البرادعى - أمريكا – أوربا ..شكرا لتعازيكم !

حسين الزناتى

قال الدكتور محمد البرادعي , مُعلقًا علي الانفجار الذي وقع أمام مديرية أمن القاهرة "ان الحلول الأمنية لا تحقق سلامًا دائما، مُؤكدًا انه يتابع المشهد عن قرب من فيينا ", آه والله من "فيينا" !
وأكد على أن "الحلول الأمنية لا يمكن أن تبني سلامًا طويل الأمد، وأن مصر ستبقي في هذا الصراع لفترة ليست قصيرة " ، وأن هذا السبب كان سبب تقدمه  باستقالته من منصبه كنائب للرئيس .
أما وزارة الخارجية الأمريكية , فقد وصفت التفجيرات بأنها "هجمات إرهابية بشعة"، وأن"العنف ليس له مكان فى مصر ويجعل من الصعب تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى" , وحثت جميع المصريين على ممارسة "الهدوء"، وضبط النفس، فى بيئة مليئة بالتحديات الأمنية .  
وفى نفس السياق أدانت "كاثرين آشتون" الممثل السامى للاتحاد الأوروبى للشئون السياسية والأمنية , وبشدة، الاعتداءات التفجيرية و أكدت هى الأخرى , على أن الطريق إلى الديمقراطية سيظل صعبا , وأنه على جميع المصريين أن يقفوا سويا "بروح التسوية " ليبنوا سويا ديمقراطية مستدامة وعميقة .
ولم تذهب قطر بعيداً عندما أعربت وزارة خارجيتها عن إدانتها واستنكارها للتفجير, ووصفته بالعمل الإجرامى الذى استهدف أمن واستقرار مصر وأنه يتنافى وكل القيم والمبادئ الإنسانية، كما جدد البيان موقف دولة قطر الثابت من نبذ كل أشكال العنف أيا كان مصدره أو دوافعه , وبنفس اللغة أدانت الخارجية التركية العمل !
أما حركة 6 إبريل فقد علقت على التفجير بأنه , يؤكد من جديد , على الفشل الأمنى الذريع للداخلية المصرية , أما الضحايا الأبرياء فلم تتحدث عنهم من قريب , أو من بعيد !
لقد جاءت كل هذه التعليقات على الحادث , التى امتزجت فيها دموع التماسيح , بإبتسامات الشماتة , لتؤكد من جديد أن هناك خيط واحد – رفيع لكنه متماسك -  يجمع بين هذه  الأطراف , , وهو فرض القبول بروح التسوية , مع الإخوان , والعودة  إلى التفاوض معهم , وقبولهم من جديد  فى الحياة السياسية , وإلا سيستمر هذا الإرهاب ضد المصريين .
إنهم حاولوا لفت نظر المصريين خاصة قبل ذكرى يناير الثالثة , وتهديدهم من النزول فى هذا اليوم , إلى أنه دون تسوية مع هؤلاء " الإخوان" , والرضوخ لهم ,ولعودتهم من جديد برعاية أمريكية – أوروبية – قطرية  - تركية – برادعاوية , فإن مصر ستبقى على صفيحها الساخن .
جاءت التعليقات لتؤكد من جديد أن مصر ستبقى فى مرمى إرهابهم , وأنه لن يهدأ لهم بال إلا بفرض أدواتهم عليها من جديد , ظناً منهم أن المصريين سيرتعشون , وسيدخلون بيوتهم مرة أخرى , فوق " كنبة " صمتهم !
تخيلوا أن الخوف من القنابل والتفجيرات , سيحول الخامس والعشرين من يناير إلى مأتم يُغلفه الفزع , والندم على ثورته التى أزاحت  دعاة الإرهاب , والتقسيم
.. لكن الشعب المصرى أدهشهم من جديد , وقدم لهم درساً فى صفع الإرهاب , وأدواته مهما تغير وجوه دُعاته .
نزل المصريون – وفى مقدمتهم حزب الكنبة -  يوم السبت الخامس والعشرين من يناير, فى كل ميادين التحرير , ولم يخشوا شيئاً , إحتفلوا بثورتهم التى تخيل البعض أنهم قد كرهوها بسبب الوجوه " الكالحة" "المُتعالية " لبعض النشطاء , ومُحتكرى الحديث بإسمها .
لم ترعب المصريين الطلقات , ولا القنابل , ولا المتفجرات , وواجهوا كل ذلك بالرقص , والغناء , والهتاف 
أثبت المصريون مرة أخرى هذه المرة أنهم  " شعب لا يموت " مهما كانت المؤامرات , وأصحابها .. جماعات كانت أو دول , أو حتى خونة محسوبين عليه ..
ومن هنا أنصح هؤلاء , وأقول لهم من فضلكم إقرأوا التاريخ , حتى تستريحوا من عناء وكلفة مؤامراتكم التى لن تنجح إلا على جثة آخر مصرى على وجه الأرض !!



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة