ياسر برهامى : تشبيه هروب قادة الإخوان من مصر بخروج سيدنا موسى "هوى"
انتقد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، تشبيه جماعة الإخوان هروب قياداتهم من مصر بقصة سيدنا موسى عليه السلام، مشيرا إلى أن هذا الأمر فيه هوى من جانب أعضاء الجماعة. ووجه "برهامى" رسالة إلى جماعة الإخوان من خلال فتوى نشرت على موقع "أنا السلفى" التابع للدعوة السلفية قائلا: "أم أنكم تأخذون مِن القصة ما تهوون وتتركون ما هو أوضح دلالة وأظهر حجة؛ لأنه يخالف أهواءكم؟!". وجاء نص السؤال الذى وجه الدكتور ياسر برهامى كالتالى: "يستدل بعضهم على هروب القادة الإخوانيين مِن الميادين وترك الشباب للموت باسم الشهادة والجهاد فى سبيل الله بقصة موسى -عليه السلام- كما جاء فى قوله -تعالى-: (قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ. فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) (القصص: 20-21)، فيقول بأن موسى -عليه السلام- قد فرَّ بنفسه رغم أنه كان له أتباع وأنصار من بنى إسرائيل، لكن فر وتركهم، وليس هذا منه تضحية بأتباعه، ولكن لأجل أن القادة لابد أن يحافظوا على أنفسهم حتى تستمر الرسالة، مع العلم أنه بالتأكيد قد صبَّ فرعون وجنده غيظهم على أتباع موسى المستضعفين من بنى إسرائيل، ومع ذلك لم يقل أحد عن موسى -عليه السلام- أنه قد هرب وتركهم؛ لأنه ليس مخالفا للشرع أن تحافظ القيادة على نفسها؟ بينما جاءت إجابة الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، كالتالى: "فسؤالك هذا يوجَّه إليهم: هل كان مشادة الإسرائيلى للفرعونى وتسببه فى قتل موسى -عليه السلام- له، ثم خروجه مِن مصر مِن عمل الشيطان أم مِن أمر الرحمن؟! قال الله -عز وجل- على لسان موسى -عليه السلام-: (قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (القصص: 15). وهل مشادة الرجل مَن لا يقدر عليه غواية أم هداية؟! قال الله -عز وجل: (فَإِذَا الَّذِى اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِى مُبِينٌ) (القصص: 18). فإذا كان هذا بنص "القرآن الكريم" مِن عمل الشيطان، وكان غواية بينة، ولم يكن موسى -عليه السلام- هو الذى تسبب فيها، بل ذلك الإسرائيلى الأرعن الغوى مع قوم كفار طغاة بلغ مِن كفرهم أن قال طاغوتهم فرعون: (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) (النازعات: 24)، وقال: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِى) (القصص: 38)، وبلغ مِن ظلمه وعدوانه على المسلمين أنه يقتل أبناءهم ذبحًا أمام أعين أمهاتهم، ويستحيى نساءهم للخدمة والإهانة والإذلال، ومع ذلك كان هذا مِن مؤامرة الشيطان ببنى إسرائيل، ومِن عمله وكيده للإضرار بالجماعة المؤمنة. فكيف أيها العقلاء تفعلون ذلك مع قوم مسلمين لا يختلفون عنكم فى مسألة الحكم بما أنزل الله؟! بل وفى صور مِن الظلم والعدوان، وإخلاف الوعد والكذب! مع أن ذلك ليس مِن جميعهم، بل مِن بعضهم. وما لكم والقياس على خروج موسى -صلى الله عليه وسلم- مِن مصر؟! وموسى -عليه السلام- نفسه قال عن فعلته التى فعل: (فَعَلْتُهَا إذا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) (الشعراء: 20). أي: بالنسبة إلى العلم والحكمة التى أوتيها بعد النبوة والرسالة. أم أنكم تأخذون مِن القصة ما تهوون وتتركون ما هو أوضح دلالة وأظهر حجة؛ لأنه يخالف أهواءكم؟! مع أن الكتاب كله يصدق بعضه بعضًا، ويسير فى اتجاه واحد لو كان عندكم وعند قادتكم بعض العلم بهدى الأنبياء فى التغيير، والسنن الشرعية والكونية.
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق