CNNإلى متى الحملة على مصر؟
المصدر الاهرام . تحقيقات و تقارير خارجية
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه اتهمها أكثر من مرة بالكذب والانحياز، فإن شبكة «سي.إن..إن» الإخبارية ما زالت تحظى بتقدير واحترام قطاع لا يستهان به من المتابعين داخل الولايات المتحدة، وبخاصة من معارضي ترامب وسياساته.
وعلي الرغم من أن «سي إن إن» لم تعد مصدرا يعتد به للأنباء أو التقارير المحايدة منذ أن تخلت عن حيادها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية - وهذا شأنها - فإنها لم تعد أيضا كذلك منذ أن وضعت نفسها في موقع الخصومة مع الدولة المصرية، فصارت شاشاتها واستوديوهاتها مرتعا لكل خبر سيىء أو سلبي يتعلق بالشأن المصري، وكذلك لكل الضيوف والمحاورين من الشخصيات التي لا تحظي بأي شعبية في الشارع المصري، وتقدمهم الشبكة علي أنهم نجوم وأبطال وأصحاب كاريزما ومريد،ين!
من بين ذلك محاولة شبكة «سى إن إن» في تقريرها يوم ٢٩ مايو ٢٠١٧ تصوير الغارات الجوية المصرية علي ليبيا علي أنها «بلا نتائج» أو أنها «أخطأت أهدافها»، وهو نفس الطرح الذي خرج من مصادر الجماعات الإرهابية في ليبيا ومن جماعة الإخوان الإرهابية، حيث زعمت الشبكة أن درنة لا يوجد فيها تنظيم داعش، ونقلت عن الإخوان بيانهم الذي زعموا فيه أن الضربات «عدوان علي الأشقاء»!
وبالتأكيد، فقد كان هذا التقرير الذي أذاعته الشبكة مستقى من تقرير بالمعني نفسه من وكالات أنباء غربية، فظهر واضحا أن هذه الوسائل الإعلامية الشهيرة المرموقة تعزف لحنا واحدا، وفي توقيت واحد، ولتحقيق هدف محدد ومدروس بعناية!
كما اهتمت الشبكة الأمريكية كثيرا بنقل تصريح جون ماكين ولينزي جراهام عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ينتقدان فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بسبب توقيعه علي قانون تنظيم عمل الجمعيات الأهلية، داعين الكونجرس الأمريكي لربط المساعدات المالية الأمريكية لمصر بمدي احترامها لحقوق الإنسان، في حين أن موقف الإدارة الأمريكية كان مغايرا لذلك تماما، وعلي الرغم من أن الشبكة لم تخصص يوما ما ولو جزءا ضئيلا من برامجها وتقاريرها للإشارة إلي أى انتقادات لفضائح حقوق الإنسان في دول مثل قطر أو تركيا!
ومضت الشبكة في نهجها بعرض تقرير يوم ٢٩ مايو للمحللين أرون ديفيد ميلر وودرو ويلسون ينتقدان فيه تجاهل ترامب لقضية حقوق الإنسان خلال زيارته للمنطقة ومحادثاته مع الرئيس السيسي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد اهتمت «سى إن إن» كثيرا في تقرير بثته يوم ٣٠ مايو بقرار الحكومة السودانية بحظر استيراد المنتجات الغذائية المصرية إثر خلاف بين الدولتين، بزعم أن مصر تدعم الجماعات المتمردة في دارفور. وكانت الشبكة قد استضافت المحامي والناشط الحقوقي خالد علي يوم ٢٧ مايو لعرض اتهاماته للحكومة المصرية بمحاولة التنكيل به بسبب خوفها من ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، متضمنا عبارات هجومية عنيفة علي السلطات في مصر.
ولكن الكارثة الحقيقية كانت عندما بثت الشبكة يوم ٢٧ مايو أيضا تقريرا عن حادث المنيا الإرهابي، وذكرت في سياقه أن المسيحيين في مصر يتعرضون للهجمات علي نحو آخذ في التزايد، كما تم إضرام النيران في الكنائس القبطية ومنازل الأقباط فى حين يتعرض فيه الأقباط إلي الهجوم الجسدي ونهب الممتلكات، حيث لم تشر الشبكة في سياق تقريرها أي شيء يوضح الجهة التي يمكن أن تكون مسئولة عن هذه الهجمات، رغم أن المعلومات حول هذا الموضوع متاحة ومعروفة، وليست خافية علي أحد، فمعروف من الذي أحرق الكنائس ومن الذي يقتل الأقباط، ومن الذي يقتل المصريين بصفة عامة، ومن الذي يدعم هؤلاء القتلة من الداخل والخارج.
قليل من الحيادية يا «سى إن إن!»
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه اتهمها أكثر من مرة بالكذب والانحياز، فإن شبكة «سي.إن..إن» الإخبارية ما زالت تحظى بتقدير واحترام قطاع لا يستهان به من المتابعين داخل الولايات المتحدة، وبخاصة من معارضي ترامب وسياساته.
أما في عالمنا العربي، فالوضع مختلف، فقد ارتبطت سي إن إن في أذهاننا كمصريين أو كعرب بذكريات أليمة دائما، بداية من حرب تحرير الكويت في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ثم «الدخول الأمريكي الأول» للمنطقة في العراق عام ٢٠٠٣، ثم مرحلة حروب «الربيع العربي» التي استهدفت القضاء على الأنظمة الحاكمة وتخريب الدول بأيد محلية وفق نظرية «الفوضى الخلاقة»، وهو ما زاد بصورة زائدة عن الحد بعد ثورة ٣٠ يونيو في مصر.
وعلي الرغم من أن «سي إن إن» لم تعد مصدرا يعتد به للأنباء أو التقارير المحايدة منذ أن تخلت عن حيادها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية - وهذا شأنها - فإنها لم تعد أيضا كذلك منذ أن وضعت نفسها في موقع الخصومة مع الدولة المصرية، فصارت شاشاتها واستوديوهاتها مرتعا لكل خبر سيىء أو سلبي يتعلق بالشأن المصري، وكذلك لكل الضيوف والمحاورين من الشخصيات التي لا تحظي بأي شعبية في الشارع المصري، وتقدمهم الشبكة علي أنهم نجوم وأبطال وأصحاب كاريزما ومريد،ين!
من بين ذلك محاولة شبكة «سى إن إن» في تقريرها يوم ٢٩ مايو ٢٠١٧ تصوير الغارات الجوية المصرية علي ليبيا علي أنها «بلا نتائج» أو أنها «أخطأت أهدافها»، وهو نفس الطرح الذي خرج من مصادر الجماعات الإرهابية في ليبيا ومن جماعة الإخوان الإرهابية، حيث زعمت الشبكة أن درنة لا يوجد فيها تنظيم داعش، ونقلت عن الإخوان بيانهم الذي زعموا فيه أن الضربات «عدوان علي الأشقاء»!
وبالتأكيد، فقد كان هذا التقرير الذي أذاعته الشبكة مستقى من تقرير بالمعني نفسه من وكالات أنباء غربية، فظهر واضحا أن هذه الوسائل الإعلامية الشهيرة المرموقة تعزف لحنا واحدا، وفي توقيت واحد، ولتحقيق هدف محدد ومدروس بعناية!
كما اهتمت الشبكة الأمريكية كثيرا بنقل تصريح جون ماكين ولينزي جراهام عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ينتقدان فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بسبب توقيعه علي قانون تنظيم عمل الجمعيات الأهلية، داعين الكونجرس الأمريكي لربط المساعدات المالية الأمريكية لمصر بمدي احترامها لحقوق الإنسان، في حين أن موقف الإدارة الأمريكية كان مغايرا لذلك تماما، وعلي الرغم من أن الشبكة لم تخصص يوما ما ولو جزءا ضئيلا من برامجها وتقاريرها للإشارة إلي أى انتقادات لفضائح حقوق الإنسان في دول مثل قطر أو تركيا!
ومضت الشبكة في نهجها بعرض تقرير يوم ٢٩ مايو للمحللين أرون ديفيد ميلر وودرو ويلسون ينتقدان فيه تجاهل ترامب لقضية حقوق الإنسان خلال زيارته للمنطقة ومحادثاته مع الرئيس السيسي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد اهتمت «سى إن إن» كثيرا في تقرير بثته يوم ٣٠ مايو بقرار الحكومة السودانية بحظر استيراد المنتجات الغذائية المصرية إثر خلاف بين الدولتين، بزعم أن مصر تدعم الجماعات المتمردة في دارفور. وكانت الشبكة قد استضافت المحامي والناشط الحقوقي خالد علي يوم ٢٧ مايو لعرض اتهاماته للحكومة المصرية بمحاولة التنكيل به بسبب خوفها من ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، متضمنا عبارات هجومية عنيفة علي السلطات في مصر.
ولكن الكارثة الحقيقية كانت عندما بثت الشبكة يوم ٢٧ مايو أيضا تقريرا عن حادث المنيا الإرهابي، وذكرت في سياقه أن المسيحيين في مصر يتعرضون للهجمات علي نحو آخذ في التزايد، كما تم إضرام النيران في الكنائس القبطية ومنازل الأقباط فى حين يتعرض فيه الأقباط إلي الهجوم الجسدي ونهب الممتلكات، حيث لم تشر الشبكة في سياق تقريرها أي شيء يوضح الجهة التي يمكن أن تكون مسئولة عن هذه الهجمات، رغم أن المعلومات حول هذا الموضوع متاحة ومعروفة، وليست خافية علي أحد، فمعروف من الذي أحرق الكنائس ومن الذي يقتل الأقباط، ومن الذي يقتل المصريين بصفة عامة، ومن الذي يدعم هؤلاء القتلة من الداخل والخارج.
قليل من الحيادية يا «سى إن إن!»
رابط دائم:
تعليقات
إرسال تعليق