نيللى كريم : حياتى الشخصية أكثر إثارة من «لأعلى سعر» وأحترم أفكار وآراء المحجبات والمنتقبات
المصدر الوطن . اخبار الفن . رمضان ٢٠١٧ م
تواصل النجمة نيللى كريم سبر أغوار شخصيات درامية جديدة، بغرض التميز والتلون لإشباع موهبتها الفنية، وإمتاع جمهورها الذى ينتظرها بشغف كل عام، وفى رمضان الحالى تفاعل المشاهدون مع أحداث مسلسلها الجديد «لأعلى سعر»، الذى يناقش قضية العلاقات الزوجية والأسرية.
«نيللى» فى حوارها مع «الوطن» تتحدث عن تفاصيل مسلسلها الجديد، وتوضح حقيقة تضمن المسلسل لجانب من قصة حياتها، وترد على الاتهامات التى طالتها بإهانة النقاب، والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.
■ لماذا اخترتِ قضية العلاقات الزوجية والأسرية لمناقشتها فى «لأعلى سعر»؟
- الكاتب مدحت العدل كان صاحب الفكرة، ونفذها بموجب اتفاقنا على تقديم دراما عائلية، تخاطب أكبر شريحة فى المجتمع وتناقش مشكلات الناس العادية، وبما أننى دائمة الاعتماد على المخرج والكاتب فى أعمالى، تركت نفسى للمؤلف الذى قاد تجربة «لأعلى سعر»، لثقتى المتناهية فى شخصه واختياراته.
لم نلتزم بقانون الأحوال الشخصية فى واقعة حضانة الطفلة لأننا «نقدم دراما».. وأقدم الباليه لأول مرة فى الدراما المصرية والعربية
■ ظهورك منتشية فى الحلقات الأولى قبل غوصك فى منطقة النكد كان متعمداً أم صدفة مكتوبة فى السيناريو؟
- «مقدرش أقول على شغلى نكد»، لأننى أقدم دراما اجتماعية يتخللها صعود وهبوط فى أحداثها، وأجسد فيها شخصية إنسانة متغيرة فى حالاتها الإنسانية كحال كل البشر، فتارة تراها سعيدة وأحياناً حزينة وغاضبة.. إلخ، وأنا قدمت أعمالاً ذات مضمون قوى لا يعتمد على خفة الظل على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وكانت تلك الأعمال قائمة على الدسامة فى المادة الدرامية المُقدمة، وذلك بغض النظر عن طبيعتها أو كيفية تقديمها، ولكنى أختار موضوعات حياتية وأطرحها للمناقشة.
■ ألا ترين أن الإطار العام لفكرة مسلسلك الجديد يشبه أحداث فيلم «الحب الضائع» فيما يخص «تيمة» المرأة الخائنة؟
- الكاتب مدحت العدل هو الأجدر بالرد على سؤالك، لأنى لم أتدخل فى مرحلة كتابة السيناريو، وبالتالى لا أعرف كيف كان يفكر آنذاك.
■ ولكن جانباً كبيراً من الأحداث مُستمد من قصة حياتك بحسب بعض الآراء؟
- غير صحيح، نظراً لوجود نماذج عديدة مثل «جميلة» فى دول العالم أجمع، ولا يقتصر وجودها على المجتمع المصرى فحسب، وبالتالى تطورات مراحل حياتها ليست مرتبطة بنيللى كريم وحدها، وإن كان ممارسة الشخصية لفن «الباليه» بمثابة القاسم المشترك بيننا، ولكن القصة نفسها بعيدة عن حياتى الشخصية، التى أراها أكثر إثارة عن أحداث المسلسل بمليون مرة.
ارتداء «جميلة» النقاب سببه الاكتئاب وليس الدين.. والحب يُكلف الإنسان أعلى سعر فى حياته.. ولا خلاف مع «زينة»
■ كيف استقبلتِ عودتك لعالم «الباليه» بعد سنوات من ابتعادك عنه، وتحديداً منذ مشاركتك فى بطولة فيلم «أنت عمرى» للمخرج خالد يوسف؟
- شعرت بالفرحة والسعادة وتمنيت التحضير لمشاهده بشكلٍ كافٍ، ولكن نظراً لضيق الوقت واقتراب شهر رمضان، قدمنا المسألة على نحو مقبول وجيد، بعد أن اتفقنا على طبيعة العرض ونوعه، مع الأخذ فى الاعتبار أن عالم «الباليه» ليس خطاً درامياً رئيسياً فى المسلسل، وإنما تتخذه «جميلة» مهنة صعبة لها مفعمة بالتحدى، والجمهور نفسه أحب فكرة وجود «الباليه»، التى أقدمها لأول مرة فى الدراما التليفزيونية المصرية والعربية.
■ وما المغزى من اختيار «لأعلى سعر» اسماً لمسلسلك الجديد؟
- الحب يُكبد الإنسان دائماً أعلى سعر فى حياته، لأنه يستنزف الكثير من طاقاته وأعصابه ومشاعره وتفاصيل من حياته ويجعله قيد الانتظار أحياناً.
■ ألم تصطدمى بشخصية تشبه الصديقة الخائنة «ليلى» فى حياتك العادية؟
- على الإطلاق، ولكن أشباهها موجودات بيننا فى الحياة، والجمهور اصطدم بنماذج منها بكل تأكيد.
■ هل تحمل خيانة «ليلى» لـ«جميلة» بزواجها من زوجها رسالة تحذير للزوجات من ضرورة توخى الحذر فى علاقتهن بصديقاتهن؟
- المسألة ليست كذلك، لأن «جميلة» بطبعها تتسم بالطيبة والتلقائية والعفوية، وهى تشبه سيدات كثيرات على هذه الشاكلة، ولكن علاقتها بزوجها «هشام» تعانى خللاً من قبل مجىء «ليلى» إليهما، لأنها تحولت إلى علاقة روتينية مرتكزة على المنزل والأولاد، مما أصاب «جميلة» بحالة نفسية سيئة لم تتمكن على أثرها من إسعاد الآخرين.
■ وما أسباب فشل العلاقات الزوجية فى رأيك، بعد أن أحكم الروتين قبضته على علاقة «جميلة» بـ«هشام»؟
- أسباب عدة، أبرزها عدم احتواء الطرفين لحبهما بشكل حقيقى، وغياب التفاهم بينهما، لا سيما أن المرأة المصرية بعد زواجها تعتقد أنها غير مطالبة ببذل أى مجهود لصالح زوجها، كما أن الأخير يرى أن زوجته لا بد أن يكون شاغلها الأول والأخير البيت وتربية الأولاد فقط، ولذلك أغلب هذه العلاقات ينتهى بالفشل بعد فترة، وربما تجد مشاعر الغيرة تتسلل إلى أحد الطرفين، مما ينعكس بالسلب على الأسلوب وطريقة التعامل بينهما، وبعيداً عن هذا وذاك، أرى أن الصداقة لا بد أن تكون إطاراً لعلاقة المتزوجين، ولا بد أن يشعروا بالسعادة لبعضهم البعض، بحيث «يكون هو مبسوط بيها وهى مبسوطة بيه»، أما استمرار العلاقات لمجرد الحفاظ على الهيكل العائلى كحال 70% من المصريين خطأ كبير، ويظل «أبغض الحلال عند الله الطلاق»، ولكنه لا مفر منه حال وصول العلاقة إلى طريق مسدود، خاصة أن ديننا يسمح لنا بالانفصال فى هدوء.
■ هل تعتبرين رفض «جميلة» الرجوع إلى «هشام» عقب ندمه على خيانته لها رد فعل طبيعياً أم مبالغاً فيه؟
- قرارها كان صائباً لأنها بدأت فى استعادة نفسها، وتحقيق نجاحات فى عملها، علماً بأنها كانت من الممكن أن تعود إليه حال شعورها بالانكسار، ولكن ما دامت تشعر بالقوة فلن يفرق أحد معها سوى نفسها فقط.
■ فقدانك لحضانة ابنتك البالغ عمرها 7 سنوات بحسب الأحداث يتعارض مع قانون الأحوال الشخصية الذى يقضى بأحقية الأم فى حضانة ابنتها حتى بلوغها سن الـ12 عاماً
- مقاطعة:
نحن نقدم واقعة درامية ليس أكثر، أى إن المسألة لا علاقة لها بالقوانين والتشريعات ومدى التزامنا بها.
■ هل ترين أن ارتداء «جميلة» للنقاب بعد ابتعادها عن الباليه كان تصرفاً منطقياً منها؟
- المؤلف كان صاحب فكرة ارتدائى للنقاب، واختلفت معه بشأنها وشعرت بـ«الخضة» منها، وبعدها اقتنعت بإمكانية إقدامها على هذا التصرف، لأنى أعرف شخصية كانت تلعب باليه وارتدت النقاب بعدها نتيجة لمرورها بحالة نفسية، إلا أنها لم تخلعه على غرار «جميلة»، ولكن المسألة برمتها لم تحمل أبعاداً دينية.
■ ولكنك تعرضتِ لانتقادات إثر خلع «جميلة» للنقاب بعد فترة وجيزة من ارتدائها له، واعتبر البعض هذا التصرف بمثابة إهانة لهذا الرداء؟
- مشهد خلع النقاب انعكس على «جميلة» بالألم الممزوج بمشاعر خنقة نفسية، أى إن الموضوع هنا لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد، كما أن ارتداءها لهذا الرداء لم يكن رغبة فى التدين أو ما شابه، وإنما نتيجة لمرورها بحالة اكتئاب وتعب نفسى، فقررت الاختباء بارتداء النقاب، وأن تعيش حياة انطوائية رغم عدم اقتناعها بها، وبعيداً عن هذه المسألة، نرى العديد من الفتيات والسيدات يخلعن الحجاب والنقاب بعد ارتدائهن له، أى إن هذه النماذج موجودة فى مجتمعنا، سواء فى محيط عائلتنا أو أصدقائنا.. إلخ.
■ كيف تنظرين لفئة المحجبات والمنتقبات فى ظل الهجمات التى يتعرضن لها من حين لآخر؟
- أؤمن بأن ارتداء المرأة للحجاب أو النقاب لا بد أن يكون عن اقتناع تام، وأنا بطبعى أحترم أفكار وآراء أى شخص، وأملك صداقات عديدة مع منتقبات ومحجبات، وأتقبلهن بأشكالهن وأسلوبهن وطريقة تفكيرهن، علماً بأن البعض انتقد وضعى لـ«مناكير» فى مرحلة ارتداء الشخصية للنقاب، وهؤلاء كنت أقول لهم: «عندكم حق، ولكنها شخصية مهزوزة نفسياً وليست سعيدة»، وارتداؤها للنقاب جاء انعكاساً لهذه الحالة المزاجية وزيادة وزنها، وهذه الحالة واردة الحدوث بالنسبة للمشاهير، ورغم أن «جميلة» ليست نجمة سينمائية مثلاً، ولكن هناك نماذج عديدة لنجمات فى السينما ارتدين الحجاب والنقاب لأسباب متفاوتة، منهن عن اقتناع تام، وأخريات بسبب كبر أعمارهن وعدم رغبتهن فى تعرف الناس عليهن، وكل هذه الأسباب والحيثيات لها كل الاحترام والتقدير.
■ هل أرهقتك شخصية «جميلة» نفسياً مقارنة بأدوارك فى أعمالك التليفزيونية السابقة؟
- لا مجال للمقارنة بين «جميلة» وأدوارى السابقة، لأنها أخف بكثير مما قدمته خلال الأعوام الأخيرة، لأنها لا تعدو سوى حالة إنسانية ليس أكثر، وهذا أسهل بكثير من تجسيد شخصية مريضة أو مدمنة أو مختلة عقلياً.. إلخ، خاصة أن «لأعلى سعر» يشهد مواقف كوميدية وحالات درامية عديدة، من بينها مشاهدى مع الفنان الكبير نبيل الحلفاوى، الذى يلعب دور والدى بحسب الأحداث، وشعرت أننى محظوظة بمشاهدى معه، لأن هذا الرجل يملك طاقة كبيرة وحناناً جارفاً يشعرنى بالاستمتاع فى كل مشهد معه، وهذه الحالة انتقلت للجمهور الذى حدثنى عدد منهم قائلاً: «نشعر وكأنه والدك بالفعل».
■ هذا عن «نبيل الحلفاوى».. فماذا عن علاقتك بـ«زينة» فى ظل ما أثير عن وقوع خلافات بينكما أثناء التصوير؟
- علاقتى بزينة أكثر من جيدة، وما تردد فى هذا الشأن شائعات، وأرى أنها قدمت دور عمرها رغم أننى أحب دورها فى فيلم «واحد صفر» مع كاملة أبوذكرى، ولكنى أرى أن «لأعلى سعر» نقلة فنية رائعة لها.
■ وخلافات ترتيب الأسماء بينكما على التتر؟
- «بالنسبالى أنا مفيش خلافات».
■ أثارت صفعتك للفنان أحمد فهمى فى مشهد المواجهة بينكما تساؤلات الكثيرين ما بين كونها صفعة حقيقية أم أداء تمثيلياً حركياً ليس أكثر؟
- «اعتبروه زى ما تعتبروه»، فدعنا نر الحلقات المقبلة وما تتضمنه من أحداث.
■ هل تزعجك مقولة إن هند صبرى خطفت الكآبة من نيللى كريم فى مسلسلها «حلاوة الدنيا»؟
- بالعكس، أشعر بالسعادة «إن حد خد الكآبة منى، لأنها كانت لازقة فيَّا كتير»، وأنا معجبة بمسلسل «حلاوة الدنيا» لهند صبرى، التى أحبها على الصعيد الشخصى والفنى، وأحترم عملها واختياراتها الفنية، وخضعنا أخيراً لجلسة تصوير مشتركة لصالح إحدى المجلات العالمية، وسعدت بشدة لوجودنا معاً فى تلك الجلسة.
■ كيف ترين المنافسة التليفزيونية فى ظل قلة الأعمال المعروضة وارتفاع المستوى الفنى للعديد منها؟
- لا أشغل تفكيرى بمسألة المنافسة، وإنما أركز فيما أقدمه من أعمال، وأحرص على تقديمها بضمير ببذل أقصى جهد ممكن كى تنال إعجاب الجمهور، وأرى أن هناك أعمالاً عديدة رائعة هذا العام، منها على سبيل الذكر وليس الحصر، «واحة الغروب» و«حلاوة الدنيا» و«الحساب يجمع» و«كفر دلهاب»، وكلها أعمال مختلفة لا مجال للمقارنة بينها.
■ بصراحة.. هل كنت تعلمين بتفاصيل مقلب برنامج «رامز تحت الأرض» قبل تصويرك له؟
- على الإطلاق، فقد حدثنى الإعلامى نيشان لتصوير حلقة فى برنامجه، ولم أكن أعلم بفكرة وجود مقلب من الأساس، ولكنى بدأت «أحس إن فيه حاجة غلط» بعد سقوط السيارة فى الرمال المتحركة، ولذلك ضحكت بمجرد أن أطل رامز برأسه من جسد السحلية.
تعليقات
إرسال تعليق