الإفتاء” تحذر من فتاوى مضللة تبرر قتل النفس والاعمال الانتحارية

حذر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية مما أسماه “موجة من العمليات الإنتحارية” تستهدف المنطقة العربية والإسلامية في إطار تنفيذ مخططات وأهداف تلك التنظيمات والجماعات التكفيرية حيث دأبت تلك الجماعات على بيع الوهم والخيال إلى الشباب المتهور ليقدم على تنفيذ عمليات تفجيرية ضد المدنيين “مسلمين وغير مسلمين.
كما حذر المرصد من أن الجماعات التكفيرية تعمل بشكل مكثف على نشر فتاوى مضللة تبرر قتل النفس وقتل الغير بل تتفاخر بالعمليات الانتحارية وتصنفها باعتبارها شهادة مشروعة في سبيل الله وعملا فدائيا يعلي شأن منفذه ويرفعه إلى مصاف الخالدين سعيا منها لجذب متطوعين جدد يحققون الأهداف المرجوة.
جاء ذلك فى تقرير مرصد الافتاء الخامس عشر بعنوان “العمليات الانتحارية صناعة الوهم والخيال” والذى نقله بيان لدار الإفتاء اليوم وذلك في أعقاب بث تنظيم منشقي القاعدة .داعش فيديو لشاب مصري يدعى .أبو مصعب المهاجر يعلن فيه مسئوليته عن عملية انتحارية استهدفت من وصفهم بالمرتدين في مدينة بنغازي.
تناول التقرير العمليات الانتحارية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة تحت مسميات متعددة ودعاوى باطلة مفندا الفتاوى والأسانيد التي يسوقها المتطرفون لتبرير تلك الأعمال الإجرامية والدوافع والأسباب وراء القيام بتلك العمليات خاصة ما يتعلق منها بالدوافع الدينية والنفسية والاجتماعية وأهم الفئات المستهدفة من تلك الجماعات لكي تكون النواة للقيام بتلك العمليات في المستقبل.
وأكد التقرير أن الإسلام قد أسس دولته وجعل قاعدتها الأولى أمن واستقرار المجتمع فالأمان في الدولة هو مناط الإنتاج والتقدم فبدون الأمن لن تبقى المجتمعات كما حارب الإسلام كافة أشكال التخريب وترويع الآمنين والإفساد في الأرض.
كما فند تقرير مرصد دار الافتاء عددا من المداخل التي ينطلق منها الفكر التكفيري لجذب الانتحاريين منها التركيز على الباعث الديني وتصوير العمليات الانتحارية كأرقى درجات الشهادة والعمل على ترويج الفتاوى التي تؤكد هذا المعنى بالإضافة إلى عمليات “غسل الأدمغة” للعناصر الموالية لها وشحنها بعقائد تحض على كره الآخر وقتاله بالإضافة إلى استغلال الباحثين عن التوبة والإقلاع عن المعاصي باعتبار أن هذه العمليات تضمن لهم توبة صحيحة وتكفيرا عن الذنوب والمعاصي وأنها السبيل الأفضل للوصول إلى الجنة الموعودة.
واستعرض التقرير الأسباب النفسية المؤدية إلى القيام بتلك العمليات والتي تركزت غالبيتها في الشعور بالإحباط واليأس من إمكانية تحقيق الطموحات الشخصية والحياتية خاصة لدى فئات الشباب والرغبة في الانضمام والانتماء لمجموعة تعبر عن الذات والهوية الدينية.
وفيما يتعلق بدور المرأة في العمليات الانتحارية أوضح التقرير أن المرأة تمثل عاملا حيويا لدى تلك الجماعات وقد أشار عدد من الدراسات إلى أن نحو ( 10% ) من إجمالي العمليات الانتحارية تنفذها نساء كما تستخدم المرأة أيضا كخلايا منظمة يناط بها مهام عدة مثل الوقوف عند نقاط التفتيش ورصد ومراقبة المواقع المستهدفة بالإضافة إلى القتال والعمليات التفجيرية.
وأشار التقرير إلى أن النسبة الأعظم من ضحايا التفجيرات والعمليات الانتحارية من المسلمين القاطنين في الدول الإسلامية بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا إثر تلك العمليات الانتحارية التي نفذتها عناصر التنظيمات التكفيرية في أنحاء متفرقة من العالم.
وبين مرصد الفتاوى التكفيرية في تقريره أن غالبية الجماعات المتشددة والمتطرفة تستند إلى قاعدة “التترس” الفقهية لتبرير قتل الأبرياء أثناء هذه العمليات التفجيرية ويلبسون على أتباعهم أقوال الفقهاء فيها بل ويعتبرون أن الأبرياء ضحايا تلك العمليات في عداد الشهداء ويدخلون الجنة; لتبرير أعمالهم الإجرامية تحت ستار من الشرعية الدينية بل يذهب بعضهم إلى أن أي مسلم يعوق صراعهم أثناء اشتباكهم مع الغرب أو أي نظام معاد لهم فإنه مرتد وبالتالي فهو هدف مشروع.
و فند التقرير تلك الأقاويل مؤكدا أن ما يحدث مغالطة وقياس فاسد وهو استهداف غير شرعي للمدنيين حيث يقتل بسببه الرجال والنساء والأطفال وهو أمر يرفضه الإسلام

المصدر الأهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة