الإجابة فى رواية 1984 : كيف يفرض الإنسان سلطته على الآخرين ؟

المصدر الاهرام . اخبار الفن
كان ينظر للحياة بدهشة طفل وسخرية رجل لا ينطلى عليه الكلام الكبير وسرور صوفى يثق فى حدسه ولا ينخدع فى شعاع الفجر الكاذب .. صادقا على نحو غير مألوف ومربك .. لديه ميل فطرى للكتابة العادية (الشعبية) فالكاتب الذى يمتلك حسا سليما سيبصر الأشياء العادية فى تفاعلاتها مع الطبيعة من وجهة نظره.
مهموما على الدوام بأنماط القهر وتفكيك كل صور الاستبداد .. ملهما لألبير كامو فى رواية «الطاعون» و«الرجل الراكض» لستيفن كنج وغيرهما، تلميذ الدوس هكسلي، المقروء من قبل تشرشل باهتمام لافت ، كتاباته ليست لها نهايات سعيدة، لكنها مليئة بأوصاف مفصلة وابتسامات مبتورة ومقاطع صريحة بالابيض والاسود فقط دون تلوين أو رتوش .

إنه جورج أورويل (1903 – 1950) الكاتب والروائى الإنجليزى الفذ ، الذى صنفته التايمز من بين أبرز خمسين كاتبا فى بريطانيا.

سيرته الذاتية محملة بكل التفاصيل التى تجلت فى مشروعه الأدبى من خلال المهن البسيطة والمتعددة التى امتهنها واختلاطه بالفقراء والمشردين فى لندن وباريس وانخراطه فى صفوف الجماعات المناهضة لفرانكو فى إسبانيا .. فخبرته السياسية كانت وليدة الخبرة العملية، إضافة إلى عمله بالتدريس والإذاعة البريطانية وتأليفه لعدد من الكتب السياسية المتنوعة .. إلا أن الشهرة العالمية جاءته متأخرة بأثر رجعى بعد وفاته، وقد خلدت سيرته بعملين رائعين لهما مذاق خاص جدا : « مزرعة الحيوانات » ورواياتنا (1984) التى نحن بصدد الحديث عنها .. كان كاتب مقالات بارعا ، كتاباته تتسم بألق سياسى متفرد ، يعتقد بوجود دون كيشوت وتابعه (سانشو) فى ذهن كل منا ( الذات على سجيتها وصوت المعدة المحتج بلا مكابرة) عمل بالشرطة الإمبريالية الهندية فى بورما، من هنا ترسخ رفضه لممارسات بلاده الامبريالية اسمه الأصلى اريك آرثر بلير كانت لديه رغبة فى جعل الكتابة السياسية نقطة انطلاق ووعى بالظلم.

روايات المستقبل

تعتبر رواية (1984)هى درة عقد معظم هذه الروايات التى تنتمى لأدب المدينة الفاسدة (ديستوبيا)عكس اليوتوبيا تماما، تنطلق من رؤية مستقبلية قاتمة تبدو متشائمة لأول وهلة فهى تلقى ضوءا مشعا فى جب عميق تمور بداخله وحوش كثيرة ترصد هذه الروايات لحظات تأهبها للانطلاق،تقتحم المجهول لتنبهنا وتحذرنا وتمتعنا فى آن،بدأت الموجة الأولى من هذه الروايات مع بداية الثورة الصناعية، ثم اتسعت تدريجيا مع انتشار الاتجاهات العدمية والايديولوجيات بعد الحربين العالميتين فظهرت «نحن» للأديب الروسى زاماتين، فى أعقاب الثورة البلشفية، تأثر أورويل بها تأثيرا ملموسا فى روايته حيث استشرف زاماتين مآلات التوتالتارية ومدى قدرتها على الاستبداد وانتهاك الحريات الشخصية، بالرقابة المتواصلة وانتهاك الخصوصيات وفرض أساليب معيشة بصورة جبرية فى منازل ذات حوائط زجاجية، فى مجتمع كهذا يذعن فيه الفرد لفكرة الزى والغذاء والطعام الواحد، من الطبيعى أن يفقد أسمه ويتحول الى رقم، وتكشف رواية «فهرنهايت451» لراى برادبورى النقاب عن لحظة عودة الوعى للبطل الذى كان منوطا به إحراق الكتب، وفقا لأوامر السلطة السياسية، ويحذرنا من مدى السطحية وحشو المعلومات فى مجتمعه الذى كان يقتات القشور السطحية والتفاهات لالهاء الجماهير، ورواية واسينى الأعرج وعنوانها ( 2084 ) تبحث فى الأفق عما وراء مرحلة انتهاء داعش وانقراض العرب سياسيا وحضاريا والعودة الى القيم البدائية مرة أخرى وظهور محور سياسى شرقي،رواية تحذيرية تستبق الزمن شأن معظم روايات الديستوبيا .

وتنفرد رواية الدوس هكسلى «عالم جديد شجاع» برؤيتها المستقبلية للحياة الاجتماعية ونمطها الذى ستسيطر فيه الآلات على البشر بصورة مبهرة لرواية كتبت عام 1932 ويحتفل العالم هذا العام بمرور 85 عاما على كتابتها، انتقادات متنوعةللنخب التى ستكرس التكنولوجيا لخدمتها وتعزيز مكانتها واستبعاد القاعدة الشعبية من المعادلة، الأمر الذى سينتج عنه Over Organization أو التنظيم المبالغ فيه «ديكتاتورية مقنعة»، افق الرواية يتسع للحديث عن أطفال الأنابيب والأستغناء عن الأسرة مستقبلا وهيمنة الشاشات والهندسة الجينية واستخدام أقراص مخدرة (سوما) للتنويم المغناطيسي، عالم الدوس هكسلى يعتقد فيه البسطاء أنهم سعداء لأنهم يمتلكون تكنولوجيا العصر ..ستكون هناك معلومات هائلة بصورة يصعب معها الإفادة منها، الامر الذى سيدفع الناس الى السلبية والاقتراب أكثر من شاشاتهم « ستعرفون الحقيقة ولكن الحقيقة ستصيبكم بالجنون « هكذا يحذرنا صوت الراوى فى هذه الرواية التى تبدو أنها كتبت لزماننا.

النبوءة فى رواية 1984

من نازية هتلر ودموية ستالين وركام الحرب العالمية الثانية التى شهدها أورويل نبتت فكرة هذه التحفة الأدبية التى ترجمت لأكثر من (60) لغة ووصلت أرقام مبيعاتها عام 1984 إلى أكثر من 35 مليون نسخة، وتم اختيارها من ضمن أفضل مائة رواية مكتوبة بالانجليزية فى القرن العشرين .. وجاءت على قائمة أكثر الروايات مبيعا فى قائمة صحيفة «الواشنطن بوست» الشهر الماضي..واستشهدت بها « هيلارى كلينتون » فى كتابها الصادر مؤخرا بعنوان « ماذا حدث؟ » فى معرض انتقادها لاستخدام ترامب لأساليب خاصة يتعامل بها لتحريف الحقيقة وتكراره لمصطلحات « رواية 1984 » مثل تعبير : الحقيقة البديلة وغيره من التعبيرات التى نقل بها « حربه على الحقيقة» إلى أجواء الحقبة السوفيتية التقليدية ما ارتبط بها من استبداد وتستحضر مشاهد الفيلم المأخوذ عن الرواية وهو آخر أفلام ريتشارد بيرتون .. ومؤخرا عبر اوليفر ستون للرئيس الروسى بوتين عن اندهاشه من إقرار روسيا لنظام مراقبة الاتصالات أو «الأخ الأكبر فى روسيا» فى الفيلم التسجيلى الذى أخرجه (حوارات بوتين) الامر الذى يتناقض مع وجود « سنودن » فى روسيا كلاجيء سياسى أنتقد اختراقات وكالة الامن القومى الأمريكى لخصوصيات مواطنيه وكان رد بوتين مدعما بالتبرير الامنى الملح، حضور هذه الرواية لا ينتهى فقد أصبحت جزءا من الثقافة الشعبية فى أمريكا وأوروبا منذ انتخاب ترامب الذى ساهم فى تنشيطها وإعادة توظيفها سياسيا فى انتقاده.. منذ شهور قليلة صدر ايضا كتاب توماس ركس الذى كرسه للمقارنة بين تشرشل وأورويل، حيث كان كلا الرجلين متمردين على ما يهادنه غيرهما من شئون، رفض تشرشل الانصياع لرغبة حزب المحافظين فى الثلاثينيات ولم يسترضى هتلر كما طلب منه الحزب بل بادر بكشف ما يقوم به هتلر من إعادة تسليح ألمانيا ورفع شعاره بعدم الاستسلام فمنعه الحزب من حضور جلسات مجلس الوزراء،وتمرد أورويل على أكاذيب اليسار الذى كان ينتمى إليه بعد أن عاد من إسبانيا عقب تغطيته الحرب الأهلية، كلا الرجلين كان مهموما بتشكك بعض الناس فى عصرهما بجدوى الديمقراطية، فما سر هذه الرواية؟ التى لم يكن أورويل راضيا أو رافضا تماما لها فهى كتبت تحت وطأة مرضه بالسل.

الرواية بنيتها بسيطة لكنها محملة بأفكار عميقة ومن الغريب أنها لم تحقق صدى واسعا وقت صدورها .. لكنها مازالت تطرح من التأويلات والرؤى المستجدة ما يغرى الكثير من الأقلام فى كل اللغات بقراءتها باعتبارها أدبا إنسانيا يحمل شذرات فكرية مكثفة تشعل التفاعل بين الكاتب والقارئ وينطبق عليها الوصف القائل بحق «القراءة كتابة لا نهائية».


السجن الكبير والمراقبة

هذه الروايات تستدعى تلقائيا كتابات زيجمونت باومان عالم الاجتماع الراحل وحديثه عن السجن الكبير (البانوبيتكون) ومدى ارتباطه بأزمة المراقبة التكنولوجية (الأخ الأكبر فى عصرنا) وتفسيره لهذا النموذج من الاختراقات المتواصلة لهواتفنا وكاميرات أجهزتنا التى يفتحها قراصنة يرصدون من خلالها كل شاردة وواردة ..فالحداثة فيما سبق كانت غايتها فرض نظام يتغلب على الفوضى أما(الحداثة السائلة) فهى مصطلح باومان الذى قضى من عمره سنوات لرصد تجلياتها .. تلك السيولة المفرطة التى تجرى وتلهث وراء كل جديد فى عالم بلغ من الوضوح ما يجعله غير قابل للملاحظة – على حد تعبيره – فنحن نعيش فترات زمنية لا يُعتلى فيها أى عرش ولا يعترف فيها إلا بصولجان (التغيير) فالمرونة هى الثبات الوحيد ... بدأت حالة الإذابة من وجهة نظر باومان – للمفارقة – أثناء السعى لترسيخ البنى الاجتماعية حتى تكون أكثر صلابة ، حماية لها من التفكك والفوضى ودعم الروابط الإنسانية .. ولكننا فوجئنا أن هذه المنظومات ذابت لأنها لم تكن بالصلابة التى تتحمل عنفوان الحداثة وحرارتها لذلك انصهرت وتحولت قيم ما بعد الحداثة إلى أفق ملغم من التحديث المستمر المفتوح على مصراعيه دون وجود خط لنهاية أى شيء.. فنحن نشعر أكثر مما نعلم ، يوجد قطاع كبير من البشر يبحث ويترقب « ما بعد الشيء » وهى حالة أوجدتها التكنولوجيا من التحديثات فى ظل غياب القوة وتعدد مراكز الفعل ، الحالة السائدة فى المجتمعات البشرية ترصد شعورا بالخوف من بقاء الأشياء المتماسكة التى بقت طويلا وخوفا من مراقبة الكاميرات، وغرضها الحقيقى يتعلق بعملية الفرز الإجتماعى كما يرصدها الأخ الأكبر أو الكاميرات .

هل أسعدتنا التكنولوجيا ؟

نعيش العصر الذى بشر به أورويل من المراقبة وتكريسها لخدمة التكنولوجيا الرقمية حاليا.. وفى مجتمعات تشكو من قلة خصوبة سكانها وانخفاض نسبة المواليد (كاليابان) حيث يجرى حاليا « أتمتة البشر وأنسنة الآلات» من أجل هذا المشهد العبثى تكتب روايات المستقبل لتحذرنا من مغبة إفساح المجال أمام الذكاء الاصطناعى دون وجود « خط نهاية أو رجعة » كما يقول باومان كيف يتم الاستغناء عن الإنسان والاستعانة بالآلة (الروبوت) للقيام بما يقوم به البشر ؟ بعد أن كنا (نلمس) آلاتنا وأجهزتنا الالكترونية – أصبحت الروبوتات تقوم بهذه المهمة بلمسة يد الكترونية سيعلم الروبوت الكثير من أحوال المرضى والعديد من الأفكار التى تشغلنا ويؤنس وحدة المسنين، سنترك الإنسان ونؤثر عليه الآلة إنها تحذيرات لا تخرج عن مخاوف أورويل فى رواية 1984 .. خطوط تماس هذه الرواية مع الواقع منذ تاريخ صدورها مذهلة إلى حد بعيد.

يوجد الآن حيوانات روبوتية أليفة للمسنين وروبوتات تقوم بتأليف الموسيقى .. وموظفات يقمن بإجراء المقابلات لتقييم السيرة الذاتية مع المتقدمين للوظائف بحلول عام 2025 ستقوم الروبوتات بأداء 45% من جميع مهام التصنيع .. وتتصدر اليابان قائمة الدول التى تستثمر فى هذه التكنولوجيا.. لم يعش أورويل ليشاهد كيف تقتحم الشركات الكبرى خصوصيتنا وأن فى لندن وحدها وفقا لآخر إحصائية فى 2017 ما يقرب من كاميرا لكل 11 بريطانيا وأن كل فرد فى هذه المدينة يتم تصويره بمعدل سبعين مرة يوميا .. وتشتهر هذه الكاميرات التى تنتهك الحياة الخاصة أيضا بالأخ الأكبر.

فهل كل تقدم تكنولوجى يسعد البشر ؟ وهل هامش حرية الاختيار يتقلص أمام الإنسان المتمرد على القمع بالتكنولوجيا وعلى أنسنة الآلات .. ولنتذكر أن أورويل وصف غرفة التعذيب رقم ( 101 ) بأن فيها أسوأ شيء فى العالم. واستدرك قائلا : أسوأ شيء فى العالم أمر نسبى يختلف من شخص لآخر.

عام 1983 أصبحت الرواية تحظى بقيمة خاصة عالميا لاقتراب موعد عام ( النبوءة ) كما تراءى لأورويل .. فحصلت على اهتمام غير مسبوق من المراجعات النقدية .. قبل سقوط سور برلين وانهيار الاتحاد السوفيتى بخمس سنوات تم تقديمها فى فيلم سينمائى عام 1984 بطولة جون هارت الفيلم الأخير للممثل الإنجليزى القدير ريتشارد بيرتون حيث قام بدور أوبراين مسئول الحزب الذى خدع ونستون « ويصفه الأخير بقوله فى الرواية: « كان وجه أوبراين يعرف كل شيء أنه يعرف العالم أفضل مما أعرفه ألف مرة ويعرف فى أى درك يعيش أكثر البشر .. كان كائنا ضخما .. ولم تكن أى فكرة خطرت فى بال ونستون إلا وعرفها أوبراين منذ زمن طويل ودرسها .. كان عقله مشتملا على عقل ونستون.

الرواية ألهمت المخرج الكبير رايدلى سكوت بإخراج إعلان عن أجهزة كمبيوتر عام 1984 مستوحى من الرواية كسر به الشكل النمطى للإعلانات حيث يفتتح المشهد على شاشة سينما يتحدث منها الأخ الأكبر إلى جمع من الشباب المتشابهين فى مظهرهم بطريقة آلية وفجأة تجرى فتاة ومن ورائها جنود يريدون الإمساك بها ثم تضرب الشاشة والأخ الكبر بمضرب البيسبول وسط ذهول الحاضرين، ويظهر شعار الإعلان:(فى يناير 1984 ستعلمون لماذا 1984 لا تشبه 1984؟) صنف الإعلان ضمن أفضل الإعلانات على الإطلاق .. وكان بمثابة دعوة ذكية لفكرة التمرد على القطيع، شأن فكرة الرواية.

ويتوالى الحديث فى كتاب « جولدشتاين « وكيف أنه لا يمكن الاحتفاظ بالسلطة إلا عن طريق التوفيق بين المتناقضات .. «فهمت الأنظمة الشمولية بطريق الخطأ – هكذا استرسل أوبراين – أنهم يجب عليهم تدمير كرامة ضحاياهم قبل محاكمتهم وتعذيبهم فيعترفون.. ولكن نتيجة لذلك صار الأموات شهداء ونسى الناس ما ارتكبوا من خزى لأن الاعترافات التى يدلون بها كانت منتزعة تحت التعذيب، نحن لا نرتكب مثل هذه الأخطاء،إننا نجعل الاعترافات صحيحة ولا نسمح للموتى بأن ينهضوا فى وجهنا من جديد عليك بالتوقف عن تخيل أن المستقبل سوف ينتقم لك يا ونستون: نحن لا نصنع شهداء .. لن يبقى منك أى شيء لا اسم ولا سجل ولا ذكري».

وتنتهى الرواية بعد تعذيب ونستون بمحبته للأخ الأكبر وعبر أوبراين عن رؤيته للمستقبل وكيف أنها تتمثل فى حذاء يضغط على وجه إنسان إلى الأبد ويسأل ونستون: (كيف يحكم إنسان سلطته على إنسان آخر؟) أجابه ونستون: بأن يجعله يقاسى الألم، يجعله يعاني, السلطة هى انزال الألم بالآخرين، الرواية تمنح قارئها أفقا وصفه أورويل بأنه « يرعبه أكثر من القنابل الذرية» .. أفق الاستسلام والإذعان لأى سلطة مستبدة أيا كانت هذه السلطة ولو كانت سلطة تكنولوجيا جامحة .. خشى أورويل من تفريط البشر طواعية فى حريتهم وحذر من خطورة القبول بتبديل وجه الديكتاتورية وشكلها لا رفضها .. وتعمد فى الرواية أن يشير إلى قبول ونستون مبدأ القتل والسرقة والتزوير ونشر المخدرات وإلقاء مادة كاوية على وجه طفل.. وحين ادعى أنه أكثر إنسانية من أوبراين اسمعه صوته وهو يقر بهذه الشروط .. هى رواية هزلية تحمل نبرة تهكمية ومبالغة فى السخرية .. فالبطل الذى استسلم فى النهاية .. كان إنسانا مهزوما .. خائفا مضطربا خضع لصناعة الخوف التى انتشرت عقب الحرب العالمية كالطاعون.. الرواية تدعو للخروج من القطيع وتفتح باب الأمل لأننا لن نحمل كل مشكلات عصرنا دفعة واحدة وسيدركنا العمر ونحن لم نعانى من ويلات المستقبل المحتملة، أدب الكبار ليس أدب اليأس بل الأمل والرجاء والاكتشافات والتحذيرات (الناس يصعدون يوميا إلى التلال لاستكشاف الأراضى البكر مفعمون بالأمل فى الهدوء والراحة لكنهم لا يجدون دوما إلا «سحر البدايات» هكذا هو حال الإنسان منذ الأزل، فالأمل متى رأيناه لا يكون أملا ، فما يراه الإنسان لماذا يأمله بعد) من رسالة بولس لأهل روما ..فلا نهاية لقدرة الإنسان على الإبداع والاكتشاف وعلى تصويب أخطائه أيضا .

تعليقات

المشاركات الشائعة