كيف ضيقت المراة المسلمة الفجوة بين الجنسين خلال عقد واحد


ايجى نيوز - تحقيقات و حوارات

تحت عنوان ” كيف ضيقت المرأة في العالم الإسلامي الفجوة بين الجنسين ” نشر المنتدى الاقتصادى العالمى World Economic Forum ، تقريرا يشيد فيه بالانجازات الايجابية التى تحققت فى مجال تضييق الفجوة بين المراة و الرجل بالعالم الاسلامى و خاصة فى مجال التعليم .. والتقرير يستهل مقدمته بالتاكيد على ان التغييرات التي استغرقت نحو نصف قرن في الولايات المتحدة لكى تتحقق ، تحققت خلال عقد واحد من الزمن في العالم الإسلامي اليوم، بل أنها قد تتسارع مستقبلا ..و يشير التقرير الى ان مصطلح “العالم الإسلامي” عادة يشير إلى وجود هيئة متجانسة، إلا أن الحقيقة خلاف ذلك ، فالعالم الاسلامى يشمل دولا غنية بترولية اصبحت على أعتاب تغيير جذري، مثل قطر والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وهناك دولا اخرى مثل بنغلاديش ومصر وإندونيسيا وإيران وباكستان، وتركيا، والتي تطلق عليها مؤسسة جولدمان ساكس “Goldman Sachs ” الـ 11 بلدا التالية ، بينما يطلق عليها “بنك الاستثمار” البلدان التى يمكن ان تنافس مجموعة G7 مع مرور الوقت.في العالم هناك نحو 1.6 مليار مسلم اى ما يقرب من ربع سكان العالم ، و يسهمون بنسبة 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو المعدل الذي ينمو بمعدل 6 في المئة سنويا ، ونحو 800 مليون نسمة من هؤلاء الناس هم من النساء و هن أكثر من مجموع سكان البرازيل وروسيا، والولايات المتحدة معا .ولقد تغيرت حياة هؤلاء النساء المسلمات ، ولا تزال تتكشف حياتهم ، فقد تم ضغط التغيرات التي حصلت خلال نصف قرن في الولايات المتحدة إلى عقد من الزمن في العالم الإسلامي اليوم، ففي غضون جيلين، ارتقت حركة التعليم على نطاق واسع لتضم الملايين من النساء المسلمات، من طهران الى تونس.ومعظم الحكومات في المنطقة، وخاصة تلك التي تمتلك ثروة النفط ، حققت استثمارات هائلة في التعليم على مدى العقد الماضي، وزادت معدلات التعليم الابتدائية والثانوية بسرعة شديدة حيث كانت بدايتها ضعيفة للغاية قبل 40 عاما فقط.وحدث هذا التحول أيضا في مجال التعليم العالي: في الجزائر، البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، وتونس، حيث تجاوزت معدلات الالتحاق الجامعي للنساء الآن معدلات التحاق الرجال ، و هو تسارع ضخم و لكن لا يتم الاعلام عنه بصورة مستمرة.ففي تركيا، على سبيل المثال، اصبح تسجيل النساء والرجال في الجامعات بأعداد أكبر بكثير من ذي قبل، ولكن معدل النساء يتزايد بشكل أسرع عما كان عليه قبل 10 سنوات ، حيث كانت النساء يمثلن 75% من التعليم الجامعى بينما الان هن يمثلن 85 %.و في مصر، كانت هناك ثلاثة نساء مقابل كل أربعة رجال في الجامعة قبل عشر سنوات، بينما اليوم تساوت هذه النسبة تقريبا.وفي البلدان الغنية بالموارد الطبيعية، فإن الوضع أكثر انجازا، فدولة مثل الإمارات العربية المتحدة، يبلغ عدد النساء في الجامعة ثلاثة أضعاف عدد الرجال.وفي المملكة العربية السعودالية، تم إغلاق الفجوة بين الجنسين بالمستوى الجامعى منذ عشر سنوات.ماذا يعني كل هذا ….عندما يصبح تعليم الإناث عميق الجذور وان يتم تطبيعه داخل هياكل الأسرة المسلمة ، فان الموجة التالية من التغيير و التى هى بالفعل جارية ، تعنى ان هناك المزيد من النساء الذين سينضمون لسوق العمل فى البلدان الاسلامية ، حيث بالفعل انضمت ما يقرب من 40 مليون امرأة مسلمة الى القوى العاملة خلال السنوات العشر الماضية: بينها 9 ملايين امرأة في العالم العربي، و 8 ملايين امرأة في إندونيسيا، و 7 ملايين أمراة في باكستان، و 7 ملايينامرأة في بنجلاديش، و 2 مليون امرأة في تركيا، و 1 مليون امرأة في ماليزيا.وكل هذا يؤكد، قرارا واعيا و شخصيا وعميقا وشجاع في كثير من الأحيان من الملايين من النساء والرجال المسلمين الذين قرروا كسر التقاليد العائلية وأحيانا تجنب الضغوط الثقافية و المجتمعية ، ونتيجة لذلك، ظهرت شريحة جديدة بسوق العمل وقوة استهلاكية لم يسبق لها مثيل .. ولكن العمل لا يزال بعيدا عن الاكتمال.فهناك فجوات واسعة بين النساء و الرجال فى المشاركة في مجال القوى العاملة ، فمازال الرجال هم القوة المهيمنة ، وعلى سبيل المثال، هناك نحو 47 %  من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة من القادرات على العمل هن فقط من يتم توظيفهن ، مقارنة مع نحو 92 % من الرجال.و تشير التوقعات انه مع استمرار سد الفجوة بين الجنسين و حصول المرأة على المزيد من القدرة على التعليم و الانخراط فى سوق العمل ، فانه خلال السنوات 15 المقبلة، اذا نجحت مشاركة المرأة في القوة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتصل الى ثلثي ما يحوزه الرجال من سوق العمل اى حوالي 60  %، ستكون المرأة المسلمة قادرة على رفع الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنسبة 20 % أو أكثر.ولكن يجب على الأعمال التجارية وصانعي السياسات الاعتراف بفوائد وزخم المشاركة من جانب المرأة فى هذا القطاع الحيوى ، و السعى للقضاء على العقبات التي تعوق النساء المسلمات من المشاركة الاقتصادية الكاملة، و حينئذا سوف تصبح هذه الفئة من السكان غير مرئية إلى حد كبير الان ، قوة لا يستهان بها.



اخبار مصر - - تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين


تعليقات

المشاركات الشائعة