هل يتشابه الزوجان بمرور السنوات؟
قرأت بعض الدراسات النفسية، التي تتحدث عن العلاقة بين الأزواج، مفادها أنها بعد مرور سنوات طويلة من الزواج والعشرة يصبح الزوجان متشابهان، حتى أنه يخيل للناظر إليهما أنهما تجمعهما علاقة دم وقرابة مباشرة.كان الأمر محيرًا لللغاية، إذ برز التساؤل الهام: "كيف يتشابه الزوجين بمجرد مرور سنوات العشرة الطويلة".فسر البعض، طول مدة الزوراج يكسب الطرفين تناغمًا وتوافقًا في الطباع والتصرفات، حيث يمتزج طباع كل طرف ويتماهى في طباع الآخر، حتى يظن الناس أنهما أقرباء من نفس العائلة.قلت لزوجي عن تلك الدراسات والتساؤلات لكنه قابل هذا بضحكة طويلة من القلب قائلًا:عندما قالت لي زميلتي بالعمل لما رآتني أنا وأنتِ ذات مرة نتسوق، ظنت تلك الصديقة أنكِ أختي الكبيرة !وواصل الضحك قائلًا: لن تصدقى هذاكنت أتميز من الغيظ وهو يقول: أختي الكبيرة !قلت في غضب: أنا أختك الكبيرة ؟!قال في ثقة: أعرف أني أكبرك بخمس سنوات كاملة، لكن بسبب الرياضة مازلت محتفظًا برشاقتي، بينما أنتِ واستطرد وهو يتظاهر بالإشفاق علي:بسبب الحمل والرضاعة لم تتمكني من المحافظة على رشاقتك رغم نصحي المتكرر بضرورة ذهابك إلى مركز جيم للتخسيس وعمل التمرينات الرياضية.تحولت المناقشة، إلى مسار آخر لم أكن توقعه فهو يصر أنه يبدو أصغر سنًا مني، بينما أنا تزحف الشيخوخة إلى ملامحي وجسمي بسرعة فائقة.لم نعد نتناقش فى التشابه بين الزوجين، وتحولت المناقشة إلى نقار وشجار كبير، وذكّرته أن الأعباء التي فوق رأسي هي السببب، وأن إنجاب الأطفال وتربيتهم هي السبب في الترهلات والشيخوخة المبكرة التي أصابتني.العجيب أن زوجي مازال يضحك وهو يجهز نفسه للنزول إلى النادي الرياضي لممارسة رياضته المفضلة ويدعوني لممارسة رياضة بسيطة لن تكلفني شيئًا، ألا وهي رياضة المشي.
الوطن
تعليقات
إرسال تعليق