إنتحار وزارة التعليم
المصدر الاهرام . وفاء نبيل . اراء حرة
لم يحدث أن سمعنا أبدا، أو قرأنا عندنا هذا الخبر، أما أن نسمع عن إنتحار طالب أو طالبة عقب إمتحان الثانوية العامة، فهذا خبر عادى جدا، نقرأه كل عام، حتى أن أعيننا قد تتجاوزه عند قراءتنا للأخبار، لفرط إعتيادنا عليه.
لا نستطيع أن نطلق على إنتحار بضع طلاب كل عام، بعد أو أثناء إمتحانات الثانوية العامة، وصف ظاهرة، لأن الحمد لله النسبة ضئيلة جدا، ولا ترقى أبدا لأن تكون ظاهرة، لكنها تحدث، وكل عام، ومن المفترض أن يتم دراستها، فلدينا خبراء بالتعليم، ولدينا خبراء فى الصحة النفسية، وأخصائيين إجتماعيين بكل مدرسة، ومن المفترض أن يكون عملهم الأساسى هو نفسية الطالب، لأنه هو محور المشكلة، وكل وزير تعليم يتم تغييره، يعد الطلاب وعودا جديدة، أو يجدد الوعود القديمة، بسهولة الإمتحانات، وأنها سوف تكون بدون دموع، وبدون صراخ.
وتبدأ الإمتحانات، ونجد نفس مشاهد الطالبات اللاتى يصرخن، كأن بيوتهن تهدمت، أو أن غارات وقعت على أحيائهن السكنية، تتصدر أغلفة الصحف.
أما الطلاب فنسمع أن أحدهم شنق نفسه، بعد صعوبة أحد المواد، خوفا من والده، لأنه تعهده بقطع رقبته، لو لم يدخل كلية قمة، فأخذها الولد فى نفسه، وتخلص من حياته بنفسه!!
ثم نسمع عن آخر، نام بعد عودته من أحد الإختبارات، ولم يستيقظ، وعند التشريح تبين أن قلبه توقف، أو حدث له نزيف بالمخ!!
ما يحدث كل عام ليس سوى حربا شرسة، ضد شباب صغير فى بداية حياته، وللأسف هى حرب غير متكافئة تماما، أولا لأننا على علم أن الفئة التى فيها وزارة التربية والتعليم هى نفسها التى يقف فى صفها أباطرة الدروس الخصوصية، التى لو أرادت الوزارة القضاء على تجارتهم الرائجة هذه، لتمكنت وبحزم، لكن من الواضح أن الوزارة غير جادة، هى فقط سمحت بأن يستخرج كل مدرس بطاقة ضريبية ليدفع حق الدولة فقط، أما حقوق الطلاب وأسرهم، فليس لها من يهتم.
أن أخبار إنتحار أو هلاك هؤلاء الأبناء الأبرياء، لا تؤثر أبدا فى قلب أى وزير تعليم، حتى ليشعر بأنه أخطأ فيستقيل، أو أضعف الإيمان أن يزور أسرة الطالب المنتحر، أو مدرسته، أو حتى يترفق ببقية الطلاب، ويتخذ من الإجراءات ما يمنع حدوث مثل تلك الحوادث بعدها.
الطلاب المساكين الذين يقدمون على الإنتحار، أو ينزف مخهم، فيموتون وهم نائمون، هم طلاب مجتهدون، خافوا ألا يحققوا أحلامهم التى لن تتحقق سوى عن طريق العلم، لأنهم من أسر بسيطة، تضع كل أموالها للإستثمار فى تعليم أولادها..
أما الطلاب من الأسر الميسورة ماليا، فلا يحملون هما لشىء، لإنهم متأكدون من قدرة ذويهم على إستكمال مسيرتهم التعليمية فى الجامعات الخاصة التى يمتلكها بعض رجال الأعمال، ويبيعون الشهادات فيها بأغلى ثمن.
طلابنا العاديون، غير القادرون على "شراء" الفهم للمناهج المعقدة، من أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، يجدون أنفسهم فى حيرة أمام كتب المدرسة الغامضة، والتى حتى لا تفسر سوى بعض معانى الكلمات فى أبسط درس للقراءة، ثم تترك للطالب المعانى الغريبة والقديمة ليعرفها بنفسه، بدون مدرس، بدون شرح، بدون رحمة، هذا فضلا عن بقية الكتب العلمية التى تتعمق فى علوم تحتاج إلى علماء عباقرة لشرحها، وليس لمدرسين عاديين..
رفقا بالشباب الصغير فى بداية حياتهم، وأمنحوهم بعض الأمل فى أول الطريق.
wafaanabil.ahram@gmail.comوتبدأ الإمتحانات، ونجد نفس مشاهد الطالبات اللاتى يصرخن، كأن بيوتهن تهدمت، أو أن غارات وقعت على أحيائهن السكنية، تتصدر أغلفة الصحف.
أما الطلاب فنسمع أن أحدهم شنق نفسه، بعد صعوبة أحد المواد، خوفا من والده، لأنه تعهده بقطع رقبته، لو لم يدخل كلية قمة، فأخذها الولد فى نفسه، وتخلص من حياته بنفسه!!
ثم نسمع عن آخر، نام بعد عودته من أحد الإختبارات، ولم يستيقظ، وعند التشريح تبين أن قلبه توقف، أو حدث له نزيف بالمخ!!
ما يحدث كل عام ليس سوى حربا شرسة، ضد شباب صغير فى بداية حياته، وللأسف هى حرب غير متكافئة تماما، أولا لأننا على علم أن الفئة التى فيها وزارة التربية والتعليم هى نفسها التى يقف فى صفها أباطرة الدروس الخصوصية، التى لو أرادت الوزارة القضاء على تجارتهم الرائجة هذه، لتمكنت وبحزم، لكن من الواضح أن الوزارة غير جادة، هى فقط سمحت بأن يستخرج كل مدرس بطاقة ضريبية ليدفع حق الدولة فقط، أما حقوق الطلاب وأسرهم، فليس لها من يهتم.
أن أخبار إنتحار أو هلاك هؤلاء الأبناء الأبرياء، لا تؤثر أبدا فى قلب أى وزير تعليم، حتى ليشعر بأنه أخطأ فيستقيل، أو أضعف الإيمان أن يزور أسرة الطالب المنتحر، أو مدرسته، أو حتى يترفق ببقية الطلاب، ويتخذ من الإجراءات ما يمنع حدوث مثل تلك الحوادث بعدها.
الطلاب المساكين الذين يقدمون على الإنتحار، أو ينزف مخهم، فيموتون وهم نائمون، هم طلاب مجتهدون، خافوا ألا يحققوا أحلامهم التى لن تتحقق سوى عن طريق العلم، لأنهم من أسر بسيطة، تضع كل أموالها للإستثمار فى تعليم أولادها..
أما الطلاب من الأسر الميسورة ماليا، فلا يحملون هما لشىء، لإنهم متأكدون من قدرة ذويهم على إستكمال مسيرتهم التعليمية فى الجامعات الخاصة التى يمتلكها بعض رجال الأعمال، ويبيعون الشهادات فيها بأغلى ثمن.
طلابنا العاديون، غير القادرون على "شراء" الفهم للمناهج المعقدة، من أصحاب مراكز الدروس الخصوصية، يجدون أنفسهم فى حيرة أمام كتب المدرسة الغامضة، والتى حتى لا تفسر سوى بعض معانى الكلمات فى أبسط درس للقراءة، ثم تترك للطالب المعانى الغريبة والقديمة ليعرفها بنفسه، بدون مدرس، بدون شرح، بدون رحمة، هذا فضلا عن بقية الكتب العلمية التى تتعمق فى علوم تحتاج إلى علماء عباقرة لشرحها، وليس لمدرسين عاديين..
رفقا بالشباب الصغير فى بداية حياتهم، وأمنحوهم بعض الأمل فى أول الطريق.
تعليقات
إرسال تعليق