ماذا يريد التشكيليون من نقابتهم؟




طرح عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية، لانتخابات نقابة الفنانين التشكيليين، على مرتين متتاليتين، الأولى خلال فبراير الماضي، والثانية جرت الأسبوع الماضي، العديد من علامات الاستفهام حول مدى اهتمام الفنانين بالكيان النقابي!!!..
 كان الحضور ضعيفا فى المرتين، فى المرة الأولى حضر 850 عضوا وفى الثانية ١٢٤٩ من أصل 3000 ناخب، مما يحتم دعوة الجمعية العمومية مرة ثالثة، بعد مضى ٦٠ يوما، وفتح باب الترشح لانتخابات جديدة بعد ستة أشهر.. كل ذلك يجعلنا  نتساءل عن أسباب عزوف الفنانين عن الحضور؟  هل بسبب ضياع حقوقهم فى الرعاية الصحية والملكية الفكرية والمعاش الضئيل؟ أم بسبب تراجع دور النقابة منذ سنوات طويلة، لدرجة جعلت الفنانين لا يسعون إلى عضويتها؟ لذا استطلعنا أراء عدد من الفنانين حول علاقتهم بالنقابة وتطلعاتهم إلى دورها مستقبلا.

فى البداية يقول الناقد والفنان عزالدين نجيب - رئيس جمعية أصالة للحرف التراثية: «أضحت النقابة بالنسبة للفنانين التشكيليين الملاذ الأخير للظهور على خريطة الحياة الثقافية والسياسية، بعد تهميشهم وعزلتهم منذ فترة طويلة، ولكى تتحقق أمال الفنانين فلابد أن يكون فى النقابة فريق من القادة متميزين فى العمل الخدمى والنقابي، ومتجردين من الأهواء والشللية والفئوية الشخصية، حتى تكون هناك مصداقية فى الدفاع عن حقوق وقضايا الفنانين».. ويضيف عزالدين:«ادهشنى عدم وجود دور لنقابة التشكيليين فى المشهد السياسى فعلى سبيل المثال لم نسمع عن دور لأى فنان فى ساحة العمل بقناة السويس الجديدة، وكذلك بقية الساحات بعيدا عن القاعات المغلقة، وكأنهم لا يدركون أن الفنون تطرد أصحاب العقول المتطرفة.. فالمسألة ليست بحث الفنانين عن حقوقهم فقط والتغاضى عن دورهم ورسالتهم  فى الارتقاء بالمجتمع وفى تغيير عقول ومناهج التعليم عبر مراحله المختلفة، فالذى ينقصنا هو عمل الفريق ولابد أن يتكاتف المرشحون تحت مظلة المبادئ لتشكيل مجلس إدارة متلاحم يرتقى بالنقابة.

ويرصد الفنان التشكيلى هشام طه، أحد رواد فن الـ"ديجتال أرت" فى مصر بعض المطالب التى يجب أن تتوافر فى النقيب الجديد ويقول: "يجب أن يتميز بـسيرة ذاتية مميزة علميا وعمليا، وألا يكون عنصريا بميله للمنتسبين لكلية معينة وخريجيها دونا عن غيرها؛ وأن يحمل رؤية وتصور وأفكار لتنمية موارد النقابة وتطويرها حتى يتمكن من تحقيق آمال المنتسبين لها بشكل غير تقليدي، وكذلك عمل هيكل إدارى ومالى قوي، وابتكار أساليب جديدة لزيادة المعاشات، كما لابد أن يكون له برنامج واضح ومتميز ومرتبط بمدد ومراحل زمنية للتنفيذ، وأن يدعو الأعضاء كل ثلاثة أشهر مثلا لشرح ما تم انجازه من برنامجه".

ويضيف طه "يجب أن يكون الاهتمام فى اتجاه معالجة المشاكل الاجتماعية للفنانين والمبدعين؛ لأن هناك الكثير منهم يعيشون فى ظروف اجتماعية صعبة تحتاج إلى وقوف الدولة بجوارهم ودعمهم لاستمرارية الإبداع والابتكار، مع إتاحة الفرصة لكل ممارسى الفنون سواء كان من  خريجى الكليات الفنية أو من دونها بالانتماء للنقابة حتى يتمكن من ممارسة فنه بشكل رسمى معترف به ومن خلال ضوابط وشروط معينة لتنمية موارد النقابة وحماية الفنان من المستغلين من خارج النقابة، بجانب المصالحة والتوافق مع المؤسسات والفنانين أو غيرهم ممن يقيمون فعاليات فنية فى مصر أو خارجها ووضع أسس وقواعد لإقامتها

وأشارت الفنانة جيهان عبدالكريم «بالمعاش» إلى أن جميع النقابات لا تلزم أعضاءها من أصحاب المعاشات بدفع الاشتراك السنوى ماعدا نقابة التشكيليين، التى تلزمنا بذلك، كما أن منظومة الرعاية الصحية من خلال النقابة بها قصور شديد، بالإضافة إلى المعاش الذى لا يتعدى المائة جنيه وبالرغم من ذلك لم يصرف منذ مارس 2014، ومؤخرا تم صرف ستة أشهر منه بعد عدة شكاوى تقدمنا بها، فبالرغم من  ضآلة المعاش إلا انه مهم بالنسبة إلى أصحاب المعاشات.

أما الفنانة الشابة ميريم حتحوت فتقول  بالرغم من انى عضو بالنقابة إلا انه ليس لى اى صلة بها، فهى لا تقدم لنا اى دعم معنوى من خلال توفير فرص للعرض داخل أو خارج مصر, أو أقامة الدورات وورش العمل المختلفة من خلال أساتذة وخبراء متخصصين والتى تساعد على صقل المواهب، وكذلك الاشتراك فى المسابقات المحلية والدولية تحت رعاية النقابة.

ويقول الفنان كلاى قاسم المدرس بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية: أتمنى أن تكون هناك نقابة قوية وحرة تتمتع بالشفافية والمصارحة، وان يعمل القائمون عليها على الترابط بين المحافظات المختلفة، والابتعاد عن منطق المركزية المعتاد حتى أصبح فنانى المحافظات يشعرون أنهم من ركاب الدرجة الثانية او الثالثة على قدر بعد المسافة من مبنى النقابة الرئيسى بالقاهرة، كما أتمنى ان تصبح النقابة المدافع القوى عن الفنانين فى المواقف التى يتعرضون لها داخل وخارج مصر، وان تكون هناك قواعد واسس صارمة فى الالتحاق بالنقابة بالنسبة للأكاديميين او غيرهم  وكذلك بالنسبة لقاعة العرض فى النقابة بالقاهرة والتى تمتلك موقعا استراتيجيا مميز فيجب انتقاء ما يعرض بها  وكيفية عرضة والبعد عن المجاملات


المصدر الاهرام 

تعليقات

المشاركات الشائعة