مسار العائلة المقدسة ..هدية مصر للعالم




المصدر الاهرام
لم تكن زيارة وفد الفاتيكان من مؤسسة «أوبرا رومانا» المسئولة عن ملف الحج بالفاتيكان المواقع التى سيشملها برنامج الحج إلى مصر، مجرد زيارة تعريفية أو تفقدية لتلك المناطق بل حملت فى طياتها معانى ورسائل بالغة الاهمية، حيث تؤكد مجددا أن مصر تمنح مسيحيى العالم هدية مقدسة يجب الاهتمام بها وزيارتها كونها البلد الذى احتمى به السيد المسيح لأكثر من ثلاث سنوات عاش فى رحابها، و تنقل بين محافظاتها المختلفة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.

حملت زيارة وفد الفاتيكان رسالة محبة وسلام للعالم أجمع وأعطت صورة ذهنية شديدة الايجابية عن مصر كمقصد سياحى متفرد، جولاتهم بين كنائس القاهرة المختلفة وتصريحاتهم الإعلامية وصورهم التى انتشرت فى الوسائل الإعلامية والصحف الإيطالية كان لها تأثير عظيم فى الترويج لرحلات الحج الى مصر أهم بكثير من الحملات الترويجية الكلاسيكية لأنها تأتى من قلب الفاتيكان اكبر مؤسسة دينية مسيحية فى العالم.

وأكد المونسينيور ريمو كياڤارينى رئيس مجلس ادارة المؤسسة ورئيس الوفد أن الأماكن التى قام بزيارتها بها مقومات جذب تاريخية وروحانية كبيرة، وتستحق الاهتمام من جانب المسيحيين الإيطاليين ومن جميع أنحاء أوروبا، متمنيا أن يحمل برنامج رحلة العائلة المقدسة او الحج الى مصر مزيدا من الخير لمصر.

واضاف أن هناك علاقات قوية بين مصر وإيطاليا وبين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية وبين الفاتيكان والأزهر الشريف، مشيرا إلى ضرورة تعميق الإخوة والمحبة والسلام من اجل تخطى التحديات التى تواجه العالم فى الوقت الحالي.

وزار الوفد ٣ مواقع بوادى النطرون وهى دير الانبا بيشوى الذى يوجد فيه مزار نيافة الانبا شنودة، ودير السريان، ودير الباراموس، وهى من الأماكن المهمة التى مرت بها العائلة المقدسة فى رحلة القدوم الى مصر، بالإضافة إلى دير وكنيسة العذراء مريم بمنطقة المعادي، ثم قاموا بزيارة الكلية الاكليريكية للأقباط الكاثوليك بالمعادى والتى زارها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال زيارته الأخيرة مصر، واكد أنه سيعود المرة القادمة إلى مصر حاجا فى مسار رحلة العائلة المقدسة.

ومن ناحيته، اكد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال استقباله الوفد، الدعم والجهد الذى تقوم به الدولة ممثلة فى وزارة السياحة لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، التى تم تتويجها بمباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للأيقونة الخاصة بها، موضحا أن السيد المسيح يعتبر أول سائح يزور أرض الكنانة مصر.

وأضاف أن نقاط مسار العائلة المقدسة أصبحت مواقع مقدسة بالنسبة للعالم أجمع، كما أن السياحة الدينية تعتبر أحد أهم الأمور التى تجمع وتعزز عمق العلاقات بين الشعوب، معربا عن سعادته بالاهتمام بالتاريخ المسيحى فى مصر، حيث إن مصر تعد هى الدولة الوحيدة التى زارها السيد المسيح مع السيدة العذراء مريم والقديس يوسف النجار فكانت مثالا للأمان وأرضا للسلام.

وصرح نادر جرجس رئيس اللجنة الوزارية لاحياء المسار بأن ما يتم الان على ارض الواقع هو اعداد النقاط التى تباركت بزيارة العائلة المقدسة لها وعاشت بها مدة طويلة مثل منطقة ابى سرجة، التى مكثت بها ٣ اشهر فى رحلة المجئ وثلاثة ايام فى رحلة العودة، وتل بسطا التى سقطت بها الاوثان امام وجه الطفل يسوع ودير المحرق الذى مكثت به العائلة ١٨٩ يوما، والمذبح الذى دشنه السيد المسيح يعد اورشليم الثانية، وكذلك مغارة درنكة على ارتفاع ١٢٠ مترا فوق سطح الارض وجبل الطير الذى بنته الملكة هيلانة فى القرن الرابع، مشيرا إلى ان هذه هى اهم النقاط التى سيتم التسويق لها فى المرحلة الاولى من الرحلة، وانه تم تقسيم الرحلة الى ثلاث مراحل المرحلة الاولى بها ٨ مواقع والثانية بها ٧ مواقع والثالثة بها ٥ مواقع.

المرحلة الاولى تتكون من منطقة ابى سرجة والكنيسة المعلقة بمصر القديمة كموقع اول، وكنيسة العذراء بالمعادى كموقع ثان، أما الثالث والرابع والخامس بوادى النطرون بالتسلسل فهى دير الباراموس ثم دير السريان مرورا بنبع الحمرا، ثم دير الانبا بيشوي، والمواقع الثلاثة الباقية التى ستلحق بأول خمسة بعد استكمال إعدادها هى جبل الطير بالمنيا ودير المحرق بجبل قسقام فى اسيوط، واخيرا دير درنكة باسيوط الذى يعد بداية رحلة العودة، وبذلك تكون المرحلة الاولى قد تضمنت ٤٠٪ من اهم نقاط المسار المدرجة في برنامج الحج الفاتيكاني. وأشار إلى استعداد مصر لاستقبال الوفود السياحية بدءا من مايو ٢٠١٨ انه يتم حاليا تجهيز المواقع من حيث الخدمات من مياه وكهرباء وصرف ورصف للطرق، مناشدا جميع الاجهزك المعنية الالتفاف حول هذا المشروع ودعمه.

تعليقات

المشاركات الشائعة