إدريس النوبى وشفرة الحرب!

المصدر الاهرام . كتب مرسي عطا الله . كل يوم . الأعمدة
6 ــ فى تاريخ المواجهات العسكرية بين العرب وإسرائيل كانت هناك نقطة ضعف تتمثل فى براعة الإسرائيليين بمعاونة العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية وعلى رأسها المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ـ فى القدرة على فك الشفرة السرية للجيوش العربية وبالتالى تمكين إسرائيل من إجهاض أى عمليات هجومية ضدها.. ولكن حرب أكتوبر كانت عنوانا لأكبر صدمة تلقتها إسرائيل نتيجة عجزها عن فك الشفرة السرية الجديدة للقوات المصرية طوال حرب أكتوبر. 

كانت مراكز التنصت الإسرائيلية تلتقط كل إشارة على الجبهة المصرية بواسطة مراكز تنصت ثابتة فى قاعدتى مرجم وأم خشيب فى سيناء، بالإضافة إلى مراكز تنصت متحركة تغطى المنطقة الشاسعة بين ممر متلا وخط بارليف على طول قناة السويس وعندما التقطوا إشارة تقول «أوشريا ساع آوى» فى حوالى الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 6 أكتوبر تصوروا أن فى الأمر مزحة لأن كل مفاتيح فك الشفرات عجزت عن فهم المقصود بالشفرة المصرية والتى كانت تعنى أمرا عسكريا للقوات الرابضة على طول الجبهة «اضرب الساعة الثانية»! 

كان وراء هذه الشفرة المعجزة التى تمثل أحد أهم مفاجآت حرب أكتوبر جندى بسيط من أهل النوبة اسمه «أحمد إدريس» وبادر من نفسه عرض استخدام اللغة النوبية كشفرة يصعب فكها باعتبار أنها لغة محادثة وليست لغة كتابة، وراقت الفكرة لقائده المباشر الذى بادر برفعها إلى قادته الكبار حتى وصلت إلى الرئيس السادات نفسه الذى انبهر بالفكرة واستقبل إدريس فى منزله بمثل ما كان الانبهار بفكرة المقدم زكى يوسف ياقوت باستخدام طلمبات المياه فى فتح ثغرات الساتر الترابى الذى كان يمثل عقبة رهيبة أمام خطة العبور إلى حد أن كبير الخبراء السوفيت قال للواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى بالحرف الواحد: إن الساتر يحتاج إلى قنبلة ذرية لإزالته! 

وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات 
Morsiatallah@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة