ثروت الخرباوى: الإخوان قتلوا أسمهان وأمتلك الدليل
المصدر الاهرام
عشت طفولتى فى منزل الفنانة شادية 2
«مولانا» لإبراهيم عيسى ليس فيلما «سينمائيا»، لكنه مقال «سينمائى»!
تعجبنى «كوميديا» أحمد حلمى، وشاهدت كل أفلامه مع أسرتى فى دور العرض
عادل إمام هزنى من الأعماق وأحزننى فى «زهايمر» .. ولكن لى بعض الملاحظات على «أفلامه».
عبدالحليم حافظ أبكانى فى « عدى النهار»
الحوار مع الكاتب الكبير ثروت الخرباوى متعة لأى صحفى لأنه يضعك أمام نوع من التحدى المهني، خاصة أن الصراحة والوضوح والشجاعة من أهم سماته الأساسية، يختار كلماته بعناية ويحدد نقطة البداية والنهاية بكل مهارة. فى الجزء السابق من الحوار الذى أشعل مواقع « السوشيال ميديا»، هاجم فيها مسلسل « الجماعة» للكاتب الكبير وحيد حامد، ووصفه بأنه ضعيف دراميا، ومليئ بالأخطاء التاريخية، وافترى فيه الكاتب على الزعيم جمال عبدالناصر، والرئيس محمد نجيب، كما تطرقنا فى الحوار لعمله كممثل ومخرج فى بداية حياته المهنية.
وحديثه فى هذه المره ذو شجون، فهو يتقلب معى ومعكم على جمر العشق والمحبة والحنين للغناء والموسيقى والسينما والمسرح، وغيرها من إبداعات شكلت وجدانه طوال ستين عاما من الفكر والفن والتوثيق لميراث من ذلك الغضب الذى يخشى عقباه على الأجيال الجديدة من الشباب، حيث يتحدث عن أهمية دور الفن، ويتوقف عند مجموعة من الفنانين الذين أثروا فى وجدانه، فإليكم نص الحوار.
......................................................................
......................................................................
> فجرت معى أيضا من خلال مسلسلك «التنظيم السري» منذ عامين موضوع قتل الإخوان للمطربة «أسمهان»، ويومها سخر منك الإخوان؟
ضاحكا هذا صحيح، وقالوا ناقص كمان تقول إن الإخوان هم الذين أضاعوا الأندلس!، والإخوان حطموا الخلافة!، وغيرها من الأقاويل، والحقيقة الموضوع بسيط جدا، ووجه البساطة أن قتل «أسمهان» كان لأسباب سياسية ومخابراتية، المخابرات البريطانية كانت قد بدأت تقلق من إفراط «أسمهان» فى الخمور وحديثها الدائم مع الكاتب الصحفى «محمد التابعي» عن بعض مغامراتها المخابراتية، التى قامت بها لصالح المخابرات البريطانية، والتى استطاعت فيها أن تحصل على معلومات من الألمان لصالح الإنجليز، لهذا السبب أرادت المخابرات البريطانية التخلص من «أسمهان» فى ذلك الوقت.
وكانت هناك اتفاقات وتواصل بين المخابرات البريطانية والإخوان وحسن البنا، وطلبوا منه التخلص منها ، وكان سند حسن البنا الشرعى الذى قاله لمن نفذ مهمة الاغتيال، وهو سائق سيارة «أسمهان» والذى اختفى تماما بعد الحادث ولم يظهر حتى الآن، أن المطربة درزية، وبذلك تكون كافرة يحل دمها، كما أنها تنشر الفجور فى المجتمع بأغانيها، والتخلص منها فريضة دينية !!.
> كيف توصلت لهذه النتيجة أو الاستنتاج حتى نغلق هذا الباب تماما؟
هذا الأمر لم يكن استنتاجا بل كان مفاجأة مذهلة لى شخصيا، حيث كنت وصديقى الكاتب الراحل «حسام تمام» المتخصص فى مجال الإسلام السياسى بصدد إصدار كتاب مشترك ومدعوما بالوثائق عن « قضية قتل حسن البنا»، ويومها تطلب الأمر أن نتقابل مع بعض الشخصيات التاريخية من الإخوان الذين عاشوا مع حسن البنا ومازالوا على قيد الحياة، منهم الأستاذ محمود عبدالحليم، وسألناه عن أشياء كثيرة، وهو اعترف لنا بحقيقة قتل الإخوان لأسمهان، وفى هذه الفترة نشر «تمام» فى جريدة « القاهرة» الجزء المتعلق باقتراحات كان قدمها محمود عبدالحليم للإخوان بحل التنظيم، هذا ما لفت نظر حسام تمام، وباقى الكلام كان سيصدر فى الكتاب الذى لم ينشر حتى الآن، فعندما جاءت المناسبة من خلال مسلسل « التنظيم السري» رأيت أن أذيعه.
> ولماذا تأخر محمود عبدالحليم فى الاعتراف بهذا السر طوال هذه السنوات التى وصلت لنصف قرن؟
فى بعض الأحيان وعندما يريد الإنسان أن يتطهر من بعض الخطايا يعترف للناس جميعا، وهذا ما حدث مع محمود عبدالحليم الذى اعترف بأدق تفاصيل اغتيال أسمهان، وهذا الكلام نشره على موقع « اليوتيوب»، وذكر لى أمرا آخر للتاريخ وهو محاولة اغتيال الإخوان للزعيم مصطفى النحاس، وأنهم استطاعوا سرقة سيارة مطافئ وذهبوا بها إلى جوار قصر مصطفى النحاس، ورفعوا سلم سيارة المطافى إلى أعلى وكان معهم قنبلة مفخخة، وقد فجروا القنبلة بالفعل فى مواجهة غرفة نوم النحاس، حتى أن الشظايا دخلت الحجرة واصطدمت بقائم السرير، وكتبت الصحف المصرية أن النحاس هذا الرجل المؤمن أنجاه الله من الاغتيال، ولم يعرف أحد أن الإخوان هم الذين كانوا وراء هذه المحاولة.
وما يؤكد كلامى فى حكاية التطهر تلك أن «أحمد عادل كمال» وهو أحد رموز التنظيم السرى للإخوان أخبرنى منذ سنوات بعيدة إنه كان له دور فى اغتيال المستشار «الخازندار» إلا أنه لم يقدم كمتهم، وأكد لى أنه يشعر بالذنب الكبير لأنه اشترك فى هذا الأمر، إلا أنه استطاع الإفلات، وإنه لا يتصور كيف سيحاسبه الله عن هذا الأمر، وبالمناسبة «أحمد عادل كمال» ما زال موجودا على قيد الحياة حتى الآن.
وعندما نشرت هذا الكلام سخر الإخوان كلهم من كلامى واتهمونى إننى أشوه سمعة الرجل الذى لم يقم هو نفسه بتكذيب ما نشرته، لكن بعد سنوات استطاع مواجهة الرأى العام واعترف بذنبه، ونشر كلامه فى أحد مواقع الإخوان.
> حبك للفن يشجعنى أن أسألك: هل تشاهد أفلاما سينمائية؟
بالتأكيد، وآخر الأفلام التى شاهدتها فيلم «مولانا» قصة إبراهيم عيسي، إخراج مجدى أحمد علي، وقبل مشاهدتى للفيلم قرأت الرواية وكتبت عنها، وتناقشت فيها مع مؤلفها، وقلت له إن الرواية فى طريقة السرد غلب عليها الطابع الصحفي، وكثرة الأحداث والأشخاص التى يمكن حذف بعضها دون أن تؤثر فى السياق الدرامى للرواية، وأثناء مشاهدتى للفيلم وجدت أنهم حاولوا وضع كل الأحداث والشخصيات، وبالتالى اعتبرته ليس فيلما سينمائيا، بل يعتبر مقالا سينمائيا بتوقيع إبراهيم عيسي.
> هل تذهب لدور العرض وتشاهد الأفلام، أم تنتظر حتى تعرض على شاشة الفضائيات؟
أذهب لدور العرض وأصطحب أسرتي، فمثلا كل أفلام النجم أحمد حلمى تعجبنى جدا، وشاهدتها فى السينما، وسعدت بمضمونها الهادف الجاد الممتع.
والمسرح هل له نصيب من وقتك؟
بالتأكيد فأنا حريص على مشاهدة أى عمل مسرحى ممتع، وكنت حريص جدا أيام مسرح «محمد صبحى ولينيين الرملي» على مشاهدة كل أعمالهما فى ليلة العرض الأولي، أو أحيانا فى البروفة «الجنرال»، لأن أعمالها كانت تثرى عقلى وفيها كوميديا رائعة، وآخر الأعمال المسرحية التى شاهدتها مسرحية « اللى بنى مصر» التى تتحدث عن رائد الإقتصاد طلعت باشا حرب، وقام ببطولتها الفنان محمود الجندي، ومن شدة حماسى وإعجابى بالمسرحية وأداء الجندى الراقى كتبت مقالا كان عنوانه « اللى بنى مصر ... محمود الجندي».
> عودة أخرى إلى مجال الدراما التليفزيونية: من هم أهم النجوم الذين تحرص على مشاهدة أعمالهم؟
النجم العبقرى مذهل الأداء يحيى الفخراني، فهو قادر على أن ينسينا نفسه، ولا نتذكر غير الشخصية التى يلعبها، فهذا النجم تطور تطورا كبيرا، فبداياته الأولى فى « بابا عبده - صيام .. صيام» وغيرها لا تنبأ بأن يصبح بهذا التوهج والإشعاع الفني، فكان مثلا شديد العبقرية فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، هذا العمل الذى كتبه بإتقان شديد الكاتب «عبدالرحيم كمال»، ولو كان هناك جائزة مثل الأوسكار لنالها الفخرانى بجدارة عن هذا العمل، وفى مسلسل « دهشة» قدم مشهد عمره عندما تم طرده من بيت ابنته، وخرج وهو غير مصدق نفسه، وسار فى الطريق وهو يتحدث إلى الله ويعاتبه، فى هذا المشهد ارتفع الفخرانى ارتفاعا كبيرا جدا وكان مدهشا، ولا أعرف كيف أوتى هذه العبقرية، وأعتقد أنه لم يكن الفخرانى الذى نعرفه، ولكنه كان شخصا ملهما عندما أدى هذا الأداء.
ومع احترامى وحبى لكل الفنانين اللذين تربطنى ببعضهم علاقات طيبة، منهم النجم الراحل نور الشريف الذى كانت تربطنى به علاقة فكرية وثقافية، لكنى أعتبر الفخرانى ونجيب الريحانى ومحمود المليجي.. قمما تمثيلية وشخصيات استثنائية ومن الصعب أن يصل أحد لمستواهم.
> لقد أوضحت سر عبقرية الفخرانى ، فماذا عن الريحانى والمليجي؟
الريحانى قفز بالأداء التمثيلى قفزات كبيرة، خاصة أن الأداء التمثيلى فى وقته، كان أداء مسرحيا، لكن شاهد أداء الريحانى ستجده بسيطا وتلقائيا بطريقة غير عادية، وهذا الأداء انعكس على المشاركين معه فى أفلامه.
أما محمود المليجى فهو من الذين يملكون قدرات غير عادية على التعبير بالوجه، لذلك فالمليجى فى كل مجال فنى مختلف تماما، فتراه فى «السينما» غير المسرح، والمسرح غير «التليفزيون».. وهكذا، وهنا يحضرنى ما قاله النجم العالمى أنطونى كوين فى جريدة « النيويورك تايمز»، عندما سؤل عن مشهد «القلة» التى شرب منها، وقام بأدائه ببراعة فى فيلم «عمر المختار»، رغم أنه لم يشرب من قبل من «القلة»، قال: لقد شاهدت ممثلا مصريا فى فيلم «الأرض» اسمه محمود المليجى أدى نفس المشهد ببراعة فأعجبنى جدا وقمت بتقليده.
> وما رأيك فى أداء النجم عادل إمام؟
عادل إمام يحيرنى فهو بلاشك قيمة إنسانية وفنية كبيرة جدا، لكن فى فترة من الفترات كان « شجيع السيما» الذى يضرب الكل و«يبوس» البطلة طول الوقت، وهذه الأعمال أساءت له، لكنه فى السنوات القليلة الأخيرة تخلى عن عادة الضرب و«البوس»، ونضجت موهبته جدا، وعلمت من أحد الأصدقاء المشتركين بيننا إنه مثقف، ويحب القراءة، فمثلا عندما أثار كتاب فلسفى فى أوروبا بعنوان « اللامنتمي» ضجة كبرى فى أوروبا حرص عادل على قراءته، ولقد أعجبت به جدا فى فيلم «زهايمر»، فقد هزنى من الأعماق وهو خارج من المصحة وينظر إلى صديقه القديم «سعيد صالح»، ففى هذا المشهد قدم نظرة حزن لا أعلم كيف فعلها، ولا من أين استجلبها؟، كما أعجبنى أيضا فى «حسن ومرقص»، لكن صيغة أن يتحول الممثل إلى زعيم.. تلك صيغة مرفوضة، كن ممثلا فحسب، ليس مطلوب منك أن تنظر أو تتحدث فى السياسة!.
معنى هذا إنك ضد إنتماء فنان لحزب أو تيار سياسى معين ؟
طبعا يجب على الفنان أن ينتمى لفنه فقط، لأن الفن قيمة إنسانية عظيمة ورائعة، وبالفن الراقى وحده نستطيع أن نواجه الإرهاب والتطرف، ولا نحتاج إلى خطوات حقيقية فى تطوير الخطاب الدينى اذا ما تم الاهتمام بالفن.
> أعلم أنك محب لكل من «محمود عبدالعزيز، يوسف شعبان، توفيق عبدالحميد»، ما سر هذا الحب؟
ليس هؤلاء فقط فهناك الكثيرين فمصر مليئة بالموهوبيين الحقيقيين، وصعب أن نتوقف عند الكل، لكن يهمنى أن أتحدث عن ثلاثة فنانيين أحبهم جدا، وأقدرهم جدا، أولهم النجم الراحل «محمود عبدالعزيز» فهذا الرجل تابعته تقريبا منذ فيلمه الجميل «الشقة من حق الزوجة» وأعجبنى جدا، وعلى وجه الخصوص أعجبتنى رائعته «الكيت كات» لداود عبدالسيد، حيث قدم أداءا رائعا، لكن كنت أعيب عليه أن بعض الشخصيات التى يؤديها كانت تؤثر عليه فى العمل التالي.
والنجم الثانى حبيب قلبى «يوسف شعبان»، فأنا معجب بأداء هذا الفنان العظيم الذى شرفت فى إحدى السنوات بمنحه درع التكريم عن مشواره الفنى فى إحدى الأمسيات التى جمعتنى به فى محافظة بورسعيد، ويوسف لديه طريقة خاصة جدا فى التمثيل، ورغم هذا لم يحصل على حقه ولا المكانة التى يستحقها فى مجال التمثيل، يكفيه دوره فى مسلسل «رأفت الهجان» فقد ارتقى إلى طبقات لم يصل إليها أحد، وكان يغطى بظهوره على كل من حوله، بما فيهم محمود عبدالعزيز.
أما الفنان الثالث «توفيق عبدالحميد» فهذا النجم الموهوب جدا، لكن للأسف زاره الاكتئاب فاعتزل الفن، وجلس فى منزله يهتم بكلابه ويرعاها، ومن حبى لموهبته زرته فى بيته، وجلست معه لثلاث ساعات أقنعه بالعودة للفن، وبعد اقتناعه فاجأنى فى اليوم الثانى بتغيير رأيه.
كما تعجبنى الفنانة إلهام شاهين التى التقيت بها فى السنوات الأخيرة فى أكثر من مؤتمر وطني، وعجبنى فيها مواقفها الوطنية الجادة وحبها لوطنها، كذلك يسرا وسمير غانم ودلال عبدالعزيز، ومحمد هنيدي، وغيرهم، وحقيقى كان لوازع الوطنى عند فنانى مصر سواء كبار أوصغار دور ايجابي كبير فى نجاح ثورة 30 يونيو.
> علمت أنك قابلت النجم العالمى «عمر الشريف» قبل رحيله بسنوات قليلة، فماذا دار بينكما؟
المصادفة وحدها جمعتنى بهذا الفنان العالمي، حيث كان بصحبة صديقه عالم الآثار الشهير الدكتور زاهى حواس، وعندما علم اننى مؤلف «سر المعبد» احتضننى وقبلني، وهنأنى على هذا الكتاب الذى قرأه بمتعة وشغف كبيرين.
> ذكرت لى انك عاشق للغناء طوال عمرك، وهذا يدفعنى أن أسألك: لمن تستمع؟
أعتبر سيدة الغناء العربى مطربة لا تقارن بأى صوت آخر، وهى من أقرب المطربين إلى نفسي، خاصة أعمالها الرائعة مع الموسيقار رياض السنباطي، لكن مطربتى المفضلة «ليلى مراد» فهذه المطربة صاحبة صوت حزين، حتى وهى تغنى أغنية ضاحكة مثل «اضحك كركر»، إنسانة داخلها حالة حزن لا أعرف سر هذه الحالة، فمثلا وهى تغنى «ليه خليتنى أحبك» لا أحد يستطيع أن يترجم تلك المشاعر كما ترجمتها ليلى مراد، وأعشق أيضا صوت محمد قنديل، وإحساس فايزة أحمد يشجيني، وأحب بساطة وتلقائية محمد فوزي، وشادية مطربة وممثلة لن تتكرر.. أحبها فى كل مراحلها، ولها معزة خاصة عندى لأننى عشت طفولتى تقريبا فى منزلها، كما أحب جمال صوت فريد الأطرش وكارم محمود وعبدالمطلب.
> كيف عشت طفولتك فى منزل الفنانة الكبيرة شادية؟
كان والد الفنانة شادية مهندس رى فى الخاصة الملكية بأنشاص، وعاش فترة فى أنشاص مع أسرته، ومنهم الفنانة شادية فى منزل كان ملك الحكومة، وبعد مرور سنوات عشت تقريبا فى نفس المنزل الذى عاشت فيه شادية مع والدها فى أنشاص، حيث كان يعمل والدى مهندسا للرى أيضا.
> لم تذكر لى عبدالحليم حافظ أو محمد عبدالوهاب فى حديثك عن المطربين؟
بإبتسامة رقيقة قال: كيف أنسى أثنين من أعلام الغناء، فعبدالحليم شكل وجدانى ووجدان جيلى والأجيال التالية خاصة فى أغنياته الوطنية، وأبكانى كثيرا عندما غنى أغنيته «عدى النهار» ويومها كنت فى الصف الخامس الإبتدائي، ولى مع أغنياته كثير من الذكريات، لهذا تجدنى حريص على سماع أغنياته التى تبثها إذاعة الأغانى بصفة يومية فى السابعة مساء، وفى شهر رمضان فى التاسعة مساء، أما عبدالوهاب فهو ركن من أركان الغناء العربي، وعنده قدرات غير عادية فى التلحين، ويعجبنى صوته جدا خاصة فى المراحل الأولى له.
> ومن تتابع من الجيل الحالي؟
للأسف أنا أطرب جدا للمطربيين القدامى وأحب سماعهم، فذائقتى «كلاسيكية» قديمة، وأعتبر أن آخر ما سمعت وأعجبت بهم كان جيل المطرب الراحل «عمر فتحي» حيث كنت أحب صوته جدا، وأحب أيضا إحساس محمد الحلو، وأعتبر أن صوت محمد ثروت حلو، كما تعجبنى اختيارات على الحجار الراقية التى تعكس ثقافته وذائقته الفنية السليمه، وأحب صوت مدحت صالح لأن فيه شقاوة وخفة دم، ومحمد فؤاد لديه « بحه» فى صوته تعجبني، لكن الحركة الفنية الحالية لا يوجد فيها أحد يمكن أن يمس مشاعري.
> هل صادفت أذنك صوت عمرو دياب أوتامر حسني؟
طبعا لكن للأسف لا أحس أغنياتهما، فمثلا عمرو دياب قدرته على تسويق نفسه أعلى بكثير من إمكاناته وموهبته، وموهبته الحقيقية فى تسويق نفسه، ولا تعجبنى اختيارات تامر الغنائية، ودمه « تقيل» كممثل!.
> أعلم أن إبنتك «مرام» موهوبة فى الغناء ولديها صوت جميل هل يمكن أن تسمح لها بإحتراف الفن؟
بالتأكيد، ولها مطلق الحرية فى مستقبلها، هى الآن طالبة فى الجامعة، بعد تخرجها تفعل ما تراه مناسبا لها، لكنى سأحرص على تعلمها الموسيقي، وقد قامت بالغناء فى مسلسلى « التنظيم السري» حيث غنت بعض أغنيات أسمهان، وقد قام بتدريبها الموسيقار الكبير ميشيل المصري.
ضاحكا هذا صحيح، وقالوا ناقص كمان تقول إن الإخوان هم الذين أضاعوا الأندلس!، والإخوان حطموا الخلافة!، وغيرها من الأقاويل، والحقيقة الموضوع بسيط جدا، ووجه البساطة أن قتل «أسمهان» كان لأسباب سياسية ومخابراتية، المخابرات البريطانية كانت قد بدأت تقلق من إفراط «أسمهان» فى الخمور وحديثها الدائم مع الكاتب الصحفى «محمد التابعي» عن بعض مغامراتها المخابراتية، التى قامت بها لصالح المخابرات البريطانية، والتى استطاعت فيها أن تحصل على معلومات من الألمان لصالح الإنجليز، لهذا السبب أرادت المخابرات البريطانية التخلص من «أسمهان» فى ذلك الوقت.
وكانت هناك اتفاقات وتواصل بين المخابرات البريطانية والإخوان وحسن البنا، وطلبوا منه التخلص منها ، وكان سند حسن البنا الشرعى الذى قاله لمن نفذ مهمة الاغتيال، وهو سائق سيارة «أسمهان» والذى اختفى تماما بعد الحادث ولم يظهر حتى الآن، أن المطربة درزية، وبذلك تكون كافرة يحل دمها، كما أنها تنشر الفجور فى المجتمع بأغانيها، والتخلص منها فريضة دينية !!.
> كيف توصلت لهذه النتيجة أو الاستنتاج حتى نغلق هذا الباب تماما؟
هذا الأمر لم يكن استنتاجا بل كان مفاجأة مذهلة لى شخصيا، حيث كنت وصديقى الكاتب الراحل «حسام تمام» المتخصص فى مجال الإسلام السياسى بصدد إصدار كتاب مشترك ومدعوما بالوثائق عن « قضية قتل حسن البنا»، ويومها تطلب الأمر أن نتقابل مع بعض الشخصيات التاريخية من الإخوان الذين عاشوا مع حسن البنا ومازالوا على قيد الحياة، منهم الأستاذ محمود عبدالحليم، وسألناه عن أشياء كثيرة، وهو اعترف لنا بحقيقة قتل الإخوان لأسمهان، وفى هذه الفترة نشر «تمام» فى جريدة « القاهرة» الجزء المتعلق باقتراحات كان قدمها محمود عبدالحليم للإخوان بحل التنظيم، هذا ما لفت نظر حسام تمام، وباقى الكلام كان سيصدر فى الكتاب الذى لم ينشر حتى الآن، فعندما جاءت المناسبة من خلال مسلسل « التنظيم السري» رأيت أن أذيعه.
> ولماذا تأخر محمود عبدالحليم فى الاعتراف بهذا السر طوال هذه السنوات التى وصلت لنصف قرن؟
فى بعض الأحيان وعندما يريد الإنسان أن يتطهر من بعض الخطايا يعترف للناس جميعا، وهذا ما حدث مع محمود عبدالحليم الذى اعترف بأدق تفاصيل اغتيال أسمهان، وهذا الكلام نشره على موقع « اليوتيوب»، وذكر لى أمرا آخر للتاريخ وهو محاولة اغتيال الإخوان للزعيم مصطفى النحاس، وأنهم استطاعوا سرقة سيارة مطافئ وذهبوا بها إلى جوار قصر مصطفى النحاس، ورفعوا سلم سيارة المطافى إلى أعلى وكان معهم قنبلة مفخخة، وقد فجروا القنبلة بالفعل فى مواجهة غرفة نوم النحاس، حتى أن الشظايا دخلت الحجرة واصطدمت بقائم السرير، وكتبت الصحف المصرية أن النحاس هذا الرجل المؤمن أنجاه الله من الاغتيال، ولم يعرف أحد أن الإخوان هم الذين كانوا وراء هذه المحاولة.
وما يؤكد كلامى فى حكاية التطهر تلك أن «أحمد عادل كمال» وهو أحد رموز التنظيم السرى للإخوان أخبرنى منذ سنوات بعيدة إنه كان له دور فى اغتيال المستشار «الخازندار» إلا أنه لم يقدم كمتهم، وأكد لى أنه يشعر بالذنب الكبير لأنه اشترك فى هذا الأمر، إلا أنه استطاع الإفلات، وإنه لا يتصور كيف سيحاسبه الله عن هذا الأمر، وبالمناسبة «أحمد عادل كمال» ما زال موجودا على قيد الحياة حتى الآن.
وعندما نشرت هذا الكلام سخر الإخوان كلهم من كلامى واتهمونى إننى أشوه سمعة الرجل الذى لم يقم هو نفسه بتكذيب ما نشرته، لكن بعد سنوات استطاع مواجهة الرأى العام واعترف بذنبه، ونشر كلامه فى أحد مواقع الإخوان.
> حبك للفن يشجعنى أن أسألك: هل تشاهد أفلاما سينمائية؟
بالتأكيد، وآخر الأفلام التى شاهدتها فيلم «مولانا» قصة إبراهيم عيسي، إخراج مجدى أحمد علي، وقبل مشاهدتى للفيلم قرأت الرواية وكتبت عنها، وتناقشت فيها مع مؤلفها، وقلت له إن الرواية فى طريقة السرد غلب عليها الطابع الصحفي، وكثرة الأحداث والأشخاص التى يمكن حذف بعضها دون أن تؤثر فى السياق الدرامى للرواية، وأثناء مشاهدتى للفيلم وجدت أنهم حاولوا وضع كل الأحداث والشخصيات، وبالتالى اعتبرته ليس فيلما سينمائيا، بل يعتبر مقالا سينمائيا بتوقيع إبراهيم عيسي.
> هل تذهب لدور العرض وتشاهد الأفلام، أم تنتظر حتى تعرض على شاشة الفضائيات؟
أذهب لدور العرض وأصطحب أسرتي، فمثلا كل أفلام النجم أحمد حلمى تعجبنى جدا، وشاهدتها فى السينما، وسعدت بمضمونها الهادف الجاد الممتع.
والمسرح هل له نصيب من وقتك؟
بالتأكيد فأنا حريص على مشاهدة أى عمل مسرحى ممتع، وكنت حريص جدا أيام مسرح «محمد صبحى ولينيين الرملي» على مشاهدة كل أعمالهما فى ليلة العرض الأولي، أو أحيانا فى البروفة «الجنرال»، لأن أعمالها كانت تثرى عقلى وفيها كوميديا رائعة، وآخر الأعمال المسرحية التى شاهدتها مسرحية « اللى بنى مصر» التى تتحدث عن رائد الإقتصاد طلعت باشا حرب، وقام ببطولتها الفنان محمود الجندي، ومن شدة حماسى وإعجابى بالمسرحية وأداء الجندى الراقى كتبت مقالا كان عنوانه « اللى بنى مصر ... محمود الجندي».
> عودة أخرى إلى مجال الدراما التليفزيونية: من هم أهم النجوم الذين تحرص على مشاهدة أعمالهم؟
النجم العبقرى مذهل الأداء يحيى الفخراني، فهو قادر على أن ينسينا نفسه، ولا نتذكر غير الشخصية التى يلعبها، فهذا النجم تطور تطورا كبيرا، فبداياته الأولى فى « بابا عبده - صيام .. صيام» وغيرها لا تنبأ بأن يصبح بهذا التوهج والإشعاع الفني، فكان مثلا شديد العبقرية فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، هذا العمل الذى كتبه بإتقان شديد الكاتب «عبدالرحيم كمال»، ولو كان هناك جائزة مثل الأوسكار لنالها الفخرانى بجدارة عن هذا العمل، وفى مسلسل « دهشة» قدم مشهد عمره عندما تم طرده من بيت ابنته، وخرج وهو غير مصدق نفسه، وسار فى الطريق وهو يتحدث إلى الله ويعاتبه، فى هذا المشهد ارتفع الفخرانى ارتفاعا كبيرا جدا وكان مدهشا، ولا أعرف كيف أوتى هذه العبقرية، وأعتقد أنه لم يكن الفخرانى الذى نعرفه، ولكنه كان شخصا ملهما عندما أدى هذا الأداء.
ومع احترامى وحبى لكل الفنانين اللذين تربطنى ببعضهم علاقات طيبة، منهم النجم الراحل نور الشريف الذى كانت تربطنى به علاقة فكرية وثقافية، لكنى أعتبر الفخرانى ونجيب الريحانى ومحمود المليجي.. قمما تمثيلية وشخصيات استثنائية ومن الصعب أن يصل أحد لمستواهم.
> لقد أوضحت سر عبقرية الفخرانى ، فماذا عن الريحانى والمليجي؟
الريحانى قفز بالأداء التمثيلى قفزات كبيرة، خاصة أن الأداء التمثيلى فى وقته، كان أداء مسرحيا، لكن شاهد أداء الريحانى ستجده بسيطا وتلقائيا بطريقة غير عادية، وهذا الأداء انعكس على المشاركين معه فى أفلامه.
أما محمود المليجى فهو من الذين يملكون قدرات غير عادية على التعبير بالوجه، لذلك فالمليجى فى كل مجال فنى مختلف تماما، فتراه فى «السينما» غير المسرح، والمسرح غير «التليفزيون».. وهكذا، وهنا يحضرنى ما قاله النجم العالمى أنطونى كوين فى جريدة « النيويورك تايمز»، عندما سؤل عن مشهد «القلة» التى شرب منها، وقام بأدائه ببراعة فى فيلم «عمر المختار»، رغم أنه لم يشرب من قبل من «القلة»، قال: لقد شاهدت ممثلا مصريا فى فيلم «الأرض» اسمه محمود المليجى أدى نفس المشهد ببراعة فأعجبنى جدا وقمت بتقليده.
> وما رأيك فى أداء النجم عادل إمام؟
عادل إمام يحيرنى فهو بلاشك قيمة إنسانية وفنية كبيرة جدا، لكن فى فترة من الفترات كان « شجيع السيما» الذى يضرب الكل و«يبوس» البطلة طول الوقت، وهذه الأعمال أساءت له، لكنه فى السنوات القليلة الأخيرة تخلى عن عادة الضرب و«البوس»، ونضجت موهبته جدا، وعلمت من أحد الأصدقاء المشتركين بيننا إنه مثقف، ويحب القراءة، فمثلا عندما أثار كتاب فلسفى فى أوروبا بعنوان « اللامنتمي» ضجة كبرى فى أوروبا حرص عادل على قراءته، ولقد أعجبت به جدا فى فيلم «زهايمر»، فقد هزنى من الأعماق وهو خارج من المصحة وينظر إلى صديقه القديم «سعيد صالح»، ففى هذا المشهد قدم نظرة حزن لا أعلم كيف فعلها، ولا من أين استجلبها؟، كما أعجبنى أيضا فى «حسن ومرقص»، لكن صيغة أن يتحول الممثل إلى زعيم.. تلك صيغة مرفوضة، كن ممثلا فحسب، ليس مطلوب منك أن تنظر أو تتحدث فى السياسة!.
معنى هذا إنك ضد إنتماء فنان لحزب أو تيار سياسى معين ؟
طبعا يجب على الفنان أن ينتمى لفنه فقط، لأن الفن قيمة إنسانية عظيمة ورائعة، وبالفن الراقى وحده نستطيع أن نواجه الإرهاب والتطرف، ولا نحتاج إلى خطوات حقيقية فى تطوير الخطاب الدينى اذا ما تم الاهتمام بالفن.
> أعلم أنك محب لكل من «محمود عبدالعزيز، يوسف شعبان، توفيق عبدالحميد»، ما سر هذا الحب؟
ليس هؤلاء فقط فهناك الكثيرين فمصر مليئة بالموهوبيين الحقيقيين، وصعب أن نتوقف عند الكل، لكن يهمنى أن أتحدث عن ثلاثة فنانيين أحبهم جدا، وأقدرهم جدا، أولهم النجم الراحل «محمود عبدالعزيز» فهذا الرجل تابعته تقريبا منذ فيلمه الجميل «الشقة من حق الزوجة» وأعجبنى جدا، وعلى وجه الخصوص أعجبتنى رائعته «الكيت كات» لداود عبدالسيد، حيث قدم أداءا رائعا، لكن كنت أعيب عليه أن بعض الشخصيات التى يؤديها كانت تؤثر عليه فى العمل التالي.
والنجم الثانى حبيب قلبى «يوسف شعبان»، فأنا معجب بأداء هذا الفنان العظيم الذى شرفت فى إحدى السنوات بمنحه درع التكريم عن مشواره الفنى فى إحدى الأمسيات التى جمعتنى به فى محافظة بورسعيد، ويوسف لديه طريقة خاصة جدا فى التمثيل، ورغم هذا لم يحصل على حقه ولا المكانة التى يستحقها فى مجال التمثيل، يكفيه دوره فى مسلسل «رأفت الهجان» فقد ارتقى إلى طبقات لم يصل إليها أحد، وكان يغطى بظهوره على كل من حوله، بما فيهم محمود عبدالعزيز.
أما الفنان الثالث «توفيق عبدالحميد» فهذا النجم الموهوب جدا، لكن للأسف زاره الاكتئاب فاعتزل الفن، وجلس فى منزله يهتم بكلابه ويرعاها، ومن حبى لموهبته زرته فى بيته، وجلست معه لثلاث ساعات أقنعه بالعودة للفن، وبعد اقتناعه فاجأنى فى اليوم الثانى بتغيير رأيه.
كما تعجبنى الفنانة إلهام شاهين التى التقيت بها فى السنوات الأخيرة فى أكثر من مؤتمر وطني، وعجبنى فيها مواقفها الوطنية الجادة وحبها لوطنها، كذلك يسرا وسمير غانم ودلال عبدالعزيز، ومحمد هنيدي، وغيرهم، وحقيقى كان لوازع الوطنى عند فنانى مصر سواء كبار أوصغار دور ايجابي كبير فى نجاح ثورة 30 يونيو.
> علمت أنك قابلت النجم العالمى «عمر الشريف» قبل رحيله بسنوات قليلة، فماذا دار بينكما؟
المصادفة وحدها جمعتنى بهذا الفنان العالمي، حيث كان بصحبة صديقه عالم الآثار الشهير الدكتور زاهى حواس، وعندما علم اننى مؤلف «سر المعبد» احتضننى وقبلني، وهنأنى على هذا الكتاب الذى قرأه بمتعة وشغف كبيرين.
> ذكرت لى انك عاشق للغناء طوال عمرك، وهذا يدفعنى أن أسألك: لمن تستمع؟
أعتبر سيدة الغناء العربى مطربة لا تقارن بأى صوت آخر، وهى من أقرب المطربين إلى نفسي، خاصة أعمالها الرائعة مع الموسيقار رياض السنباطي، لكن مطربتى المفضلة «ليلى مراد» فهذه المطربة صاحبة صوت حزين، حتى وهى تغنى أغنية ضاحكة مثل «اضحك كركر»، إنسانة داخلها حالة حزن لا أعرف سر هذه الحالة، فمثلا وهى تغنى «ليه خليتنى أحبك» لا أحد يستطيع أن يترجم تلك المشاعر كما ترجمتها ليلى مراد، وأعشق أيضا صوت محمد قنديل، وإحساس فايزة أحمد يشجيني، وأحب بساطة وتلقائية محمد فوزي، وشادية مطربة وممثلة لن تتكرر.. أحبها فى كل مراحلها، ولها معزة خاصة عندى لأننى عشت طفولتى تقريبا فى منزلها، كما أحب جمال صوت فريد الأطرش وكارم محمود وعبدالمطلب.
> كيف عشت طفولتك فى منزل الفنانة الكبيرة شادية؟
كان والد الفنانة شادية مهندس رى فى الخاصة الملكية بأنشاص، وعاش فترة فى أنشاص مع أسرته، ومنهم الفنانة شادية فى منزل كان ملك الحكومة، وبعد مرور سنوات عشت تقريبا فى نفس المنزل الذى عاشت فيه شادية مع والدها فى أنشاص، حيث كان يعمل والدى مهندسا للرى أيضا.
> لم تذكر لى عبدالحليم حافظ أو محمد عبدالوهاب فى حديثك عن المطربين؟
بإبتسامة رقيقة قال: كيف أنسى أثنين من أعلام الغناء، فعبدالحليم شكل وجدانى ووجدان جيلى والأجيال التالية خاصة فى أغنياته الوطنية، وأبكانى كثيرا عندما غنى أغنيته «عدى النهار» ويومها كنت فى الصف الخامس الإبتدائي، ولى مع أغنياته كثير من الذكريات، لهذا تجدنى حريص على سماع أغنياته التى تبثها إذاعة الأغانى بصفة يومية فى السابعة مساء، وفى شهر رمضان فى التاسعة مساء، أما عبدالوهاب فهو ركن من أركان الغناء العربي، وعنده قدرات غير عادية فى التلحين، ويعجبنى صوته جدا خاصة فى المراحل الأولى له.
> ومن تتابع من الجيل الحالي؟
للأسف أنا أطرب جدا للمطربيين القدامى وأحب سماعهم، فذائقتى «كلاسيكية» قديمة، وأعتبر أن آخر ما سمعت وأعجبت بهم كان جيل المطرب الراحل «عمر فتحي» حيث كنت أحب صوته جدا، وأحب أيضا إحساس محمد الحلو، وأعتبر أن صوت محمد ثروت حلو، كما تعجبنى اختيارات على الحجار الراقية التى تعكس ثقافته وذائقته الفنية السليمه، وأحب صوت مدحت صالح لأن فيه شقاوة وخفة دم، ومحمد فؤاد لديه « بحه» فى صوته تعجبني، لكن الحركة الفنية الحالية لا يوجد فيها أحد يمكن أن يمس مشاعري.
> هل صادفت أذنك صوت عمرو دياب أوتامر حسني؟
طبعا لكن للأسف لا أحس أغنياتهما، فمثلا عمرو دياب قدرته على تسويق نفسه أعلى بكثير من إمكاناته وموهبته، وموهبته الحقيقية فى تسويق نفسه، ولا تعجبنى اختيارات تامر الغنائية، ودمه « تقيل» كممثل!.
> أعلم أن إبنتك «مرام» موهوبة فى الغناء ولديها صوت جميل هل يمكن أن تسمح لها بإحتراف الفن؟
بالتأكيد، ولها مطلق الحرية فى مستقبلها، هى الآن طالبة فى الجامعة، بعد تخرجها تفعل ما تراه مناسبا لها، لكنى سأحرص على تعلمها الموسيقي، وقد قامت بالغناء فى مسلسلى « التنظيم السري» حيث غنت بعض أغنيات أسمهان، وقد قام بتدريبها الموسيقار الكبير ميشيل المصري.
تعليقات
إرسال تعليق