الانفراد..بالصوت.. ننشر الحلقة الثانية من أخطر تسجيل لـ"عمر سليمان" حول مبارك والإخوان والإرهاب.. الجنرال الراحل فى حديث الاعترافات: الرئيس القادم «إخوانى» وحوارنا مع الجماعة أكسبها شرعية وقوة وصلابة
◄تواصل «اليوم السابع» انفرادها بنشر التسجيل الصوتى للواء عمر سليمان، نائب الرئيس الأسبق، ورئيس جهاز المخابرات، لفترة امتدت من عام 1993 حتى 2011، وكان رئيسا لأكبر الأجهزة السيادية فى مصر، كما كان من أكثر الشخصيات المصرية حضورا فى العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، وهو ما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب الرجل القوى للنظام، وقد نشرنا أمس الحلقة الأولى من تسجيل نادر للواء عمر سليمان وقت ثورة يناير 2011، وهى أخطر أزمة واجهها نظام مبارك فأربكته، وكان سليمان فى تسجيل أمس، يحاول إقناع محدثيه بأن نظام مبارك قوى ويصعب سقوطه، ويعترف سليمان بثورة الشباب، لكنه يكشف عن رغبة فى استمرار نظام مبارك ويسعى لإقناع الحضور بقبول خطاب مبارك فى فبراير، الذى أعلن فيه أنه لن يترشح هو أو أى من عائلته، وأنه يعد بإصلاح الأمور وإرجاعها إلى حالتها، ويحذر من الفوضى. سليمان كان يتبنى هو الآخر فكر مبارك. فى لقائه أسهب عمر سليمان فى الحديث عن ثورة 25 يناير، واقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة بعد أحداث جمعة الغضب.
وتعود قصة التسجيلات الصوتية الأولى والأخطر لـ«عمر سليمان» لما بعد 2 فبراير 2011، عقب أحداث موقعة الجمل الشهيرة، بعد توليه منصب نائب الرئيس بـ6 أيام.. حيث تجده يحلل فيها ثورة 25 يناير، ويشرح أسبابها، وكيف تعامل «مبارك» معها، ومطالبها.. وتفاصيل اللقاء الأول له مع جماعة الإخوان فى محاولة لحل الأزمة.. وتوقعاته لمستقبل مصر عقب رحيل مبارك.
التسجيلات دارت داخل اجتماع مغلق فى القصر الرئاسى، بعد «موقعة الجمل»، لبحث احتواء غضب ملايين المتظاهرين فى ميدان التحرير، وارتفع سقف مطالب المتظاهرين الذين رفضوا أى حل غير رحيل «مبارك» كان «سليمان» قد قرر عقد اجتماع مغلق بالقصر الرئاسى مع عدد من الشخصيات، أفصح خلاله عن تفاصيل لقائه بالقوى السياسية، وكشف فيه عن حقيقة اقتحام السجون وهروب مئات المنتمين للتنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
وفى الاجتماع الذى استمر 120 دقيقة، عبر «سليمان» عن ما أسماه بـ«الانقلاب على نظام مبارك» قائلاً: «النظام لم ولن ينهار».
بحسب التسجيلات، فإن هذه الدقائق كشف فيها نائب الرئيس عن ما أسماه بـ«عناصر الأزمة الأربعة»، معتبرها الأسباب التى أدت للثورة، سبقها شرحا وتأكيدا على حرص «مبارك» على مستقبل مصر والاستقرار فيها، قائلاً: «هناك طريقتان للاستقرار، الأولى: الحوار والتفاهم والخروج من هذه الأزمة بسلام»، و«الأخرى تتمثل فى الانقلاب».
وكشف «سليمان» خلال تسجيلاته عن خطة مبارك لاحتواء المظاهرات، قائلاً: «فتجاوبنا بالقدر المتاح»، أن نقبل عدد الطعون ونزود عدد المعارضة فى مجلس الشعب والشورى، وإجراء التعديلات الدستورية، وسرد «سليمان» عددا من المبررات حول ضرورة التأنى فى إجراء التعديلات الدستورية.
مبررات «سليمان» لم تلق قبولا واسعا بين الحضور.. ينصتون فيسمعون أصوات المتظاهرين تتعالى للمطالبة بالتغيير.. وكان يريد التأجيل حتى سبتمبر 2011.
للمرة الثانية.. الحديث غير مقنع، وتسبب فى جعل إحدى الشخصيات البارزة تقاطع «سليمان»، قائلاً: «لكن الشعب يطالب الرئيس بالتنحى والرحيل؟».. هنا، يغضب نائب الرئيس ويرد عليه: «كلمة الرحيل كلمة ضد أخلاق الشعب المصرى».
أبرز «سليمان» خلال حديثه، مخاوفه من خروج المسجونين واقتحام السجون، خاصة ممن ينتمون لتنظيم الجهاد، وقال: «لأن تنظيم الجهاد لم يوافق على مبادرة منع العنف أى مازال مقتنعا، أى التنظيم، أن هذا المجتمع كافر ولا بد من الانتقام منه، وهذا هو تهديد للمجتمع وعلشان نراجع الناس دى عايزة جهد كبير جداً».
وحول التدخلات الأجنبية فى الشأن المصرى خلال أحداث الثورة، أوضح: «هناك من يستغلون ثورة الشباب لإفقار مصر ويستمر شلل الدولة ونقص الموارد، وأن ينتهى الأمر فى فترة ليست بقليلة بإفقار مصر، والتدخلات الأجنبية منها، ما هو سياسى ومنها ما هو تدخلات بالسلاح والإمداد بالأسلحة ومنها أموال تدفع لبعض العناصر ومنها ما هو تهديدى للأمن القومى بشمال سيناء، يجب مواجهتها بصرامة.
الحلقة الثانية..
◄أسئلة شائكة، وحوارات مقطوعة، ورؤية لم تكتمل، هذا هو الحال إذا ما فكرت فى شخصية نائب الرئيس الأسبق ومدير جهاز المخابرات العامة لأكثر من سبعة عشر عاما، فلن تجد أحدا يقول لك ما هى أسرار لقاءات عمر سليمان أثناء الثمانية عشر يوما لثورة يناير، ولن تجد أحدا يقول لك حقيقة عقد صفقة بين «الصندوق الأسود» ومرشد جماعة الإخوان المسلمين، ولن تجد أحدا يقول لك من هم رجال عمر سليمان فى الميدان، وكيف استطاع التواصل مع شباب الميدان وتوصيل بعض الرسائل إليهم، ولن تجد أحدا يضع أمامك الحقيقة وحدها دون تدخل أو لى لعنق الحقيقة بما يتماشى مع مصلحته، فكل ما نقل عن لقاءات عمر سليمان وأحاديثه مع القوى السياسية كان من وجهات نظر متعددة لواقعة واحدة بروايات مختلفة، لتضيع الحقيقة الكاملة فى ظل طمسها بالأهواء تارة وبالروايات المختلفة تارة، ومن هنا تكمن أهمية هذه التسجيلات التى تنفرد «اليوم السابع» بنشرها، لأنها توصل ما انقطع من حوارات، وتجيب عن العديد من الأسئلة الحائرة، وتقطع الشك باليقين، وتبرز الصورة الحقيقية لحوارات الأيام الثمانية عشر وتفاصيلها التى قد يخفيها البعض أو يلونها البعض الآخر.
فى هذه الحلقة يواصل «اليوم السابع» انفراده بنشر تسجيلات صوتية للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، حول رؤيته وتحليله لأحداث ثورة 25 يناير 2011، والذى تطرق فيه خلال الحلقة الأولى التى تم نشرها أمس، لسيناريوهات حل الأزمة، ما بين الحوار بين القوى السياسية والاتفاق على تنفيذ خارطة الطريق، أو السيناريو الثانى، الذى استبعده «سليمان» هو «الانقلاب» على النظام سواء انقلاب من المؤسسة العسكرية أو من القوى السياسية، أو الإخوان، بحسب قوله، مؤكدا أن الانقلاب خطواته قد تكون غير محسوبة، وجاء رفض نائب «مبارك» للانقلاب، لإيمانه بأن النظام قادر على استعادة دوره وعدم انهياره، مؤكدا أن الشعب يحترم رئيسه، واصفا المطالبة برحيله بـ«إهانة» للشعب نفسه.
أكد «سليمان» خلال الحلقة الأولى من نشر أول تسجيلات للواء عمر سليمان، أن الحوار والتفاهم للخروج من الأزمة بـ«سلام»، ولفت لقائه المغلق داخل قصر الرئاسة، عقب أيام من أحداث موقعة الجمل، أن الرئيس مبارك استجاب للعديد من مطالب قوى الشباب بالتغيير ولكن ضيق الوقت، كان سببا رئيسيا فى عدم تنفيذها بشكل عاجل، مؤكدا أنه لو استجاب «مبارك» لإجراء الانتخابات الرئاسية لوقعت «مجازر» على مستوى الجمهورية، وكشف سليمان خلال الحلقة الأولى قصة اقتحام السجون خلال أحداث جمعة الغضب، وتدمير أقسام الشرطة، مؤكدا أن الآلاف من المساجين تم تهريبهم وأن معظمهم ممن ينتمون للتنظيمات الجهادية ذات الصلة بتنظيم القاعدة، منددا بالتدخل الأجنبى التدخل فى شؤوننا «سياسيا» وإمداد بعض المتظاهرين بالأسلحة والأموال وتهديد للأمن القومى فى سيناء.
فى الحلقة الثانية من تسجيلات اللواء عمر سليمان يتحدث نائب الرئيس عن تكليفات «مبارك» له بالتواصل مع القوى السياسية، وتحدث أيضا عن توقعاته للمستقبل السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، وتفاصيل لقائه معهم، والمكاسب التى اغتنموها خلال هذه الأزمة وأحداث ثورة 25 يناير، مجيبا عن التساؤلات حول تأسيسهم لحزب سياسى، والاتفاق معهم خلال اللقاء على «Deal» معين، وتكشف الحلقة الثانية من التسجيلات توقعات «سليمان» وتقديره للمظاهرات التى بدأت فى الخامس والعشرين من يناير، والتى أكد أن التقديرات فيها توصلت لنزول 100 ألف متظاهر فقط، وهى تقارير رصدت قبل 25 يناير بما يقرب من عام، قائلا: «توقعنا 100 ألف ورصدناه قبلها بسنة، وإنهم هيتوقفوا ويعملوا مطالب وتم توجيه الشرطة لعدم خروجهم للفوضى، لم يكن فى توقعنا أنهم يقعدوا ويباتوا».
فى تسجيلات الحلقة الثانية يتحدث سليمان عن تنصل الإخوان من اتفاقات لقائهم معه، ويتطرق لموقعة الجمل، وكذلك نصائحه للرئيس الذى سيلى مبارك، مؤكدا أن التغيير الحقيقى سيكون على يديه، لكنه فى الوقت نفسه اعترف بأن مصر بعيدة عن طريق الديمقراطية.
تنصل «الإخوان» و«الوفد» من نتائج المفاوضات مع سليمان
أكد عمر سليمان أن الرئيس الأسبق مبارك كان حريصا على الحوار مع الأحزاب والقوى السياسية، وقال للمقربين منه خلال اللقاء إنه دائما ما كان يحاول إقناع الأحزاب بخارطة الطريق، والتأكيد على أن مبارك جاد فى وعوده، إلا أنه استنكر فى الوقت ذاته تنصل بعض القوى السياسية من نتائج المفاوضات معه والاتفاق على خارطة الطريق، وقال نصا: «الرئيس جاد فى التعديلات الدستورية وأى مادة، وجاد فى عدم الترشح للانتخابات، طالما تتوافق مع المتطلبات، والرئيس معندوش مشكلة لكن الوقت قصير والقدرات لا تسمح، وإلا فسيبقى ترقيع وليس تغيير».
وتابع: «القوى السياسية اقترحت الفكرة وبدأ فى التنصل منها والإخوان المسلمين والوفد تراجعوا أو تحفظوا، تحس إنهم بيمسكوا العصاية بالنص، معندناش طريق غير دى»، واستكمل قائلا: «إحنا خلاص بدأنا التغيير، والتغيير لازم ينتهى لتغيير حقيقى».
موقعة الجمل
شدد عمر سليمان خلال لقائه بالمقربين منه، على أن لجان تقصى الحقائق ستقوم بدورها فى أحداث موقعة الجمل، مكتفيا بجملة واحدة: «الشرطة لم تطلق النيران إلا بعد أن أطلقت النيران عليها».
مخاوف سليمان من خليفة «مبارك».. ونصائحه له
حديث المقربين لسليمان ومبارك حول حقيقة بقائه فى مصر، من عدمه، حسمها نائب الرئيس قائلا: «الرئيس باقى فى بلده ولن يغادر البلاد وسوف يدير خارطة الطريق إلى أن تنتهى الولاية بتاعته وتتداول السلطة والرئيس القادم يقدر يعمل التعديلات، ويلغى الشعب والشورى طبقا لرؤية الشعب والحوار المفتوح».
أبدى «سليمان» مخاوف من مؤسسة الرئاسة على مستقبل مصر، وحرصها على أن تكون الانتخابات الرئاسية معبرة عن طموحات ومطالب الشباب، ورهن فيها قوة الرئيس القادم، خليفة «مبارك» على بناء مصر مرة أخرى وعودة الاستقرار، وقال: «الرئاسة القادمة لابد أن تبنى البلد بطريقة جديدة لا تتحول البلد لشكل شيوعى أو إخوانى أو اشتراكى هى دى فترة التغيير الحقيقى، القيادة القادمة لابد أن تكون متفتحة، لتثبيت قواعد الدولة حتى لا نخرج للفوضى، مع الانفتاح سوف يكون هناك صراع على السلطة، فى دولة ليست ثقافة الديمقراطية عندها كبيرة، مازالت ثقافتنا بعيدة جداً».
وفى نفس السياق المتطرق للرئيس القادم، قال: «والرئيس شكل لجنة دستورية برئاسة الدكتور سرى صيام تضم كل من هو معارض أو سياسى وبعض الأعضاء من مختلف المناحى وخلافه، حتى ينظروا فى التعديلات الدستورية المحدودة المطلوبة لتداول السلطة وتسهيل تداول السلطة، كلنا نهتم بمين يدخل الرئاسة، لازم يكون فى بعض القيود والشروط أو خلافه علشان منفتحش باب انتخابات نلاقى 300 واحد مقدمين، وهتكون لمصر مهزلة».
وتابع: «لازم تليق بمصر وتفتح الباب لمن يرغب فى قيادة السفينه لبر الأمان، الرئيس شكل لجنة لمتابعة خارطة الطريق، بحيث إن خريطة الطريق لتداول السلطة تنفيذ، وفى لجنة تالتة لتقصى الحقائق لما جرى الأربعاء 2 فبراير لمعرفة من أساءوا للنظام والشباب لأن الإساءة للاتنين، ووجه رئيس الحكومة بعدم ملاحقة الشباب وهم أحرار يعبرون عن رأيهم كما يشاءون».
مكاسب «شرعية» الإخوان من لقاء «سليمان»
اعتبر عمر سليمان أن لقاءه مع جماعة الإخوان المسلمين كان بمثابة مكسب وغنيمة لهم، مؤكدا أن اللقاء معهم زادهم قوة وصلابة، خاصة أن الجلوس معهم على طاولة واحدة اعتراف من النظام بشرعيتهم التى حاولوا لاثابتها خلال 80 عاما، وقال: الإخوان المسلمين يمثلون قوة سياسية فى البلد وأهدافهم عمرها ما اتفقت مع أى أنظمة فى مصر، ولهم أجندتهم الخاصة بهم وفى إطار الأزمة اللى احنا فيها، لابد أن يكون لهم مساهمة ومشاركة فى حل هذه الأزمة، وعلشان نحل الأزمة، خدنا الحوار سبيل للحل، كان لابد للحوار معاهم، لكن مفيش «deal» معاهم، هم قوة سياسية لابد من الحوار معها، ده مكسب ليهم، هما بقالهم 80 سنة يبحثون عن هذه الشرعية.
سليمان يجيب عن السؤال: هل لقاؤه بالإخوان سيكسبهم مغانم أكثر من ذلك مستقبلا؟
أكد عمر سليمان أن «الإخوان» اكتسبت نسبة من شرعيتها بالحوار معها، لكنه تساءل خلال حديثه فى نفس الوقت: «هل هياخدوا مزيد من كده، هل هنوصل بالتغيير فى التعامل معهم فى المطالبة بحزب سياسى مستقبلا ده يتوقف على من سيكون رئيس لمصر نهاية هذا العام، مين بقى اللى هيجى، ممكن يكون واحد إخوانى».
تعهدات مبارك لاحتواء غضب الشباب
اليقين داخل عمر سليمان حول تعهدات مبارك بالخروج من الأزمة وتلبية مطالب الشباب، جعله يكرر تأكيده على أن الرئيس الأسبق على استعداد تام بالتعهد بعدم الملاحقة لهم والتعبير عن رأيهم وأن التعديلات الدستورية حقيقية، وتابع: «لن يترشح أى حد من أسرته وستكون مراقبة دولية ومحلية للانتخابات، هذه ضمانات، وقلت فى بيانى إن القوات المسلحة ضامن لكل هذه الضمانات».
بمن استعان «سليمان» لينزلوا الميدان والتواصل مع الشباب.. وماذا قال عن «زويل»؟
أكد نائب رئيس الجمهورية الأسبق أنه تواصل مع عدد من الشخصيات التى تحظى بقبول بين شباب الميدان، والذين يمكنهم التواصل معهم لتفهم مطالبهم وتلبيتها ولإقناعهم بخارطة الطريق، وأشاد «سليمان» بقدرة عمرو موسى على التواصل مع الشباب، لكنه انتقد الدكتور أحمد زويل، وقال: «أنا قعدت مع أحمد زويل ومع احترامى لهذا العالم الجليل فهو بعيد جدا عن المجتمع المصرى ولا يعلم كيف يتحرك ولا يخرج من فندق ماريوت» وتابع: «اتكلمت مع عمرو موسى وقولتله انزل الميدان، والناس بيحبوك. المشكلة أنه عندما تتحدث مع كل 10 شباب لهم توجه، ومتفقين على التمسك والصمود ومختلفين فى الرؤية».
اليوم السابع
وتعود قصة التسجيلات الصوتية الأولى والأخطر لـ«عمر سليمان» لما بعد 2 فبراير 2011، عقب أحداث موقعة الجمل الشهيرة، بعد توليه منصب نائب الرئيس بـ6 أيام.. حيث تجده يحلل فيها ثورة 25 يناير، ويشرح أسبابها، وكيف تعامل «مبارك» معها، ومطالبها.. وتفاصيل اللقاء الأول له مع جماعة الإخوان فى محاولة لحل الأزمة.. وتوقعاته لمستقبل مصر عقب رحيل مبارك.
التسجيلات دارت داخل اجتماع مغلق فى القصر الرئاسى، بعد «موقعة الجمل»، لبحث احتواء غضب ملايين المتظاهرين فى ميدان التحرير، وارتفع سقف مطالب المتظاهرين الذين رفضوا أى حل غير رحيل «مبارك» كان «سليمان» قد قرر عقد اجتماع مغلق بالقصر الرئاسى مع عدد من الشخصيات، أفصح خلاله عن تفاصيل لقائه بالقوى السياسية، وكشف فيه عن حقيقة اقتحام السجون وهروب مئات المنتمين للتنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
وفى الاجتماع الذى استمر 120 دقيقة، عبر «سليمان» عن ما أسماه بـ«الانقلاب على نظام مبارك» قائلاً: «النظام لم ولن ينهار».
بحسب التسجيلات، فإن هذه الدقائق كشف فيها نائب الرئيس عن ما أسماه بـ«عناصر الأزمة الأربعة»، معتبرها الأسباب التى أدت للثورة، سبقها شرحا وتأكيدا على حرص «مبارك» على مستقبل مصر والاستقرار فيها، قائلاً: «هناك طريقتان للاستقرار، الأولى: الحوار والتفاهم والخروج من هذه الأزمة بسلام»، و«الأخرى تتمثل فى الانقلاب».
وكشف «سليمان» خلال تسجيلاته عن خطة مبارك لاحتواء المظاهرات، قائلاً: «فتجاوبنا بالقدر المتاح»، أن نقبل عدد الطعون ونزود عدد المعارضة فى مجلس الشعب والشورى، وإجراء التعديلات الدستورية، وسرد «سليمان» عددا من المبررات حول ضرورة التأنى فى إجراء التعديلات الدستورية.
مبررات «سليمان» لم تلق قبولا واسعا بين الحضور.. ينصتون فيسمعون أصوات المتظاهرين تتعالى للمطالبة بالتغيير.. وكان يريد التأجيل حتى سبتمبر 2011.
للمرة الثانية.. الحديث غير مقنع، وتسبب فى جعل إحدى الشخصيات البارزة تقاطع «سليمان»، قائلاً: «لكن الشعب يطالب الرئيس بالتنحى والرحيل؟».. هنا، يغضب نائب الرئيس ويرد عليه: «كلمة الرحيل كلمة ضد أخلاق الشعب المصرى».
أبرز «سليمان» خلال حديثه، مخاوفه من خروج المسجونين واقتحام السجون، خاصة ممن ينتمون لتنظيم الجهاد، وقال: «لأن تنظيم الجهاد لم يوافق على مبادرة منع العنف أى مازال مقتنعا، أى التنظيم، أن هذا المجتمع كافر ولا بد من الانتقام منه، وهذا هو تهديد للمجتمع وعلشان نراجع الناس دى عايزة جهد كبير جداً».
وحول التدخلات الأجنبية فى الشأن المصرى خلال أحداث الثورة، أوضح: «هناك من يستغلون ثورة الشباب لإفقار مصر ويستمر شلل الدولة ونقص الموارد، وأن ينتهى الأمر فى فترة ليست بقليلة بإفقار مصر، والتدخلات الأجنبية منها، ما هو سياسى ومنها ما هو تدخلات بالسلاح والإمداد بالأسلحة ومنها أموال تدفع لبعض العناصر ومنها ما هو تهديدى للأمن القومى بشمال سيناء، يجب مواجهتها بصرامة.
الحلقة الثانية..
◄أسئلة شائكة، وحوارات مقطوعة، ورؤية لم تكتمل، هذا هو الحال إذا ما فكرت فى شخصية نائب الرئيس الأسبق ومدير جهاز المخابرات العامة لأكثر من سبعة عشر عاما، فلن تجد أحدا يقول لك ما هى أسرار لقاءات عمر سليمان أثناء الثمانية عشر يوما لثورة يناير، ولن تجد أحدا يقول لك حقيقة عقد صفقة بين «الصندوق الأسود» ومرشد جماعة الإخوان المسلمين، ولن تجد أحدا يقول لك من هم رجال عمر سليمان فى الميدان، وكيف استطاع التواصل مع شباب الميدان وتوصيل بعض الرسائل إليهم، ولن تجد أحدا يضع أمامك الحقيقة وحدها دون تدخل أو لى لعنق الحقيقة بما يتماشى مع مصلحته، فكل ما نقل عن لقاءات عمر سليمان وأحاديثه مع القوى السياسية كان من وجهات نظر متعددة لواقعة واحدة بروايات مختلفة، لتضيع الحقيقة الكاملة فى ظل طمسها بالأهواء تارة وبالروايات المختلفة تارة، ومن هنا تكمن أهمية هذه التسجيلات التى تنفرد «اليوم السابع» بنشرها، لأنها توصل ما انقطع من حوارات، وتجيب عن العديد من الأسئلة الحائرة، وتقطع الشك باليقين، وتبرز الصورة الحقيقية لحوارات الأيام الثمانية عشر وتفاصيلها التى قد يخفيها البعض أو يلونها البعض الآخر.
فى هذه الحلقة يواصل «اليوم السابع» انفراده بنشر تسجيلات صوتية للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، حول رؤيته وتحليله لأحداث ثورة 25 يناير 2011، والذى تطرق فيه خلال الحلقة الأولى التى تم نشرها أمس، لسيناريوهات حل الأزمة، ما بين الحوار بين القوى السياسية والاتفاق على تنفيذ خارطة الطريق، أو السيناريو الثانى، الذى استبعده «سليمان» هو «الانقلاب» على النظام سواء انقلاب من المؤسسة العسكرية أو من القوى السياسية، أو الإخوان، بحسب قوله، مؤكدا أن الانقلاب خطواته قد تكون غير محسوبة، وجاء رفض نائب «مبارك» للانقلاب، لإيمانه بأن النظام قادر على استعادة دوره وعدم انهياره، مؤكدا أن الشعب يحترم رئيسه، واصفا المطالبة برحيله بـ«إهانة» للشعب نفسه.
أكد «سليمان» خلال الحلقة الأولى من نشر أول تسجيلات للواء عمر سليمان، أن الحوار والتفاهم للخروج من الأزمة بـ«سلام»، ولفت لقائه المغلق داخل قصر الرئاسة، عقب أيام من أحداث موقعة الجمل، أن الرئيس مبارك استجاب للعديد من مطالب قوى الشباب بالتغيير ولكن ضيق الوقت، كان سببا رئيسيا فى عدم تنفيذها بشكل عاجل، مؤكدا أنه لو استجاب «مبارك» لإجراء الانتخابات الرئاسية لوقعت «مجازر» على مستوى الجمهورية، وكشف سليمان خلال الحلقة الأولى قصة اقتحام السجون خلال أحداث جمعة الغضب، وتدمير أقسام الشرطة، مؤكدا أن الآلاف من المساجين تم تهريبهم وأن معظمهم ممن ينتمون للتنظيمات الجهادية ذات الصلة بتنظيم القاعدة، منددا بالتدخل الأجنبى التدخل فى شؤوننا «سياسيا» وإمداد بعض المتظاهرين بالأسلحة والأموال وتهديد للأمن القومى فى سيناء.
فى الحلقة الثانية من تسجيلات اللواء عمر سليمان يتحدث نائب الرئيس عن تكليفات «مبارك» له بالتواصل مع القوى السياسية، وتحدث أيضا عن توقعاته للمستقبل السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، وتفاصيل لقائه معهم، والمكاسب التى اغتنموها خلال هذه الأزمة وأحداث ثورة 25 يناير، مجيبا عن التساؤلات حول تأسيسهم لحزب سياسى، والاتفاق معهم خلال اللقاء على «Deal» معين، وتكشف الحلقة الثانية من التسجيلات توقعات «سليمان» وتقديره للمظاهرات التى بدأت فى الخامس والعشرين من يناير، والتى أكد أن التقديرات فيها توصلت لنزول 100 ألف متظاهر فقط، وهى تقارير رصدت قبل 25 يناير بما يقرب من عام، قائلا: «توقعنا 100 ألف ورصدناه قبلها بسنة، وإنهم هيتوقفوا ويعملوا مطالب وتم توجيه الشرطة لعدم خروجهم للفوضى، لم يكن فى توقعنا أنهم يقعدوا ويباتوا».
فى تسجيلات الحلقة الثانية يتحدث سليمان عن تنصل الإخوان من اتفاقات لقائهم معه، ويتطرق لموقعة الجمل، وكذلك نصائحه للرئيس الذى سيلى مبارك، مؤكدا أن التغيير الحقيقى سيكون على يديه، لكنه فى الوقت نفسه اعترف بأن مصر بعيدة عن طريق الديمقراطية.
تنصل «الإخوان» و«الوفد» من نتائج المفاوضات مع سليمان
أكد عمر سليمان أن الرئيس الأسبق مبارك كان حريصا على الحوار مع الأحزاب والقوى السياسية، وقال للمقربين منه خلال اللقاء إنه دائما ما كان يحاول إقناع الأحزاب بخارطة الطريق، والتأكيد على أن مبارك جاد فى وعوده، إلا أنه استنكر فى الوقت ذاته تنصل بعض القوى السياسية من نتائج المفاوضات معه والاتفاق على خارطة الطريق، وقال نصا: «الرئيس جاد فى التعديلات الدستورية وأى مادة، وجاد فى عدم الترشح للانتخابات، طالما تتوافق مع المتطلبات، والرئيس معندوش مشكلة لكن الوقت قصير والقدرات لا تسمح، وإلا فسيبقى ترقيع وليس تغيير».
وتابع: «القوى السياسية اقترحت الفكرة وبدأ فى التنصل منها والإخوان المسلمين والوفد تراجعوا أو تحفظوا، تحس إنهم بيمسكوا العصاية بالنص، معندناش طريق غير دى»، واستكمل قائلا: «إحنا خلاص بدأنا التغيير، والتغيير لازم ينتهى لتغيير حقيقى».
موقعة الجمل
شدد عمر سليمان خلال لقائه بالمقربين منه، على أن لجان تقصى الحقائق ستقوم بدورها فى أحداث موقعة الجمل، مكتفيا بجملة واحدة: «الشرطة لم تطلق النيران إلا بعد أن أطلقت النيران عليها».
مخاوف سليمان من خليفة «مبارك».. ونصائحه له
حديث المقربين لسليمان ومبارك حول حقيقة بقائه فى مصر، من عدمه، حسمها نائب الرئيس قائلا: «الرئيس باقى فى بلده ولن يغادر البلاد وسوف يدير خارطة الطريق إلى أن تنتهى الولاية بتاعته وتتداول السلطة والرئيس القادم يقدر يعمل التعديلات، ويلغى الشعب والشورى طبقا لرؤية الشعب والحوار المفتوح».
أبدى «سليمان» مخاوف من مؤسسة الرئاسة على مستقبل مصر، وحرصها على أن تكون الانتخابات الرئاسية معبرة عن طموحات ومطالب الشباب، ورهن فيها قوة الرئيس القادم، خليفة «مبارك» على بناء مصر مرة أخرى وعودة الاستقرار، وقال: «الرئاسة القادمة لابد أن تبنى البلد بطريقة جديدة لا تتحول البلد لشكل شيوعى أو إخوانى أو اشتراكى هى دى فترة التغيير الحقيقى، القيادة القادمة لابد أن تكون متفتحة، لتثبيت قواعد الدولة حتى لا نخرج للفوضى، مع الانفتاح سوف يكون هناك صراع على السلطة، فى دولة ليست ثقافة الديمقراطية عندها كبيرة، مازالت ثقافتنا بعيدة جداً».
وفى نفس السياق المتطرق للرئيس القادم، قال: «والرئيس شكل لجنة دستورية برئاسة الدكتور سرى صيام تضم كل من هو معارض أو سياسى وبعض الأعضاء من مختلف المناحى وخلافه، حتى ينظروا فى التعديلات الدستورية المحدودة المطلوبة لتداول السلطة وتسهيل تداول السلطة، كلنا نهتم بمين يدخل الرئاسة، لازم يكون فى بعض القيود والشروط أو خلافه علشان منفتحش باب انتخابات نلاقى 300 واحد مقدمين، وهتكون لمصر مهزلة».
وتابع: «لازم تليق بمصر وتفتح الباب لمن يرغب فى قيادة السفينه لبر الأمان، الرئيس شكل لجنة لمتابعة خارطة الطريق، بحيث إن خريطة الطريق لتداول السلطة تنفيذ، وفى لجنة تالتة لتقصى الحقائق لما جرى الأربعاء 2 فبراير لمعرفة من أساءوا للنظام والشباب لأن الإساءة للاتنين، ووجه رئيس الحكومة بعدم ملاحقة الشباب وهم أحرار يعبرون عن رأيهم كما يشاءون».
مكاسب «شرعية» الإخوان من لقاء «سليمان»
اعتبر عمر سليمان أن لقاءه مع جماعة الإخوان المسلمين كان بمثابة مكسب وغنيمة لهم، مؤكدا أن اللقاء معهم زادهم قوة وصلابة، خاصة أن الجلوس معهم على طاولة واحدة اعتراف من النظام بشرعيتهم التى حاولوا لاثابتها خلال 80 عاما، وقال: الإخوان المسلمين يمثلون قوة سياسية فى البلد وأهدافهم عمرها ما اتفقت مع أى أنظمة فى مصر، ولهم أجندتهم الخاصة بهم وفى إطار الأزمة اللى احنا فيها، لابد أن يكون لهم مساهمة ومشاركة فى حل هذه الأزمة، وعلشان نحل الأزمة، خدنا الحوار سبيل للحل، كان لابد للحوار معاهم، لكن مفيش «deal» معاهم، هم قوة سياسية لابد من الحوار معها، ده مكسب ليهم، هما بقالهم 80 سنة يبحثون عن هذه الشرعية.
سليمان يجيب عن السؤال: هل لقاؤه بالإخوان سيكسبهم مغانم أكثر من ذلك مستقبلا؟
أكد عمر سليمان أن «الإخوان» اكتسبت نسبة من شرعيتها بالحوار معها، لكنه تساءل خلال حديثه فى نفس الوقت: «هل هياخدوا مزيد من كده، هل هنوصل بالتغيير فى التعامل معهم فى المطالبة بحزب سياسى مستقبلا ده يتوقف على من سيكون رئيس لمصر نهاية هذا العام، مين بقى اللى هيجى، ممكن يكون واحد إخوانى».
تعهدات مبارك لاحتواء غضب الشباب
اليقين داخل عمر سليمان حول تعهدات مبارك بالخروج من الأزمة وتلبية مطالب الشباب، جعله يكرر تأكيده على أن الرئيس الأسبق على استعداد تام بالتعهد بعدم الملاحقة لهم والتعبير عن رأيهم وأن التعديلات الدستورية حقيقية، وتابع: «لن يترشح أى حد من أسرته وستكون مراقبة دولية ومحلية للانتخابات، هذه ضمانات، وقلت فى بيانى إن القوات المسلحة ضامن لكل هذه الضمانات».
بمن استعان «سليمان» لينزلوا الميدان والتواصل مع الشباب.. وماذا قال عن «زويل»؟
أكد نائب رئيس الجمهورية الأسبق أنه تواصل مع عدد من الشخصيات التى تحظى بقبول بين شباب الميدان، والذين يمكنهم التواصل معهم لتفهم مطالبهم وتلبيتها ولإقناعهم بخارطة الطريق، وأشاد «سليمان» بقدرة عمرو موسى على التواصل مع الشباب، لكنه انتقد الدكتور أحمد زويل، وقال: «أنا قعدت مع أحمد زويل ومع احترامى لهذا العالم الجليل فهو بعيد جدا عن المجتمع المصرى ولا يعلم كيف يتحرك ولا يخرج من فندق ماريوت» وتابع: «اتكلمت مع عمرو موسى وقولتله انزل الميدان، والناس بيحبوك. المشكلة أنه عندما تتحدث مع كل 10 شباب لهم توجه، ومتفقين على التمسك والصمود ومختلفين فى الرؤية».
اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق