سرك..«فى بير»

المصدر الاهرام . الجمال
تنطوى نفسى على نفسى فأطرق برأسى فى وجوم.. أيمكننى البوح .. أم أن الكتمان أشرف لي.. وماذا لو طرحت جروحى وآلامى على طاولة أصدقائى وقتها قد يلوكون بسيرتي، ولوبعثرتها كلمات فى كراستى وأوراقى ربما ينثرونها كاوراق شجرة خريفية يابسة بائسة ينال بها منى الشامتون.
. وماذا لوبحت بمشاكلى وسربتها -كجس نبض- للأقرباء والمقربين لايجاد حل.. بالطبع ذلك لن يفيد وسيكون من نصيبى الغمز واللمز»ومصمصة الشفايف»، أواللوم والنظر بشفقة فى أحسن الأحوال.

فى هذه السطور أشرح حال كل امرأة أبية قوية، أوهادئة ثائرة ترفض البوح بوجعها وألامها، فهى أسرار عالقة بثيابها تلتحف بها وتلف صمتها لتستره، لهذا خصصنا هذه المساحة لنستقبل فضفضتها النسائية، حيث يمكن لها سرد أعمق أسرارها، دون أن تعلن هويتها، ونحن بانتظارها شخصيا أو عبر الكتابة ، «بندرية أو ريفية، متعلمة أو علامها على قدها»، فجروح النساء جميعا متشابهة، -ولاتشعر بالمرأة الا المرأة مثلها-.

-فلا تثورى وتفقدى صوابك وتمسكى برباطة جأشك ولاتستسلمي، فقط اكتبى لنا بمكنونات قلبك ومايكدر مزاجك ويعكر صفوك، وسنساعدك فى ايجاد مخرج لمشكلتك والوصول بك إلى بر الأمان وبصحبتك باقات من الطاقات الايجابية فى الحياة، وذلك بالطبع بعد جمع شتات افكارك والغوص فى أعماقك وعرض مشكلاتك على كبار الاساتذة والمتخصصين فى علم النفس والاجتماع، وبتجاربنا وخبراتنا المتواضعة فى الحياة.. وحتى لايشمت العزول وكذاب الزفة ولزوال الغمة.. أكتبى لنا وسرك.. «فى بييييير».

دارى الدموع.. «وداويها»
هل يفيد.. صمتك الطويل على ألامك وهل هناك بدائل لتلك الالام حين يطفح الكيل من الظلم والقهر فتمرضي، وهل تفيدك ثورتك عندما يشار إليك بأصابع الاتهام وأنك «كفى الله الشر»مجنونة، فهناك أمثلة كثيرة لنساء تعودن على الاحباط وظننن أن الحياة تعاش بالخوف والانكسار، وأخريات توفين كمدا وغما من القهر والظلم، وأخريات خرجن عن صوابهن «وطفشوا»، بعد تركهن كل ذكرياتهن المؤلمة جانبا ورحن يرتدين الجلباب والطرحة وتركن حالهن ومالهن وأحلامهن، ولم يعرف لهن حتى الآن أى عنوان، وربما تجد منهن كثيرات على أرصفة وعلى أبواب السيدة عائشة والسيدة نفيسة والحسين، يتسولن من الموالد والصدقات ومن أيدى المارة، وبجوار الأضرحة كثيرات منهن فقدن الذاكرة.

فهل هناك من يعوض المرأة عذابها فى الحياة سواء فى الزواج أو العمل.. فهناك دائما بدائل للخسائر الملموسة «بدل سكن وبدل عدوى وبدل إجازات.. وغيرها»، ولكن أبدا لاتوجد بدائل للمشاعر والأحاسيس والمعنويات.. رغم أنها صانعة السعادة والنجاح.

بدل نكد

فثمة أحاسيس قد تنتاب المرأة وهى تغفو على وسادتها مساء وهى كدرة بسبب زواج صامت أو مليء بالمشاكل ، ومن جانب أخر تشعر أن ثمة مؤامرة تحاك ضدها فى العمل خلف الكواليس، أؤكد أن هذين الشعورين متساويان فى حجم الرجفة التى تستشعرها، وعندما يجتمعان لديها تكون مصيبة بمعنى كبرى فهل هناك من يعوضها؟

بدل أذية

وأن يؤذيك زوجك بتجاهله أو بعيش حياته منفردا فالبيت بالنسبة له ليس الا –لوكاندة-، أو برميه عبارة تؤذيك وتحرجك دون التفاف منه «قال يعنى مش قصده» فهذا لابد أن يكون له بدل رد اعتبار ولو بكلمة اعتذار..

بدل أحزان

الفقدان ليس فقط هو فقدان عزيز بالوفاة.. ولكن فى الحياة ربما فى لحظة ما شخص ما يفقدك هيبتك واحترامك لذاتك ويغتالك معنويا بعد أن قدمت له العون وساعدته باخلاص وجعلت له كما يقولون «من خدك مداس»، عندها تشعرين بكيانك يأخذ وضع الدوران، والصدمة تجعل من «عاليك واطيك» فهل هناك من سيصرف لك ثمنا أو بدلا لأحزانك وفقدانك بعضا من ذاتك ؟.. وكيف لنفسك أن تعيد توازنها بعد أن فقدت صوابها -للحظات أو أيام- من أثر تلك الصدمات ؟

بدل.. مذلة

وأنت تحتاجين بدلا عندما تركعين فى لحظة ضعفك أمام زوجك وتمسكين بطرف ثوبه راجية ألا يهجرك فهناك امرأة أخري... أو ربما سئم منك ويرغب فى الرحيل أو أنه يمكث مضطرا –علشان خاطر الأولاد-.. وفى حالة توسلك لرئيسك ألايتم عقابك أو فصلك لخطأ لم ترتكبيه أو ربما ارتكبته خطأ ورفض..؟ ماذا تفعلين برأيك «تحمرى عينيك» وتتوعديه أم تخفضى رأسك منكسره منسحبة، بالتأكيد أنت فى الموقفين لست محظوظة بالمرة فقد تم النيل منك ولابد لك من العوض وفورا .. فكيف يكون.. وهل يكون هناك بدل مذلة؟

الصفحة «المقلوبة»

والحق أنه ليس هناك -بدل مالى أو عيني- يعوضك فقدانك النفسي، وكثير من العوض تجدينه فى الناس الجميلة من حولك -وغالبا هم أصدقاء الطفولة والمدرسة-، فالصداقة كانت حينها بلامصلحة من ورائها ولاهدف،وكانت خالصة لوجه الله.

والنصيحة.. ألاتتحدثى فيما ألم بك أو ونال منك بالأمس -حتى لو كان هذا الأمس هو البارحة-، فما وقع قد وقع فعلا ولاعودة بالزمن -أو للخلف در- ونحن جميعا خطاءون ولسنا بأنبياء، وتكرار الحكى لاطائل منه وهو لايحل ولايربط، بل الاسترسال فى التفاصيل يجدد الآلام وأبدا لا يعالجها ولايمحوها، فقط تعلمى من ألامك واخفاقاتك فليست جميعها سيئة ومن المؤكد تعلمت منها الكثير، والمثل بيقول يموت المعلم ويتعلم».

- جددى نفسك بدلا من التفكير فى الماضي،وان خسرت أناسا -فى البيت أو الغيط- أقصد العمل» فحولك أخرون يتمنون صداقتك، أما عن زوجك لو قرر الرحيل فامسكى فيه مرة واثنين، وجددى من نفسك ومن شكل علاقاتكما، وفى حالة اصراره فذلك يدل على أن هناك فكرة تطارده ولن يتخلى عنها كرغبته فى الجلوس منفردا مع نفسه لفترة -وليس بالضرورة وجود إمرأة أخري-، والاحتمال الاغلب ستجدينه عائدا وأكثر اقتناعا بعلاقتكما ووجودك فى حياته، فالبعيد عن الصورة غالبا ما مايراها أكثرا وضوحا مقارنة بالقريب منها- وفى حالة النيل منك ووقع المحظور بالفشل على الصعيد الزوجى أو المهنى ووجود كثير من الجروح، لاتنتظرى البدل بالمرة، فلن يعوضك أحد سواك عن الفقدان النفسي-باستثناء المقربين جدا فى بعض الأحيان- فكل لديه مشاغله وأنت بالطبع لست من أولويات حساباتهم.

- تمسكى بطوق نجاتك وتحكمى ببوصلتك واخرجى من هوة أحزانك ولاتحاولى الاقتراب من جحيمها مرة أخري.

-ابحثى عن الأشياء الجميلة من حولك ولتكن فى الطبيعة التى خلقها الله لسعادتنا، وفى كل الحالات انظرى للبحر والسماء، الطيور والحيوانات، وابعدى ولو قليلا عن وسائل الاتصال الاجتماعى التى قد تزيد من احباطك بالرسائل السلبية، أو التى تزيد من شحنات غضبك وتعمل على تصعيدها.

- كونى حكيمة خذى واتخذى قراراتك بروية ولاتنصاعى لنصائح أحد، فمشاعرك تخصك وحدك وحلها انت أولى به -وماحك جلدك مثل طفرك-.

- لاتلومى نفسك كثيرا..فالخطأ حتى لو كان خطأك وحدك فيما لحق بك من اذى أوخسائر وفى وجود عيوب -وديفوه بحياتك-، ليس المطلوب فيه «قطع رقبة»، وأيا كان السبب فهو «مقدر ومكتوب» كما يقولون-

سامحى نفسك والاخرين من قبلك، اقلبى الصفحة فورا ولاتضيعى وقتك بالآهات، ولاتفسدى حياتك بفكرة القصاص أو التراشق بالكلمات، واملئى حياتك باناس جدد يضيفون لأيامك ولايأخذون منها أحلى مافيها ،بل العوض يكون بالعمل بطاقة أكبر ووجود أصدقاء وزملاء جدد -نوفى وبورقتهم- يملكون طاقات ايجابية تمنحك الدعم والثقة فى النفس هى الجائزة الكبرى لنسيان آلامك الزوجية والمهنية، وقتها فقط تجدين فى نفسك فرحة ترضيك وتستحقينها بجدارة.

-فانت امرأة مصرية أبية تستحقين أن تعيشى بكرامة وراحة ونجاح ..وهذه البدائل تستحقينها بجدارة وبدرجة امتياز.


تعليقات

المشاركات الشائعة