اعترافات 8 ساعات لوالد الطفلين "ريان ومحمد" أمام نيابة المنصورة

المصدر الوطن . elwatannews.com . أخبار الحوادث
أدلى محمود نظمي السيد، والد الطفلين "ريان ومحمد"، باعترافات تفصيلية حول واقعة إغراق طفليه من أعلى كوبري "فارسكور" بدمياط في أول أيام عيد الأضحى، وذلك في تحقيقات استمرت نحو 8 ساعات بنيابة شمال الدقهلية الكلية.
نقلت مباحث الدقهلية، وفريق البحث، والد الطفلين، من قسم شرطة "ميت سلسيل" إلى مقر النيابة الكلية بالمنصورة الـ8 مساءً الجمعة، في حراسة أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن.
وواجهت النيابة العامة، والد الطفلين بكاميرات المراقبة التي رصدت تحركه في نفس وقت ارتكاب الجريمة على طريق "الجمالية فارسكور"، ووجوده في محطة وقود، قبل ارتكاب الواقعة بدقائق، ثم مكالمته لزوجته من دمياط، حتى وجد نفسه محاط بأدلة الإتهام له فأكد للنيابة أنه سيعترف بكل شيء.
وقال في اعترفاته أمام النيابة العامة: "أنا ندمان، أنا عاوز أموت، أنا عملت كده في ساعة شيطان، كنت هانتحر بعدهم.. طلبت من "ريان ومحمد" أن يستعدوا للخروج وإرتداء ملابس العيد حتى نذهب للملاهي وأفسحهم، وكان ذلك في الساعة الـ5 عصرًا، بعد أن قضيت اليوم كامل في البيت لم أخرج، وتوجهت بهم إلي الملاهي فعلاً واشتريت لهم ألعاب، ثم أخذتهم وتوجهت بهم ناحية طريق الجمالية بسيارتي، وتوقف في محطة وقود وبعدها توجهت مباشرة إلي كوبري "فارسكور" العلوي أعلى نهر النيل، وكان كل تفكيري أنني لا أستحق هؤلاء الأطفال الأبرياء، وأنني لا أضمن لهم مستقبلهم بعد أن فقدت ثروتي، وأصبحت لا أستحقهم، فأردت أن يسبقوني إلى الجنة وهم أطفال بدلاً من أن يعيشوا حياة تعيسة".
وأضاف بحسب اعترافاته أمام النيابة، طلبت من الطفلين الوقوف أعلي سور الكوبري، ثم طلبت من "ريان" أن يمسك يد "محمد" لنلتقط صورة تذكارية أعلي الكوبري، وكنت معتاد أخذ صور لهم، وتأكدت من عدم وجود أحد على المكان، ودفعت "ريان" فسقط في مياه النيل وبعده دفعت "محمد" وتركتهم في المياه وكانوا لا يزالون أحياء، وعدت مرة أخرى إلى ملاهي "ميت سلسيل"، وهناك أخذت في الصراخ ولادي مش لاقيهم ولادي اختطفوا، واتصلت على أخي "حمادة" وأبلغته باختفاء الطفلين، والذي حضر بسرعة كبيرة ومعه أخي "رضا" وبدأنا نبحث عنهم حول الملاهي.
وأشار إلى أنه بعد فترة توجهنا إلى مركز شرطة "ميت سلسيل"، وطلبنا تحرير محضر باختفاء الطفلين، فأكدوا أنه لايمكن تحرير المحضر إلا بعد مرور 24ساعة، ووقتها إنهارت في البكاء والصراخ، فاستجاب الرائد محمد فتحي، رئيس المباحث، وخرج معنا إلى منطقة الملاهي للبحث والتحري، ولم يعثروا على أي شيء، وعدنا مع رئيس المباحث إلي المركز وظل يناقشني في علاقاتي وهل لي أعداء أو خلافات، أو أعمال تجارية، ونفيت له وجود أي خلافات مع أي أحد، وشعرت بتعاطف الجميع معي.
وتابع: مضينا تلك الليلة في البحث عن الطفلين، وظل الأمر حتى ثاني أيام العيد، ووصلت إشارة لمركز الشرطة بالعثور علي جثتي طفلين في نهر النيل في "فارسكور"، فلم أصدق نفسي من أنه يمكن العثور عليهم بهذه السرعة الكبيرة، وذهبت إلي مستشفى "فارسكور" ودخلت المشرحة مع وكيل النيابة، وعندما شاهدت الطفلين في الثلاجة أصيبت بفقدان الوعي عندما شاهدت الجثتين.
واستكمل: شيعت جنازة أطفالي، واختفيت بعد الجنازة حتى أتعاطى "الأستروكس" المخدر حتى أنسي ماحدث، وفكرت في الانتحار كثيرا حتى ألحق بهم، و تذكر محمود نظمي وقت اختفائه وقال: "قبل أن أخرج من البيت كتبت في ورقة إما أموت زيهم أو أجيب حقهم"، حتى يعتقد الجميع أني أبحث عن الجاني، حتى عثرت المباحث عليا، وأخذوني إلي مركز الشرطة، في فجر الخميس، وكان تأثير "الأستروكس" ما يزال يؤثر عليا، وحاولت تضليل المباحث بحكايات عن تجارة الآثار وأخري علاقات نسائية، حتى أكدوا لي أن الكاميرات رصدتني في طريق "فارسكور" يوم الحادث، واعتقدت أنها حيلة منهم حتى أعترف، ولكن وجدت أدلة أخري فاعترفت بكل شيء.
وأكد والد الطفلين، أنه لم يتعرض لأي ضغوط للاعتراف، وأنه عاش الفترة الأخيرة تحت ضغوط نفسيه كبيرة، جعلته يدمن مخدرات "الأستروكس" و"الفودو"، وفقد ميراثه من والده، والذي يقدر بنحو 1.5 مليون جنيه، وهو ما دفعني للإدمان، وحاول أشقائي وضعي في مصحة لعلاج الإدمان من 4 شهور ولكن رفضت ذلك، فلا يمكن أن خريج مصحة إدمان، وأكون نقطة سيئة في تاريخ أبنائي وسيطر عليا تفكير أن أبنائي يموتوا وأشوف مصيرهم مجهول، وأنهم لما يموتوا وهما أطفال أفضل ما يكبروا ويلعنوني، فقررت أن يسبقوني للجنة.
وقال مصدر أمني مسؤول، رفض ذكر أسمه، أن المكتب الفني لوزير الداخلية، تابع سير التحقيقات وأدلة الإثبات مع فريق البحث خطوة بخطوة، والجميع لم يكن يتوقع أن يقوم الأب بقتل أبناءه بتلك الطريقة ولكنها نهاية المخدرات التي جعلت المتهم في حالة من الخلل النفسي والعقلي مرتكبًا جريمته بدافع حبه لأبنائه.
وأضاف، أن المتهم أدلي باعترافات تفصيلية في التحقيقات التي أجرها فريق البحث وأيضا خلال تحقيقات النيابة العامة، وأن المتهم حضر وبصحبته 7 محامين، وبعدما سمعوا اعترافات المتهم رفضوا جميعا إكمال التحقيقات معه.
وأشار إلى أنه تم العثور علي الجثتين على بعد 100 متر، من كوبري "فارسكور"، بعد أن أوقفتهما "ورد النيل" الموجود في المنطقة، وأن المتهم جرى نقله إلي سجن المنصورة، بعد الانتهاء من تثميل الجريمة.
وأمر مدير النيابة الكلية لمنطقة شمال الدقهلية، بحبس محمود نظمي السيد 31 سنة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجال تقرير الطبيب الشرعي.

تعليقات

المشاركات الشائعة