"الأوروبية للكبد": نتوقع القضاء على "فيروس سى" فى 2025

أعلن مؤتمر الجمعية الأوروبية للكبد فى فيينا الخطوط الإرشادية الجديدة لعلاج فيروس «سى» باستخدام الأدوية الحديثة، واعتماد وضم أدوية الجيل الثانى لبروتوكولات العلاج التى جرى إعلانها خلال المؤتمر، وأحدثها عقار «فيكيرا» الذى تصل نسب الشفاء باستخدامه إلى ١٠٠٪ خلال ١٢ أسبوعاً. وحضر المؤتمر ١١ ألف طبيب من بينهم ٢٥٠ طبيباً مصرياً قدموا أكثر من ٣٠ بحثاً، وسط توقعات بالقضاء على فيروس «سى» خلال عام ٢٠٢٥.وأعلن المؤتمر عن قرب الانتهاء من أبحاث جديدة لعقار يمكنه علاج الكبد الدهنى.وأشار الدكتور عمرو فطين، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس، إلى أن مؤتمر هذا العام أعلن عن الخطوط الإرشادية الجديدة لعلاج أمراض فيروس «سى» عالمياً بما فيها النوع الجينى الرابع المنتشر فى مصر. وفيما يتعلق بالنوع الجينى الرابع فقط الذى يمثل الأغلبية العظمى فى مصر جرى تقسيم الخطوط الإرشادية إلى ٦ طرق للعلاج، 2 منها لمرضى سيعالجون باستخدام حقن الإنترفيرون طويل المفعول مع عقار سوبوسبوفير وريبافيرون، والطريقة الثانية العلاج بالإنترفيرون مع عقار سيميبريفير وريبافيرون، فى حال كان المريض لائقاً طبياً للعلاج باستخدام حقن الإنترفيرون.ولفت «فطين» إلى أن هناك ٤ طرق أخرى للعلاج بدون حقن الإنترفيرون، من بينها العلاج بعقار سوبوسبوفير وسيميبريفير لمدة ٣ شهور، أو سوبوسبوفير مع ليديباسفير لمدة 3 شهور، أو سوبوسبوفير مع داكلاتازفير لمدة 3 شهور، أو فاكيرا باك وهو علاج ثنائى لمدة ٣ شهور بدون استخدام سوبوسبوفير. وأوضح أن هذا العلاج لمدة ٣ أشهر فى حالة المرضى بدون تليف كبدى، وإذا وجد يضاف إليه ريبافيرون للطرق الأربع بدون الإنترفيرون وتظل الفترة الزمنية ٣ شهور، والمريض الذى يعانى من مشاكل مع الريبافيرون، يستمر فى العلاج لمدة ٦ شهور دون ريبافيرون.وأشار أستاذ الجهاز الهضمى إلى اقتراب بشرى جديدة للعلاج النهائى من فيروس «ب» للمرضى الذين يعانون من هذا المرض كما أعلن عنها المؤتمر الأوروبى هذا العام.وأكد الدكتور عماد بركات، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس، أن مؤتمر هذا العام ركز فى جلساته على التقنيات الحديثة فى تشخيص وعلاج الكبد الدهنى، لافتاً إلى أنه لأول مرة يتم الإعلان خلال المؤتمر عن اكتشاف عقار جديد فى نهاية المرحلة البحثية الثانية، وبداية الثالثة لخفض الدهون على الكبد، وبالتالى تجنب التليف الكبدى وتحوله إلى سرطان فى الكبد، منبهاً إلى عدم تحول الكبد الدهنى البسيط إلى تليفات وأورام كبدية، وإنما نعنى الكبد الدهنى الالتهابى المصاحب بارتفاع شديد فى إنزيمات الكبد. وأشار إلى أن أهم أسباب الكبد الدهنى مرض السكر والسمنة المفرطة، وكان وما زال حتى الآن ينحصر العلاج فى ضبط السكر وإنقاص الوزن، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة لعلاج الكبد الدهنى، حيث لا يوجد له عقار شافٍ. وأضاف أن الكبد الدهنى الالتهابى يؤدى إلى تليف وسرطان ويجب الانتباه له وعلاجه، مشيراً إلى أن تحول الكبد الدهنى الالتهابى إلى سرطان الكبد لا يتعدى 2% إلى 3% وهى بالطبع نسبة بسيطة وأقل من تحول فيروس «سى» إلى سرطان والذى تقترب نسبته من 5%. كما تضمنت إحدى جلسات المؤتمر استعراض التقنيات الحديثة فى التشخيص وعلاج الكبد الدهنى والكشف عن أجهزة جديدة لقياس كمية الدهون فى الكبد، بالإضافة إلى عينة الكبد والتحاليل الخاصة بالدم.وتقول الدكتورة منال حمدى السيد، أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إنه جرى طرح تجربة جورجيا للتخلص من فيروس «سى» خلال ٥ أو ٧ سنوات أثناء المؤتمر، وبدأوا برنامجهم للتخلص من فيروس «سى» والحكومة دشنت البرنامج، واستراتيجية جورجيا تم وضعها بالاستعانة بالجانب المصرى مع مركز التحكم فى الأمراض الأمريكى، وحضروا إلى مصر للتدريب على البرنامج العلاجى، وتبلغ نسب الإصابة فى جورجيا ٥٪، وسط توقعات بأنه خلال ٧ إلى ١٠ سنوات يمكنهم التخلص من الفيروس، وهناك احتمال أن يتم ذلك خلال ٥ سنوات. وفى المناقشة كان لديهم خطة علاجية فقط، والشركة سوف توفر لهم علاج ٥ آلاف مريض فقط فى السنة الأولى مجاناً، وبعد ذلك سوف يتم توفير علاج لـ٢٠ ألف مريض من خلال دعم جهات أخرى.وتناول المؤتمر أهمية تطعيم الأطفال حديثى الولادة وتأثير ذلك على المدى البعيد فى منع الإصابة بفيروس «ب»، حيث إنه ما زال ليس له علاج يستطيع القضاء نهائياً عليه. وخلال المؤتمر تم عرض دراسة تشمل نموذجاً رياضياً لحساب الإصابة بفيروس «سى» بين الأطفال على مستوى العالم من أجل اكتشاف أفضل طرق التحكم، وحصلنا على معلومات من ٢٤ دولة فقط، وجرى عمل النموذج الحسابى بحيث إننا قيّمنا نسب الإصابة فى كل دولة، ووجدنا أن أعلى نسب إصابة فى الدول ذات مستوى الدخل المنخفض، كما وجدنا أن الأطفال المصابين على مستوى العالم المتوسط حوالى ١٣٫٥ مليون، و٦٫٦ مليون يتوقع أن يكونوا مصابين بالتهاب كبدى، وفى الأطفال يتوقع أنهم أكثر سهولة فى التخلص من المرض، وسُجلت أعلى نسب إصابة فى نيجيريا ومصر وباكستان والصين.ومن المقرر بدء دراستين جديدتين فى مصر للأطفال باستخدام عقارين جديدين، أحدهم «هارفونى» لتجربته مع الأطفال المصابين بالأورام وهؤلاء إصابتهم تكون شديدة وتؤثر على الكبد بتأثير سيئ، خلال العلاج الكيماوى، وتهدف الدراسة إلى إعطاء الطفل قرصاً واحداً لمدة ٣ شهور، وذلك لمنع التليف الكبدى. ونحن الآن بصدد الحصول على الموافقات الدولية والمحلية لإجرائها. وقد حصلنا بالفعل على موافقة استخدام تلك الأدوية مع الأطفال.ويقول الدكتور جمال شيحة، أستاذ علاج الكبد بجامعة المنصورة، إن الجديد فى المؤتمر هذا العام هو التأكيد على النتائج الممتازة للجيل الثانى من الأدوية المضادة لفيروس «سى» التى تعطى بالفم، ويتصدر المجموعة نوعان من الأدوية الجديدة حيث أقرت الخطوط الإرشادية للجمعية الأوروبية لأمراض الكبد استخدام «فيكيرا» قرصين يوميا لمدة ٣ شهور، ويعطى نتائج تصل إلى ١٠٠٪، مشيراً إلى أن تلك الأدوية ليست تحت التجربة لكنها تباع حالياً، ولذلك نطالب بتسجيلها فوراً فى مصر استثنائياً بقرار سياسى سيادى، نظراً لأمانها فى الاستخدام ونسب شفائها المرتفعة، كما أنهم لا يحتاجون لمتابعة الحالة سوى من إخصائى، وهذا سوف يقلل العبء على وزارة الصحة.وأضاف «شيحة» أن العقار الثانى تنتجه الشركة نفسها التى أنتجت «سوفالدى» بعد أن أضافت مركباً آخر فى قرص واحد، فأصبح هذا القرص يعطى مرة واحدة يومياً دون ريبافيرون لمدة شهرين فى حالات مختارة طبقاً للخطوط الإرشادية، و٣ شهور فى حالات التليف والحالات الصعبة التى سبق أن فشل علاجها. وأشار إلى أن شركة أخرى لديها دواءان فى المرحلة الثالثة إذا أخذا مع بعضهما فإن نسبة النجاح ١٠٠٪، وسيتم البدء فى تجربة له فى مصر بداية العام.على صعيد آخر تقدم الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، بـ6 أبحاث مقبولة فى المؤتمر من بينها بحث عن تطوير الخلايا المناعية المسماة «الخلايا القاتلة» للتخلص من الخلايا السرطانية عن طريق التعديل الجينى لبعض الميكروجينات الموجودة فى هذه الخلايا، وتعتبر هذه الخلايا من الخطوط الدفاعية الأولى لمقاومة السرطانات ولكن تصاب هذه الخلايا بالعطل الذى يؤثر على وظيفتها وبالتالى تعجز عن التخلص من الخلايا السرطانية، وأسباب هذا العطل هو الخلل الجينى الذى يحدث فى هذه الخلايا بسبب بعض الإفرازات من الخلايا السرطانية وقد تم التوصل إلى زيادة فعالية هذه الخلايا عن طريق تعديل أحد الميكروجينات الذى تم اكتشافه لأول مرة ليكون له أثر كبير على الخلايا المناعية (الخلايا القاتلة)، إضافة إلى بحث آخر عن اكتشاف طريقة تنظيم عمل أحد البروتينات المهمة التى تقى الخلية من التحول السرطانى وقد أمكن تنظيم عمل هذا البروتين ليستطيع أن يقوم بدوره كاملاً ليؤدى إلى انتحار الخلايا السرطانية.



تعليقات

المشاركات الشائعة