كيف نقل السوريون 800 مليون دولار من بلدهم إلى مصر؟

المصدر مجلة الشباب . الاهرام
أصدر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة تقرير جديد يتحدث عن أوضاع اللاجئين في العددي من الدول ومنها مصر.. حيث ذكر التقرير أن 5 مليون سوري لجأوا إلى تلك الدول.. منهم 120 ألف سوري مسجل في مصر ولكن الحكومة المصرية تقدر عددهم بـ 500 ألف حسبما ذكر التقرير.. والذي أكد أن هؤلاء السوريين أثر وجودهم على الاقتصاد المصري..

وأكد التقرير أن اللاجئين السوريين ساهموا عن طريق عددا من المشروعات التجارية، في ضخ 800 مليون دولار داخل السوق المصري، منذ عام 2011 حتى الآن، وأنهم استطاعوا الدخول إلى الاقتصاد المصري، والمشاركة برأس مال قدر بالملايين خلال السنوات الماضية، بالرغم من الصعوبات التي واجهتهم، مثل الحصول على تراخيص العمل، وإن كان من المحتمل أن يكون هذا التقدير أقل من الرقم الفعلي، لأن عدد كبير من المشروعات التجارية السورية لا تكون مسجلة أو تسجل تحت اسم مصري.
وأضاف، أن المشروعات السورية تدخل في عدد كبير من القطاعات، مثل النسيج والمطاعم، والأسواق المحلية، وشركات تكنولوجيا المعلومات، بجانب أن عدد كبير من المصريين يعمل بها، إضافة إلى أن الشركات السورية توفر التدريب للمصريين، وتضخ العملة الأجنبية، وتعزز الصادرات.

وأوضح التقرير إلى أنه رغم صعوبات إنشاء مشروعات تجارية في مصر، فإنه تبين أن مصر من بين الأماكن الأكثر استقطابا للاجئين السوريين الراغبين في إنشاء مشروعات لعدة أسباب، منها رغبة المصريين في السماح لهذه الشركات بالازدهار، وكبر السوق وسلسلة الإمداد في مصر، ووجود جالية من رجال الأعمال السوريين المقيمين، مثل جمعية رجال الأعمال السوريين، والعديد من المنظمات غير الحكومية التابعة لهم.

وأضاف التقرير أن هؤلاء السوريين يتواجدون في المناطق الحضرية، وتعمل الغالبية العظمى منهم في الاقتصاد غير الرسمي، ولكنهم يحتاجون من الحكومة المصرية أن تزيل الحواجز التي تواجهها الشركات السورية، حيث إن لديها قدرة مؤكدة على خلق فرص عمل للسوريين والمصريين على السواء.
ولكن يتساءل البعض عن كيفية وصول السوريين إلى مصر وتحويلهم لملايينهم..

عبد الجبار حسن- أحد أصحاب المحلات السورية- يرد ويقول: معظم السوريين الذين افتتحوا مشروعاتهم في مصر استطاعوا الخروج من سوريا بأموالهم، ومن لم يستطع فعل ذلك خرج من سوريا ثم تابع مع أحد السوريين هناك والذي قام بدوره بإرسال الأموال إليه في مصر عن طريق البنوك وعلى دفعات، فأنا افتتحت مشروعي في مصر بعد سنتين بعد أن استطعت نقل استثماراتي وأموالي من سوريا لمصر، كما أن هناك بعض السوريين من يعتبرون بمثابة" دليل" لإقامة المشروعات في مصر، وهم الذين يوفرون المحال ويعرفون المشروع الرائج في مصر، ولذلك فمعظم مشاريع السوريين تجدونها في المأكولات لأن هذا أكثر شيء يكسب في مصر بجانب المقاهي، كما أن هناك من نقل استثماراته الأصلية من سوريا إلى مصر

ويقول طارق جمال- شاب سوري-: كثير من الأسر السورية يأتون إلى مصر ولا يعلمون ماذا يفعلون وليس لديهم أموال، ولذلك يذهبون إلى عدد من المحافظات بحثا عمن يعطيهم مساعدات، وهناك من ذهب لأي قرية وقام الأهالي بتجميع أموال وفتح محل له، وعموما من يصل إلى محافظة يتصل بمعارفه لينصحهم بالذهاب إليها إذا كانت أموره أصبحت أفضل، أما من يذهب إلى البرلس فهو يبحث عن الهجرة غير الشرعية عن طريق المراكب،
وقد كان هناك من يساعدهم في ذلك بالفعل سواء سوري أو مصريين، فقد كان هناك مهندس سوري اسمه أبو حمادة كان يجمع أموال من سوريين من أجل تهريبهم لأوروبا عن طريق البحر، والاتفاق مع مصريين لتسهيل ذلك، وكان لديه عدد من السماسرة الذين يعملون معه ويتفقون مع السوريين من أجل ذلك، وذلك بمقابل حوالي ألفين دولار، واستطاع أبو حمادة تحقيق ملايين من وراء ذلك، مستغلا حاجة آلاف السوريين إليه، كما أنه يهرب أي أفراد من جنسيات أخرى، وأحيانا يكون التحرك من البرلس أو الإسكندرية، ولذلك فالسوريين الذين يذهبون لتلك المناطق فيكون هدفهم الأول والأخير الهجرة، وخصوصا أنهم يأتون مصر وليس معهم الأموال التي تتيح لهم افتتاح مشروعات مثل آخرين، وهناك سوريون غرقوا ومن ألقى القبض عليه، وآخرون وصلوا إلى إيطاليا .

تعليقات

المشاركات الشائعة