حمزة .. القلب الشجاع

المصدر الاهرام . انوار رمضان
رجال حول الرسول

كان رضى الله عنه محل استغراب من مكة كلها، فقريش تطارد ابن أخيه منذ سنوات وهو لا يعبأ إلا بالصيد، وهكذا حير أمر حمزة بن عبaدالمطلب زينة شباب أهل مكة ورجلها الشجاع القوى قريشا وربما كانت الحيرة تصيبه هو أيضا بين الحين والآخر، والحقيقة أن الأمر كان محيرا بالفعل فعلاقة حمزة بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تكن علاقة عادية أبدا بل كانت علاقة خاصة ونادرة جمعت بين القرابة والصداقة والأخوة، فحمزة هو عم الرسول وأخوه فى الرضاعة الذى يكبره بعامين بعد أن رضعا معا من «ثويبة» جارية أبى لهب.
وتتوالى الأحداث فما إن علم حمزة بالإيذاء الذى نال رسول الله من أبى جهل حتى ذهب إلى الكعبة غاضبا يتطاير الشرر من عينيه وقال أتشتم محمدا وأنا على دينه وكان ذلك أمرا محيرا ومفاجئا ليس لأبى جهل وحده وقريش معه، فلقد طالت المفاجأة حمزة أيضا!! فلم يكن حمزة يتوقع أن يقول ما قال ولم يكن يخطط أبدا لما حدث، لقد أسلم حمزة دونما أى اقتناع، وأخذ التفكير يعصف به على مدار ليلة كاملة، لم يذق فيها طعما للنوم إلا أنه ومع اشراقة الشمس وزقزقة الطيور، كان قد اتخذ قرارا تأخر كثيرا وقد حان وقته الآن ، لابد أن يذهبوا إلى صاحبه يحكى له ما حدث ويتحدث إليه لعله يستريح، وأخيرا ذهب حمزة إلى صاحبه محمد ويعلن إسلامه ويظل مع صاحبه ليكملا الطريق. بلا شك كان إسلام حمزة صدمة للمشركين، الذين كانوا على موعد مع صدمة أخرى أقوى وأشد بعدها بثلاثة أيام، ألا وهى إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأحدث ذلك ارتباكا فى صفوف قريش بعدما وجدوا الدعوة تضم إلى صفوفها خيرة شباب مكة، وبعد عامين من الهزائم المتتالية لقريش، وعلى مدى ثلاث سنوات صعبة يقف حمزة بجوار صاحبه النبى ـ فى أشد محنة واجهها المسلمون فى مكة إلى أن كتب الله لصمودهم فى السنة العاشرة من البعثة ليأتى بعدها فتح الله فى بيعة العقبة الأولى والثانية إلى أن تأتى الهجرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة