شغب «محمد فوزى» يفسد صيامه !

المصدر الاهرام . بر مصر
حين نتعمق في دهاليز حياته سنجد أنفسنا متلبسين بالضحك تارة وبالبكاء مرارا ، وبقدر ما أسعدنا بأغانيه اللطيفة السهلة الهضم وسط عصر اتسم بالطرب الدسم فقد مرت حياته القصيرة التى لم تتجاوز الـ 48 عاما بتفاصيل مؤلمة ، نشأ المطرب محمد فوزي عبدالعال في كفر أبوجندي التابع لمحافظة الغربية وكان الابن الحادي عشر في أسرته لأخوة عددهم 25 من بينهم الفنانة الراحلة هدي سلطان ..
ومنذ نعومة أظافره مال الى الغناء والطرب وتأثر بأغاني الست أم كلثوم والمبدع محمد عبدالوهاب وقد بدأ أستعراض ملكاته الطربية في حدائق المنتزة والموالد الا أنه حين تقدم لإختبارات الإذاعة المصرية – أيام الطرب الجميل قبل فيروس المهرجانات وخلافه – الا أنه نجح كملحن ولم ينجح كمطرب الا أنه لم يستسلم وبات يتنقل بالفرق الغنائية من فرقة بديعة مصابني لفاطمة رشدي وصولا للفرقة القومية للمسرح.

الا أن إصراره ودأبه وخفة ظله كانت دائما بمثابة أدوات داعمة للنجاح بعيدا عن قصة الشعر وتسقيط البنطلون والرقص والتنطيط ! فقد لعب دورا مهما بعد ثورة يوليو 52 حيث قدم في الإذاعة العديد من الأغاني الوطنية كـ بلدي أحببتك يا بلدي " فضلا عن أغانى دينية مثل "يا تواب يا غفور" والأشهر على الإطلاق أغانيه للأطفال التى ترعرعنا عليها مثل " ذهب الليل" و "ماما زمانها جاية " ، بالإضافة الى اشتراكه مع العديد من الفنانين في "قطار الرحمة" الذي كان يجوب المحافظات عقب الثورة لمساعدة المرضي وزيارة دى الرعاية الاجتماعية .وهنا يحضرني ماراثون فناني العصر الحديث الذين يتبارون لتقديم أكبر عدد من الإعلانات والبرامج وخصوصا إعلانات " التسول والشحاتة" رغما عن أن تكلفة أجر البيه السيد الفنان حاليا توازي بناء مستوصف كامل من مجاميعه !!

وقبل أن يحضر الى القاهرة عام 1938 م ، هداه فكره الموسيقي لعمل فرقة مع زملائه الموسيقيين تجوب شوارع طنطا لإحياء الحفلات وذات يوم من أيام شهر رمضان الكريم قادهم القدر الى احدى قرى شبين الكوم لإحياء أحد الموالد الشعبية وهنا وقعت الواقعة حين ارتطموا بأحد الفتوات الذي فرض عليهم الحماية مقابل تخفيض في الأجر وطبعا ما باليد حيلة .

وفي ليلة مضيئة بهلال رمضان وبعد تناول فوزي ورفاقه الإفطار امتلأ السرادق بالجماهير وبدأت الفرقة إحياء أول ليالي المولد وفي عز التجلى والانسجام فإذا بخفير يقطع عليهم نشوة السلطنة قائلا له : البيه الضابط عاوزك !

وما كان من الفتوة – البلطجي حاليا – الا أن رد ممتعضا : على الطلاق ما انت ناقله من هنا خطوة !

فتأججت حنقة الخفير ونظر إليهم محتقنا ثم رحل وعاد مرة أخرى برفقة 3 من زملائه.

وهنا انفجرت مشاجرة من العيارا لثقيل هزت سرادق المولد حتى أصدر الضابط الأمر بخروج الجميع الا أن محمد فوزي وجد خارج السرادق مفاجأة مفجعة حيث مجموعة من المطربين القدامي للمولد اجتمعوا عليه ولقنوه "علقة" ساخنة لأنه قطع رزقهم .

فسارع الخفير الى فوزي واقتاده الى قسم البوليس ، وعند وصوله وجد زملاءه قابعين أمام ضابط شرطة والغريب أنه على غير المعتاد يعاملهم بطريقة لطيفة ، لكن الأغرب والأكثر دهشه أن أعلن له الضابط عن سر استدعائه الأول له على يد الخفير قائلا : أنا ناديتك علشان أنصحك وأقولك إن ده مش مقامك إنك تغني لناس سوابق وفتوات في موالد ، الا أنك امتنعت وطبعا إنت حر، ولكن هي دي النتيجة للأسف» .

والمضحك فعلا ان الإصابات التى حلت بفوزي ورفاقه لم تكن بالغة الا أنهم لم يتناولوا السحور نتيجة قضاء الليلة بين المولد والقسم وكانت النتيجة المضنية أن قرروا إفطار هذا اليوم بحجة عدم السحور ! وربما لأن العلقة كانت شديدة السخونة .

تعليقات

المشاركات الشائعة