رمضان لا مثيل له فى سلطنة عمان

المصدر الوفد
على مدار أيام وليالى شهر رمضان تشارك سلطنة عمان الأمة الإسلامية الاحتفاء بالشهر الفضيل، ولرمضان فى السلطنة خصوصية واضحة منذ سنوات بعيدة خاصة أن المجتمع العمانى يتميز بالتماسك الاجتماعى والإنسانى وهو ما يتجلى دائماً فى سلوكياته. ويعتز الشعب العمانى الشقيق بأنه اعتنق الدين الإسلامى الحنيف إبان حياة الرسول سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إذ استجاب لداعى الله عز وجل طواعية وبدون تردد فور أن بلغته دعوة الحق.
تواكب الحفاوة بالشهر الفضيل الاستعداد للاحتفال بمناسبة تاريخية مهمة وهى يوم النهضة العمانية الذى يتوج الإنجازات التى تحققت على مدار 47 سنة منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مقاليد الحكم.
ومن العادات الرمضانية المعروفة «القرنقشوة» وفى إطارها يحتفل الأطفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك حيث يرددون مقاطع من أناشيد تراثية شهيرة، وهم يعزفون إيقاعاً ثنائياً بسيطاً على عبارة «قرنقشوة.. قرنقشوة.. أعطونا شوية حلوى».
من الطقوس الخاصة برمضان الإفطار الجماعى فى المساجد وتجمع أفراد العائلة فى بيت أكبرهم سناً، حيث يلتقى الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين فى حلقة واحدة.
وغالباً ما يفطر الصائم فى السلطنة على التمر والماء واللبن، رغم كل ما يصنع فى المنزل من وجبات، فإن تناولهما فى الإفطار يبقى أمراً ضرورياً ويتجلى فى ذلك ارتباط العمانى بالنخلة وهى عادة يتوارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم.
يستعد العمانيون لاستقبال شهر الصيام مبكراً، فيقومون بزيارة الأقارب وتهنئتهم بهذه المناسبة قبل حلوله بيومين أو ثلاثة، حفاظاً على صلة الرحم.
كما يقومون بالتسوق وشراء المؤن الغذائية التى يحتاجونها لإعداد الوجبات المعتادة فى شهر رمضان كالشوربة وعمل بعض المعجنات، ووجبة الهريس وغيرها من المأكولات التى تصنع فى المنازل، كما يفضل البعض أكل السمك يومياً.
ويتم قبل الإفطار تبادل الأطباق بين الجيران وهى عادة ما زال المجتمع العمانى محافظاً عليها وتجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التى نشأ وكبر عليها الجميع قديماً وحديثاً.
كما يحرص المصلون فى هذا الشهر الفضيل على حضور حلقات العلم التى تقام فى المساجد وخاصة بعد صلاتى الفجر والعصر وكذلك قراءة القرآن الكريم.
ويقام فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم سوق (الهبطات)، وهو عبارة عن سوق مفتوح له موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالى يتم فيه عرض كافة الاحتياجات اللازمة لعيد الفطر، حيث تعد الهبطات تراثاً قديماً بالسلطنة ودائماً ما تشهد إقبالاً كبيراً وتقام فى جو اجتماعى متميز قبل العيد بأيام.
وتختلف هذه الهبطات فى بعض الولايات فى موعد إقامتها، فبعضها تبدأ فى اليوم الثالث والعشرين من رمضان وتستمر إلى آخر يوم وتعاد فعالياتها أيضًا فى عيد الأضحى المبارك.
وهناك عدد من الهبطات الشهيرة التى يتطلع إليها المواطن العمانى، سواء التاجر أو المستهلك رغم تعدد الأسواق وكثرتها وتنوع عملية التسوق من خلال المراكز والمجمعات التجارية وذلك لما تتميز به هذه الهبطات بتوفر كافة مستلزمات العيد وخاصة اللحوم.
وفى نهاية الشهر المبارك تستعد اللجان المختصة لاستطلاع رؤية هلال شوال، وبعد الإعلان الرسمى عن الرؤية يقوم الأهالى بتبادل التهانى.

تعليقات

المشاركات الشائعة