سندوتش ومطواة في حقيبة واحدة
المصدر الوفد . alwafd.org
تزايدت خلال الأعوام الماضية حالات تعرض العديد من أطفال المدارس إلى الكثير من الانتهاكات الخطيرة، والتى وصلت فى بعض الأحيان إلى سقوط تلاميذ ما بين قتلى ومصابين، وهى وقائع متنوعة تحدث ما بين الطلاب وبعضهم البعض أو بينهم وبين المدرسين أو فى بعض الحالات الأخرى وصل الأمر إلى اشتباك أولياء الأمور بالمدرسين وتحرير المحاضر بينهم حتى أصبحت مقولة الفنانة عبلة كامل لابنها فى أحد الأفلام «سندوتشاتك فى شنطتك ومطوتك فى جيبك» واقع نعيشه.
منذ بداية العام الدراسى الحالى (2017-2018)، وأعمال العنف مستمرة بين جميع أطراف المنظومة التعليمية، وتدفع الجميع إلى حالة غضب وغليان واسعة بصفوف الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور، ومع محاولات وزارة التربية والتعليم احتواء تلك الحالات بإصدار قرارات آخرها إلغاء العقاب البدنى إلا أن جميع تلك المحاولات كان مصيرها الفشل، وراح الجميع يعلق مسئولية الفشل على الآخر، اتهامات وجهها أولياء الأمور للمعلمين، وأخرى وجهها المدرسون إلى أولياء الأمور وفشلهم فى تقويم سلوك أبنائهم.
فى عام 2015 منعت وزارة التربية والتعليم تعدى المعلمين بالضرب بشكل نهائى على الطلاب، أو الإمساك بالعصا داخل المدرسة، ولحقتها دار الافتاء المصرية فى فتوى لها بعدم جواز ضرب التلاميذ فى المدارس وأنه لولى الأمر منع الضرب فى المدارس بمراحله المختلفة بل وتوقيع العقوبة على ممارسيه والاكتفاء بتطبيق الإجراءات الجديدة حيث يتم إلزام الطالب المخطئ بواجب منزلى عبارة عن جملة واحدة يؤكد فيها عدم تكرار سلوكه المخالف مجددا. كما ألزمت أولياء الأمور بالموافقة الكتابية على لائحة العقوبات الجديدة، كشرط أساسى لقبول الابن أو البنت فى المدرسة، حيث يوقع أولياء الأمور على إقرار بهذا المعنى يتضمن اسمه واسم طفله والمدرسة التى يلتحق بها ويكون ساريا طوال مدة بقاء الطالب فى المدرسة.
«الوفد» ترصد جرائم فى ساحات العلم بعد مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسى.
فى محافظة الدقهلية قام طلبة بالاعتداء على زميل لهم بالأسلحة البيضاء، حيث أخطرت مستشفى بنى عبيد المركزى، بشأن استقبالها للطالب «أشرف.ح» 17 عاما بالصف الثالث الثانوى الصناعى، بمدرسة اللواء محمد السيد الزهيرى الصناعية والذى أصيب بجروح فى رأسه وظهره، وتم إجراء 60 غرزة له، نتيجة الاعتداء عليه بالسلاح الأبيض فى الرأس والظهر، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 7462 لسنة 2017 جنح بنى عبيد. تفاصيل الواقعة أثناء خروجه من الورشة بفترة الفسحة، شاهد شجارًا بين طلاب من قريته مع اخرين من قرية أخرى، وأن طلاب الصلاحات أصروا على ضرب أى طالب من بنى عبيد، حتى لو لم يكن له علاقة بالمشكلة، وأثناء الشجار قام أحد الطلاب من قرية الصلاحات بضربه بـسلاح «كاتر» فى ظهره، وجاء آخر فضربه بسكين فى جنبه فأصابه بـ15 غرزة، ثم طعنه الثالث فى رأسه.
وفى حلوان وقع حادث مروع إثر قيام التوأمين «حسن وحسين» الطالبين بالصف السادس الابتدائى بضرب صديقهما أحمد بزجاجة حادة فى رقبته مما أدى لنقله إلى المستشفى على الفور.
وفى محافظة الدقهلية شهدت مدرسة أشرف جاويش الثانوية واقعة أخرى من وقائع العنف المنتشر بين طلبة المدارس، حيث قام أحدهم بالاعتداء على زميل له بمطواة كانت بحوزته داخل الفصل. الواقعة وتحرر المحضر رقم 4649 جنح نبروه، وأُصيب طالب يدعى «م.م» بجرح قطعى فى يده، خلال مشادة جمعته بزميل له وتطورت إلى حد قيام المتهم بالاعتداء عليه بمطواة، كانت بحوزته داخل المدرسة، مما أدى إلى قطع شريانه، ونقل على أثر ذلك إلى مستشفى نبروه المركزى لتلقى العلاج اللازم.
وشهدت محافظة المنيا قيام طالب بالاعتداء على زميل له داخل الفصل المدرسى، بمدرسة مطاى الإعدادية، بآلة حادة، وإصابته بجرح قطعى فى الوجه، وذلك أثناء اليوم الدراسى، وتشاجر الطالبان بسبب رفض المجنى عليه تغشيش الأول فى الامتحانات الشهرية، وهو ما دفع الطالب المتهم إلى الانتقام من زميله، فقام بالاعتداء عليه بـ"شفرة موس" مما أدى إلى إصابته بجرح قطعى فى الوجه، وتمت خياطته بـ7 غرز طبية، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 28 جنح أحداث، بينما قرر مدير الإدارة التعليمية إقالة مدير المدرسة ونقله للعمل بديوان عام الإدارة، والمدرس المسئول، لحين انتهاء التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة.
الإحصائية الرسمية الصادرة عن المجلس القومى للأمومة والطفولة، أشارت إلى أن نحو 50٪ من العنف الذى يتعرض له الأطفال يكون داخل المدارس، التى تتصدر أماكن أعمال العنف والانتهاكات، وإضافة إلى وقائع العنف، فإن هناك وقائع تحرش واغتصاب، تعرضت لها الكثير من التلميذات داخل مدارسهن.
وطالبت الدراسة الأسر بزيادة المراقبة لأبنائهم، والتعاون بين الأسرة والمدرسة، لتغيير سلوكيات الأطفال وتجنب العنف، وخلق قدوة حسنة فى المنزل، مشددة على ضرورة الحد من مشاهدة برامج العنف فى وسائل الإعلام، والتأكيد على احترام المؤسسة التعليمية.
وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات الهامة لعلاج الظاهرة أهمها تفعيل اللوائح والقوانين المدرسية المتعلقة بقواعد الانضباط وقواعد العقاب، وتفعيل دور الأنشطة التربوية المختلفة فى المدارس، وعمل الندوات والمسابقات عن ظاهرة العنف والتدخين والسرقة، وجعل درجات السلوك والمواظبة شرط ضرورى لدخول الامتحان النهائى، والتركيز على التدريب الصيفى والعملى، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع.
أما منظمة اليونسكو فأشارت فى تقرير لها إلى أن من بين أكثر من مليار طفل فى المدارس حول العالم، يتعرض ربعهم لأعمال البلطجة والعنف المدرسى، وأشارت إلى أن 34% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاما ذكروا أنهم تعرضوا للمعاملة القاسية خلال الشهر السابق لإجراء المسح، 8% يتعرضون للبلطجة بشكل يومى، وفقا لبيانات من 19 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط.
ويوصى التقرير بعدد من الإجراءات ذات الأولوية لمعالجة العنف المدرسى والبلطجة، وبصفة خاصة تعزيز القيادة والوعى وإقامة شراكات وإشراك الأطفال والمراهقين، وبناء قدرات المعلمين وإنشاء نظم إعداد التقارير وتحسين جمع البيانات والأدلة.
تعليقات
إرسال تعليق