في مسلسل "رمضان كريم": البحث عن ملامح الحارة المصرية

اخبار الفن . الوفد. دراما رمضان ٢٠١٧ م
حرص كُتاب الدراما وفى مقدمتهم الراحل أسامة أنور عكاشة على إبراز سمات الحارة المصرية، فكان لديهم إصرار شديد و شغف بشهامة و مروءة سكان الحارة، بمرور الأيام و السنوات ومع ظهور جيل جديد من الكتاب غاب الإهتمام بالحارة المصرية وراح صناع الدراما يقدمون مسلسلات الأكشن والإثارة على اعتبار أنها الأكثر جذبًا لشركات الإعلان والجمهور.
ومن يتأمل دراما رمضان 2017 يكتشف أن هناك مسلسلا وحيدا يحاول اكتشاف حال الحارة الشعبية بعد ما شهد العالم ثورة فى الإتصالات و الفضائيات .. مسلسل " رمضان كريم ".
 يعتمد على نمط البطولة الجماعية فكل شخصية لها ملامح و تفاصيل كما أنها تربط الحارة بمعالمها الجديدة بين كل الشخصيات، يعد " عم رمضان " الذى يجسد شخصيته الفنان الموهوب "سيد رجب" رمزًا لأخلاق الحارة القديمة فهو موظف بسيط و لديه أسرة و بالرغم من ضيق الحال لديه مبادئ و قيم يرفض الرشوة و يبحث عن الحلال.
 وقد نجح المؤلف أحمد عبد الله فى اختصار التحول الرهيب الذى طرأ على الحارة المصرية فى مشهد كان بطله الوحيد "سيد رجب"، عندما خرج ليمارس هوايته فى لعب دور المسحراتى يحدث نفسه، قائلا: " هو فين رمضان ، ازاى بسحر الناس و الناس صاحية ، الناس بتصحى عشان تأكل مش عشان تصلى وتعبد ربنا وكل شىء اتغير ".
ومن النماذج الإيجابية فى الحارة أيضًا شخصية "يوسف" الذى يقوم بدوره الفنان "شريف سلامة" فهو الشاب المتعلم الذى قرر أن يعمل فرد أمن بعد عجزه عن العثور على فرصة عمل تناسب مؤهله، وقد حرص المؤلف أيضا على أن تكون النماذج السلبية كثيرة و أبرزها شخصية " سناء " و التى تلعبها النجمة "روبى" باقتدار فهى المتمردة المتطلعة ترفض حياة الحارة و الفقر، تكذب كثيرا و تخدع لقناعتها بأنها خلقت للثراء و ليس الحياة وسط حارة معدمة.
كما تؤدى "ريهام عبد الغفور" الدور المقابل فهى شقيقتها التى تعرف قيمة الرضا بالمقسوم و حلمها ان تتزوج من الشخص الذى احبته "صبرى فواز" و هو لا يحبها و لكنه باحث عن رغباته فقط.
مسلسل "رمضان كريم" محاولة لإلقاء الضوء على التغيرات السلبية التى طرأت على الشخصية المصرية فتجد الإنتهازية فى أغلب شخصيات المسلسل ، و تجد اعتراف حقيقى بأن المخدرات تسيطر على الشباب و أن المنشطات الجنسية أصبحت عنصرا أساسيا فى الحياة.
ونجح المخرج سامح عبد العزيز، فى اختيار كل فريق العمل كما ان الموسيقى التصويرية رائعة و مناسبة لأجواء الحارة و اضافت اغنية حكيم للعمل كثيرا و جاء اداؤه لها جيدًا الى حد كبير.
 وتفوق أيضًا مدير التصوير سامح سليم، فى إبراز معالم الحارة فى كل مشاهد العمل و رصد انفعالات الممثلين بدقة ، ونجحت الاستايلست مها بركة فى اختيار ملابس الشخصيات بعناية.
يحسب للمنتج محمد السبكى أنه فى أول تجربة انتاج فى الدراما التليفزيونية أراد أن يقدم دراما اجتماعية مليئة بالحيوية و تكشف السلبيات التى طالت الحارة المصرية و يحسب للمخرج سامح عبد العزيز الرهان على كريم عفيفى و سهر الصايغ و سلوى محمد على و سلوى عثمان فى أدوار جديدة عليهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة