سيارة مصرية 100%.. سنوات من الأحلام

المصدر الاهرام . اخبار الاقتصاد . ahram.org.eg

تصريحات على الورق

الحديث عن تصنيع سيارة مصرية 100% لا يتوقف بتعاقب الوزراء والمسئولين، وهو الأمر الذى يستقبله خبراء صناعة السيارات فى كل مرة بقدر من التشكك، ليس رفضا للفكرة، بل استناد لمعطيات عديدة يفرضها الواقع.
تصريحات المسئولين- وتحديدا من بعد ثورة يناير حتى وقتنا هذا- تراوحت ما بين المبالغة فى تحقيق الحلم الذى راود المصريين فى الستينيات وتحقق جزئيا، وما بين التردد فى مدى جدوى المشروع اذا ما تم فعلا.

المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، قال أخيرا فى افتتاح أحد معارض السيارات الشهيرة، إن هدفهم صناعة سيارة مصرية كـ»تصنيع» وليس مجرد تجميع ، لكنه قبل عام تقريبا كان قد أعلن أنه لن يتم الوصول إلى سيارة مصرية 100%، وانما زيادة نسب التصنيع المحلى بحيث تصل الى 60 % .


وكان د.أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال، قد صرح بأنه لا مانع من تصنيع سيارة تباع محليا، بشرط ان يكون منها جدوى أما مجرد تصنيع سيارة فقط، فليس هو الهدف فى حد ذاته، والمهم مدى تقبل السوق المحلية لها.

الفكرة طرحت فى عام 2012 عندما أعلن حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية حينها ، أنه أصبح من الممكن حالياً تحقيق حلم كل مصرى فى تصنيع سيارة مصرية بمواصفات مصرية تتناسب مع ظروف المستهلك المصري، من حيث الجودة والسعر المناسب.

وبعدها بأشهر فى مطلع 2013، قرر مجلس الشورى تشكيل لجنة من المتخصصين والفنيين لزيارة شركة النصر للسيارات، ودراسة الأبحاث والدراسات التى أعدت من قبل حول إمكان إعادة تشغيل الشركة التى توقفت عن العمل فى 2009، ليتم الاعلان فى منتصف العام على لسان يحيى حامد، وزير الاستثمار، أنه سيتم نقل تبعية شركة النصر للسيارات لوزارة الإنتاج الحربى لإنتاج أول سيارة مصرية.

ويتجدد الحديث فى نهاية 2013 على لسان الفريق رضا حافظ، وزير الإنتاج الحربى حينها، قائلا إن الوزارة بصدد إعادة تشغيل شركة النصر، بهدف إنتاج سيارة مصرية، وانهم بصدد إجراء دراسات الجدوي، مشيرا إلى أنه فور البدء فى المشروع لن يستغرق الأمر سوى عامين على الأكثر لترى السيارة المصرية النور.

لكن بعد رحيل فريق الوزارة فى يوليو 2014 «تبخر الحلم» وفق ما كتبته الصحف، إذ تجمدت إجراءات نقل الشركة لوزارة الانتاج الحربي. ربما تكون تصريحات المسئولين الآن اكثر واقعية ورشادة عما سبق، لكن هل تتحقق على أرض الواقع فى ظل المقاومة الشرسة من مستوردى السيارات الذى لن يعدموا وسيلة للحفاظ على تجارتهم؟!.

تعليقات

المشاركات الشائعة