معجزة المواطن الصينى "الحلقة الثالثة"..العامل فى التنين الأحمر كما يراه رجال الأعمال المصريون.. حسام فريد: ربط التعليم بسوق العمل جعل الصينى صاحب تجربة.. ونحن ما زلنا نعتمد على التنسيق «اللى خربنا»

تبقى التجربة الصينية صاحبة الريادة بين اقتصادات العالم، وتحمل هذه التجربة علامات استفهام كثيرة ومن أبرزها العامل الصينى الذى لعب دورا كبيرا فى تشجيع كبريات الشركات العالمية لتحويل وجهتها من أوروبا إلى الصين، وهو ما أكده عدد كبير من رجال الأعمال المصريين ممن لهم ارتباط وإطلاع على التجربة الصينية وأسباب نجاحها. المهندس حسام فريد رئيس جمعية شباب الأعمال قال إن التجربة الصينية استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة بين تحقيق النمو الاقتصادى لتصبح ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، واستيعاب أكبر عدد ممكن من العمالة، خاصة أن تعداد الصين يتجاوز المليار و400 مليون نسمة. عوامل نجاح الاقتصاد الصينى من وجهة نظر المهندس حسام فريد كثيرة، لكنه أكد أن أهمها هو ربط المنظومة التعليمية بسوق العمل لتوفير العمالة المطلوبة، بحيث تصبح كل مخرجات التعليم فى الصين قادرة على تلبية احتياجات الحكومة والقطاع الخاص، بعكس ما يحدث فى مصر التى لازالت تعتمد منظومة التنسيق لدخول الجامعات، وكانت النتيجة عدم وجود ربط بين متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم فى مصر، وبالتالى تتعامل مع عامل غير مدرب. وأشار فريد لـ«اليوم السابع» أن مطالب جمعية شباب الأعمال فى هذا الإطار تنبع من خلال ضرورة وضع رؤية موحدة لتحقيق أهداف منظومة التعليم، وتوفير احتياجات سوق العمل للقطاع الخاص، مؤكدا أن نظام التنسيق الحالى «خاربنا»، وأضاف فريد أن هناك عددا كبيرا من المصانع المصرية قد تنتظر شهورا للحصول على عمالة فنية مؤهلة للعمل، بعكس الوظائف الأخرى التى تتمتع بالوفرة مثل المهندسين والقانونيين. وأكد فريد، أن أحد أبرز عوامل نجاح التجربة الصينية هو التنسيق الكامل بين احتياجات الدولة والقطاع الخاص، مشيرا إلى أن هذا التنسيق هو الذى أدى إلى ترسيخ سمعة أن المنتج الصينى رخيص، حيث يحصل المصدرون الصينيون على سبيل المثال على دعم يصل إلى 30 و%40 من الحكومة الصينية لتشجيع الصادرات إلى الخارج، وبالتالى أصبح المنتج الصينى أكثر تنافسية فى الأسواق الخارجية، موضحا أن التجربة الصينية صاحبة رؤية اقتصادية موحدة منذ عقود طويلة، وهذه الرؤية محل إجماع بين جميع أطراف العملية الإنتاجية، مؤكدًا أن هذه الرؤية لا تتغير بتغيير المسؤولين، علما بأن كل فرد من أفراد هذه المنظومة يعمل وفقاً لدوره المحدد فقط. المهندس علاء السقطى رئيس جمعية مستثمرى بدر يرى من جهته أن أحد أهم أسباب نجاح تجربة الاقتصاد الصينى، هو تحقيق مبدأ الأجر مقابل العمل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما ترتب عليه ترسيخ ثقافة بأن العامل لو لم يعمل بجهد لن يحصل على راتبه، وبالتالى لن يضمن قوت يومه. العامل الصينى وفقاً لما رآه علاء السقطى هو جزء مهم من المنظومة الاقتصادية فى الصين، فهو يتميز بعنصر مهم وهو الجدية فى تطبيق النظام، وقال «العامل الصينى له قدرة كبيرة على الالتزام بكل ما تتطلبه مهنته من أمور، وهذا المبدأ يتغلب على فكرة العمالة المدربة فى الصين، وهو مطبق فى الحكومة والقطاع الخاص على السواء»، مشيراً إلى أن ثقافة العمل تعتبر هى صاحبة الأولوية فى الاقتصاد الصينى، وأن مبدأ الأجر مقابل العمل هو صلب مفهوم العدالة، لذلك حقق الاقتصاد الصينى قفزة كبيرة فى معدلات النمو جعلته بمثابة مصنع العالم فى جميع القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية. من جانبه، قال الدكتور إبراهيم القاضى، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى العاشر من رمضان، إن أحد أهم أسباب نجاح التجربة الصينية اعتمادها على المشروعات كثيفة العمالة، والتى تعتمد على العمالة أكثر من الماكينات، لافتا إلى أن ارتفاع إنتاجية العامل الصينى قياسا بأى دولة أخرى يرجع إلى اعتقاده بأنه يتحدى التطور الطبيعى للآلات والميكنة، وأنه لو لم ينتج بجودة أفضل من الماكينات سيكون بديلا عنه إحدى الماكينات لأنها أفضل منه. وأضاف القاضى، أن هناك ثقافة راسخة عند العامل الصينى وهى أن كفاءته هى السبيل الوحيد لوجوده فى كشوف المرتبات بالمصنع وليس مجرد وجوده فى تلك القوائم وحسب، مشيرا إلى أن راتب العامل الصينى يتوزع بنسبة %25 راتبا أساسيا، و%75 مرتبطة بالإنتاج، لذلك تشهد المصانع فى الصين مظاهرات من العمال عندما تفرض الدولة يوما أجازة لأن هذه الأجازة سيترتب عليها نقص فى إنتاجه، وبالتالى فى راتبه، بعكس الثقافة السائدة للعمل فى مصر. وأشار القاضى إلى أن الطفل والنشء فى الصين يعرف أنه لو لم يكن عاملا جيدا لن يكون له مكان فى أحد المصانع عندما يكبر، لذا يجتهد ليكون عاملا جيدا قادرا على العمل، وهو ما ترتب عليه تحقيق قيمة مضافة للمنتج الصينى وهو خفض تكاليف الإنتاج. المهندس صبحى نصر، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى العاشر من رمضان، قال إن العامل الصينى أحد أهم عناصر نجاح تجربة ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وذلك لعدة أسباب أهمها إيمان العامل الصينى بأنه يعمل لتحقيق التقدم لبلده قبل البحث عن الراتب، وأن هذا المبدأ مشترك بين جميع العاملين الكبير والصغير على السواء، لافتاً إلى أن الاقتصاد الصينى يتسم بالصرامة فى تطبيق القوانين المنظمة بين العمال وأصحاب العمل، وهو ما شجع على مشاركة العاملات على قدم المساواة فى جميع الصناعات حتى الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد والبورسلين. وأشار نصر إلى أن ثقافة العمل فى الصين جعلت منهم شعبا يستحق التقدير والاحترام، فى حين أن العمالة المصرية فى حاجة إلى تأهيل لترسيخ مبدأ العمل الذى ساعد الصين على أن تكون ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، مؤكداً أن أول عقبة ستواجه الاستثمارات الصينية فى مصر أنه معتاد على ثقافة العمل فى الصين ومعدلات الإنتاج التى يتمتع بها العامل الصينى، علما بأن إنتاجية العامل فى الصين تساوى 10 أضعاف معدل إنتاج العامل المصرى، كما أن العامل فى الصين معتاد على العمل المتواصل حتى 12 ساعة، فيما يبلغ عدد ساعات العمل فى مصر 8 ساعات. وأكد صبحى نصر، أن العامل المصرى لو وصل إلى نصف إنتاجية العامل الصينى سيحقق الاقتصاد المصرى قفزات كبيرة قادرة على خروجه من عثرته، مشيرا إلى أن النظام المحاسبى للعمالة فى الصين قائم على الإنتاجية وليس الراتب الثابت، لذلك يفرق العامل الصينى دائما بين مؤهله التعليمى ووظيفته فى سبيل تحقيق أعلى معدل من الإنتاج ليحصل على أعلى راتب ممكن. وطالب عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى العاشر من رمضان، بإنشاء مركز قومى لتأهيل العمالة، والقضاء على الفجوة القائمة بين احتياجات سوق العمل والعمالة المتوفرة، وأيضًا هيئة قومية لتنمية الموارد البشرية، لأن أقيم استثمار هو الاستثمار فى الموارد البشرية والتى تعتبر أساس العمل الناجح. 







المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة