أيام وليال في بغداد بعد هزيمة داعش

 المصدر الأهرام . ahram.org.eg . بقلم عبد المحسن سلامة . قضايا و آراء

جورج بوش فتح الطريق امام الفوضى فى المنطقة بغزو العراق و ظهور داعش التى استطاع حيدر العبادى هزيمتها و تحرير العراق منها



صادف‭ ‬وجودي‭ ‬فى ‬بغداد‭ ‬إعلان‭ ‬ذكري‭ ‬النصر‭ ‬علي‭ ‬«داعش»‭ ‬وهزيمته‭ ‬فى ‬معركتها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وسيطرة‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬علي‭ ‬آخر‭ ‬معاقلهم‭ ‬وبسط‭ ‬نفوذه‭ ‬علي‭ ‬الشريط‭ ‬الحدودي‭ ‬بين‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭.‬
ذهبت‭ ‬إلي‭ ‬هناك‭ ‬لحضور‭ ‬اجتماعات‭ ‬اتحاد‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب،‭ ‬والحق‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬ذاهبا‭ ‬إلي‭ ‬بغداد‭ ‬مترددا‭ ‬بسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬هناك،‭ ‬وتعقيداتها‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬فالعراق‭ ‬واقع‭ ‬بين‭ ‬سندان‭ ‬الداخل‭ ‬ومطرقة‭ ‬الخارج،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬قمة‭ ‬المأساة‭.‬
أزمات‭ ‬الداخل‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة‭ ‬نتيجة‭ ‬الخلافات‭ ‬العرقية‭ ‬والمذهبية، حيث ‬نجحت‭ ‬قوات‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬فى ‬إشعال‭ ‬فتيل‭ ‬الطائفية‭ ‬هناك،‭ ‬وبدأت‭ ‬دعوات‭ ‬الانفصال‭ ‬تدب‭ ‬فى ‬الجسد‭ ‬العراقي‭ ‬الواحد‭ ‬فور‭ ‬قدوم‭ ‬الغزو‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬الذي‭ ‬أشعل‭ ‬نيران‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬الواحد‭ ‬حتي‭ ‬انتهت‭ ‬بإعلان‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬الرغبة‭ ‬فى ‬الانفصال،‭ ‬وترجم‭ ‬ذلك‭ ‬إلي‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬تأكيد‭ ‬الانفصال،‭ ‬ثم ‬تدخلت‭ ‬الحكومة‭ ‬المركزية،‭ ‬ومنعت‭ ‬الطيران،‭ ‬واتخذت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬العقابية‭ ‬ضد‭ ‬سلطات‭ ‬الانفصال،‭ ‬ومنها‭ ‬دخول‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬كركوك،‭ ‬معقل‭ ‬النفط‭ ‬والطاقة‭ ،‬لتهدأ‭ ‬نيران‭ ‬الانفصال‭ ‬إلي‭ ‬حين‭.‬
علي‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬مكتومة‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬تظهر‭ ‬وتختفي‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلي‭ ‬آخر، حيث‭ ‬أسهمت‭ ‬الحكومات المتعاقبة منذ الغزو الأمريكي‭ ‬فى ‬إشعال‭ ‬نيران‭ ‬الطائفية،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬فى ‬ذلك‭ ‬إلي‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وباتت‭ ‬التفجيرات‭ ‬والاغتيالات‭ ‬لغة‭ ‬يومية‭ ‬فى ‬العراق‭ ‬حتي‭ ‬جاء‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الحالي‭ ‬د‭.‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬واستطاع‭ ‬إعادة‭ ‬الهدوء‭ ‬والاستقرار‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وأخمد‭ ‬نيران‭ ‬الطائفية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتهج‭ ‬لغة‭ ‬محايدة‭ ‬فى ‬خطابه‭ ‬السياسي،‭ ‬وفي‭ ‬الطريق‭ ‬نفسه سارت‭ ‬سياسته‭ ‬وقراراته،‭ ‬ونجح‭ ‬إلي‭ ‬درجة‭ ‬معقولة‭ ‬فى ‬تهدئة‭ ‬مخاوف‭ ‬السنة،‭ ‬وإعادة‭ ‬العراق‭ ‬إلي‭ ‬محيطه‭ ‬العربي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاستقطاب‭ ‬الإيراني‭ ‬الحاد،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬لايزال‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬شديد‭ ‬حتي‭ ‬الآن‭ ‬هناك،‭ ‬والمشكلة‭ ‬الأساسية التى تواجهه‭ ‬تكمن‭ ‬فى ‬التشكيلات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تشكيلها‭ ‬وتعتمد‭ ‬كلها‭ ‬علي‭ ‬علاقاتها‭ ‬بإيران،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توفير‭ ‬التمويل‭ ‬والتدريب‭ ‬والتسليح‭.‬
منذ نحو ‬37‭‬عاما‭ ‬بدأت‭ ‬أزمات‭ ‬العراق‭ ‬حينما‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬ـ‭ ‬الإيرانية‭ ‬فى ‬سبتمبر‭‬1980،‭ ‬واستمرت‭ ‬حتي‭ ‬أغسطس‭ ‬1988‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬أطول‭ ‬الحروب‭ ‬التقليدية‭ ‬فى ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وأدت‭ ‬إلي‭ ‬مقتل‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬المليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الجانبين،‭ ‬وبلغت‭ ‬خسائرها‭ ‬المالية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ 1.19 ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬
استخدم‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬الراحل‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬لابتزاز‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فى ‬مواجهة‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعت‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها‭ ‬لم‭ ‬يهدأ‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬ويتجه‭ ‬إلى‭ ‬إعمار‭ ‬بلاده‭ ‬وتعويض‭ ‬خسائرها،‭ ‬لكنه‭ ‬صوب‭ ‬نيرانه‭ ‬إلى‭ ‬الحلفاء‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬معه‭ ‬فى ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬حينما‭ ‬قام‭ ‬بغزوها‭ ‬فى ‬أغسطس‭ ‬1990‭ ‬تحت‭ ‬مزاعم‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬تقوم‭ ‬بالتنقيب‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬فى ‬الجانب‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬الرميلة‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭.‬
قام‭ ‬صدام‭ ‬بفعلته‭ ‬المجنونة‭ ‬وقامت‭ ‬الدنيا‭ ‬ولم‭ ‬تقعد‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الاحتلال‭ ‬العراقي‭ ‬للكويت‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬حوالي‭ ‬7‭ ‬شهور‭ ‬حتي‭ ‬انتهت‭ ‬بالتدخل‭ ‬الدولي‭ ‬وتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬فى ‬فبراير‭.1991
كانت‭ ‬خطة‭ ‬القضاء‭ ‬علي‭ ‬العراق‭ ‬جاهزة‭ ‬ومعدة‭ ‬سلفا،‭ ‬وبدأ‭ ‬التحرش‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالعراق‭ ‬تحت‭ ‬ادعاءات‭ ‬ومسميات‭ ‬عديدة‭ ‬أبرزها‭ ‬وجود‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬العراقية،‭ ‬ورغم‭ ‬سماح‭ ‬العراق‭ ‬لوكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بالتفتيش،‭ ‬وفتح‭ ‬المفاعلات‭ ‬العراقية‭ ‬أمامها،‭ ‬والسماح‭ ‬لها‭ ‬بالتحرك‭ ‬والتفتيش‭ ‬بحرية‭ ‬مطلقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬كانت‭ ‬جاهزة،‭ ‬وصدرت‭ ‬الأوامر‭ ‬بغزو‭ ‬العراق‭ ‬فى ‬مارس‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وتسببت‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬فى ‬أكبر‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬فى ‬المدنيين‭ ‬فى ‬تاريخ‭ ‬العراق،‭ ‬واستمر‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬رسميا‭ ‬حتي‭ ‬تم‭ ‬إنزال‭ ‬العلم‭ ‬الأمريكي‭ ‬فى ‬بغدادفي‭ ‬18‭ ‬ديسمبر‭ ‬فى ‬عام‭ ‬2011‭ ‬بعد‭ ‬اشتعال‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬والمثير‭ ‬أن‭ ‬غدا‭ ‬الاثنين‭ ‬تحل‭ ‬ذكري‭ ‬رحيل‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬العراق‭.‬
ربما‭ ‬تكون‭ ‬مصادفة‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬رحيل‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وفي‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه هذا‭ ‬العام‭ ‬يشهد‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬أيضا‭ ‬سقوط‭ ‬آخر‭ ‬معاقل‭ ‬داعش‭ ‬وتحرير‭ ‬كامل‭ ‬أراضي‭ ‬العراق‭ ‬منه‭.‬
الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬وظهور‭ ‬النزعات‭ ‬القبلية‭ ‬والعشائرية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬وكذا‭ ‬ظهور‭ ‬داعش‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬من‭ ‬الغطاء‭ ‬الطائفي‭ ‬والمذهبي‭ ‬والديني‭ ‬علي‭ ‬غرار‭ ‬كتائب‭ ‬المجاهدين‭ ‬فى ‬أفغانستان‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قنابل‭ ‬متفجرة‭ ‬هناك‭ ‬وفي‭ ‬باقى‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬
ساهمت‭ ‬قوات‭ ‬الغزو‭ ‬الأمريكى‭ ‬فى ‬تأجيج‭ ‬المشاعر‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والدينية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬سياسة ‭‬‮«‬فرق‭ ‬تسد‮» ‬‭‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تستطيع‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الغازية‭ ‬بسط‭ ‬سيطرتها‭ ‬ونفوذها‭ ‬علي‭ ‬العراق‭ ‬بواسطة‭ ‬العراقيين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وفوق‭ ‬أشلاء‭ ‬جثثهم‭ ‬التي‭ ‬تمزقت‭ ‬بالاقتتال‭ ‬الداخلى‭ ‬والتفجيرات‭ ‬والأعمال‭ ‬الإرهابية‭.‬
استمر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬فى ‬العراق‭ ‬حتي‭ ‬جاءت‭ ‬حكومة‭ ‬د‭.‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬انتهج‭ ‬سياسة‭ ‬متوازنة،‭ ‬وتمسك‭ ‬بالعراق‭ ‬الموحد‭ ‬لكل‭ ‬العراقيين،‭ ‬وبدأ‭ ‬فى ‬دمج‭ ‬قوات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬والميليشيات‭ ‬الأخري‭ ‬فى ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬العراقية‭ ‬لتكون‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الدولة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬خارج‭ ‬السيطرة‭ ‬وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬دويلات‭ ‬مستقلة‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭.‬
سياسة‭ ‬العبادي‭ ‬الداخلية‭ ‬أعادت‭ ‬هيبة‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬إعادة‭ ‬وجه‭ ‬العراق‭ ‬العربي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬هيمنة‭ ‬واستقطاب‭ ‬إيران،‭ ‬وقام‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬فى ‬محاولة‭ ‬لتأكيد‭ ‬عروبة‭ ‬العراق‭ ‬والالتزام‭ ‬بالثوابت‭ ‬العربية‭.‬
هذه‭ ‬السياسة‭ ‬أعطت‭ ‬الطمأنينة‭ ‬للسنة‭ ‬من‭ ‬العراقيين،‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬شيوخ‭ ‬الفتنة‭ ‬والتطرف‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتياح‭ ‬تسود‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬الآن‭ ‬فى ‬العراق،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬وقت‭ ‬حكم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬نور‭ ‬المالكي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينتهج‭ ‬لغة‭ ‬طائفية‭ ‬غير‭ ‬مريحة‭.‬
رغم‭ ‬ذلك‭ ‬لاتزال‭ ‬بغداد‭ ‬مقسمة‭ ‬إلى‭ ‬منطقتين‭ ‬تسمي‭ ‬الأولي‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬وفيها‭ ‬مقار‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ورئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬والوزارات،‭ ‬والبرلمان،‭ ‬والسفارات،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬محصنة‭ ‬أمنيا‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬تحيطها‭ ‬أسوار‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب،‭ ‬والدخول‭ ‬والخروج‭ ‬إليها‭ ‬بتصاريح‭ ‬ثابتة،‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬تفتيش‭ ‬دقيق‭ ‬حسب‭ ‬ظروف‭ ‬الزيارة‭ ‬ونوعها‭ ‬والشخص‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بها،‭ ‬ودون‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬مسموح‭ ‬بالاقتراب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭.‬
في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬كانت‭ ‬قوات‭ ‬التأمين‭ ‬تسبق‭ ‬الوفد‭ ‬الذاهب‭ ‬إلى‭ ‬فندق‭ ‬الرشيد‭ ‬حيث‭ ‬حضرنا‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬فيه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي‭ ‬نهاية‭ ‬داعش‭ ‬فى ‬العراق،‭ ‬وانتصار‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬عليه‭ ‬فى ‬آخر‭ ‬معاقله‭ ‬واسترداد‭ ‬كامل‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭.‬
العبادي‭ ‬أكد‭ ‬علي‭ ‬ضرورة‭ ‬توحيد‭ ‬السلاح‭ ‬فى ‬يد‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬وحده‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الميليشيات‭ ‬وضم‭ ‬قوات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬إلى‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لتعمل‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭.‬
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬انتصار‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬علي‭ ‬داعش‭ ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬عودة‭ ‬العراق‭ ‬الموحد‭ ‬القوي‭ ‬لكن‭ ‬يبقي‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي،‭ ‬وهو‭ ‬قدرته‭ ‬علي‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬الميليشيات‭ ‬والسيطرة‭ ‬علي‭ ‬قوات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬ودعم‭ ‬طهران،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬مدي‭ ‬التزام‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬بالمهام‭ ‬الوطنية‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬فى ‬اليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭.‬
بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬كنا‭ ‬نقيم‭ ‬فى ‬وسط‭ ‬العاصمة‭ ‬العراقية‭ ‬بغداد‭ ‬حيث‭ ‬منطقة‭ ‬تضم‭ ‬بعض‭ ‬الفنادق‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بالحروب‭ ‬لكنها‭ ‬لاتزال‭ ‬باقية‭.‬
في‭ ‬الفندق‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬نقيم‭ ‬فيه‭ ‬حضر‭ ‬إلينا‭ ‬حسام‭ ‬عبدالواحد‭ ‬المستشار‭ ‬السياسي‭ ‬للسفارة‭ ‬وهو‭ ‬دينامو‭ ‬لا‭ ‬يهدأ‭ ‬ويتحرك‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬بين‭ ‬المصريين،‭ ‬ويبذل‭ ‬جهدا‭ ‬ضخما‭ ‬للقيام‭ ‬بدوره‭ ‬وحل‭ ‬مشكلات‭ ‬المصريين‭ ‬هناك،‭ ‬وخلال‭ ‬اللقاء‭ ‬ألقي‭ ‬مفاجأة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل‭ ‬حينما‭ ‬أخبرنا‭ ‬بأن‭ ‬الفندق‭ ‬الذي‭ ‬نقيم‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬للتفجير‭ ‬مرتين‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬لكنه‭ ‬أردف‭ ‬قائلا‭ ‬وبسرعة‭: ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للقلق‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬والآن‭ ‬انتهي‭ ‬عصر‭ ‬التفجيرات‭ ‬العشوائية‭ ‬والمستمرة‭ ‬فى ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬فى ‬بغداد،‭ ‬وعادت‭ ‬بغداد‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا،‭ ‬ولم‭ ‬نعد‭ ‬نسمع‭ ‬التفجيرات‭ ‬إلا‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬وكما‭ ‬يحدث‭ ‬فى ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬للهجمات‭ ‬الإرهابية‭.‬
في‭ ‬محاولة‭ ‬لمعايشة‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬علي‭ ‬الطبيعة‭ ‬تدخل‭ ‬فى ‬الحوار‭ ‬أحمد‭ ‬السيد‭ ‬محمود‭ ‬وجه‭ ‬مصر‭ ‬للطيران‭ ‬المضيء‭ ‬فى ‬بغداد‭ ‬ومديرها‭ ‬هناك‭ ‬ليدعونا‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬بغداد‭ ‬بمناطقها‭ ‬المختلفة‭ ‬حتي‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬
ذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬شعبية‭ ‬فى ‬بغداد‭ ‬تشبه‭ ‬العتبة‭ ‬والموسكي‭ ‬فى ‬القاهرة،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة «‬الشورجة»‮‬‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية‭ ‬وتسير‭ ‬فيها‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬بشكل‭ ‬هادئ‭ ‬وطبيعي‭.‬
بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قمنا‭ ‬بزيارة‭ ‬مسجد‭ ‬ومقام‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الجيلاني‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المساجد‭ ‬السنية‭ ‬فى ‬العراق،‭ ‬وباستثناء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬المشددة‭ ‬حوله،‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬طبيعية،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬للزيارة‭ ‬والصلاة‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬فى ‬مساجد‭ ‬الحسين‭ ‬والسيد‭ ‬البدوي‭ ‬والسيدة‭ ‬زينب‭ ‬وغيرها،‭ ‬فقط‭ ‬كانت‭ ‬الأعداد‭ ‬محدودة،‭ ‬وداخل‭ ‬مقام‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالقادر‭ ‬استقبلنا‭ ‬أحد‭ ‬المصريين‭ ‬المقيمين‭ ‬هناك‭ ‬والعاملين‭ ‬فى ‬المسجد‭ ‬بوجه‭ ‬بشوش‭ ‬مرحبا‭ ‬بالمصريين‭ ‬فى ‬العراق‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬مقيم‭ ‬فى ‬العراق‭ ‬ولا‭ ‬ينوي‭ ‬مغادرته‭ ‬ولا‭ ‬يتعرض‭ ‬لأي‭ ‬مضايقات‭ ‬حاليا‭.‬
المشهد‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬شاهدناه‭ ‬فى ‬مسجد‭ ‬الإمام‭ ‬الأعظم‭ ‬كما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬فى ‬بغداد‭ ‬وهو‭ ‬الإمام‭ ‬أبي‭ ‬حنيفة‭ ‬النعمان،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬المساجد‭ ‬السنية‭ ‬ويواجه‭ ‬أكبر‭ ‬المساجد‭ ‬الشيعية‭ ‬وهو‭ ‬مسجد‭ ‬الإمام‭ ‬الكاظم،‭ ‬ويرقد‭ ‬الإمام‭ ‬أبي‭ ‬حنيفة‭ ‬النعمان‭ ‬فى ‬منطقة‭ ‬الأعظمية‭ ‬المواجهة‭ ‬لمنطقة‭ ‬الكاظمية‭ ‬حيث‭ ‬الإمام‭ ‬الكاظم‭ ‬ويفصل‭ ‬بينهما‭ ‬الكوبري‭ ‬الواقع‭ ‬علي‭ ‬نهر‭ ‬دجلة،‭ ‬وممنوع‭ ‬سير‭ ‬السيارات‭ ‬إلا‭ ‬بتصاريح‭ ‬أمنية‭ ‬مسبقة،‭ ‬والوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬السير‭ ‬علي‭ ‬الأقدام‭ ‬بعد‭ ‬استيفاء‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬التفتيش‭ ‬الدقيق‭ ‬للدخول‭ ‬والخروج‭.‬
المحطة‭ ‬الثالثة‭ ‬كانت‭ ‬فى ‬شارع‭ ‬المنصور‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬المشهورة‭ ‬ويقع‭ ‬به‭ ‬مول‭ ‬المنصور‭ ‬وهو‭ ‬مول‭ ‬متوسط‭ ‬بحجم‭ ‬المولات‭ ‬المصرية‭ ‬لكنه‭ ‬هناك‭ ‬هو‭ ‬الأكبر،‭ ‬وفيه‭ ‬جلسنا‭ ‬علي‭ ‬‮»‬كافيه‮«‬‭ ‬لتناول‭ ‬الشاي‭ ‬العراقي‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الجولة‭ ‬وصادف‭ ‬وجودنا‭ ‬إذاعة‭ ‬مباراة‭ ‬ليفربول‭ ‬وإيفرتون‭ ‬والتي‭ ‬برع‭ ‬فيها‭ ‬الفرعون‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬وسجل‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬ليتحول‭ ‬‮»‬الكافيه‮«‬‭ ‬إلى‭ ‬مقهي‭ ‬مصري‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال‭ ‬ويبدأ‭ ‬الهتاف‭ ‬للفرعون‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬فى ‬مصر‭ ‬تماما‭.‬
هي‭ ‬روح‭ ‬العروبة‭ ‬المدفونة‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬عربي‭ ‬وروح‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬الموحدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بالحواجز‭ ‬ولا‭ ‬الحدود‭ ‬ولا‭ ‬الطائفية‭ ‬أو‭ ‬المذهبية‭ ‬والتي‭ ‬يحاول‭ ‬تجار‭ ‬الدين‭ ‬ومشعلو‭ ‬الحرائق‭ ‬غرسها‭ ‬فى ‬النفوس‭ ‬العربية،‭ ‬لكن‭ ‬وقت‭ ‬اللزوم‭ ‬يظهر‭ ‬المعدن‭ ‬الأصيل‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬المحبة‭ ‬للسلام‭ ‬والحياة‭ ‬والتعايش‭.‬
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬يسير‭ ‬فى ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬نحو‭ ‬استعادة‭ ‬عافيته‭ ‬وقوته‭ ‬مرة‭ ‬أخري‭ ‬لكن‭ ‬تبقي‭ ‬بعض‭ ‬المحاذير‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعترض‭ ‬ذلك‭:‬
أولها‭: ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬فى ‬القرار‭ ‬العراقي‭ ‬حيث‭ ‬تمتلك‭ ‬أمريكا‭ ‬أكبر‭ ‬سفارة‭ ‬لها‭ ‬فى ‬العالم‭ ‬هناك،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬نفوذا‭ ‬عسكريا‭ ‬قويا‭ ‬تحتفظ‭ ‬به‭ ‬وتحافظ‭ ‬عليه،‭ ‬وتبقي‭ ‬قدرة‭ ‬القيادة‭ ‬العراقية‭ ‬علي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬هى‭ ‬الفيصل‭ ‬بشكل‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحجيم‭ ‬النفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬دون‭ ‬صدام‭ ‬معه‭.‬
ثانيها‭ :‬أزمة‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬وهو‭ ‬الأخطر‭ ‬من‭ ‬النفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬حيث‭ ‬تمتلك‭ ‬إيران‭ ‬نفوذا‭ ‬قويا‭ ‬لدي‭ ‬قوات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬الشيعية‭ ‬والكتل‭ ‬السياسية‭ ‬المرتبطة‭ ‬معها‭ ‬بصلات‭ ‬قوية،‭ ‬فهل‭ ‬تستطيع‭ ‬القيادة‭ ‬العراقية‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬للعراق‭ ‬والعلاقة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬
إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬يسير‭ ‬العبادي‭ ‬فى ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬فى ‬ذلك‭ ‬الاتجاه،‭ ‬لكن‭ ‬المشوار‭ ‬مازال‭ ‬طويلا‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬طويل‭ ‬واصرار‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬العراق‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعسكرية،‭ ‬والمهم‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭.‬

◙ اتحاد‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب‭ ‬ومواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬الأمة

خلال‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماعاته‭ ‬فى ‬بغداد‭ ‬فى ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬عاد‭ ‬اتحاد‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬التشرذم‭ ‬والانقسام‭.‬
خارجيا‭ ‬تصدي‭ ‬الاتحاد‭ ‬للموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬الشائن» ‬بنقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلي‭ ‬القدس،‭ ‬واعتبرها‭ ‬خطوة‭ ‬خطيرة‭ ‬تقوض‭ ‬مساعي‭ ‬السلام‭ ‬فى ‬المنطقة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلي‭ ‬ضرورة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والإصرار‭ ‬علي‭ ‬عدم‭ ‬التطبيع‭ ‬معه‭ ‬حتي‭ ‬يتحقق‭ ‬السلام‭ ‬وتقوم‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬علي‭ ‬حدود‭ .‬1967‭ ‬
داخليا‭ ‬تطرق‭ ‬الاتحاد‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬نقابة‭ ‬الصحفيين‭ ‬المصريين‭ ‬إلي‭ ‬التصدي‭ ‬لقضية‭ ‬الإرهاب‭ ‬واعتبرها‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الآن‭ ‬مطالبا‭ ‬الصحفيين‭ ‬بالقيام‭ ‬بدورهم‭ ‬فى ‬التصدي‭ ‬لتلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭ ‬ومحاربتها‭ ‬حتي‭ ‬يتم‭ ‬استئصالها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجسد‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلي‭ ‬الخليج‭.‬ ولخطورة‭ ‬القضية‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬ندوة‭ ‬فكرية‭ ‬علي‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر‭ ‬لمناقشة‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬فى ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬واشتركت‭ ‬فيها‭ ‬رموز‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية‭.‬
اتحاد‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬عربية‭ ‬لتوحيد‭ ‬الصحفيين‭ ‬العرب‭ ‬حول‭ ‬قضاياهم‭ ‬المصيرية،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬التلاسن‮‬‭ «‬والدخول‭ ‬فى ‬معارك‭ ‬وهمية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬سابقا،‭ ‬وكما‭ ‬يحاول‭ ‬البعض‭ ‬حاليا،‭ ‬لكن‭ ‬التوجه‭ ‬العام‭ ‬للوفود‭ ‬الصحفية‭ ‬العربية‭ ‬استطاع‭ ‬محاصرة‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التركيز‭ ‬علي‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلي‭ ‬الوحدة‭ ‬والتكاتف‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المزايدات‭ ‬والمهاترات‭.‬
المهم‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬عادت‭ ‬بقوة‭ ‬إلي‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وكان‭ ‬الوفد‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الوفود‭ ‬هناك،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الوفود‭ ‬العربية‭ ‬كانت‭ ‬تلتف‭ ‬حول‭ ‬الوفد‭ ‬المصري‭ ‬وتسانده‭ ‬فى ‬مختلف‭ ‬المواقف‭ ‬والقضايا‭.‬

تعليقات

المشاركات الشائعة