نساء خطفن أمراء من عروشهم


المصدر الاهرام
تتصادم العقائد الدينية تارة وتلتقى تارة أخرى، لكن عندما يتعلق الأمر بزواج رجل وامرأة من مجتمعين مختلفين، تقف أمامهما جميع الممنوعات ويتدخل المجتمع ليقول كلمته.. لكن حينما يخفق القلب هوى وعشقا تذوب الفوارق وترفع راية التحدي، فقصص الحب الحقيقة هي التي تغلبت على الظروف و تحدّت حتى الموت. فأنها نبضات تناغمت وأرواح تآلفت وعاطفة سامية خلّقت..


مشاعر دافئة لم تكسرها جبال الجليد، فها هو الامير كمال الدين حسين الذى فر بحبه من الزمن المادي بكل قسوته وجبروته وايقاعه المزعج وضحي بحكم مصر من أجل محبوبته، ولم يكن الأمير كمال الدين الوحيد، الذي خًير بين العشق والعرش بل هناك كثيرون وقعوا في الاختبار ذاته وأجبرتهم أقدارهم علي المفاضلة بين الخيارين ومنهم من أستسلم لحب المنصب وقوته وأخرون ضحوا به في سبيل طاعة قلوبهم.

.......................................

الأمير كمال الدين حسين الذي تنازل عن عرش مصر وما عليها متحديا والده السلطان حسين كمال، رافضا دخول التاريخ من أوسع أبوابه مكتفيا بالدخول إلي جنة حبيبته الفرنسية «فيال ديمينية». وربما لم يحظ الأمير كمال الدين بشهرة واسعة مثل تلك التي حظي بها العديد من الملوك والأمراء إلا أن شهرته جاءت من كونه أول أمير في تاريخ مصر يرفض تولي العرش. فحينما عرض السلطان حسين كامل،، علي نجله الأمير كمال الدين حسين ولاية العهد ووراثة العرش عام 1917، جاء الرفض من الأمير صادما، فالأمر كان غير متوقع خاصة في فترة كان يتصارع فيها الملوك والأمراء علي اعتلاء العرش.. ومرت السنوات علي الأمير الزاهد حتى تدهورت حالته الصحية وأصيب بجلطة خطيرة في قدمه أدت إلي بترها، ورغم أن حالته الصحية كانت غير مستقرة ونصحه الأطباء بعدم السفر إلا انه أصر علي السفر لفرنسا ثم وافته المنية عقب 4 شهور فقط من إجراء العملية بمدينة تولوز الفرنسية عن عمر يناهز 58 عاما. ولم تختتم قصة الأمير العاشق عند وفاته بل أنها كانت بداية القصة الحقيقية، وذلك لظهور السبب الحقيقي وراء رفضه تولي العرش، الذي ظل مبهما طيلة 15عام، حيث أرسلت السيدة الفرنسية «فيال ديمينه»، للملك فؤاد لتطالبه بحق إرث الأمير كمال الدين بصفتها زوجته، حيث تزوجا سرا عام 1924 وأنجبت منه طفلا، إلا ان الملك فؤاد رفض منحها إياه متعللا بأنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره البلاط الملكي وأن أي زواج سري لا قيمة له، كما أنه شك في مصداقيتها خاصة وأن الأمير كمال الدين كان متزوجا من الأميرة نعمت الله أبنة الخديوي توفيق، ولم يرزق منها بأطفال، ولكنها كانت متزوجة قبلا من النبيل عادل طوسن، كانت قد رزقت منه بطفل وهو «جميل طوسن». فقامت ديمينية بإرسال الرسائل الغرامية التى أرسلها لها الأمير كمال الدين، التي تثبت علاقته بها وأنها السبب الحقيقي وراء تنازله عن العرش.

ادوارد الثامن ومدام سيمبسون

كان الملك إدوارد الثامن ملك بريطانيا، معروف عنه استهتاره وعلاقاته النسائية المتعددة منذ أن كان أميرا لمقاطعة ويلز، والتي غالبا ما كانت تثير غضب والده الملك جورج الخامس، حتى التقى إدوارد بالسيدة الأمريكية واليس سيمبسون، والتي كانت متزوجة انذاك، ورغم ذلك نشبت بينهما علاقة حب. وبعدما توفي الملك جورج عام 1936، تولي إدوارد الثامن عرش بريطانيا. وانفصلت السيدة سيمبسون عن زوجها، وأصر علي الزواج منها، الأمر الذي يعد مخالفا للدستور الملكي وبروتوكولات أصحاب العرش، حيث لا يسمح للملك الزواج من مطلقة، بالإضافة أنه لم يستطع إقناع الأسرة الحاكمة و المسئولين في الحكومة بقبول امرأة مطلقة لتكون ملكة. ليقرر إدوارد الثامن بعد أشهر قليلة من تنصيبه التنازل عن العرش لشقيقه الأصغر، للزواج من حبيبته، ولكون الأمر لم يجد ترحيبا من بقية أفراد أسرته فاضطرا لقضاء أغلب أوقاتهما خارج البلاد خاصة في فرنسا. ورغم توقع العديد بعدم استمرار تلك الزيجة طويلا لما عرف عن الملك المتنازل من حبه للنساء إلا أن علاقتهما توجت بالنجاح واستمرت علي مدي 35 عاما ليضربا سويا أروع مثال للحب والتضحية.

أمير بلجيكا الوسيم والفتاة الايطالية

امتلاكه قدر كبير من الوسامة واللباقة إلي جانب كونه وريثا للعرش في بلجيكا كان كافيا لاقترانه بأي أميرة من أميرات عائلته، إلا أنه فضل محببوبته الإيطالية، مما أضطره إلي التنازل عن حقه فى وراثة العرش، أنه أميديو الأمير البلجيكي, الذي تغاضى عن استصدار إذن من عمه، الملك فليب ليتزوج من محببوبته. وكان الملك فليب وعدد آخر من أفراد الأسرة الحاكمة شهدوا زواجه عام 2014 في العاصمة الايطالية بالصحفية اليزابيتا، إلا أن ذلك الزواج لم يتم نشره بشكل رسمي في الجريدة الملكية الرسمية، مصحوباً بمرسوم يمنحه تفويضا ملكيا, ولم يبد الأمير أي ندم على قراره، بل أنه شعر بحريته بعيدا عن القيود الملكية

«ماكو» تفضل زميل الدراسة عن العرش

ربما يعد تنازل الأمراء عن العرش مقابل الحب أمرا يسيرا، لكنه يكون أكثر صعوبة علي الأميرات، حيث يعد تحديا كبيرا ومجازفة قابلة للنجاح أو الفشل، ولكن في جميع الأحوال إذا تكلم الحب الصادق تصمت التقاليد الملكية .. لذا فقد قررت الأميرة اليابانية ماكو أكبر أحفاد الإمبراطور أكيهيتو الزواج من زميل دراستها السابق، كي كومورو الذي يعمل في مكتب للمحاماة في طوكيو، مما أضطرها للتنازل عن لقب أميرة وفقا للدستور الملكي.

فريسو .. بداية سعيدة ونهاية مأساوية

أما أمير هولندا المحبوب, يوهان فريسو, الذي عرف بخفة الظل وحبه للأعمال الخيرية, فقد واجه العديد من الصعوبات التى كان من الممكن أن تحول بينه وبين محببوبته مابل سميث، حيث يفرض القانون الهولندي حصول أفراد العائلة المالكة الذين يطمحون في اعتلاء العرش على إذن من الحكومة والبرلمان بالزواج، لأن مجلس الوزراء سيتحمل المسئولية عن أعمالهم، وقد كان فريسو الوريث الثاني لعرش هولندا خلفا لشقيقه الأكبر، فيليم الكسندر. وقد كان هناك عائق يحول دون زواجه من مابل سميث، وهو اعترافها بأنها كانت لها علاقة عاطفية سابقة، ولكن فريسو تخطي كل الحواجز والعقبات وفاجأ العالم في عام 2003 بإرسال رسالة إلى رئيس الوزراء يؤكد فيها اعتزامه الزواج من حبيبته متخلياً عن حقه في وراثة العرش.

أبولراتانا راجاكانيا.. الزوجة والأميرة

رغم أنها كانت في سن صغيرة إلا أن الأميرة التايلاندية أبولراتانا راجاكانيا لم تخش من قرار تخليها عن ولاية العرش من أجل الاقتران بزميل الدراسة. فقد التحقت بكلية العلوم الرياضية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية وبها التقت بزميل الدراسة الأمريكي بيتر جينسن، الذي عشقته وأختارت التنازل عن كل الألقاب الملكية والاكتفاء بكونها شريكة حياته. ولكن بعد زيجة استمرت علي مدي 26 عاما متواصلة نشبت بينهما خلافات أدت إلي الطلاق، عادت راجاكانيا لتايلاند عام 2001 ، لتسعيد لقبها كأميرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة