رمضان فى الصين

مشاهد رمضانية . الاهرام
داخل مسجد «الصحابة» فى مدينة تشيوانتشو الصينية الواقعة فى إقليم «فوجيان» على السواحل الجنوبية الشرقية للصين، انهمك المسلمون داخل المسجد فى إعداد وجبات الإفطار بعد صلاة العصر مباشرة، حيث يفد إلى هذا المسجد الذى يعد حاليا أقدم مسجد فى الصين، حيث بنى عام 1009 فى عهد أسرة الامبراطور «سونج» آلاف المسلمين سواء من القرى والمدن المحيطة أو من خارج الصين خاصة دول جنوب شرق آسيا والعالم العربى.
وتقول تشانج ليان تشو، المسلمة المحجبة التى تعمل فى هذا المسجد منذ أكثر من 23 عاما لصحيفة «الشعب» اليومية ان الأيام العشرة الأخيرة لشهر رمضان تشهد تزايدا كبيرا فى أعداد الوافدين المسلمين إلى المسجد، ومع اقتراب عيد الفطر يزيد العدد على ألفى مصل لدرجة أن المسجد ـ رغم اتساعه ـ لم يعد يستوعبهم، وتمتد الصفوف أحيانا إلى الشوارع المحيطة بالمسجد ويقدم المسجد الافطار ـ والسحور مجانا للمصلين وكانت سلطنة عمان قد تبرعت لإجراء عملية توسعة للمسجد فى عام 2007 وهو الأمر الذى أدى إلى استيعابه لعدد أكبر من المصلين.
وتجرى السلطات الصينية عمليات صيانة للمسجد حاليا لادراجه ضمن قائمة التراث العالمى فى عام 2018 بالاضافة إلى أثر عربى آخر باسم «المقبرة المباركة لصاحبى الخيرات» والتى يعود تاريخها إلى نحو 1300 عام أى فى عهد أسرة «تانج» الامبراطورية وتعد من أكبر وأقدم المقابر الاسلامية فى الصين حاليا.

ويعد مسجد الصحابة فى تشيوانتشو واحدا من أكثر من 34 ألف مسجد منتشرة فى كل أنحاء الصين بما فيها العاصمة بكين تخدم أكثر من 22 مليون مسلم فى كل أنحاء الصين، غير أن أغلبهم يعيش فى شمال غربى الصين على الحدود مع دول آسيا الوسطى ـ أذربيجان ـ وكازاخستان ـ وقراقازستان. ويدهشك تناغم وتفاهم المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى فى الصين، حيث يعيشون معا ولا تختلف المعاملة مع اختلاف العقائد والثقافات، فكل يدرك بعمق هويته الوطنية ويعمل فى إطار الوطن الواحد الذى يمكن أن يسع التعدد الثقافى والدينى والعرقى.

ويتكون المسلمون الصينيون من مختلف القوميات منها على سبيل المثال الهوى، والإويجور والكازاك والتتار والقيرقيز والأوزبك والطاجيك ودونجشيانج وسالار وباوان» ويتوزعون فى اقاليم نينجشيا وشينجيانج، وقانشو وشنغهاى، وهينان وينتشرون فى سائر مدن وقرى المقاطعات والبلديات والمناطق ذاتية الحكم بما فيها تايوان وهونج كونج ماكاو. ومن بين 56 قومية فى الصين هناك 10 قوميات تؤمن بالاسلام. ويذكر المؤرخون أن الاسلام دخل الصين على عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، عندما أرسل وفدا برئاسة الصحابى سعد بن أبى وقاص إلى امبراطور الصين آنذاك يبلغه بالدين الجديد ويدعوه هو وشعبه إلى الدخول فيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة