حوادث أطفال المدارس دروس فى الإهمــال والتســيب

منذ بداية العام الدراسى الجديد لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف والمواقع الاليكترونية بخبر وقوع حوادث متكررة لبعض أطفالنا فى المدارس حيث يعودون إلى منازلهم إما مصابين او معاقين أو جثثا هامدة ،


على عكس المتوقع من البيئة المدرسية الآمنة التى ترعى الأطفال طوال اليوم الدراسى، وخير شاهد ذلك الحادث المروع الذى أذهلنا وأبكانا منذ أيام لتصادم أتوبيس رحلات الغربية وتصادمه بمقدمة القطار فى طريق مصر الإسماعيلية والذى أسفر عن وفاة 7 أطفال واصابة 24 آخرين.
حول هذا الموضوع يحدثنا د.جمال شفيق أحمد استاذ العلاج النفسى و رئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بجامعة عين شمس قائلا: المدرسة كانت و لا تزال هى المؤسسة الاجتماعية والتربوية والتعليمية التى تسهم فى تنمية الأطفال و رعايتهم الرعاية المتكاملة جسميا ونفسيا وعقليا واجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وإعدادهم لتحمل المسئولية والمشاركة الفعالة فى النظام الاجتماعى السائد حولهم، وبطبيعة الحال فإن الآباء والأمهات يرسلون أطفالهم إلى المدارس ليدرسوا و يتعلموا ويمرحوا ويتمتعوا بطفولتهم البريئة على أساس أن المدرسة بيئة آمنة تهتم بالأطفال وتحافظ عليهم حتى يعودون إلى منازلهم فى نهاية اليوم الدراسى بكل صحة وسلامة وأمان يحملون شهادات النجاح والتفوق ،لا أن يحملوا شهادات وفاتهم ودفنهم.
وبدراسة تلك الحوادث وتحليلها ومعرفة أسبابها وجدنا أنها بالرغم من كثرتها وتنوعها وتكرارها ، إلا أن أشياء محددة تجمعها هى : التسيب والإهمال والتقصير والتراخى واللامبالاة وانعدام الضمير والتفريط فى الأمانة وعدم تحمل المسؤولية ولعل أبسطها هو ما يحدث يوميا من تعرض مئات الأطفال فى فى بعض المدارس للعديد من أشكال الإهانة وإساءة المعاملة من بعض المدرسين والتى ينتج عنها إيذاء الأطفال وإلحاق الضرر النفسى أو الصحى أو الجسمى أو الانفعالى أو التعليمى أو الاجتماعى بهم، وأبرزها وفاة اسلام التلميذ بالصف الخامس بعد قضائه 5 أيام بغرفة الانعاش نتيجة اصابته بارتجاج فى المخ بسبب ضرب مدرس اللغة العربية له لعدم حله الواجب المدرسى.
ولذا كان من الضرورى طرح هذه الأسئلة والتى نريد الإجابة عليها :
لماذا تنتهك حقوق هولاء الأطفال الضحايا ؟..ولماذا يتم اغتيال طفولتهم البريئة..وقد تحولوا من أطفال أسوياء إلى أطفال معاقين أو عجزة؟ ..ولماذا كثيرا ما يتم منحهم شهادات وفاة بدلا من شهادات النجاح و التفوق ؟
لجنة لحماية الطفولة..
بكل محافظة
د. جمال شفيق يجيب على هذه هذه الأسئلة ويقول: يتحتم علينا أن نجد حلولا علمية نستطيع بها الإجابة على هذه الأسئلة، ولتجنب مثل هذه الحوادث المتكررة بالمدارس هناك ضرورة لوجود (وحدة لإدارة الأزمات والكوارث) بكل مدرسة يشرف عليها مباشرة مدير المرحلة التعليمية ومسئول الأمن بالإدارة ومدير المدرسة و يمكن تحديد المراحل والأدوار المطلوبة منها كما يلي: 1-مرحلة ( ما قبل وقوع الكارثة أو الأزمة )، ويتبلور دورها فى التعرف على اهتمامات ودوافع ومشاعر واتجاهات الأطفال، وتنمية الإدراك ونشر الوعى بالمخاطر التى قد يتعرضون لها من خلال إصدار كتيبات خاصة كدليل يتناول أسباب ومظاهر الكوارث، وكيفية معالجتها وإعداد الأفلام الوثائقية ، والملصقات و الندوات عن كيفية التعرف والتعامل مع الأزمات والكوارث .
2- المرحلة التى تواكب الكارثة (أو إدارة الأزمة) وتتولى حصر أنواع وأسباب الخسائر النفسية لدى الأطفال (من إصابة هستيريا - أوخوف - أوقلق -أو توتر أواضطرابات عصبية و ذهنية) وتقديم المساندة المناسبة لهم فى تلك الاثناء ،إضافة إلى تحديد أنسب الطرق والأساليب لمواجهة الأزمة أو الكارثة .
3-مرحلة مابعد (انتهاء الأزمة أو الكارثة) وتهتم بإزالة الآثار النفسية الناتجة عن الكارثة أو الأزمة، من خلال رفع الروح المعنوية بين الأطفال
لحماية الطفل بانشاء لجنة لحماية الطفل بكل محافظة ،وتنفيذ برامج لإعادة تأهيلهم النفسى بعد الحادث.
وهناك عدة عوامل هامة لادارة هذه الأزمة أهمها ما يلى :إدراك أهمية وقيمة الوقت والسرعة فى اتخاذ القرارات المناسبة، انشاء قاعدة بيانات شاملة عن المدرسة والمخاطر التى قد تتعرض لها، وتوافر نظم إنذار مبكر، لرصد علامات الخطر وتوصيلها الى متخذى القرار فورا، تدريب جميع المسئولين بالمدرسة والأطفال على الأدوار المختلفة لكل منهم أثناء مواجهة الأزمات، وحتمية قيام مجالس الأمناء والآباء والمعلمين بالمدارس بدورها الأساسى وتفعيل مهامها ووظائفها والتى تدعم تحقيق الإدارة والتقويم والمتابعة واتخاذ القرار السليم، وضرورة تفعيل ما جاء بالمادة (97) من قانون الطفل المصرى بانشاء لجنة لحماية الطفولة بكل محافظة تختص برسم السياسة العامة لحماية الطفل فى المحافظة ومتابعة تنفيذ هذه السياسة.


المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة