بدون السكر الحياة ما زالت حلوة
عرف فى السابق «بالموت الأبيض» أو السم الحلو أو القاتل الصامت.. فهل بالفعل يستحق السكر كل هذه المسميات؟ وهل تصبح تلك المادة الساحرة التى تشتهيها الأفواه مفتاحا للعديد، والعديد من الأمراض؟
الإجابة حتما سوف تكون نعم، إذا علمت أنه فى دراسة أجريت حديثا وجد أن زيادة استهلاك السكر تتسبب فى خلل هرمونى يؤدى إلى تعطيل آلية الإحساس بالشبع مما يسبب السمنة المفرطة، ودون أعراض مرضية أو تحذير يؤدى إلى الموت. وأثبتت دراسة أخرى أجريت عام 2013 و نشرت فى المجلة الأمريكية للقلب أن السكر يستطيع أن يؤثر على ميكانيكية ضخ الدم عبر القلب, مما يؤدى إلى زيادة خطر الإصابة بفشل القلب فى تأدية وظيفته أو توقفه، وفى دراسة أجريت عام 2012 أيضا وجد أن الزيادة من استهلاك الفركتوز فى السكر تتسبب فى نضج الخلايا الدهنية واستقرارها فى منطقة البطن خاصة عند النساء, وبالتالى أصبح السكر هو المتهم الأول لظهور «الكرش»وليس الدهون المشبعة كما كنا جميعا نعتقد فى الماضى. وحثت منظمة الصحة العالمية فى تقرير نشر لها فى الصحافة الكندية فى مايو الماضي، على تقليل الاستهلاك من السكريات إلى ما يقل عن 50% من الاستهلاك اليومى, فباستهلاكنا علبة واحدة من المياه الغازية فى اليوم فإننا نستهلك ست ملاعق سكر زيادة عن المسموح به من السكر يوميا.كل هذا ونحن ما زلنا نصنع الحلوى فى بيوتنا يوميا ونقدمها لصغارنا، ونملأ حقائب مدارسهم بمادة كلنا يعلم أنها غير صحية، الأسباب عديدة ويجب أن تجعلنا جميعا نتوقف عن تناول السكر وإدمانه, كما يقول د. محمد عبد الشافى عبد السميع عضو هيئة التدريس بقسم علوم وتكنولوجيا الأغذية بكلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة قناة السويس، فالسكر المكرر، سواء أبيض أو بنيا، لا يحتوى على أى قيمة غذائية، بل إنه مصدر للسعرات الحرارية الزائدة فقط، ولا يحتوى على أى بروتين أو أحماض دهنية ضرورية أو حتى فيتامينات وعناصر معدنية، وهو أيضا خطر على الأسنان حيث يغذى البكتيريا الضارة المسببة لتسوس الأسنان.
ويضيف د. عبد الشافى أن السكر يقوم بتعطيل هرمون يفرزه المخ إلى المعدة للشعور بالشبع، مما يفسر عدم الإحساس بالشبع بعد تناول السكريات، فيمكن أن نتناول أطنانا وأطنانا من السكر ولا تصل إلى المخ إشارة بأن الجسم قد اكتفى فيتوقف عن استهلاك المزيد من السكر، بينما يشعرنا الطعام الغنى بالألياف بالامتلاء والشبع.
ويسبب السكر نقص الماغنسيوم فى أجسامنا ويرفع ضغط الدم، ويزيد من الأزمات القلبية وبعض المشكلات المتعلقة بالجهاز العصبى، كما يتورط السكر أيضا فى النوع الثانى من مرض السكر فى الدم، وهشاشة العظام، وأمراض الكلى والكبد، وأهم هذه الأمراض التى تتسبب فيها زيادة استهلاك السكر هو الاكتئاب الشديد، فكل ملعقة من سكر المائدة تحمل جهاز المناعة حملا أكثر من طاقته لمدة تتخطى ست ساعات. كما أن السكر هو الغذاء الرئيسى للديدان والفطريات والتى تهاجم أنسجة الكبد، كما يعتبر السكر الغذاء الوحيد للأورام السرطانية التى قد توجد فى جسم الإنسان, ويمكن أن نقيم علاقة ارتباط واضحة بين تركيزات السكر المستهلكة وزيادة إمكان الإصابة بالأورام السرطانية ونموها، حيث إنها تتغذى أساسا على السكر.
وحتى نستكمل معا البحث عن أضرار هذا القاتل الصامت نشرت مجلة «Nature»بحثا قالت فيه، إن السكر والكحوليات لهما نفس مستوى الضرر، حيث يكون للتركيزات الزائدة من السكر تأثير سام على الكبد كما يؤثر الخمرعلى الكبد، غير أن الضرر الواقع على الكبد يمكن أن يحدث بلا أعراض ولا زيادة فى وزن.
الامتناع عن السكر.. وعمرك الطويل
وأخيرا يؤكد د. محمد عبد الشافى أنه كما يضعف السكر من قوة العقل فإنه يبكر من ظهور آثار الشيخوخة وقصور الذاكرة ونقص الإدراك والوعى تدريجيا، كما أن الاستهلاك الزائد من السكر (خاصة فى المشروبات) قد ينقص من عمرك، فقد قدرت دراسة أمريكية سنة 2013 أن 180ألف حالة وفاة حول العالم قد يكون للمشروبات المحلاة فيها دور كبير، واستندت الدراسة إلى أنه يموت هؤلاء بسبب الأمراض المزمنة مثل السكر وأمراض القلب والسرطان والتى لها علاقة مباشرة، وارتباط مباشر بينها وبين استهلاك السكر الزائد. هل كل هذه الأسباب كافية لتدعوك سيدتى للتوقف عن تناول السكر وتقديمه لأفراد أسرتك؟ وقبل أن تجيبى يبقى أن تعلمى أن السكر يختبىء فى العديد من الأغذية غير السكرية, مثل صلصة الطماطم والكاتشب، الدريسنج الخالى من الدسم، ماء التونك، المقرمشات وحتى الخبز, كلها أمثلة لبعض الأطعمة التى لا نعلم أن بها كميات كبيرة من السكر المحلى المضاف.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق