فورين بوليسي: إيران تستعد للحرب مع واشنطن

المصدر الوفد
أشارت مجلة فورين بوليسي الامريكية،خلال زيارة ترامب فى الشرق الاوسط، إلى أن الشىء الوحيد الذى يوحد كلا من السعودية وأمريكا واسرائيل وبعض دول السنة فى المنطقة هى أفعال إيران فى المنطقة العربية، ففي حين يبدو أن إدارة أوباما تعترف بأن الإكراه وحده ليس من المرجح أن يغير سلوك إيران، إلا أن إدارة ترامب تميل إلى البحث عن طرق لتضييق الخناق على إيران.

وأكدت أن المنطق الأساسي لهذا النهج واضح، وهو الضغط على إيران مع المساهمة فى زيادة عزلتها الإقليمية وتهديدها بالمزيد من العقوبات، ومواجهة الجماعات التي تدعمها إيران في سوريا واليمن بشكل أكثر حزما، مما يجبر طهران  على سحب آثارها الإقليمية أو التخلي عنها، ولكن هناك مشكلة صغيرة وهى أن من غير المرجح أن تتراجع إيران عن أفعالها فى المنطقة.

واضافت المجلة إلى أن العملاء الإقليميين الإيرانيين - خاصة في العراق وسوريا واليمن - هم المفتاح لتحقيق هدفها الاستراتيجي الأساسي المتمثل في إنهاء الدور العسكري الأمريكي في الخليج الفارسي والتنافس مع جيرانها العرب من أجل تحقيق الأولوية الإقليمية، فتواصل طهران استخدام عملائها لخلق قوة تتوازن مع الولايات المتحدة وحلفائها حسبما تعتقد.

ويذكر أن جاءت جولة ترامب في الشرق الاوسط في اعقاب اعادة انتخاب الرئيس الايراني الاصلاحي حسن روحاني الذي وضع الان في موقف صعب، إذ عزز نجاحه فى الانتخابات هو توصله إلى حل توفيقي مع الغرب.

فاشارت المجلة أنه على افتراض أن روحاني يريد تخفيف حدة التوتر مع جيران إيران وخصومها، فإنه سيتعين عليه تغيير اتجاه السلوك الإقليمي لإيران بطريقة أو بأخرى، غير أنه من غير المحتمل أن يحدث ذلك، إذ يرجع ذلك بسبب أن حكومة روحاني لا تتمتع بسلطة نهائية في السياسة الخارجية وفي اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتقيم هذه السلطة مع المرشد الأعلى علي خامنئي، الذى أيد منذ فترة طويلة الخطة الاستراتيجية لحرس الثوري الإسلامي، المؤسسة العسكرية الإيرانية الأقوى.
ونتيجة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، فإن إيران أكثر الدول العدوانية فى منطقتها من أي وقت مضى منذ الحرب الإيرانية العراقية خلال الثمانينيات، إذ يرغب المرشد الأعلى الإيراني والحرس الثوري بخروج الولايات المتحدة من المنطقة تماما، غير أن جيران إيران يرون أن الولايات المتحدة هي الفحص الفعال الوحيد لنفوذ الجمهورية الإسلامية.
وقد أدت هذه الرؤى المتنافسة إلى تأجيج الصراعات في سوريا واليمن، حيث عادت إيران وخصومها إلى جانبين متعاكسين، وتسعى إلى تحقيق نتائج عكسية.
وتعتبر أسلحة الحرس الثوري الإيراني الأكثر خطورة في نظر جيرانها، فأصبحت تحركات الحرس الثورى فعالة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة، فيذكر أن قبل احتلال الولايات المتحدة للعراق، ركز برنامج عملاء الحرس الثوري الإيراني على تزويد إيران برادع استراتيجي موثوق به من خلال رعاية مجموعات مثل حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني الذى يمكن أن يستهدف إسرائيل بضربات صاروخية أو هجمات إرهابية.

ولكن بعد الاطاحة بصدام حسين، قامت فرقة القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري، المعروفة باسم قوة القدس، بتطوير عملاء مسلحين عراقيين يمكن استخدامها لأهداف أكثر عدوانية.

واشارت فورين بوليسي فى نهاية تقريرها إلى أن حل هذه المفارقة يتطلب تحولا في الأجندة السياسية والإيديولوجية الشاملة للجمهورية الإسلامية، ولكن ما دامت المعادية للأمريكية هي المبدأ السائد في تطلعات النظام الإيراني.

تعليقات

المشاركات الشائعة