رئيس المجلس الإيطالى للبحوث بعد توقيع اتفاق للتعاون مع مصر..سياستنا تعيد استخدام المنتج بعد تحوله إلى نفاية

خلال زيارة قصيرة إلى مصر، دشن البروفيسور الايطالى لويجى نيكولياس رئيس المجلس القومى للبحوث الايطالية برنامجا للتعاون العلمى بين مصر وإيطاليا، شمل توقيع اتفاقية التوأمة بين المركز القومى للبحوث والمجلس الإيطالى للبحوث، فضلا عن اتفاقية تعاون كبرى بين صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية المصرى ونظيره الإيطالى.
وأكد نيكولياس فى حواره مع "الأهرام" أنه بمقتضى الاتفاق سيتم تنفيذ حلقتى عمل سنويا إحداهما فى مصر، والأخرى في إيطاليا بمشاركة علماء من كلا الجانبين، كما ينص الاتفاق على التمويل المشترك لعشرة مشروعات بحثية كل عامين، بحيث يتم اختيار هذه المشروعات على أساس تنافسى بما يخدم أهداف الاقتصاد المصرى.
> سؤال : إيطاليا هى ثانى أكبر دولة صناعية فى أوروبا بعد ألمانيا، فكيف يمكن لها مساعدة مصر فى مجال التكنولوجيا الصناعية؟ وأى الصناعات مرشحة لذلك أكثر؟
لويجى: الصناعة فى أوروبا تشهد تغييرا جوهريا، والتنافسية لن تكون بعد الآن مرتكزة على القدرة على خفض سعر المنتج، لكنها ستكون مرتكزة على الابتكار، لذا فإن اهتمامنا الآن هو كيفية الربط بين البحث العلمى والإنتاج. فى هذه الإطار فإن التفاعل مع مصر مهم . وأكثر المجالات المهيئة لذلك هى الغذاء والزراعة، فيما تشهد الزراعة تغييرات جوهرية. فهى معنية الآن بطريقة إنتاج الغذاء وبيعه،وبمتابعة مراحله الإنتاجية. أيضا الصناعة الثقافية مرتبطة بتاريخنا، ويجب أن يتم إدخال أحدث الأساليب التكنولوجية لاستغلالها. ومن بين مجالات التعاون الصناعات التحويلية من ألياف ومنتجات ورقية، التي أصبحت الآن مختلفة عن الماضى. فالابتكار لم يعد فى تصنيع الألياف، ولكن أيضا فى استخدامها. وفى إيطاليا، هناك جهد قوى من أجل ابتكار منتج أفضل من حيث الاستخدام، مثلا استخدام مواد جديدة فى الصناعات الخاصة بالطائرات، وألياف جديدة فى المجال الطبى، وصناعة الأجزاء التعويضية للجسم البشرى، وكل هذه الأنشطة يمكن أن تبنى علاقة قوية جدا بين مصر وإيطاليا.
> فيما يتعلق بالطاقة المتجددة وتوليدها باستغلال الطاقة الشمسية وحركة الرياح، ما الخطوات اللازم اتخاذها فى مصر حتى تكون من الدول الكبرى المنتجة لهذا النوع من الطاقة خاصة فى ظل الأزمة التى نشهدها حاليا؟
لويجى: إحدى المشكلات التى نواجهها هى إمكان استخدام الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح من أجل أن تحل محل الطاقة التقليدية. وفى ايطاليا فإن نحو 30% من الطاقة المستخدمة يتم توليدها من مصادر متعددة غير الغاز والبترول. والمهم فى هذا الصدد-بالنسبة لمصر- ليس فقط إنتاج هذه الطاقة، وإنما أيضا أن تكون قادرا على الاحتفاظ بها، علما بأنه فى جنوب ايطاليا هناك العديد من المشروعات القائمة على توليد الطاقة من الرياح، وهو ما يمكن تنفيذه أيضا فى مصر فى المناطق التى تشهد حركة رياح نشطة.الخيار الآخر هو استخدام الطاقة الشمسية عن طريق تركيزها، ومحاولة استخدامها. ومصر لديها مساحات شاسعة من الصحراء. والأمر يعتمد على سياسة التنمية التى يتم تبنيها، ولكن من الممكن لمصر أن تغير كليا أسلوب إنتاج الطاقة لديها فى هذا الصدد خلال فترة تتراوح بين 5 و 10 سنوات.
> فى أوروبا يتم تحويل النفايات إلى طاقة، فكيف يمكن تنفيذ ذلك فى مصر؟
لويجى: نحاول التركيز فى أوروبا على نوع المنتج سواء غذائى أم صناعى. ونحاول تصميمه بحيث يمكن استغلاله مرة أخرى (بعد أن يحول إلى نفاية). إذ نصمم المنتج من ميلاده وحتى دفنه. وفى المجلس الإيطالى طورنا تكنولوجيا ذكية يمكنها إعادة استخدام المواد، وتوليدها بشكل جديد عن طريق روبوتات خاصة. ففى العصر الحالى لم نعد نتخلص من المواد، ولكن نعيد استخدامها. وفى أوروبا (وتحديدا فى ايطاليا والمانيا وفرنسا) يكون المنتج قابلا للاستدامة حتى بعد أن يصير نفاية. وأى سياسة إنتاجية لا يجب أن تنظر فقط للمنتج، ولكن لإعادة استخدامه بعد أن يتحول لنفاية.

المصدر الأهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة