المكتبة العزيزية

نعى صغير فى جريدة الأهرام نشر الأسبوع الماضي جاء فيه : توفي إلي رحمة الله تعالي الأستاذ نبيل عبد العزيز قتلان صاحب المكتبة العزيزية بالفجالة والحسين ومطبعتها.وهذه المكتبة والمطبعة جزء مهم من تاريخ الثقافة المصرية. يكفى أن نعرف أنها ناشرة كتاب معلم القراءة الذي تعلم منه مئات الآلاف من الأميين, فهو أفضل كتاب بشهادة المتخصصين لمحو الأمية .
فعلى صفحة متخصصة في محو الأمية على فيس بوك يقول المشرف عليها «لقد قمت منذ ثلاثين سنة بجمع نسخة من جميع الكتب لتعليم المبتدئين القراءة فوجدت أن أفضلها هو كتاب (معلم القراءة - الجزء الأول) تأليف الأستاذ عطية محمد - طبع ونشر المكتبة العزيزية بالفجالة بالقاهرة. والغريب أن سعره حالياً جنيه وربع, فمؤلفه مصري وناشره مصري وسعره زهيد. وأنا أعتبره أعظم كتاب في العالم لمحو الأمية».
وهذا الأمر يجرنا إلى الحديث عن المكتبات ودور النشر التي شكلت تراثا ثقافيا مصريا واندثرت بوفاة مؤسسيها وكان يجب على الدولة أن تدعمها باى صورة من الصور.هناك عيسى البابى الحلبي في الحسين ، ومصطفى البابى الحلبى فى وسط البلد، وهما من أهم الدور التي نشرت التراث الإسلامى وكتب الفلسفة وترجمت أمهات الكتب في علم الاجتماع .وفى شارع «الصناديقية» في حي الحسين عشرات المكتبات التي تخصصت في نشر التراث الصوفي العربي وكتب الفلك المتخصصة, ومنها كتاب متخصص في نشر المواقيت القبطية الذي مازال الفلاحون حتى الآن يلجأون إليه من اجل تحديد موعد زراعة محصولاتهم وحصادها ومازال الصيادون يحتكمون إليه من اجل معرفة تواريخ النوات . أما شارع الفجالة الذي كان حتى وقت قريب هو دوحة النشر ومجمّع المكتبات فأصبح الآن مشهورا ببيع السيراميك والبورسلين.واختفت أشهر مكتباته او ضاقت بعد أن باع أصحابها أجزاء منها لباعة الأدوات الصحية . ودار «نهضة مصر» التي نشرت أعمال احمد أمين وحسن إبراهيم حسن والمؤلفات الأولى لزكى نجيب محمود لم تنشر عملا جديدا منذ عقود. وهناك من يقول إنها فى سبيلها إلى التحول إلى محال لبيع الملابس أو الأجهزة الكهربائية. وحدها مكتبة الآداب بدرب الجماميز التي اشتهرت بنشر أعمال توفيق الحكيم مازالت تنشر كتبا جديدة وأخرى تراثية مهمة على الرغم من أن حقوق توفيق الحكيم انتزعت منها . ليس لدى حل للحفاظ على هذا التراث، ولكنى أدعو المهتمين بالبحث عن حلول، والاستفادة من خبرات دول أخرى في هذا المجال .


المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة