الأسرة المصرية .. فى دوامة الغلاء

المصدر الاهرام  . اخبار الاقتصاد . اهتمامات الناس

صورة من الواقع ..الأغنياء والفقراء فى الأسواق : المعاناة تجمعنا !

زحام وصخب وحركات بيع وشراء ، تعطيك إحساسا للوهلة الأولى ان هناك رواجا تجاريا في السوق، لكن سرعان ما تكتشف حجم المعاناة التي يعانيها هؤلاء بمجرد الاقتراب منهم، فالجميع ــ علي اختلاف المستويات الاجتماعية والمادية ــ يشكون ارتفاع الأسعار، بل ويستغنون عن شراء كثير من الاحتياجات التي تبدو غير أساسية وأحيانا بعض الضروريات، إذا فرضت ميزانية الأسرة ذلك.
البداية كانت في احد الأسواق الشعبية وتحديدا في بلبيس بمحافظة الشرقية فيما يعرف بـ«سوق الخميس» يباع فيه كل شيء خضراوات وفاكهه وملابس وأدوات مكتبية وطيور ولحوم وغيرها، في هذا السوق البسيط رأيت نسوة يتجمعن في دائرة، يشكين الأسعار، اقتربت منهن ملابسهن تدل علي تواضع الطبقة الاجتماعية التي ينتمين إليها فما بين زوجة حداد مسلح وأخري منجد وثالثة زوجة لعتال ورابعة زوجة عامل بناء... تأتي كل منهن بمائة جنيه فقط إلي السوق أسبوعيا وعليها أن توفي بها كافة متطلبات الأسبوع ، بدون لحوم طبعا .


أمام عبد النبي محمد أحد باعة الخضراوات سألته عن الأسعار قال: كيلو الباذنجان الرومي بـ6 جنيهات، والباذنجان العادي 5، والطماطم يتراوح ثمنها بين 5 الى 7 جنيهات، والبطاطس بين 3,5و5 جنيهات، والكرنب الواحدة الصغيرة 12 جنيها، أما الجرجير مثلا فالربطة بجنيه واحد، والكوسة بـ 10 جنيهات.

محمد السيد ــ بائع ــ قال أن سعر كيلو الليمون يتراوح بين 8 إلى 10 جنيهات، والرمان بين 4 و5 ، والعنب بـ 12 جنيها ، والجوافة 7 جنيهات، والكمثري 10، والبلح من 8 إلى 10 جنيهات، والمانجو من 10 الي15جنيها .

أما أسعار البقوليات فيستعرضها السيد أبو حسين ــ بائع ــ الفاصوليا الجافة 20 جنيها ، واللوبيا 28، وكيلو المكرونة والشعرية ولسان العصفور بـ 7 جنيهات ، وأكد الباعة أنهم لا يحددون الأسعار، ولكن تفرض عليهم من تجار الجملة، لكن الزبون يتهمنا بالجشع .

في الفواصل الضيقة في طرقات السوق تفرقت النساء لاختيار البضائع وانتقائها، وأمام أحد باعة الملابس قالت ابتسام رضا إنها كانت تشتري التريننج لأبنائها بـ 80 جنيها منذ أشهر قليلة ، واليوم تجاوز سعره 180 جنيها ، وكذلك الأدوات المكتبية التي قفزت قفزة مفزعة فقد وصل سعر الكشكول الواحد 80 ورقة إلى 6٫5 جنيه ، والأسعار تجبرنا على أن نشتري أقل كمية .

حلول لمشكلة اللحوم

استوقفني حسن الوزير - جزار - ليؤكد أن ارتفاع أسعار اللحوم ليس للجزارين ذنب فيه ، والحل من وجهة نظره في 4 أمور أولها توفير علاج سليم وغير مغشوش للمواشي لأننا نشتريه لهم ثم نكتشف أنه فاسد ، والأمر الثاني ضرورة تجريم ومنع ذبح البتلو نهائيا ، وتطبيق عقوبة السجن علي المخالفين ، والأمر الثالث السماح لنا بالتأمين على المواشي بحيث نجد من يعوضنا إذا حدث لها مكروه ، وأخيرا نحتاج دعم حقيقي للأعلاف .

اللحوم ضيف عزيز


الفئات الميسورة

خرجت من أسواق البسطاء منطلقة إلى أحد الأسواق الشهيرة – هايبر - بالعاشر من رمضان معظم رواده من الفئات الميسورة ، ربما يكون أحسن حالا ، ولكن وجدت الجميع أيضا يشكو رغم تقارب الأسعار بين السوقين ، فتلك الفئة تعاني لأن احتياجاتها أكثر من مثيلاتها من الفئات الاجتماعية الأدنى .

تقول سارة مصطفي أنها كانت تأتي وتشتري في المرة الواحدة احتياجاتها بما لا يتجاوز 700 جنيه ، أما اليوم فتشتري الضروري ويتجاوز المطلوب منها 1500 جنيه .

عماد الحداد مسئول قسم الطازج بالسوق يقول : نحاول تقليل الأسعار بشكل كبير ، ولكن نسبة الفاقد عالية تصل إلى 30 % تجعلنا قلقين ، يضاف إلى ذلك إهدار كمية كبيرة أثناء فرز العملاء نتحملها نحن والشركات الموردة .


تعليقات

المشاركات الشائعة