مناظرات بيزنطة.. الإرهابى المتدين!

أكرم القصاص - اليوم السابع

دعك من المناظرات والملاكمات الفكرية والفضائية ومن هزم خصمه بالضربة الفضائية القاضية، أو من خسر، ولنغادر الجدل البيزنطى، والمواجهات، المهم أن نعرف أو نصل إلى الأفكار التى أوصلتنا إلى داعش وبوكوحرام وشباب الصومال، والقاعدة وطالبان، وكل الجماعات التى تستهين بالبشر وتعتبر القتل عبادة والذبح أحد أصول الدين الذى يمكن أن يدفع كل هؤلاء الشباب المنتمى للإسلام أن يرتكب كل هذه الجرائم وينسبها للدين. وهؤلاء الإرهابيون لا يعملون من أنفسهم، وهم إما مستأجرون ومرتزقة، أو أنهم ينفذون ما يظنون أنه الإسلام، والواحد من هؤلاء القتلة يظن نفسه سائرا فى طريق الجنة لمجرد أنه يقطع رؤوسا ويذبح مسالمين ويهدم آثارا، وأضرحة، ويحرم كل أنواع الاحتفالات الإنسانية وينشر الكآبة ويمارس كل الجرائم باسم الدين. ويجد من الأقوال والتفسيرات ما يبرر أفعاله، سيقول البعض ليس هذا هو الدين. وأن هؤلاء يسيئون استعمال التفسيرات، لكن النتيجة هى استمرار القتل، وتوالد الجماعات الإرهابية بنفس التفسيرات والخطاب الذى لا يتغير، وبعضهم أو أغلبه موجود فى الكتب العامة المتاحة من سنوات. ولو كانوا مجرد قتلة ومجرمين عاديين لكن البحث عن عقدهم النفسية وتاريخهم العائلى واردا لكنهم يرددون كلاما ويصدرون أحكاما، سبقهم إليها من جلسوا على منصات الفتوى، ومن يحتلون شاشات النصح والإرشاد. يقتلون باسم الدين، ويذبحون ويهدمون ويكرهون وينشرون الكراهية، بكلام موجود فى باطن الكتب. وبالطبع أى مسلم طبيعى سوف يشعر بالصدمة والعار من هذه الجرائم التى تنشر الكراهية والطائفية والعنصرية فى العالم، لكن خلف هؤلاء الإرهابيين وكل جريمة من جرائمهم ستجد أقوالا لكبار الفقهاء والعلماء، أحاديث منسوبة لكبار المحدثين ومسجلة فى البخارى، وأقوال لفقهاء ومفسرين، لابن تيمية، وتفسيرات وقصص، بل ويزين كبار الإرهابيين جرائمهم وبياناتهم بآيات قرآنية. ويبدأ الإرهابيون عملهم بتكفير المختلفين، معهم فى الدين، ثم المختلفين فى المذهب، ثم المختلفين فى وجهة النظر، وهى نفس «آلات التكفير» التى يستعملها كبار منظرى هذه الجماعات، ممن يعينون أنفسهم وكلاء للعقيدة، ويقنعون البعض أنهم الأفضل لمجرد أنهم يكفرون الآخرين، وليس لأنهم النماذج الأفضل. كل هذه الكراهية وراءها، أفكار وتفسيرات، سواء كانت خاطئة أو مختلة، فهى موجودة داخل كتب وأوراق متداولة وموجودة ويتم تدريسها، صحيح أنها تصحو فى أوقات التراجع والتخلف، لكنها موجودة ويجد القتلة منها أدلة تدعم القتل. وهو ما يحتاج شجاعة ووضوحا فى المناقشة، وليس مجرد ملاكمات تشد الألتراس للتصفيق أو التصفير. بينما الدم يستمر، والقتلة يواصلون جرائمهم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة