منافسة "حليم" و"فريد" انتقلت إلى "فايزة" و"وردة"
الاخبار - أخبار الفن
عندما يأتي عيد الربيع «عيد شم النسيم» من كل عام، نعود بالذاكرة سريعاً لأيام الزمن الجميل، التي كنا ننتظر وقتها قدوم هذه المناسبة للاستماع لأصوات «حليم» و«فريد الأطرش» ومعهما باقة من الأصوات الجديدة، كان عيد الربيع في سنوات مضت موسماً للغناء والحفلات، كل مطرب ومطربة يقدمون كل ما هو جديد وجميل.وكانت هذه الحفلات تمثل ميلاداً لشباب المطربين والمطربات، والنافذة الوحيدة لهم، أهم هذه الحفلات التي سهرنا معها حتي الصباح لنتنسم عبير شم النسيم.
المكان سينما «ريفولي»، الزمان مساء الأحد 26 أبريل 1970، كان الموعد مع الموسيقار فريد الأطرش الذي عاد لمصر بعد سنوات من الغياب ليغني أغنية «الربيع» بتوزيع جديد وإضافة كوبليه يقول «لا القلب ينسي هواه ولا حبيبي بيرحمني.. وكل ما أقول آه يزيد في ظلمه ويألمني».. كما غني «سنة وسنتين».. هذا الحفل من أبرز حفلات فريد علي الإطلاق، في نفس الليلة غني عبدالحليم «زي الهوي» تأليف محمد حمزة ألحان بليغ حمدي، وهي أول أغنية طويلة يغنيها حليم.
وفي عام 1971 وبالتحديد يوم 18 أبريل وعلي مسرح سينما «ريفولي» كان الموعد من واحدة من أشهر وأنجح حفلات الربيع، وكان نجمها المطرب الكبير عبدالحليم حافظ، وفي هذه الليلة شاهدنا ميلاداً جديداً للمطربة عفاف راضي، التي غنت «وحدي قاعدة في البيت» كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، والذي قاد الفرقة الموسيقية بنفسه وحققت نجاحاً هائلاً.
وكانت أيضاً ميلاداً جديداً وصعوداً لمطرب فرقة رضا في ذلك الوقت محمد العزبي وغني لأول مرة «عيون بهية» أشهر أغانيه علي الإطلاق، وحققت نجاحاً هائلاً ورد فعل هائلاً مع جمهور الحاضرين.. واختتمت شريفة فاضل الفاصل الأول بأغنية «آه يا المكتوب».
كان نجم الحفل عبدالحليم حافظ الذي قدم رائعته «موعود» كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، وكانت واحدة من كلاسيكيات العندليب الراحل.
من أهم الحفلات الخالدة أيضاً في التاريخ تلك التي أقيمت مساء الأحد 28 أبريل 1973، عاد عبدالحليم للغناء بعد غياب ما يقارب عامين علي مسرح جامعة القاهرة، غني ثلاث أغنيات جديدة شديدة الروعة «حاول تفتكرني» وقصيدة «رسالة من تحت الماء» و«يا مالكاً قلبي».
في هذا الحفل، سقط «عبدالحليم» علي المسرح من شدة الإرهاق، وتم إسعافه سريعاً.
وفي مساء الأحد 4 مايو 1975 غني عبدالحليم رائعته «نبتدي منين الحكاية» كلمات محمد حمزة وألحان محمد عبدالوهاب، وغني في الوصلة الثانية «أي دمعة حزن لا».
ومساء الأحد 25 أبريل 1976 كان الموعد مع آخر حفلات عبدالحليم في عيد الربيع، أبدع علي مدي 160 دقيقة قصيدة «قارئة الفنجان» وغني كما لم يغني من قبل رغم شدة المرض، وغني في الوصلة الثانية بتوزيع جديد أغنيات «في يوم من الأيام» و«أبوعيون جريئة» و«أهواك» و«توبة» واستمر الحفل حتي السادسة صباحاً.
وفي عام 1977 توقفت حفلات عيد الربيع حداداً علي رحيل العندليب، وفقدت حفلات الربيع الكثير من رونقها برحيل فريد الأطرش عام 1974 وعبدالحليم حافظ 1977، ومنذ عام 1978 أصبحت فايزة أحمد نجمة حفلات الربيع، حيث قدمت أغنية «أحلي طريق» عام 1978 و«علمتني الدنيا» عام 1979.. ودخلت «وردة» المنافسة معها عام 1980، وبالتحديد يوم الأحد 6 أبريل، حيث غنت «وردة» قصيدة «يا حبيبي لا تقل لي» كلمات الشاعر إبراهيم عيسي، وألحان رياض السنباطي، وغنت في الوصلة الثانية «قال إيه بيسألوني» تأليف عبدالوهاب محمد، وألحان سيد مكاوي.
وغنت فايزة أحمد في اليوم التالي أغنية «نقطة الضعف» ألحان محمد سلطان، وطوال فترة الثمانينات اختفت حفلات أعياد الربيع.
وفي أوائل التسعينات كانت هناك محاولة لإعادة الرونق لتلك الحفلات، حيث غني محمد رشدي مجموعة من أغانيه القديمة، وغني محمد ثروت أغنية «يا حياتي» التي لحنها الموسيقار عبدالوهاب قبل رحيله.
حاول التليفزيون مع نهاية التسعينات وبداية الألفية وحتي أمس إعادة الرونق لحفلات الربيع، عشرات الحفلات أقيمت في عيد الربيع طوال تلك السنوات، للأسف لم تعلق بذهن الناس، مجرد حفلات لكاظم الساهر ونانسي عجرم وهاني شاكر، ومازال الملايين يعيشون علي حفلات العمالقة.
طوال ثلاثين عاماً أو يزيد لم يظهر مطرب صاعد في حفلات الربيع ولم نستمع لأغنية جديدة تجذب الملايين.. ستظل حفلات عبدالحليم وفريد هي الأروع ويبدو أننا سنعيش عليها طويلاً جداً.
المصدر الوفد
تعليقات
إرسال تعليق