الاهرام : فضيحة من السماء!

طارق الشيخ - آراء حرة - جريدة و موقع الاهرام

رنة مميزة على تليفونى المحمول تعلن وصول رسالة تحمل أخبارا جديدة : "إنها فضيحة فى السماء..أين العقاب؟!". كانت تلك العبارة المقتضبة هى آخر سطر فى الرسالة القصيرة التى قفزت على شاشة التليفون المحمول. الرسالة كانت تتعلق بإسقاط الطائرة المقاتلة الروسية طراز "سوخوى 24" فى الأجواء السورية بواسطة طائرات مقاتلة تركية على مسافة كيلومتر من الحدود التركية.وعلى الرغم من الغضب والقلق من الحادث فإنه وبكل المقاييس جاء ليكشف الكثير مما تخططه الدول الكبرى لسوريا ومستقبلها حيث فضحت الواقعة ما تضمره وتحيكه الدول الكبرى فيما بينها لسوريا على وجه التحديد ولدول العالم العربى بأسره بشكل عام.فمن المفترض أن هناك تحالف دولى علنى من أجل متابعة ومطاردة والقضاء على جماعات إرهابية مسلحة تعمل فوق الأراضى السورية وترتكب الفظائع بكافة أشكالها وأنواعها وأحجامها ضد الجميع بداية من السوريين والمسلمين والمسيحيين والشيعة والسنة، وصولا إلى الأجانب ومن لا ينتمون إلى الصراع أو المنطقة أصلا!الحادث لم يكن مفاجئ كما يظن البعض. فقد سبق وأن سارعت القوات التركية فى منتصف شهر أكتوبر الماضى بإسقاط طائرة دون طيار كانت تحلق على مقربة من الحدود السورية التركية لإستكشاف المناطق المخفية بواسطة الأشجار الكثيفة ومتابعة التحركات "المشبوهة" الدائرة حول تلك الحدود. وقد أعلنت روسيا وقتها أن الطائرة ليست لها.وعندما ذهبت وفود الدول الكبرى إلى حزمة مؤتمرات فيينا خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر 2015 توصل الجميع إلى إتفاق علنى بشأن مكافحة الإرهاب وإعداد الترتيبات اللازمة لبداية حوار ومفاوضات مباشرة بين نظام الأسد فى سوريا من جانب والمعارضة السورية الحقيقية "غير الإرهابية" من جانب آخر.وبدأت المفاجآت تتوالى منذ تدخل الطرف الروسى عسكريا فى الأزمة السورية. فأصابت حالات تذمر الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول الغرب. فالقوى الغربية لاتريد استهداف الجماعات المسلحة الأخرى ـ حتى وإن إنحدرت من القاعدة ـ لأنها قامت بدعمها بالسلاح والمال والتدريب!! لقد كشف الروس أن الغرب ـ وفى ذيله تركيا ـ يرعى جماعات مسلحة إرهابية متشحة بالدين فى سوريا على الرغم مما سببته وتسببه تلك الأطراف من عدم إستقرار وإرهاب فى سوريا ودول الجوار العربية!!وقامت الطائرات الروسية بضرب تجمعات من شاحنات نقل البترول (أكثر من 100 ناقلة بترول)التى كانت يستخدمها "داعش" فى نقل البترول إلى دولة مجاورة لتصديره عبر البحر إلى الخارج والحصول على المال اللازم لإستمرار عمليات التنظيم.وجاءت واقعة الطائرة الروسية ليكشف الروس ويؤكدوا للعالم أن تركيا التى كانت تدعى مكافحة الإرهاب هى من الداعمين الرئيسيين لتنظيمات إرهابية فى سوريا. وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أنه تم نقل كميات كبيرة من النفط ومنتجاته من مناطق يحتلها تنظيم"داعش" إلى الأراضى التركية، وأشار إلى أن هذا النفط يمثل مصدرا هاما لتمويل التنظيمات الإرهابية. واعتبر رئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيديف : " أن أعمال ..السلطات التركية كشفت ... أن تركيا توفر الحماية لمسلحى "داعش". وأضاف أن ما أبدته أنقرة من حماية لـ"داعش" أمر غير مثير للاستغراب نظرا لمصالح مالية مباشرة لبعض المسئولين الأتراك ترتبط بتوريدات المشتقات النفطية المنتجة فى الورش الخاضعة لسيطرة "داعش".وهكذا ظهرت حقيقة الموقف التركى "باتهام رسمى" عبر الكرملين الروسى. فهناك خيانة للتحالف الدولى ضد الإرهاب وعمالة وبيزنس بترولى تجارى وتآمر أمنى سياسى عسكرى على سوريا والدول العربية المجاورة. لقد أسقط الأتراك مقاتلة دولة متحالفة معهم ضد الإرهاب لأنها أسهمت فى كشف التحركات المريبة التى تتم منذ سنوات تحت سمع وبصر العالم. كما فرضت المصالح التركية الخاصة من قبل قصف الأكراد الذين يقاتلون "داعش". وباختصار فإن تركيا فى الوقت الحاضر تقاتل وتعادى من يعرقل أعمال "داعش" و"النصرة". فهل ستكون هناك وقفة ما لعقاب الجهات والدول المساندة للإرهاب الذين "فضحتهم إرادة السماء فى قلب السماء" إستجابة لدعوات الآلاف من الأبرياء العرب؟!دارت تلك الأفكار فى ذهنى فنحيت تليفونى المحمول جانبا ونظرت إلى الأفق فى صمت.

كاتب أمريكي : واشنطن أسقطت الطائرة الروسية لاكتشاف سر "السلاح العجيب"

تركيا تنصح رعاياها بعدم السفر إلى روسيا.. وبوتين يرفض لقاء إردوغان

داعية سلفى يصف مؤيدي "بوتين" ضد تركيا بالكفار و المنفاقين

اردوغان: الصراصير سبب انتقالى إلى القصر الجديد

صحيفة تركية: أردوغان يسير على خطى جولن

تعليقات

المشاركات الشائعة