عبد الله صالح .. اللغز والمأساة !

المصدر الاهرام .  ahram.org.eg . بقلم مرسي عطا الله
لا شك فى أن النهاية المأساوية للرئيس اليمنى الأسبق على عبد الله صالح تتضمن أكثر من أمثولة وعبرة ثم إنها تطرح أسئلة كثيرة بينها كيف استطاع صالح بقدراته وخبراته العسكرية والسياسية المحدودة أن يبقى فى سدة الحكم أكثر من 30 عاما دون أن يتمكن أحد من مناطحته أو أن يجرؤ أحد على نصحه وإرشاده... بل إن السؤال الأهم هو: هل كان الرعب والخوف من بطشه هو سبب العجز عن تحجيم دوره حتى بعد إجباره على التخلى عن الحكم لنائبه عبد ربه هادى منصور لكى يظل لاعبا أساسيا ورقما صعبا فى المعادلة اليمنية حتى لحظة تصفيته جسديا داخل أروقة قصره على يد الحوثيين الذين حاربهم رئيسا وتحالف معهم بعد تنحيته ثم انقلب عليهم قبيل اغتياله بأيام قليلة.
فى لغز عبد الله صالح ومأساة نهايته موضوع لأكثر من دراسة سياسية وتاريخية واجتماعية ونفسية فالرجل الذى وصل إلى منصب الرئاسة متخطيا كل القواعد وهو لا يزال مجرد ضابط صغير لم يدخل كلية عسكرية وإنما كان مجرد صف ضابط وبقى كل هذه السنوات الطوال مسيطرا على الأمور فى اليمن لا شك فى أنه شديد الذكاء متمرس على المناورة لكى يغطى على حزمة من العقد النفسية فى داخله أهمها عقدة التخلف عن التعليم وافتقار الحب للقراءة والثقافة وطلب المعرفة.
ومع تأكيد الإدانة لجماعة الحوثى التى نفذت جريمة اغتياله بخسة ووحشية تنفيذا لأوامر طهران التى انزعجت من انشقاق صالح وعودته إلى صف التحالف العربى المساند لعودة الشرعية لليمن بعد استعادته للوعى الغائب عنه فى السنوات الأخيرة فإن الأمل فى أن تكون مأساة نهايته بداية لصحوة يمنية باتجاه حتمية المسارعة بإسقاط الجدران الوهمية التى تحول دون تحولهم من قبائل وعشائر ومذاهب إلى دولة حديثة تؤمن بالديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان وتستعيد انتماءها للصف العربى بعمق الانتباه للخطر الإيرانى الذى يمثله الحوثيون!
خير الكلام:
<< صنعاء يا درة اليمن عودى إلينا نشيدا رائع النغم!
Morsiatallah@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة