نجل الجنرال يفتح الملف السري لوالده في‏14‏ عاما‏:‏ الجوهري وضع اللاعبين في معسكر الصاعقة قبل المونديال

المصدر الاهرام . ahram.org.eg . اخبار الرياضة

قال لنجوم المنتخب‏:‏ اللي عاوز يوصل لازم يشقي ويتعب ويشوف الحرمان


لا يستطيع أي مصري عاصر يوم‏17‏ نوفمبر‏1989,‏ حيث استطاع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم التأهل لنهائيات مونديال‏90‏ بإيطاليا‏,‏ بعد فوزه علي الجزائر بهدف حسام حسن في لقاء تاريخي بإستاد القاهرة‏,‏ أن يغفل صاحب العرس وصانع فرحة المصريين جنرال الكرة المصرية الراحل محمود الجوهري الخالد في ذاكرة التاريخ وقلوب المصريين‏,‏ والذي قاد منتخب الفراعنة لتحقيق حلم المونديال بعد غياب‏56‏ عاما‏,‏ بعد أن شارك الفراعنة بنهائيات كأس العالم للمرة الأولي عام‏1934‏ وكانت في إيطاليا أيضا‏.‏
ومن الطريف أن تأتي ذكري تأهل الفراعنة لمونديال90 بإيطاليا لتواكب احتفالات المصريين بالفوز علي منتخب غانا في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا2018, وهو الفوز الذي عزز فرص المنتخب في الظهور مجددا بالعرس الكروي الأكبر الذي ينتظره سكان الأرض كل4 سنوات.
أجرت الأهرام مقابلة مع نجله أحمد الجوهري, ليحدثنا عن ذكريات والده خلال تواجده علي رأس القيادة الفنية للمنتخب في مونديال إيطاليا 90



في البداية قال أحمد الجوهري: محمود نصير يوسف الجوهري, هو الاسم الكامل لوالدي الذي ولد في20 فبراير1938, وقضي74 عاما بين أركان ومدرجات الملاعب لاعبا فذا ومدربا عظيما وقديرا, حقق خلالها العديد من الألقاب والبطولات والإنجازات التي ستظل عالقة في الأذهان, وقبل كل هذا عشقه لبلده مصر والتي كان يمثل لمنتخبها الأول المنقذ والملهم, وكثيرا ما خرجت مشاعر الجماهير جياشة وتلقائية في شكل تظاهرة تطالب بعودته لقيادة المنتخب عندما تتأزم الأمور مرددة جوهري..جوهري.

وأضاف أحمد الجوهري قائلا: بدأت مسيرة والدي الكبيرة والتاريخية مع المنتخب الوطني كمدير فني عام1988, ليتمكن بعد أقل من عامين من قيادة الفراعنة للوصول إلي نهائيات كأس مونديال90, ولكن بعد قيادته الناجحة للمنتخب في كأس العالم, وفي إحدي المباريات الودية العالمية الكثيرة التي شارك فيها المنتخب تحت قيادته, تعرض المنتخب لهزيمة كبيرة أمام اليونان1/6 أواخر عام90, لتتم إقالته رغم إنجازه الكبير قبلها لمجرد الهزيمة في لقاء ودي, قبل أن يعود إليه سريعا مرة أخري لقيادة المنتخب بقرار جمهوري وقتها خلفا لفايتسا الألماني, بعد إخفاق المنتخب في دورة الألعاب الإفريقية, ليقود الفريق للفوز ببطولة كأس العرب في سوريا1992, بعد تغلبه علي السعودية في النهائي3/.2
ويتذكر نجل الجوهري وقت تلبية والده لنداء منتخب بلاده والذي جاء سريعا بعد تدهور النتائج في التصفيات المؤهلة لمونديال98 عقب رحيل الهولندي رود كرول وتولي الثنائي محمود الخطيب وفاروق جعفر المسئولية, إلا أن المنتخب لم يتمكن من الصعود, لكن الجوهري كان مدربا يتميز بالحماس في حب العمل الذي يؤديه كما أنه لا يعرف اليأس كما تميز باسلوب نفسي في التعامل مع اللاعبين فكان يدفعهم دفعا للإبداع والإنجاز, فقد كان أبا لجميع اللاعبين إلي جانب قدرته علي الحسم والشدة في تعاملاته, ففاجأ الجميع واقتنص لقب كأس الأمم الإفريقية98 بعد غياب طال12 عاما, رغم تصريحه الشهير وقتها المنتخب قد يحتل المركز الـ13 في تلك البطولة.

ويعود المشهد السابق من جديد, فبرغم هذا الإنجاز الكبير الذي حققه والدي وقتها, إلا أن إقالته جاءت سريعة للغاية عقب الهزيمة الكبيرة أمام السعودية5/1 في يوليو ببطولة كأس القارات بالمكسيك99, ولكن يرحل الجوهري عن المنتخب هذه المرة وهو متأثر للغاية, ليبتعد عن التدريب لفترة حتي ثارت الجماهير المصرية مطالبة برجوعه مجددا, وللمرة الرابعة والأخيرة عام2000 بعد تجربة جيرار جيلي, ليعود الجوهري لقيادة المنتخب في التصفيات المؤهلة إلي مونديال2002, ورغم تقديمه لمباريات جيدة وتأرجح وضع الفريق صعودا وهبوطا, إلا أن المنتخب لم ينجح في التأهل, ليرحل والدي هذه المرة في أقصر فتراته التدريبية مع المنتخب, وتنتهي تلك الرواية الطويلة التي جمعت بينهما علي مدي2934 يوما.

سر التأهل لمونديال90
تحدث أحمد الجوهري, عن سر تأهل الفراعنة لبطولة كأس العالم1990 في إيطاليا, مؤكدا أن والده محمود الجوهري قال وقتها إنه أغلق علي اللاعبين الباب في معسكر شبه حربي لمدة عامين قبل التأهل لكأس العالم, والتركيز كان أحد أبرز أسباب التأهل, لدرجة أن الكابتن محمود الخطيب زار معسكر المنتخب قبل مواجهة الجزائر, ولكنه لم يلتق باللاعبين للحفاظ علي التركيز.

وفي محطة أخري من محطات الجنرال, وصف أحمد الجوهري الاجتماع الأول لوالده مع لاعبي المنتخب وكان في أحد فنادق الخمس نجوم طبقا لما هو متبع في المعسكرات, ويومها تكلم الجوهري كلاما هادئا وعاقلا وموزونا, ثم طلب من اللاعبين التجمع في اليوم التالي في دار الدفاع الجوي, ولم يكن أحد من اللاعبين يعرف مكان الدار, ولكنهم وصلوا إليها ولكن بصعوبة بالغة ليجدوها في وسط الصحراء تقريبا وقتها, ليقود الجوهري اجتماعا عاصفا بلاعبيه, بدأه بكلمة اللي عاوز يوصل كأس العالم لازم يشقي ويتعب ويشوف الحرمان, أنا عايز مجموعة جنود أسود جعانين ياكلوا المنافسين, وكانت المفاجأة الأكبر عندما بدأ أول مران في أحد معسكرات الصاعقة للقوات المسلحة ولم يفتح أحد فمه بكلمة, فقد وصلت الرسالة للجميع وأصبح شعار اللاعبين جميعا الصعود لكأس العالم مع3 كلمات الإصحسنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة