خيـــــــــــــــانـــــــة فـــي التحـــــــــــــريـــــر: موجـة غضب تجتـاح مصــــــر بعــد حـــرق العـلم فــي الميدان

استنكرت القوي الوطنية والسياسية‏,‏ المشهد المأساوي الذي أحزن جموع الشعب المصري بحرق علم مصر بميدان التحرير‏,‏ أمس الأول‏,‏ واصفة هذه الواقعة بأنها خيانة للوطن


 ارتكبها مأجورون ويعملون لصالح جهات داخلية وخارجية تسعي لنشر الفوضي في مصر وتسببت في موجة من الغضب الشعبي والرسمي.
وقال السفير محمد العرابي ـ وزير الخارجية الأسبق, رئيس حزب المؤتمر: إن من قام بحرق العلم المصري فئة ضالة ومأجورة ولا تمت للوطن بأي صلة.
وقال العرابي لـالأهرام: إن ما حدث عمل فوضوي وإهانة للدولة المصرية, مشيرا إلي أن العلم رمز للدولة واهانته إهانة للدولة وللشعب.
وقال العرابي إننا لم نشاهد يوما شعبا أحرق علم بلاده وأهانه بهذه الطريقة, فالعلم رمز مقدس عند كل الشعوب.
واستنكر العرابي محاولة بعض المتظاهرين اختراق مبني جامعة الدول العربية, مشيرا الي أن ما حدث اعتداء علي سيادة الدولة.
وطالب العرابي بمواجهة تلك الأعمال الفوضوية بكل حزم وحسم, لأن ذلك يعطي صورة سلبية عن مصر في الخارج.
وقال عبدالغفار شكر ـ رئيس حزب التحالف الشعبي: إن مشهد حرق العلم أحزن الجميع, مشيرا الي أن ذلك المشهد هو تعبير عن البلطجة وانعدام الولاء للوطن.
وأضاف شكر أنه لا يمكن أن ننسب هؤلاء الشباب ـ الذين قاموا بإحراق العلم ـ الي الثورة أو الثوار, فالثائر الحق لا يفعل ذلك, منوها الي أن الثوار الحقيقيين كانوا في شارع محمد محمود يحيون ذكري الشهداء في تظاهر سلمي, وقاموا بفضه في الساعة الثامنة والنصف تماما, كما وعدوا وغادروا الشارع والميدان, أما هؤلاء الذين أحرقوا العلم ومارسوا الشغب حتي ساعة متأخرة من الليل, فهناك الكثير من علامات الاستفهام حولهم: من هم؟! ومن الذي دفع بهم لذلك وما هو الهدف مما فعلوه؟!
ووصف فؤاد بدراوي, السكرتير العام لحزب الوفد, من أحرق العلم بأنه شباب مغيب, لا ينتمي لهذا البلد,
وقال أيا كانت الخلافات في الرؤي ووجهات النظر, فهناك ثوابت وطنية لا يجب الخروج عليها, مؤكدا أن ما حدث أمر مرفوض وغير مقبول.
وقال الدكتور شوقي السيد ـ الفقيه الدستوري: إن هؤلاء أعداء الوطن لاعتدائهم علي علم بلدهم, واهانته بهذه الصورة.
وأضاف السيد: هؤلاء فقدوا الانتماء للوطن لأن العلم رمز لمصر ورمز للوطنية ومعني احراقه أنك تعلن فقد هويتك ووطنيتك ومصريتك.
وتابع: هؤلاء أعداء الوطن فهم فقدوا الانتماء لأن العلم رمز مصر ورمز الوطنية, ومعني احراقه يعلن فقد هويتك ووطنيتك ومصريتك, ومن يعمل ذلك لا يستحق الحياة تحت سماء مصر.
وواصل السيد قائلا إن من فعل ذلك لا يستحق الحياة تحت سماء مصر ولا أن يتنسم هواءها, أو يشرب من ماءها, وهو في موقعه علي رأس قائمة الأعداء لأنه خائن لوطنه ولشعبه.
وشدد السيد علي أن من فعلوا ذلك خائنون للوطن ويعملون لأجندات جهات داخلية وخارجية.
وأوضح الفقيه الدستوري, أن حرق علم مصر واهانته جريمة من جرائم الخيانة وتقع في الباب الأول من قانون العقوبات الخاص بجرائم اهانة الدولة من الداخل.
وفي سياق متصل, أكد اللواء خالد مطاوع أن أجهزة الأمن تعاملت مع الأحداث بعقيدة جديدة اتسمت بالحرفية والتطور وتناسبت ردود أفعالها مع الحدث, فلم تنجر الي حلقة جديدة من الصراع ولم تتجاوز حقها في الدفاع عن نفسها وعن المنشآت الحيوية, وأشار الي أن تعليمات وزارة الداخلية للضباط كانت بضبط النفس الي أقصي درجة, وتوخي الحذر الشديد في التعامل مع المجموعات.
وقال إنه بالرغم من وجود اشتباكات متفرقة في ميدان التحرير, فإن المشهد المتوقع قبل احياء هذه الذكري كان أكثر سوءا مما انتهي إليه.
وحول دلالات مشهد أمس الأول, في احياء الذكري الثانية لمحمد محمود, قال اللواء خالد مطاوع: إنه توجد دلالات كثيرة في هذا المشهد أهمها أن جماعة الإخوان باتت غير قادرة علي الحشد في أكثر من مكان في الوقت نفسه, وأن التنظيم عاد الي سلوكه الذي اتبعه في الخامس والعشرين من يناير عام2011 بحشد عدد من أنصاره في الميدان دون رفع أي اشارات أو علامات تدل علي هويته, بهدف استغلال الحشود الثورية الأخري ودفعها في اتجاه القيام بثورة جديدة ضد ما يصفونه بالدولة البوليسية.
ورأي أن انسحاب معظم الحركات الثورية والأحزاب السياسية وإعلانهم عدم المشاركة في إحياء ذكري محمد محمود أدي الي تفويت الفرصة علي الإخوان في تنفيذ مخططاتهم في هذا اليوم, وأشار الي أن غالبية القوي السياسية الموجودة في الساحة الآن تعلمت الدرس جيدا, ولم تنسق وراء شعارات زائفة, وأن عدم نزولها الي الشارع يعكس دفاع هذه القوي عن خريطة الطريق وعن مسار ثورة يونيو.
وأكد أن الشخص الذي تم استهدافه وقتله في أحداث أمس الأول, أصيب بطلق خرطوش من مسافة قريبة للغاية, ولم يطلق من اتجاه قوات الشرطة, وتوجد تسجيلات بالصوت والصورة سيتم الإعلان عنها قريبا تثبت تورط عدد من المشاركين في إحياء هذه الذكري في حمل السلاح, وإحداث أعمال عنف واستهداف مبني جامعة الدول العربية, وهو الطرف نفسه الذي كان يسعي لإحداث الفتنة في كل الأحداث السابقة.


المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة