معاشرة الزوجة الميتة!!

المصدر الاهرام . آراء حرة . وفاء نبيل
لا أعرف ماذا نفعل كى نبرىء الإسلام، الذى تجرأ عليه "طوب الأرض" كل يدلو بخبائث نفسه و نقائص أفكاره، ليخرج علينا بفتوى، من كتب قديمة جدا، مكتوب فيها آراءا لبعض الناس، والفقهاء سمعوا بها وحرموها، لكن المشكلة أنه قد تم تدوينها فى هذه الكتب القديمة، لتسجيل الطريقة التى كان يفكر بها أهل هذا الزمان، والأسئلة التى طرحوها، والإجابات التى حصلوا عليها من فقهائهم.
فالأجيال القادمة ستسمع مثلا أن هناك من ذبحوا الحمير والكلاب فى زماننا وأطعموها للناس على أنها لحوم أبقار وماشية، لكن لا نستطيع أبدا مهما حدث أن يأتى شخص ما، ويقول أن لحوم الحمير والكلاب حلال فى الدين الإسلامى أكلها، فهذه تعتبر بمثابة حوادث حدثت، أو أثيرت للنقاش فى أزمنة ما، لكن لا تعنى بالضرورة أنها حلال، أو تمت لديننا بشىء.
تماما كما سمعنا، أن الناس قد أكلت بعضها فى زمان مجاعة الشدة المستنصرية، وطبعا هذا حدث فى مصر ومن فعل هذا كانوا مسلمين لكن لا نستطيع أن نقول، أنه يجوز للناس أن تأكل بعضها حال حدوث مجاعة!
فنحن لم نكد نخلص من أكذوبة جواز أكل لحم الأسير، وبول البعير وجهاد النكاح، حتى أعادنا أعداء ديننا، لأكذوبة أخبث بكثير، ألا وهى أن الزوج له أن يقوم بغسل زوجته، وتجهيزها بعد الموت، من غسل وكفن، وأنه أثناء ذلك إذا إشتهاها، فله أن يطأها، بإعتبارها لازالت زوجته، وتحل له!!
أى عاقل يمكن أن يصدق أن السطور السابقة يمكن أن يحتويها أى دين سماوى؟
فالله سبحانه وتعالى قد حرم وطء الزوجة وهى حائض، فهل يحدث ذلك وهى ميتة، جثة هامدة باردة، تبعث على الرهبة، من هيبة الحدث؟!
هل يستطيع إنسان طبيعى وسوى، أن تراوده أى مشاعر شهوة فى موقف كهذا، إلا إذا كان شخص مريض نفسيا، كهؤلاء المرضى الذين سمعنا بهم على مر التاريخ فى حوادث فردية حدثت بأمريكا، حيث كان هناك رجلا يخطف النساء ويقتلهن ثم يعاشرهن بعد موتهن، ثم يقوم بدفن جثثهن بعد تعفنها فى فناء منزله؟
أن أعداء الإسلام، يفتشون فى كل كتاب قديم عن رأى، أو مسألة، فيخرجوها من سياقها، ويضخمونها، ويحاولون تشويه الدين بها، فمثلا معاشرة الزوجة الميتة، جاء بها أحد الحاقدين من كتاب "مطالب أولى النهى فى شرح غاية المنتهى" للإمام السيوطى، كان يتحدث عن جواز أن يوصى الرجل بأن تغسله زوجته، كما أوصى سيدنا أبى بكر الصديق بأن تغسله زوجته أسماء، فغسلته، وجواز أن يغسل الزوج زوجته أيضا، كما فعل أبو موسى، حين غسل زوجته أم عبد الله.
بينما لم يتعرض الحديث أبدا لتحليل مثل هذه الأكاذيب التى تم طرحها على وسائل التواصل الإجتماعى.
كلما قرأت عن إحدى تلك المعارك ضد الإسلام، ضمن الحرب الكبيرة عليه، تعجبت من أن الله قد ختم على قلوب هؤلاء الحاقدين، كى لا يروا من الإسلام أى نور، ولا تنشرح قلوبهم، سوى للتدقيق فى كل كتاب، وإستخراج ثغرات موهومة، من السهل الرد عليها، لكن ما يعيشونه هو الأصعب، وصدق الله العظيم حين وصف بعضهم قائلا :
"وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون".
wafaanabil.ahram@gmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة