أدوية تؤثر على الأم والجنين أثناء الحمل
الوفد - أخبار صحة وطب - الأم والجنين - الحمل وموانعه
فترة الحمل والرضاعة تعتبر من الفترات الحرجة في حياة الحامل حيث لا تتمكن من أخذ بعض الأدوية أثناء الحمل والرضاعة
وتعتبر الشهور الثلاثة الأولى من الحمل هى أدق فترة في التأثير على الجنين من المؤثرات البيئية أو الأدوية حيث إنه في هذه الفترة لا تتكون المشيمة التي يوجد بها العديد من الطرق التي تمنع نفاذ أي عقار مضر أو أي عوامل بيئية أخرى بالجنين حيث تفصل دم الأم عن دم الجنين عدة صفوف من الخلايا وجدار الأوعية الدموية للأم والجنين ويصبح مرور أي أشياء ضارة الى الجنين غير ممكن.
ويقول الدكتور شريف عبد الحميد، أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس: يلاحظ أنه ليس فقط تأثير العقاقير أو المؤثرات البيئية على الجنين والأم بل من الممكن أن يصاب الجنين بعدوى من الأم خاصة في حالات الالتهابات الفيروسية والتي غالباً ما تكون صغيرة الحجم ويستطيع النفاذ بسهولة في الأشهر الثلاثة، وأشهر هذه الفيروسات فيروس الحصبة الألماني والذي في حالة نفاذه الى الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى تكون نسبة اصابته بالفيروس من 50-60٪ ويؤثر فيروس الحصبة الألماني على تكوين المخ والقلب والعين والأذن والأطراف وغالباً ما نضطر الى اجهاد الأم في حالة الاصابة بفيروس الحصبة الألماني للمرة الأولى أثناء الحمل وإثبات ذلك عن طريق التحاليل البسيطة بالدم ونضطر لاجهاض الأم في حالة ثبوت هذه التحاليل، بل أكثر من ذلك في حالة تطعيم الأمهات ضد الحصبة الألماني يمنع الحمل لمدة 5 أشهر وقد كان في مصر حملة قومية لتطعيم الإناث ضد الحصبة الألماني من قبل وتم اعطاؤهن وسيلة منع حمل لمدة 6 أشهر بعد التطعيم وثاني أشهر هذه الفيروسات التي تستطيع المرور للجنين هو فيروس الالتهاب الكبدي سي والذي ينتقل للجنين عن طريق المشيمة أو القناة التناسلية أثناء الولادة وهذه بروتوكولات خاصة تتبع في حالات الولادة عند الاصابة بفيروس سي.
ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد: هناك العديد من الميكروبات الاخرى التي تؤثر على الجنين مثل السيبوميجال والتوكسوبلازما، أما الأدوية التي تؤثر على الأم والجنين فإنه يمكن تقسيم الأدوية الى خمس مجموعات حسب تأثيرها على الجنين فالمجموعة الأولى هي الأدوية التي تصيب الجنين بالأذى وتشوهات بنسبة 100٪ مثل التعرض للآشعة السينية أو الأدوية المضادة للسرطانات وبعض الأدوية الأخرى المثبطة للمناعة ومضادات التجلط وبعض المضادات الحيوية مثل المفينيكول وبعض المضادات الأخرى والمجموعة الثانية هى أقل في التأثير على الجنين حيث ثبت باستخدامها أن لها تأثيراً سلبياً على أجنة حيوانات تجارب، ولكن هذا التأثير لم يثبت عند الأم أما المجموعة الثالثة فهى بعض الأدوية التي ثبت أن ليس لها تأثير سلبي على الأمهات والأجنة في الانسان، وكذلك في حيوانات التجارب وبعض الأدوية التي ثبت عدم خطورتها على الأم أو الجنين أثناء الحمل أو الرضاعة وتسمي المجموعة الأولى وتشمل الفيتامينات ما عدا فيتامين أ وتشمل بعض المضادات الحيوية مثل البسنلين ومشتقاته ويراعى أثناء الرضاعة أن بعض الأدوية قد تمر من خلال اللبن وتكون مؤثرة في خلايا الجنين المنشطة ويجب وقف الرضاعة أثناء علاج الأمهات بهذه الأدوية وأشهرها مضادات السل الرئوي وأدوية مضادات السرطانات وبعض الأعراض الجانبية التي قد تصيب الأم قد تنتقل من تلقاء نفسها للجنين مثل أعراض سيولة الدم التي تحدث مع مضادات التجلط عن طريق الفم وبالتالي لا يسمح بها أثناء الحمل أو الرضاعة.
نصح الدكتور شريف عبد الحميد كل الأمهات اثناء فترة الحمل والرضاعة بعدم تناول أي أدوية إلا تحت اشراف طبي حيث يستطيع الطبيب أن يحدد المضاعفات مع التأثير العلاجي لهذه الأدوية.
الوفد
تعليقات
إرسال تعليق