر، وألح عليّ أن نذهب إلى بيت أبى لنعيش معه، فحاولت تهدئته، وعاودتنى فكرة الانفصال، وأخذت الولدين وانتقلت إلى منزل أهلى الذين رأوا أنه لا مفر من الانفصال، ونقلت ابنيّ إلى مدرسة فى محافظتي، ومرت شهور على هذا الوضع، ورفعت دعوى طلاق.. وأنا مصممة على إنهاء العذاب الذى أعيشه مع من لا يعرف للاستقرار الأسرى سبيلا، وهنا ظهر، وطلب أن أعطيه فرصة أخيرة، ووعدنى بالانتظام فى عمله، وأنه سيزور طبيبا نفسيا جديدا، فأعطيته مهلة طوال العام الدراسى الحالى ليثبت فيها صدق ما يقوله، واننى سأظل فى بيت والدى إلى أن ألمس تغييرا حقيقيا، ثم ننظر فى أمرنا معا على ضوء تصرفاته، ومدى تغيره الفعلي، فوافق، والتزم لفترة، ثم غلبت طباعه عليه، فأهمل عمله، وتوقف عن العلاج، وها هو يقدم عرضا جديدا بأن أعود إلى البيت حتى أكون بجواره، لأنه لا يستطيع بمفرده أن يفعل شيئا، وأخشى أن أستجيب له فأجد ما عانيت الأمرين منه، وتستمر أوضاعه على هذا المنوال إلى ما لا نهاية، وأكون بذلك قد ظلمت ولديّ، وربما أنجب آخرين فتزداد «الطينة بلة» كما يقولون... والله إننى أرسم أمامهما صورة رائعة لأبيهما وأعدت حبهما له، وساعدنى على ذلك بعدهما عنه، إذ لا يريانه إلا فى زياراته لنا. حيث يكون ملتزما فيها بحسن معاملتهما لقصر المدة التى يقضيها معهما.. وإنى أسألك: هل هناك أمل فى هذا الزوج؟.. وهل يمكن أن يتغير؟ وهل إذا أكملت مشوار الطلاق سيكون تأثيره على ولدينا أسوأ أم أن الاستمرار فى حياة كهذه هو الذى سينعكس بصورة سلبية عليهما.. أرجو أن تشير عليّ كيف أتخلص مما أنا فيه؟
 ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
يخطيء الكثيرون حين يقدمون على الزواج دون اتخاذ خطوات محددة تضمن لهم عدم التعرض لمفاجآت، أو هزات عنيفة فى شخصيات شركاء حياتهم، وأولى هذه الخطوات أن تكون هناك فترة كافية يتعرف فيها كل طرف على طباع الطرف الآخر، ويلاحظ سلوكياته ومدى قدرته على تحمل المسئولية، وتقلباته المزاجية، فجلسة واحدة أو حتى عدة جلسات ولقاءات عابرة لا تكفى للوصول إلى خباياه، لأنه يحاول خلالها أن يتطبع بصفات مغايرة لسلوكه الطبيعى الذى يتكشف بعد الزواج، وهذا هو ما حدث معك إذ اكتفيت بكلمات المدح التى قالتها أختك فيه بناء على ما قاله لها زوجها، وفاتك أنت وأهلك أن تسألوا عنه وعن أسرته فى محيط معارفها، وأن تخرجا معا فى حضور والدك مثلا، فتتاح لك فرصة أكبر لفهم شخصيته الحقيقية.
وحتى بعد الزفاف تغاضيت عن علامات مؤكدة على أنه متقلب المزاج، ويتسم بالعصبية، ومع ذلك حملت منه وأنجبت واحدا بعد الآخر، ولم تدركى للحظة واحدة أن إنجابك منه وهو على هذه الحال خطأ كبير ما كان لك أن تقعى فيه، لأن حياتكما معا مرشحة للفشل منذ اليوم الأول للزواج، وتغاضيك عن حماقاته ليس سوى نوع من الضغط عليه عسى أن يتغير.. نعم فلقد فعلت ذلك بأوجه عديدة، منها تركه وحده وجلوسك عند أهلك، وطلب الخلع، وكان بإمكانك أن تحصلى عليه لكنك تراجعت عن فكرة الانفصال أملا فى أن تنصلح أحواله، أما ادعاؤه بأنه أعطاك مهرا ثلاثة أضعاف ما حصلت عليه، فهو كلام بلا وزن، لسبب بسيط هو أن كل شيء تم تحريره بقسيمة الزواج، أو بقائمة المنقولات، وقد اتخذت ذلك ذريعة للعودة إليه برغم أن والدك قال لك إنه سيعطيه ما يريده مقابل أن تنفصلى عنه وتتحررى من قيوده.
أيضا من بين أوجه ضغطك عليه، نقلك إبنيك إلى مدرسة فى المحافظة التى تعيش فيها أسرتك، وعودته الى العلاج النفسي، لكنك تخشين أن تتكرر أفعاله اذا عدت إليه هذه المرة، وهو بالتأكيد سيعود إليها، ويبين سلوكه طوال عمره أنه لن يتغير ولن يصبح بالصورة المثلى التى تنشدينها، فهل معنى ذلك أن تطلبى الطلاق أو أن تستمرى فى إجراءات الخلع الى النهاية؟.. فى رأيى أن الأمر يحتاج الى تحكيم العقل، والنظرة الى المسألة بمنظور أعمق وأشمل بمعنى أن من تحملت العذاب خلال السنوات العشر الأولى للزواج، قادرة على أن تبحث لنفسها وسط هذا الظلام عن شعاع ضوء يهديها الى الطريق السليم، وأن تجد لنفسها من الوسائل ما يجعلها تتحاشى لحظات العصبية التى تنتاب زوجها، ولكن بشرط ألا تنجب المزيد من الأطفال، وكفاك ابناك اللذان يجب أن تحافظى على صورة والدهما أمام عيونهما، تماما كما تقولين بأنك تبرزين الوجه الحسن لأبيهما، والذى يظهر لهما خلال زياراته القليلة، وقد أوشك العام الدراسى على الانتهاء، فحثيه على أن يحتوى ابنيه وأن يصحبهما معكما فى زيارات متقاربة، ورحلات اليوم الواحد فى بداية الاجازة الصيفية، ويمكن أن تؤجلى نقلهما الى مدرستهما الأولى بعض الوقت، وعاودى زيارة الطبيب معه، مع تفادى كل ما يثيره من مشكلات بسيطة يمكن احتواؤها.
وأرجو أن تعلمى أن ما تعانينه من عصبية زوجك تعانيه أيضا زوجات كثيرات، فالزوج العصبى مستنفر دائما، وتكون ردود أفعاله حادة حتى فى أفضل حالاته، ويثور لأتفه الأسباب، ولا يحسن الاستماع الى زوجته، ولا يستطيع فى أغلب الأحيان التحكم فى انفعالاته، وتصرفاته التى قد يندم عليها فيما بعد مع شريكة حياته، وكثيرا ما يهدأ، وينسى السبب الذى انفعل من أجله، ولكى لا تصلى معه إلى حافة الهاوية، عليك أن تفهمى نفسيته، وأظنك قد أصبحت على دراية كبيرة بخبايا نفسه، ولا تتحدثى معه فى أثناء احتدام أى موقف بينكما بكلمات تعتقدين أنها تعمل على حل المشكلة، فى حين أنها فى الواقع تزيدها اشتعالا، وحاولى أن تكونى مستمعة أكثر منك متحدثة، ولا تصرى على رأيك أو تعارضيه بحدة، ولا تسعى لإيجاد حل لحظى للمشكلة، بل انتظرى إلى أن تهدأ الأمور، فعدة دقائق قد تكون فاصلة، وتسهم فى الحل إلى حد كبير، وفى لحظات الصفاء ركزى على الصفات الإيجابية التى يتحلى بها، وتمتعى بروح المرح والدعابة معه لكى ترضيه وتمتلكى قلبه، وستكون النتيجة هى سعيه إلى تغيير تصرفاته ومحاولته السيطرة على انفعالاته.
أما فيما يتعلق بكذبه، فإنه ربما يعانى «الكذب القهري» حيث يكذب فى كل شيء تقريبا، حتى وإن كان الأمر تافها، ولعل الحل الأمثل لذلك هو ان تفتحى خطا من الحوار معه دون أن تلقى عليه تهمة أو تعليقا جارحا، أو التقليل من شأنه، ولا تعايريه بأخطائه، كما أن من أهم احتياجات الرجل أن تقبله زوجته، وأن تشعر بأنها تثق فيه، وهذه العوامل مجتمعة تفتح الطريق أمام استعادة العلاقة السوية مع زوجها.
أما فيما يتعلق بتربية الأولاد، فإنها دون نفوذ الأهل وهيبتهم، كالبحّار فى قارب بدون شراع، وبدون دفة فى بحر الحياة العاصفة، والتربية تقوم على ملاحظة الأبناء سلوكيات آبائهم، وليس بالحديث معهم، مع انتهاج سلوك آخر، وفى ذلك يقول «مكارينكو» لا تعتقدوا أبدا أن تربيتكم طفلكم تكون بالحديث معه، أو تعليمه، أو أمره بشيء ما، فالتربية تكون فى كل لحظة، فالطفل يتابع أهله ويرى كيف يلبسون، وكيف يتكلمون عن الآخرين، وكيف يتحاورون مع بعضهم، وعلى الآباء أن يتجنبوا العديد من السياسات الخاطئة فى تعاملهم مع أبنائهم ومنها إملاء الشروط والتحكم، والمواجهة المستمرة، والبعد عنهم، فهذه الأساليب وغيرها توجد فجوات بين الآباء والأبناء، كما أن القمع والمعاملة القاسية، والحدة فى فرض الأوامر، تترك أثرا عكسيا عليهم، إذ يرى«تولستوي» أن الإكراه فى التربية، أو استخدام العنف هو نوع من التسرع وعدم الاحترام الكافى للطبيعة الإنسانية، من هنا تأتى أهمية إيجاد الحوار، واشاعة الحب، والصداقة كعوامل أساسية فى تربية الأبناء، ولا تنسى قوله تعالى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا»، فقد قرن الله الإحسان الى الوالدين بالعبادة، فعلما أبنيكما الصفات الحسنة، وحاولى أن تبنى جسور الثقة بينك وبين زوجك، واستجيبى لطلبه العودة إلى بيتك بخطوات مدروسة حتى لا تفاجئى بمزيد من الانفعال، واعتقد أنك ستكونين أكثر حكمة فى إدارة دفة الأمور، وفقك الله وسدد خطاك، وهو وحده المستعان.



المصدر الاهرام


==============



اقرأ أيضاً :

http://elmosawar.blogspot.com/2015/05/blog-post_368.html


* اللافتة القاسية ! ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2015/04/blog-post_3588.html

http://elmosawar.blogspot.com/2015/04/blog-post_635.html


* السيمفونية الحزينة! ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2015/04/blog-post_458.html


* الابتسامة المزيَّفة ! .. اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2015/04/blog-post_78.html


* الليــالى العصيبــة! ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2014/07/blog-post_4940.html


* الفريسة الثمينة ! ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2014/12/blog-post_88.html


تعليقات

المشاركات الشائعة