ابني والامتحانات.. وأهمية دور الأب
الامتحانات هي المعادل الموضوعي للنكد الأسري وكل المشاكل العائلية، خاصة حينما يكون لديك ابن في الثانوية العامة مثلي، ولا يهتم بها ولا بدروسه ويعتقد من خلال تجارب أصدقائه أن المذاكرة بالساعات ليست دليلًا على الذكاء والإنجاز، وإنما يكفيه بضعة ساعات بالمذاكرة خاصة أن هدفه الالتحاق بكلية السياسة والاقتصاد والتي لا تحتاج سوى تركيز لعدة ساعات، وأن ثقافته التي جعلته مغرورًا بعض الشيء جعلته ينظر إلى مواد الثانوية العامة على أنها "مجرد تكرار سمج وغير مجدي لنظريات قديمة لا تتماشى مع روح العصر".ولما شكوته إلى أبيه الذي اقترح عليه أن يفعل ما يشاء على شرط ألا يسمع بكاؤه ليلة النتيجة .في الحقيقة لم أرى ابني مرتاعًا وخائفًا قبل هذا، فزوجي الذي يتمتع بذكاء اجتماعي شديد اختصر الأمر في بضعة كلمات تحمل معانٍ كارثية، جعلت ابني يتخلى عن إهماله وغروره ويركز بالمذاكرة .شعر زوجي بالانتصار الصغير لما رآه يذاكر وقد التفت إلى كلامه، بينما لم يهتم بنصائحي التي أمطره بها كلما ذهب أو جاء .كان التفسير المنطقي لزوجي أنه بحكم تكوينه كرجل يعرف كيف يرمي كلامه ومتى يصيب الهدف على عكسي الذي أوجهه بعاطفتي وحناني ولا أحاول إعمال عقلي معه مما يجعله يستخف بكلامي.الغريب أن ابنى طلب من أبيه أن يخرج معه في عطلته الأسبوعية، حيث يلتقي بأصدقاء العمل بالمقهى .شعرت أن ابني قد كبر وأنه يحتاج إلى أبيه في تلك المرحلة أكثر مني، فهو الآن يكبر مثل رجل لا يريد أن يكون ظلًا لأبيه أو أمه، فهو له شخصيته المستقلة وتفكيره الخاص .الفترة التي تسبق الامتحانات والتي تكون عبارة عن فترة مراجعة مكثفة جعلت البيت يتوتر، ومزيد من شد الحزام و الهدوء، أحاول التظاهر بالهدوء والسكينة لكني أشعر بتوتر رهيب .لم يتبقى سوى أسابيع قليلة على الامتحان وابني قد فقد الكثير من وزنه لذلك أكثرت له من العصائر الطبيعية والفاكهة حتى يستطيع الاستمرار .وقبل الامتحان بأسبوع واحد وجدت زوجي يقوم بعزومته على خروجه من التي يعشقها ابني الذي لم يصدق ، وقال زوجي: يحتاج العقل إلى الراحة بعض الوقت .كانت فرصة لابني للذهاب إلى الكافيه الذي يحبه وقد دعا أصدقاؤه، على حساب زوجي العزيز والذي شعر أنه عاد شابًا صغيرًا بسبب جلوسه معهم ومشاركتهم الحديث والحوار .
الوطن
تعليقات
إرسال تعليق